موقع 24:
2024-11-28@20:33:16 GMT

مع عودة ترامب.. إيران تتجه للهجة تصالحية

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

مع عودة ترامب.. إيران تتجه للهجة تصالحية

في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، أرسلت إيران مسؤولاً كبيراً إلى بيروت لحث حزب الله على قبول وقف إطلاق النار مع إسرائيل. في نفس الوقت تقريباً، التقى سفير إيران لدى الأمم المتحدة مع إيلون ماسك، وهو عرض للدائرة المقربة من الرئيس المنتخب دونالد ترامب. ويوم الجمعة، ستجري محادثات في جنيف مع الدول الأوروبية حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك برنامجها النووي.

كل هذه الدبلوماسية الأخيرة تمثل تغيراً حاداً في اللهجة منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، عندما كانت إيران تستعد لشن هجوم انتقامي كبير على إسرائيل، مع تحذير نائب قائد الحرس الثوري الإسلامي، "لم نترك أي عدوان دون إجابة منذ 40 عاماً".
لهجة تصالحية وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن تحول إيران من الحديث القاسي إلى لهجة أكثر تصالحية في غضون أسابيع قليلة له جذوره في التطورات في الداخل والخارج.
وقال 5 مسؤولين إيرانيين، أحدهم عضو في الحرس الثوري، ومسؤولان سابقان إن قرار إعادة المعايرة كان مدفوعاً بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مع مخاوف بشأن زعيم لا يمكن التنبؤ بأفعاله، ففي ولايته الأولى، اتبع سياسة "أقصى قدر من الضغط" على إيران.

good piece by @farnazfassihi on #Iran's changing position with Trump returning and wekening of Hezbollah https://t.co/BXI4sbhsjQ

— Vali Nasr (@vali_nasr) November 28, 2024

لكنه كان مدفوعاً أيضاً بهزيمة "حزب الله" في لبنان وهو أقرب وأهم حلفاء إيران، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية في الداخل، حيث انخفضت العملة بشكل مطرد مقابل الدولار، ونقص في الطاقة مع اقتراب فصل الشتاء.
وقال المسؤولون الإيرانيون الحاليون المطلعون على التخطيط، والذين طالبوا بعدم إظهار هويتهم لحساسية الأمر، إن هذه التحديات مجتمعة أجبرت إيران على إعادة تقويم نهجها، إلى نهج نزع فتيل التوترات.
وقالوا، إن إيران علقت خططها لضرب إسرائيل بعد انتخاب ترامب لأنها لا تريد تفاقم التوترات مع الإدارة المقبلة، وقال المسؤولون إن خطط ترامب المعلنة لإنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا جذبت إيران.

إيران تستجيب لواشنطن

قبل إجراء الانتخابات الأمريكية، أرسلت إيران كلمة إلى إدارة بايدن بأنها، على عكس مزاعم بعض مسؤولي المخابرات الأمريكية، لم تكن تخطط لاغتيال ترامب.
وقال وزير الخارجية عباس عراقجي يوم الأربعاء، إن إيران رحبت بالهدنة بين حزب الله وإسرائيل، مضيفاً أن "طهران تحتفظ بحقها في الرد على الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران الشهر الماضي، لكنها ستأخذ في الاعتبار التطورات الإقليمية مثل وقف إطلاق النار في لبنان". 

????Update: “If strikes are carried out against our nuclear facilities, Israel will suffer equivalent retaliation against its nuclear facilities!”
- Iranian Foreign Minister
pic.twitter.com/ooGxFgRfIz

— US Civil Defense News (@CaptCoronado) October 21, 2024

من وجهة نظر مدير الشرق الأوسط في تشاتام هاوس سنام وكيل، وهي مجموعة أبحاث سياسية بريطانية، يبدو واضحاً أن إيران تستجيب للتغيرات القادمة في واشنطن، فضلاً عن المشهد الجيوسياسي المحلي والإقليمي المتغير الذي تواجهه الآن.
وقال: "لقد اجتمع كل شيء معاً، والتحول في اللهجة يتعلق بحماية مصالح إيران".
وتقول الصحيفة، إن نظام إيران الغامض، والحكم المليء بالمنافسات بين الفصائل، يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى رسائل مختلطة إلى الجماهير الخارجية وخلافات داخلية حادة، على الرغم من أن المرشد الأعلى علي خامنئي، لديه دائماً الكلمة الأخيرة.
توفي الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي هذا العام وانتخب مسعود بيزشكيان المعتدل في يوليو (تموز) ليحل محله، مع تفويض لتحقيق بعض الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والتواصل مع الغرب. ويتمتع بيزشكيان بسلطة كبيرة على السياسة الداخلية وبعض التأثير في الشؤون الخارجية. 

Elon Musk met with Iranian officials to discuss defusing tensions between America and Iran.

Follow: @AFpost pic.twitter.com/bRc0jMTKHg

— AF Post (@AFpost) November 14, 2024

وبعد أيام فقط من الانتخابات الأمريكية، التقى سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرافاني، بإيلون ماسك، رجل الأعمال الملياردير الذي يستمع إليه ترامب، في مقر إقامة السفير في نيويورك لمناقشة الحد من التوترات مع إدارة ترامب المقبلة. ووصف مسؤولان إيرانيان الاجتماع بأنه "واعد".

خلافات داخلية

وبحسب الصحيفة، فإن الفصائل الإصلاحية والوسطية أبدت ارتياحاً بهذه الأخبار. لكن المحافظين انتقدوها، ووصفوا السفير بأنه "خائن"، مما يشير إلى نوع الصراع الداخلي الذي تواجهه الحكومة بشأن التعامل مع أي شخص في فلك ترامب، الذي خرج من الاتفاق النووي مع إيران في عام 2018، وفرض عقوبات صارمة على البلاد وأمر بقتل جنرال كبير، قاسم سليماني، في عام 2020. 

President Trump announces new sanctions on Iran, saying the US will increase pressure on Tehran "until the regime abandons its dangerous activities"https://t.co/0JplfCX9y1 pic.twitter.com/up0BP1DqPN

— BBC News (World) (@BBCWorld) June 24, 2019

وفي مواجهة رد فعل عنيف بشأن الاجتماع مع ماسك، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية نفياً بعد ثلاثة أيام بأن الأمر لم يحدث إطلاقاً. وفي الأسبوع الماضي، بعد أن انتقدت وكالة تابعة للأمم المتحدة إيران لمنعها المراقبة الدولية لبرنامجها النووي، ردت طهران بتحد، قائلة إنها تسرع البرنامج، بينما تصر أيضاً على أنها "مستعدة للمشاركة المثمرة".
وقال العديد من كبار المسؤولين الإيرانيين علناً إن إيران منفتحة على المفاوضات مع إدارة ترامب لحل القضايا النووية والإقليمية. هذا بحد ذاته هو تحول عن موقف إيران خلال إدارة ترامب الأولى بأنها لن تتفاوض مع واشنطن وأن سياساتها الإقليمية وتطوير الأسلحة كانت من أعمالها الخاصة. 

Iran denies involvement in Trump assassination plot outlined in DOJ report: ‘Malicious conspiracy’ https://t.co/GykWHYfrm1 pic.twitter.com/SXzCk6Ozow

— New York Post (@nypost) November 9, 2024

وقال حسين موسفيان، الدبلوماسي الإيراني السابق والمفاوض النووي الذي يعمل الآن في الشرق الأوسط والباحث النووي في جامعة برينستون، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي: "تطبق إيران الآن ضبط النفس لمنح ترامب فرصة لمعرفة ما إذا كان بإمكانه إنهاء حرب غزة واحتواء نتانياهو.. إذا حدث هذا، فإنه سيفتح الطريق لمفاوضات أكثر شمولاً بين طهران وواشنطن"

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران دونالد ترامب حزب الله إسرائيل إيران الولايات المتحدة ترامب إسرائيل وحزب الله pic twitter com

إقرأ أيضاً:

إيران تسعى لمحادثات مع أوروبا وسط قلق غربي متزايد.. الخوف من العقوبات بسبب البرنامج النووي أبرز الأسباب.. والدعم العسكري لروسيا والحلفاء الإقليميين على الطاولة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تستعد إيران لعقد محادثات مع المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا في أعقاب إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يُدين نقص الشفافية الإيرانية وانتهاكاتها للاتفاق النووي لعام 2015. 

القرار، الصادر في 21 نوفمبر، أكّد شكوك الوكالة في الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، مما قد يمهد الطريق لتفعيل آلية "سناب باك" التي تعيد فرض جميع العقوبات الأممية التي كانت قائمة قبل الاتفاق.

استعداد إيران للمحادثات

رغم إعلان وزارة الخارجية الإيرانية جاهزيتها للتفاوض، يبقى السؤال حول مدى استعدادها لتقديم تنازلات في قضايا رئيسية تشمل: برنامجها النووي، دعمها للقوات الوكيلة في المنطقة، ودورها العسكري في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

البرنامج النووي.. أولوية للمحادثات

البرنامج النووي الإيراني يظل محور الاهتمام الدولي، لكنّه ليس التحدي الوحيد في المفاوضات. تشمل الملفات الأخرى دعم إيران لميليشياتها الإقليمية، توترات مع إسرائيل، تدخلاتها في الحرب الأوكرانية، تطوير الصواريخ، اتهامات بالتورط في عمليات إرهابية عابرة للحدود، وانتهاكات حقوق الإنسان.

قلق غربي من دعم إيران لحلفائها الإقليميين

رغم الضربات الإسرائيلية الأخيرة على جماعات مثل "حماس" و"حزب الله"، فإن إيران تستمر في تقديم الدعم المالي واللوجستي لتعويض خسائرهما. كما تواصل إيران الترويج لرؤية "محور المقاومة" المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة.

المخاوف الأوروبية من دور إيران في الحرب الأوكرانية

يتزايد القلق الأوروبي بشأن تورط إيران في دعم روسيا عسكريًا، خاصةً مع تأثير الحرب على استقرار القارة الأوروبية. هذه الأزمة تشكل تحديًا إضافيًا لأوروبا التي تحاول التوفيق بين دعم أوكرانيا وضغوط اقتصادية داخلية.

برنامج الصواريخ الإيراني.. تهديد قائم

تواصل إيران استعراض قدراتها الصاروخية بعيدة المدى، ما يثير قلق الدول الأوروبية رغم محدودية فعاليتها في مواجهة الدفاعات الإسرائيلية. الاستخدام المتكرر للصواريخ ضد أهداف مدنية في السعودية والعراق يزيد من هذا القلق.

حقوق الإنسان.. ورقة ضغط غربية

تتصاعد الانتقادات الغربية لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، خاصةً بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو 2024، التي شهدت مقاطعة واسعة من الإيرانيين. ومع استمرار الاحتجاجات المحلية وتصاعد الضغوط الدولية، تبدو حقوق الإنسان قضية مركزية في أي مفاوضات مقبلة.

النظرة المستقبلية

تبدو المحادثات القادمة بين إيران والدول الأوروبية حاسمة في تحديد مسار العلاقات الدولية، في ظل تصاعد التوترات بشأن الملفات النووية والإقليمية والإنسانية. ومع ذلك، يبقى نجاحها مرهونًا بمدى استعداد إيران لتقديم تنازلات ملموسة تواجه بها المخاوف الدولية.

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • إيران تبلغ الطاقة الدولية عن نيتها توسيع برنامجها النووي
  • تقرير سري يكشف تطوراً جديداً في برنامج إيران النووي
  • أحمد ياسر يكتب:  2025 عامًا حاسمًا لبرنامج إيران النووي
  • محادثات حاسمة بين إيران والدول الأوروبية حول برنامجها النووي
  • مصادر: المحادثات مع إيران ستتناول النووي والتورط في أوكرانيا
  • إيران المفاوض الخفي في ملف لبنان .. ما هو “لغز” تصريح أسامه حمدان الذي “ينعى” وحدة الساحات؟
  • ليمت المزارعون.. النووي يفاقم أزمة شح المياه في إيران
  • إيران تسعى لمحادثات مع أوروبا وسط قلق غربي متزايد.. الخوف من العقوبات بسبب البرنامج النووي أبرز الأسباب.. والدعم العسكري لروسيا والحلفاء الإقليميين على الطاولة
  • هل تتجه أمريكا وأوروبا إلى طلاق؟