نيوزويك: هل يصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله؟
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
بدأ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، باتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا ينص على وقف العنف لمدة 60 يوما، ويهدف إلى وقف 14 شهرا من الأعمال العدائية التي أوقعت خسائر كبيرة على كلا الجانبين.
وقالت مجلة نيوزويك إن الاتفاق الذي ستشرف لجنة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة على الامتثال له، يتضمن سحب حزب الله لمقاتليه شمال نهر الليطاني وسحب إسرائيل لقواتها تدريجيا من جنوب لبنان، مع نشر قوات الجيش اللبناني.
وقد قتل خلال هذه الحرب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وتعرضت البنية التحتية العسكرية للحزب لأضرار جسيمة، إضافة إلى خسائر بشرية، فضلا عن تشريد عدد من السكان في شمال إسرائيل.
حزب الله محتاج للراحةولإلقاء الضوء على هذا الموضوع تواصلت مجلة نيوزويك مع خبراء إقليميين لتقييم آفاق وقف إطلاق النار، وتداعياته على الاستقرار المستقبلي في الشرق الأوسط، علما أن العديد من اللبنانيين الحريصين على السلام يشعرون بالقلق من احتمال تداعيه وتجدد الحرب.
وقال يزيد صايغ، وهو مؤرخ بمركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت إنه يشك في أن حزب الله سوف يقوض وقف إطلاق النار، لأنه يحتاج بشدة إلى الراحة بعد الهجوم الإسرائيلي الواسع، وهو يرى أن العامل الرئيسي الذي يؤثر على متانة وقف إطلاق النار قد يكون حسابات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السياسية، لأنه من المحتمل أن تأتي لحظة يشعر فيها أن مصلحته في تقويض وقف إطلاق النار أكبر من مصلحته في الحفاظ عليه.
وذكر صايغ أن نتنياهو يواجه معارضة داخلية كبيرة للاتفاق، وبالتالي قد يضطر للمناورة للحفاظ على شركائه من اليمين المتطرف من أجل تأمين فترة ولايته كرئيس للوزراء وتأخير مواجهة المحاكمة بتهم جنائية.
وتابع موضحا: "لا أستطيع أن أفهم حقا لماذا يقبل نتنياهو وقف إطلاق النار مع حزب الله ما لم يكن تلقى رسالة مفادها أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يريد وقف الحرب قبل تنصيبه، وإذا كان الأمر كذلك فالميزان يميل نحو الحفاظ على وقف إطلاق النار ما لم يجعل حزب الله ذلك أمرا مستحيلا".
الاتفاق سيصمدمن جانبه قال هنري جيه باركي، أستاذ العلاقات الدولية، إنه يعتقد أن وقف إطلاق النار سوف يصمد، مع وجود بعض الانتهاكات، ولخص الأسباب التي تجعله يصمد في كون حزب الله لحق به أكبر قدر ممكن من الضرر، وكون الجيش الإسرائيلي منهكا، إضافة إلى سعي نتنياهو اليائس لإظهار نجاح ملموس بإعادة اللاجئين من شمال إسرائيل إلى ديارهم.
أما الباحث في قسم التاريخ بجامعة كاليفورنيا جيمس غيلفين فيرى أن هناك فرصة جيدة جدا لاستمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لأن الحزب كان مشاركا مترددا في الحرب الإسرائيلية دعما لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بصفتها عضوا في محور المقاومة، وقد بدا له أن جلب الموت والدمار للبنان خطوة غير واقعية ولا شعبية في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها البلد.
وبالنسبة لإسرائيل، يرى غيلفين أنها حققت هدفها المتمثل في دفع حزب الله إلى التراجع عن حدودها، إضافة إلى عودة 60 ألف إسرائيلي في الشمال إلى ديارهم مهما كانت التكاليف باهظة، كما أن الجيش الإسرائيلي سوف يتفرغ للتعامل مع الجبهة الجنوبية التي كانت دوما هي التي تهم إسرائيل حقا، مما سيجنب نتنياهو حقل ألغام سياسي بعدم الحاجة إلى تجنيد الإسرائيليين المتشددين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات وقف إطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
كيف سيبدو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا بين لبنان وإسرائيل يوم الثلاثاء.
وقال مسؤول أمريكي كبير لصحيفة معاريف العبرية إن اتفاق وقف إطلاق النار المبرم يتضمن فترة انتقالية مدتها 60 يومًا، ينسحب خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، وينتشر الجيش اللبناني في مناطق محاذية للحدود، وينقل حزب الله أسلحته الثقيلة شمال نهر الليطاني.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشبكة" سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن الحكومة الإسرائيلية ستصوت اليوم الثلاثاء على اقتراح اتفاق لبنان، ومن المتوقع أن يتم تمريره.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت مصادر لبنانية وجود "خطة بايدن - ماكرون" لوكالة رويترز، تهدف إلى الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار خلال 36 ساعة، بحلول صباح الأربعاء.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب لوكالة رويترز "لا توجد عقبات جدية" أمام بدء تنفيذ وقف إطلاق النار الذي اقترحته الولايات المتحدة.
بعد الاتفاقات النهائية بين الجانبين، من المتوقع أن يجتمع مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي للموافقة على الترتيب، وبعد ذلك مباشرة، سيتم عرض الاتفاق على الحكومة للموافقة عليه.
قبل أن يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي دعا نتنياهو إلى اجتماع لقادة الائتلاف، وتشير التقديرات، إلى أن الأغلبية المطلوبة لصالح الترتيب مؤمنة في مجلس الوزراء والحكومة، على الرغم من معارضة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير للاتفاق.
وفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات، فإن الترتيب تقدم بالفعل الأسبوع الماضي، لكن الاقتراح تأخر في اللحظة الأخيرة بسبب قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع السابق جالانت.
أعرب الوسطاء عن قلقهم من أن الطرف الآخر (لبنان، تحت تأثير إيران) قد يتشدد في مواقفه ويقدم مطالب جديدة في ضوء إصدار المذكرات.
في النهاية، تمكن الوسطاء من التقدم، ودخلت المفاوضات الآن المرحلة النهائية.
وفقا لتقارير لبنانية، فإن سبب التقدم هو أن الإسرائيليين قلقون من أنه إذا لم يتم التوقيع على اتفاق في الأيام المقبلة، فإن الولايات المتحدة ستسحب وساطتها بين إسرائيل ولبنان.
أكد مصدر مطلع على التفاصيل لشبكة سي إن إن، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على اتفاق وقف إطلاق النار الناشئ مع حزب الله "مبدئيا" خلال مشاورات أمنية مع مسؤولين إسرائيليين مساء الأحد.
وقال المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين الأسبوع الماضي إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان "في متناول اليد" لكنه أضاف أنه في النهاية "قرار الجانبين".
من ناحية أخرى، كشف مصدر دبلوماسي كبير في بيروت في مقابلة مع صحيفة الأنباء الكويتية أن إسرائيل طلبت تمديد النشاط العسكري في لبنان لأربعة أسابيع إضافية وتضع شروطا جديدة للترتيب، مضيفا أن إسرائيل بعد استنفاد بنك الأهداف العسكرية التقليدية، انتقلت إلى الهجمات في مناطق مختلطة.
وفي الوقت نفسه، التزمت واشنطن الصمت بشأن نتائج اتصالات المبعوث الأمريكي هوكشتاين الإقليمية.
ووفقًا للتقرير، فإن نتنياهو يعمل تحت ضغوط داخلية متزايدة، خوفًا من أن يؤدي إنهاء الحملة دون إنجاز كبير إلى اتهامات بالوقوع في "الفخ اللبناني".
وفي ظل هذه الخلفية، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تحقيق تنازلات لبنانية في إطار وثيقة الالتزامات المتبادلة.
وأضافت صحيفة الجريدة الكويتية أنه على الرغم من التقارير الإيجابية حول محادثات وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل قد تستمر في النشاط العسكري حتى الربيع المقبل.
ووفقا للصحيفة، فإن إسرائيل تعارض العودة إلى الوضع السابق وتسعى إلى إرساء واقع جديد برعاية دولية، مع التركيز على تغييرات جوهرية في آلية عمل اليونيفيل.
ومن بين مطالب إسرائيل تعيين جنرال أمريكي لرئاسة لجنة الإشراف ونشر نحو 200 جندي أمريكي في جنوب لبنان، بعد أربعين عامًا من رحيلهم في أعقاب هجمات 1983.
وتحصل هذه القوة الأمريكية على صلاحيات واسعة، وخاصة فيما يتصل بمنع تعزيز حزب الله عسكريًا وكجزء من هذه الخطوة، تعارض إسرائيل مشاركة فرنسا في اللجنة المشرفة على تنفيذ القرار 1701.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن هذا يأتي ردًا على معارضة لبنان للتدخل البريطاني والألماني، وللتعبير عن عدم الثقة في عمل اليونيفيل خلال الفترة 2006-2023، والذي سمح لحزب الله، بحسب إسرائيل، بإعادة تسليح نفسه.
وتسعى إسرائيل، وفقًا للمصادر، إلى الاستفادة من التصعيد الحالي لتعزيز ترتيب إقليمي أوسع يشمل أيضًا سوريا، مع "تجديد الاتصال بين المسارات".
ويقال إن حزب الله يعمل على إحباط هذه الجهود.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل تستغل الفترة الحالية بدعم من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي أعلن رغبته في "زرع السلام" في المنطقة. وعلى هذه الخلفية،
وبدعم من الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، الذي أعلن رغبته في "زرع السلام" في المنطقة، من المتوقع أن تتزايد الضغوط الدبلوماسية، إلى جانب الضغوط العسكرية الإسرائيلية، في محاولة لتعزيز اتفاقيات السلام مع لبنان وسوريا إلا أن لبنان لا يزال يعارض هذه الخطوة.