العلماء يحلون أخيرا لغز "الوعي الخفي" لدى مرضى إصابات الدماغ وهم في غيبوبة
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
تمكن باحثون أخيرًا من حل لغز "الوعي الخفي"، تلك الظاهرة المحيرة التي يظهر فيها مرضى إصابات الدماغ في غيبوبة رغم وجود بعض الوعي لديهم.
وحدد باحثو جامعة كولومبيا إصابات الدماغ التي قد تكمن وراء "الوعي الخفي" (حيث لا يستطيع المصابون بإصابات الدماغ الاستجابة لأوامر بسيطة، ما يجعلهم يبدون فاقدين للوعي على الرغم من وجود مستوى معين من الوعي)، ما يساعد الأطباء على التنبؤ بالمرضى الذين من المرجح أن يتعافوا بمساعدة إعادة التأهيل.
وتعتمد الدراسة على عمل سابق كشف أن الموجات الدماغية الدقيقة التي يمكن اكتشافها في فحوصات مخطط كهربية الدماغ (EEG) ممكن استخدامها للتنبؤ بالوعي الخفي واحتمال الشفاء بين المرضى المصابين بإصابات الدماغ غير المستجيبة.
ومع ذلك، لم يكن واضحًا حتى الآن أي مسارات محددة في الدماغ تتعطل في حالات "الوعي الخفي".
ويُقدر أن "الوعي الخفي"، الذي يُعرف أيضا باسم التفكك الحركي المعرفي (CMD)، يحدث في نحو 15 إلى 25 % من حالات إصابات الدماغ الناتجة عن صدمة الرأس أو السكتة القلبية أو نزيف الدماغ.
قاد الدراسة طبيب الأعصاب البروفيسور جان كلاسين من جامعة كولومبيا بنيويورك وزملاؤه.
وقال كلاسين: "دراستنا تشير إلى أن المرضى الذين يعانون من وعي خفي يمكنهم سماع وفهم الأوامر الشفهية. لكنهم لا يستطيعون تنفيذ هذه الأوامر بسبب إصابات في دوائر الدماغ التي تنقل التعليمات من الدماغ إلى هذه العضلات".
وحلل الفريق في أثناء الدراسة فحوصات الدماغ المأخوذة عن طريق مخطط كهربية الدماغ لـ107 مرضى يعانون من إصابات في الدماغ.
وأوضح الباحثون أن قراءات مخطط كهربية الدماغ يمكن أن تحدد متى يحاول المرضى - على الرغم من عدم قدرتهم - الاستجابة لتعليمات مثل "استمر في فتح وإغلاق يدك اليمنى".
إقرأ المزيدوبهذه الطريقة، تمكن الفريق من تحديد أن 21 مريضا لديهم "وعي خفي". ثم حلل الفريق فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الهيكلية لجميع المرضى، ومقارنة أولئك الذين يعانون من تفكك حركي معرفي بأولئك الذين ليس لديهم.
وقال الدكتور شي شان، المؤلف المشارك للورقة البحثية، وخبير معالجة الإشارات في جامعة كولومبيا: "باستخدام تقنية طورناها تسمى تحليل المجموعات الثنائية، تمكنا من تحديد أنماط إصابات الدماغ المشتركة بين مرضى التفكك الحركي المعرفي وأولئك الذين ليست لديهم هذه الحالة".
وقرر الباحثون أن الهياكل المتعلقة بالإثارة وفهم الأوامر كانت سليمة في أدمغة جميع مرضى "الوعي الخفي". وهذا يدعم فكرة أن هؤلاء المرضى يمكنهم سماع وفهم الأوامر، لكنهم ببساطة غير قادرين على الاستجابة.
وفي المقابل، لاحظ البروفيسور كلاسين: "لقد رأينا جميع مرضى التفكك الحركي المعرفي يعانون من عجز في مناطق الدماغ المسؤولة عن دمج الأوامر الحركية المفهومة بإنتاج الحركة".
وأوضح أن هذا هو ما "يمنع مرضى التفكك الحركي المعرفي من التصرف بناء على الأوامر اللفظية".
إقرأ المزيدوقال الفريق إن النتائج التي توصلوا إليها قد تساعدنا في تحديد أي من مرضى إصابات الدماغ لديهم تفكك حركي معرفي، وهي حقيقة يمكن أن تدعم التجارب السريرية في استعادة الوعي.
وتابع البروفيسور كلاسين: "تُظهر دراستنا أنه قد يكون من الممكن فحص الوعي الخفي باستخدام التصوير الهيكلي للدماغ المتاح على نطاق واسع، ما يجعل اكتشاف التفكك الحركي المعرفي أقرب إلى الاستخدام السريري العام. وقد لا تمتلك كل وحدة رعاية طبية موارد وموظفين مدربين على استخدام مخطط كهربية الدماغ لاكتشاف الوعي الخفي، لذلك قد يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي طريقة بسيطة لتحديد المرضى الذين يحتاجون إلى مزيد من الفحص والتشخيص".
نُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Brain.
المصدر: إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار الصحة الصحة العامة الطب طب یعانون من
إقرأ أيضاً:
العلماء يرصدون جسم فضائي يقترب من الأرض.. هل الكوكب في خطر؟
رصد علماء الفلك مؤخرا، جسما غامضا يتجه نحو كوكب الأرض، ويُعرف حاليا باسم 3I/ATLAS، والذي يهدد الأرض خلال فترة زمنية قصيرة.
يُعتبر هذا الجسم بين النجوم الثالث من نوعه الذي يتم اكتشافه في تاريخ البشرية، حسب ما ذكرته الجمعية الفلكية بجدة عبر حسابها على فيسبوك.
في البداية، كان يُطلق على هذا الجسم اسم A11pl3Z، وهو جسم فضائي يندفع نحو الداخل في النظام الشمسي، ويُظهر مساراً غير تقليدي لا يشبه مدارات الكواكب أو المذنبات.
حالياً، تتوجه الأنظار إلى دراسة طبيعة هذا الجسم ومصدره، حيث إن اكتشافه يمكن أن يُدعم تصنيفه كأول زائر بين نجمي منذ عدة سنوات.
إذا ما تأكد أن 3I/ATLAS يأتي من خارج النظام الشمسي، فإنه سيصبح ثالث جسم بين نجمي تم رصده بعد:
أومواموا (2017): الذي كان له شكل غريب يشبه سيجاراً طويلاً، والذي غادر قبل أن تُحلل خصائصه، مما أثار جدلاً حول إمكانية كونه مركبة فضائية.
بوريسوف (2019): وهو مذنب ذو مظهر تقليدي لكن سرعته وتركيبه أوضح أنه جاء من خارج النظام الشمسي.
تقوم الفرق العلمية حالياً بمراقبة 3I/ATLAS بدقة، مع أمل أن توفر موضعه الحالي فرصة أفضل لرصد وتحليل خصائصه قبل مغادرته للأبد.
يُشار إلى أن هذا الجسم حالياً يتحرك داخل مدار كوكب المشتري، وبما أنه يتحرك في مسار غير دوري، فإنه قد لا يعود مرة أخرى بعد مروره عبر النظام الشمسي. من المتوقع أن يمر هذا الجسم قريباً من مدار كوكب المريخ ليصل إلى أقرب نقطة له من الشمس في أكتوبر 2025.
تؤكد الحسابات الفلكية الدقيقة على عدم وجود أي خطر متوقع على كوكب الأرض. فعندما يمر 3I/ATLAS بنقطة الحضيض، ستكون الأرض في الجهة المقابلة من الشمس، مما يعني عدم وجود احتمال لاصطدام مباشر أو آثار قريبة.
ما طبيعة الجسم الفضائي؟حتى الآن، لا تزال طبيعة هذا الجسم غير مؤكدة. يشتبه العلماء في أنه قد يكون كويكباً غريباً في مساره أو مذنباً من الفضاء بين النجمي.
رغم محدودية حجم البيانات المتاحة حالياً، تُجمع الأطياف والتحليلات عبر مرصد كاتالينا، ومن المتوقع أن تُشارك أجهزة رصد أقوى مثل تلسكوب فيرا روبين وجيمس ويب الفضائي في تتبع هذا الجسم خلال الأسابيع القادمة.
يُعتبر هذا الاكتشاف مهماً لأنه يوفر فرصة نادرة لدراسة مكونات من خارج نظامنا الشمسي لم تتأثر بتاريخه الديناميكي والكيميائي. قد يكشف هذا الجسم عن معلومات جديدة تتعلق بالكواكب والنجوم الأخرى، وربما حتى عن العمليات التي تحدث في الأقراص النجمية البدائية التي تشكلت فيها هذه الأجسام.
ولأول مرة، يمتلك العلماء الوقت الكافي لرصد زائر بين النجوم وهو في طريقه للمرور، دون أن يكون الوقت قد فات كما حدث مع أومواموا. هذه تعتبر فرصة ذهبية لفك بعض أسرار الكون، وقد تشكل علامة بارزة في تاريخ الاستكشاف الفلكي، وتتيح رؤية شظايا من مجرات بعيدة وهي تمر بجوارنا قبل أن تواصل رحلتها إلى الأبد.