نشطاء يصفون اتفاق وقف القتال بالوهمي بعد استهداف الاحتلال للمدنيين
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل فجر أمس الأربعاء حيز التنفيذ، وينص على انسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان تدريجيا على مدار 60 يوما، وعودة الحزب إلى شمال نهر الليطاني.
ومع بدء سريان الاتفاق التي ترعاه واشنطن وباريس، بدأ عدد كبير من المواطنين اللبنانيين النازحين يعودون تدريجيا بسياراتهم وشاحناتهم إلى مناطقهم ومدنهم وقراهم التي نزحوا منها في جنوب لبنان.
وقد ناشد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي جميع العائدين عدم التسرع وانتظار توجيهات قيادة الجيش، حفاظا على أمنهم وسلامتهم.
كما دعا الجيش اللبناني المواطنين العائدين إلى عدم الاقتراب من المناطق التي تتواجد بها القوات الإسرائيلية، وحذر من أنهم قد يتعرضون لإطلاق نار "القوات المعادية".
استهداف وقصف بالمدفعية
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد حذر سكان جنوب لبنان من التحرك من وإلى نهر الليطاني، وهدد بأن "كل تحرك نحو هذه المناطق يعرض صاحبه للخطر".
ونشر الجيش خريطة للمناطق والقرى المحظورة على عودة النازحين اللبنانيين إليها، على طول الشريط الحدودي. وقال إنه أطلق النار على "المشتبه بهم الذين وصلوا إلى مناطق يحظر الوصول إليها في جنوب لبنان".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بإطلاق المدفعية الإسرائيلية ودبابات الميركافا قذائف على مناطق عدة في الجنوب، وأكدت إصابة عدد من الأشخاص في بلدات مختلفة.
وأثار سلوك الاحتلال غضبا على مواقع التواصل حيث قال نشطاء إن إسرائيل قبلت باتفاق وهمي من أجل قتل المدنيين. وكتب مارسيل راشد: "عملوا اتفاقا كاذبا لتوقف المقاومة ردعها للاحتلال"، مضيفا "الإرهابية إسرائيل نازلة تعمل غارة هون وقصف مدفعي هونيك وضرب للمدنيين بالمسيرات".
كما كتب ملاك حمدة: "هلقد الخوف عامل فيهن؟ ما خصهم إذا منرجع أو لا. هيدي أرضنا وهيدا وطنا وهيدي ضيعنا، ما بحق للصهاينة إنهم يحكوا".
أما وسيم سعد فقال إن جيش الاحتلال "يستخدم صفة "مشتبه بهم" لتبرير قتل المدنيين مستندا إلى الاتفاق الذي يسمح بحماية القوات الإسرائيلية داخل لبنان".
في المقابل، انتقد عبد الحكيم الطريقي موقف حزب الله بقوله: "تقولي انتصرتوا والمشكلة اليهود لا زالوا يهددون أحبابكم في جنوب لبنان".
وأخيرا، كتب علوي السواري: "الصهيوني لا عهد له ولا ذمة، مدفعية العدو الإسرائيلي تقصف المواطنين في خراج بلدة حلتا قضاء حاصبيا جنوب لبنان".
ولم يتوقف الاستهداف الإسرائيلي عند المدنيين فقط لكنه طال الصحفيين أيضا حيث أكدت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية، أن قوات الاحتلال فتحت النار على مجموعة من الصحفيين أثناء تغطيتهم عودة السكان والانسحاب الإسرائيلي من بلدة الخيام، مما أدى إلى إصابة اثنين منهم.
28/11/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جنوب لبنان
إقرأ أيضاً:
طلع عصفور.. جيش الاحتلال يُخطئ فى تحديد هدف على الحدود مع لبنان
أكدت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى أن قوات الجيش اشتبهت فى هدف عند الحدود مع لبنان لكن اتضح أنه عصفور على الأرجح وليس مسيرة لحزب الله.
يذكرأن، قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن هناك عدة عوامل كان لها دورا كبيرا فى قبول رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان بعد إصراره على التصعيد من بينها إرهاق الجيش الإسرائيلى، واستنزاف الذخيرة نتيجة القتال على جبهتين فى لبنان وغزة والمعارضة السياسية الداخلية، إلى جانب رغبة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فى إنهاء الحرب.
القرار جاء نتيجة عدة عوامل، من بينها الخسائر الفادحة التى لحقت بجماعة حزب الله والإرهاق الذى أصاب قوات الاحتياط الإسرائيلية بسبب القتال المستمر، وتناقص مخزون الأسلحة، ورغم التصعيد، كانت أهداف نتنياهو فى لبنان أقل طموحًا من السعى إلى النصر الكامل الذى يطمح لتحقيقه فى غزة.
وفى ظل تصاعد الانتقادات الداخلية من وزراء اليمين المتطرف، ورؤساء بلديات شمال إسرائيل، وقادة المعارضة، قرر نتنياهو قبول اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرًا أن أهدافه قد تحققت إلى حد كبير، وسط ارتفاع مخاطر استمرار الحرب.
قال يعقوب عميدرور، مستشار نتنياهو السابق للأمن القومى، والباحث بمعهد JINSA فى واشنطن: "حزب الله ليس حركة حماس ولا يمكن تدميره بالكامل. هذا لم يكن مطروح ولبنان أكبر من أن يكون ساحة حرب سهلة، وحزب الله أقوى من أن يهزم سريعا".
وقال إن الاتفاق ليس الحلم الذى راود الكثير من الإسرائيليين، ولكنه جاء فى وقت شهدت فيه إسرائيل استنزافًا فى مخزون الذخيرة، وزيادة الضغط على قوات الاحتياط وأشار إلى أن إسرائيل لا تستطيع تحمل سنة أخرى بنفس وتيرة القتال فى الشمال.
وقال المسئولون الإسرائيليون، أن الهدف الرئيسى للعملية، كان ضمان عودة عشرات الآلاف من سكان شمال البلاد الذين تم إجلاؤهم، وأضافوا، أن هدفهم من العملية العسكرية كان دفع مقاتلى حزب الله بعيدًا عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتغيير الواقع الأمنى على الحدود.
وفقًا لمصدرين مطلعين على مشاورات الحكومة الإسرائيلية، لعبت السياسة الداخلية الامريكية دورًا حاسمًا فى توقيت ومضمون الاتفاق، وقال مصدر للصحيفة: "الحرب لم تكن لتستمر إلى الأبد. ترامب أراد إنهاءها، ونتنياهو كان مدركًا لذلك".
السياسة الداخلية فى إسرائيل كان لها دورًا رئيسيًا فى استعداد نتنياهو للتوصل إلى اتفاق ورغم استمرار معارضتهم، لم يهدد حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف بإسقاط الحكومة بسبب وقف إطلاق النار فى لبنان، عكس تعهداتهم العام الماضى بالقيام بذلك إذا توصل إلى اتفاق مع حماس فى غزة.