هل سمعت بالصحراء الأسترالية؟ ما لا تعرفه عن السياحة في رمالها
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
قد لا يعرف كثيرون أن أستراليا تشتهر بأراضيها الشاسعة وأجوائها البرية، وتعدّ واحدة من أكثر الوجهات السياحية سحرا وتنوعا. ويمكن للسياح الانطلاق في جولة تجول عبر المناظر الطبيعية الخلابة في الصحارى والأودية والجبال العالية لاكتشاف جمال استثنائي ومعايشة تجربة فريدة من نوعها.
وخلال الجولات، يسير السياح ساعات طويلة للوقوف على قمة جبل "ماونت سوندير" مع شروق الشمس.
ويعتبر تسلق الجبل خلال الليل المرحلة الأخيرة في هذه الرحلة الأسترالية؛ حيث يمتد مسار التجول الصحراوي "لارابينتا تريل" على مسافة 230 كلم انطلاقا من مدينة "أليس سبرينغز" الصحراوية ويسير عبر سلسلة الجبال "ويست ماكدونيل" الواقعة في القلب الأحمر لأستراليا.
وافتتحت المرحلة الأولى من مسار التجول في عام 1990، ولكن الأمر استغرق حوالي 12 سنة إلى أن تم استكمال مسار التجول بالكامل، والذي يمر عبر المحمية الطبيعية "ويست ماكدونيل"، ويعدّ هذا المسار من أجمل المسارات في أستراليا، فضلا عن أنه واحد من أصعبها.
وعند سلسلة جبال "ماونت سوندير" يظهر أمام السياح سهل لا نهاية له وتنتشر أشجار السنط وسط حشائش السافانا.
ويرجع تاريخ هذه السلسلة إلى 800 مليون سنة وكان ارتفاعها يصل إلى آلاف الأمتار، وكانت طبقات الحجر الرملي والحجر الجيري عبارة عن رواسب قديمة في قاع البحر الداخلي، طويت بواسطة حركات الصفائح، وعملت الرياح والأمطار على صقلها.
وقد تعرف سكان المدن الكبرى على هذه السلسلة الجبلية أول مرة في عام 1938، عندما عرض الفنان العالمي ألبرت ناماتجيرا لوحاته الفنية المرسومة بالألوان المائية في ملبورن، وأحدث هذه المعرض ضجة في الأوساط الفنية وسرعان ما بيعت اللوحات بالكامل.
ويمكن للسياح في نهاية المرحلة الأولى في منطقة "سيمبسونز غاب" أن يتحققوا من أن ناماتجيرا لم يبالغ في وصف روعة السلسلة الجبلية وجمالها؛ حيث تنعكس الجدران الحمراء للمضيق وجذوع أشجار الأوكالبتوس في بركة المياه، وتعتبر هذه المنطقة من أشهر مواقع التصوير التي استغلها المؤثرون على الإنترنت لزيادة شهرة مسار التجول في السنوات الأخيرة.
وتمثل الحرارة مشكلة كبيرة لكثير من السياح، ولذلك يتعين على كل سائح حمل ما بين 3 إلى 4 لترات من الماء يوميا في حقيبة الظهر، بالإضافة إلى ضرورة ارتداء قبعة واسعة الحواف للحماية من أشعة الشمس الحارقة.
ونادرا ما يصادف السياح أماكن ظليلة أثناء السير، لأن الأدغال جافة وتنتشر بها شجيرات الأوكالبتوس الصغيرة، كما أن خصلات العشب الشاحبة تخترق ملابس السياح.
وفي بعض الأحيان تكتسي منطقة "ريد سنتر" باللون الأخضر في فصل الشتاء الأسترالي؛ حيث يشاهد السياح تفتح وردة الصحراء ستورت باللون الأرجواني، وينمو في هذه المنطقة شبه الصحراوية حوالي 600 نوع مختلف من النباتات.
ودائما ما تكون الارتفاعات واضحة، إلا أنه في بعض أقسام مسار التجول يتطلب الأمر من السياح بذل مزيد من الجهد، وخلال المرحلة الثالثة يتمكن السياح من الخروج من مضيق "ستاندلي تشاسم"، وهنا يتجمع السياح فوق درجات صخرية شديدة الانحدار تعرف باسم "سنام الجمل"، وبعد ذلك تتم مواصلة السير وسط الطبيعية الصخرية.
وتتسارع أنفاس المتجولين أثناء السير، إلا أن المشاهد الطبيعية تستحق كل هذا الجهد، وتظهر بعض النباتات ذات الجذوع البيضاء الناعمة وهي تتشبث بالجدران الصخرية الحمراء، كما تنمو نباتات السيكاديات على المنحدرات الجبلية، وتعتبر هذه النباتات دليلا على أن أستراليا كانت تشهد في الماضي هطول الأمطار بكثرة، وعلى حافة الطريق يشاهد السياح طيور الحمام ذات الرأس الأحمر والوجه الأزرق الفاتح.
وقد ظلت هذه المناطق النائية مجرد براري غريبة حتى لدى الأستراليين أنفسهم، وعلى طول مسار التجول تظهر أماكن كثيرة لقبائل الأريرنت التي عاشت هنا منذ آلاف السنين، وتشير المعلومات إلى الأهمية التاريخية والثقافية لمثل هذه الأماكن.
وخلال جولة التجول يمكن للسياح النوم بشكل مريح في خيام السفاري على ضفاف أحد الأنهار الجافة والاستمتاع في المساء بالعشاء حول نار المخيم، وفي حالة التجول من دون تنظيم الرحلة من شركة سياحية فإنه يمكن النوم في كيس نوم أو على حصيرة نوم مع نهاية كل مرحلة أو المبيت في أحد مواقع التخييم العديدة المنتشرة على مسار التجول.
ولا توجد في المنطقة حمامات للاستحمام على مسار التجول، لكن تتوافر فجوات مائية مثل منطقة "غلين هيلين جور"، وهي عبارة عن فجوة في جدار عملاق باللون الأحمر، وتمتاز هذه المنطقة بجمالها البديع الذي يضم اللون الأزرق للبحيرة واللون الأخضر لنباتات البوص، وتبدو كأنها إحدى لوحات الفنان ناماتجيرا.
وتبدو مياه البحيرة الطبيعية عميقة ورقراقة، وترتفع من فوقها الأبراج الصخرية، وتعتقد قبائل الأريرنت أن ثعبانا ضخما يحرس البحيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
القدس الدولية”: العدو يوظف السياح غير المسلمين لتغيير هوية المسجد
الثورة نت/
كشفت مؤسسة القدس الدولية عن أن شرطة العدو الإسرائيلي توظف السياح غير المسلمين وسيلة لتغيير هوية المسجد الأقصى المبارك.
وقالت المؤسسة في بيان اليوم الأربعاء: إن “شرطة العدو تتعمد إدخال السائحات إلى المسجد الأقصى دون غطاء للرأس وبملابس فاضحة لا تراعي الحد الأدنى من قدسية المسجد ومن الحِشمة التي يقتضيها احترامه كمقدس؛ حتى أثناء دخولهم إلى الجامع القبلي بين الصلوات”.
واعتبرت هذا عدوان تقصد به شرطة الاحتلال السعي إلى نزع صفة القداسة الإسلامية عن المسجد الأقصى.
وأضافت أن “شرطة العد رعت رفع علم العدو داخل الأقصى بيد مجموعة من السياح الألمان المناصرين للصهيونية في رابع أيام “الفصح” العبري، ليكملوا بذلك عدوان المستوطنين، وليشكلوا أداة عدوان جديدة على المسجد وهويته تحت رعاية الشرطة”.
وأوضحت أن شرطة العدو تسمح للسياح غير المسلمين بالتجول الحر في أنحاء المسجد أفرادًا ومجموعات دون مرافقة أي مرشد أو دليل من الأوقاف يضبط الزيارة وفق ما تقتضيه قدسية المسجد.
وتابعت أن “هذا ما يجعل من المتكرر جلوسهم على مصاطبه وفي صحن الصخرة وعلى أدراجها، وتحويلها إلى مواقع لجلسات التصوير بمختلف الأشكال، وهو ما يضيف شكلًا آخر من أشكال امتهان قدسية المسجد”.
وأكدت أن زيارة السياح للأقصى أو لأي مقدس من مقدسات المسلمين هو قرار إسلامي خالص، وشأن حصري للإدارة التي تتولى المسؤولية عنه وهي الأوقاف الإسلامية التابعة للحكومة الأردنية.
وبينت أن منعه أو السماح به يُفترض أن يُتخذ وفق اعتبارات تحفظ هوية الأقصى كأحد أقدس مقدسات المسلمين، وضمن اعتبار الدعوة إلى الله وتبيان الحق للناس باعتباره المقصد الأول للرسالة الإسلامية.
وقالت: إن “الوضع الحالي الذي توظف فيه شرطة العدو دخول السياح كأداة عدوان على المسجد تكمل اقتحامات المستوطنين”.
ووجهت القدس الدولية نداءً لأهالي القدس والأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية لاستنهاض الهمم، والمبادرة الفردية والجماعية لشد الرحال إلى الأقصى.
ودعت إلى عقد حلقات القرآن ومجالس العلم فيه رغم التضييق، منعًا لاستفراد العدو به، ووقوفًا في وجه عدوانها المستمر على هويته، وتحقيقًا لمعنى الرباط ذودًا عنه.