فصائل معارضة تقطع الطريق الدولي بين دمشق وحلب
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
قطعت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها الطريق الدولي الذي يصل العاصمة دمشق بحلب كبرى مدن شمال سوريا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، على وقع اشتباكات متواصلة منذ الأربعاء مع الجيش السوري عقب هجوم مباغت للهيئة على مناطق النظام في شمال غرب البلاد.
وقال المرصد "قطعت هيئة تحرير الشام والفصائل المساندة لها طريق دمشق-حلب الدولي (إم 5) عند بلدة الزربة في ريف حلب، إضافة إلى السيطرة على عقدة الطريقين الدوليين "إم 4" و"إم 5" عند مدينة سراقب"، ما أدّى إلى توقّف الطريق الدولي عن العمل بعد سنوات من إعادة فتحه.
وقتل أكثر من 150 جنديا سوريا ومقاتلا من هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين في شمال غرب البلاد، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس، في وقت أفادت وزارة الدفاع السورية من جهتها عن التصدي "لهجوم كبير" في ريفي حلب وإدلب.
وأفاد المرصد عن ارتفاع عدد القتلى "خلال المعارك المستمرة منذ فجر الأربعاء" إلى 153، هم 80 من هيئة تحرير الشام، و19 من فصائل الجيش الوطني، و54 عنصرا من قوات الجيش السوري في الاشتباكات التي اندلعت بعد شنّ الهيئة وفصائل متحالفة معها "عملية عسكرية" منذ الأربعاء على مناطق النظام في حلب.
وتعدّ هذه المعارك التي تدور في ريفي إدلب وحلب "الأعنف" في المنطقة منذ سنوات، وفق المرصد، وتدور في مناطق تبعد قرابة 10 كيلومترات من أطراف مدينة حلب.
وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة.
وشهدت جبهات ريف حلب في شمال سوريا هدوءا لأشهر طويلة قبل هذه المعارك.
ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، وأعقب هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفا متبادلا تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب دمشق وموسكو.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: هیئة تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
بعد توقفها لأكثر من 4 سنوات.. لماذا تجددت المعارك في سوريا؟
عادت المعارك لتشتعل في شمال غرب سوريا، بعد هدنة استمرت منذ عام 2020، بين الجيش السوري من جهة وهيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة من جهة أخرى.
وشهدت مناطق ريف حلب وإدلب خلال الأيام الأخيرة مواجهات دامية أسفرت عن مقتل نحو 100 عنصر من الطرفين، وفقًا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إطلاق عملية عسكرية جديدةأطلقت هيئة تحرير الشام يوم الأربعاء عملية عسكرية أسمتها “ردع العدوان” في ريف حلب، مستهدفة مواقع الجيش السوري.
وأسفرت العملية عن مقتل 37 جنديًا سوريًا، بينهم أربعة ضباط، بالإضافة إلى مقتل 44 عنصرًا من مقاتلي الهيئة، وشهدت الاشتباكات تقدمًا ميدانيًا لهيئة تحرير الشام التي سيطرت على 21 قرية في أقل من 12 ساعة.
في المقابل، رد الجيش السوري بشن غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية للفصائل المسلحة، إلى جانب قصف مناطق سكنية قرب إدلب، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، بينهم ثمانية أطفال، وإصابة 12 آخرين.
أهداف العملية وتطور الأوضاعتهدف هيئة تحرير الشام من عمليتها العسكرية إلى إعادة نحو 100 ألف مهاجر إلى مدنهم وقراهم التي تسيطر عليها الميليشيات المدعومة من إيران، حسبما ذكرت تقارير إعلامية.
وتستمر المواجهات مع تقدم الهيئة في ريف حلب الغربي، في وقت تستمر فيه عمليات القصف من قبل الجيش السوري على مناطق في إدلب وأريحا وسرمدا، مما أدى إلى نزوح مئات العائلات نحو الحدود التركية.
الصراع في شمال غرب سوريااندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، ومنذ ذلك الحين تمكن نظام الرئيس بشار الأسد، بدعم من روسيا وإيران، من استعادة السيطرة على معظم أراضي البلاد، ومع ذلك، تظل مناطق شمال غرب سوريا تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، التي تُصنَّف منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وروسيا عام 2020، استمر التوتر في هذه المناطق، خاصة مع غياب حل سياسي شامل للأزمة السورية. وتظل هذه المنطقة من أكثر المناطق تعقيدًا في الصراع، حيث تواجه هيئة تحرير الشام ضغطًا من القوات السورية والروسية، إلى جانب منافستها لفصائل مدعومة من تركيا.
انعكاسات العمليات العسكرية وتزامنها مع التطورات الإقليميةتزامنت هذه المواجهات مع التهدئة في جنوب لبنان بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تشير إلى تصعيد محتمل في جنوب سوريا، لا سيما في حال أقدمت إسرائيل على تحركات عسكرية في مناطق القنيطرة ودرعا.
في الوقت ذاته، يُنظر إلى التصعيد شمالًا على أنه محاولة للضغط على النظام السوري سياسيًا أو لإعادة رسم موازين القوى على الأرض، مما يعكس استمرار تعقيد المشهد السوري في ظل تضارب المصالح الدولية والإقليمية.