الإسكان الاجتماعي والتمويل العقاري.. فرص ذهبية للمواطنين وتساؤلات حول الحكم الشرعي والربا
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
شهدت الأيام الأخيرة زيادة في التساؤلات حول حكم شراء الشقق بنظام الإسكان الاجتماعي من خلال التمويل العقاري، حيث يتم حاليًا طرح العديد من شقق الإسكان الاجتماعي في عدة مدن بمختلف المحافظات ضمن مشروعات الحكومة المصرية، والتي تشمل وحدات سكنية تتنوع في المساحات والأسعار مناسبة لجميع الفئات، ومؤخرًا أعلنت وزارة الإسكان عن أكبر طرح للأراضي السكنية في 20 مدينة جديدة، كما تدور التساؤلات حول التعامل مع البنوك، ومن يتخذ تلك الشقق المتاحة لمحدودي ومتوسطي الدخل كاستثمار طويل الأمد.
هل شقق الإسكان الاجتماعي بنظام التمويل العقاري حرام؟
وردًا على هذه التساؤلات، أشار الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أن شراء شقق الإسكان الاجتماعي بنظام التمويل العقاري جائز ومستحب.
وأوضح أن هذا النظام يهدف إلى توفير السكن للمواطنين محدودي الدخل ويُعدُّ من مشروعات الدولة الرامية إلى التخفيف عن المواطنين وتحقيق الأمان السكني على المدى البعيد.
وأكد الشيخ عبد السميع أن الدولة تتعاون مع البنوك لدعم هذه المبادرة، ما يعكس أهدافًا نبيلة تشمل تعمير الأرض وتوفير إسكان لائق في أماكن منظمة وبأسعار معقولة. وأضاف أنه لا يُسأل عن مشروعية هذا السكن، نظرًا لأن الغاية منه هي خدمة المواطنين وتحقيق مصلحة عامة، وما يترتب عليه من تمويل يعد جائزة شرعًا وفقًا للضوابط المتبعة.
وفي فتوى سابقة، كانت دار الإفتاء قد أوضحت حكم شراء العقارات عن طريق البنوك، حيث أكدت أن البيع بالتقسيط مع زيادة في الثمن نظير الأجل جائز شرعًا وفقًا لمذهب جمهور الفقهاء. وأشارت إلى أن هذه المعاملات تندرج تحت مسمى "المرابحة" وهي من أنواع البيوع الجائزة شرعًا طالما أن الشروط واضحة، وهي تمثل حاجة ماسة للناس سواء بائعين أو مشترين.
مشروعية الانتفاع بشقق الإسكان الاجتماعيفيما قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن مشروعات الإسكان الاجتماعي التي تتبناها الدولة وتقدمها للمواطنين عبر التمويل العقاري، ليست محل شبهة ربا، لأن هذه المشروعات تهدف إلى توفير السكن للمواطنين من خلال تمويل شرعي يتسم بالوضوح والشفافية.
وأكد عثمان أنه لا يوجد أي شبهة ربا في معاملات التمويل العقاري، وأن هذه المعاملات تتبع نظامًا تمويليًا واضحًا ومقبولًا شرعًا، حيث لا يعد التمويل العقاري من باب الربا بل هو تمويل يتماشى مع الضوابط الشرعية المقررة، وأكد أنه يمكن للأفراد التقدم للحصول على تمويل عقاري لشراء شقق ضمن مشروعات الإسكان دون قلق من وقوعهم في شبهة الربا.
وأضاف أمين الفتوى أن المبادرات الحكومية مثل "سكن لكل المصريين" تتوافق مع الشريعة الإسلامية، شريطة أن يتم التعاقد بشكل صحيح وضمن الضوابط التي تضمن عدم التلاعب أو استغلال الطرف الآخر.
هل شراء شقق بنظام التمويل العقاري يعتبر ربا؟
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن نظام التمويل العقاري المستخدم في مشروعات الإسكان الاجتماعي لا يعتبر ربا، طالما أنه يتم وفقًا لقواعد الشريعة الإسلامية.
وأضاف وسام أن التمويل العقاري يتم عبر عقود واضحة، تتم من خلالها زيادة في الثمن نتيجة التأجيل، وهو أمر جائز إذا كان كل شيء واضحًا في شروط العقد، بما في ذلك قيمة الوحدة السكنية وأجل السداد.
وأوضح وسام أن هذه الطريقة في البيع والشراء ليست من الربا المحرم، بل هي نوع من التمويل المتوافق مع الشريعة، وأشار إلى أنه لا مانع شرعًا من زيادة الثمن إذا تم الاتفاق عليها بوضوح بين الأطراف ودون غموض أو استغلال.
التنازل مقابل مال عن وحدات الإسكان الاجتماعي بعد الحصول عليها
وفي سياق متصل، يقدم الكثير من الناس إلى طرح شقق الاسكان الإجتماعي كنوع من الاستثمار وليس الحاجة المادية والإجتماعية كما تهدف منها الدولة لإتاحة وحدات سكنية منخفضة التكلفة للمواطنين من محدودي ومتوسِّطي الدخل، حيث يتقدم الشخص للحصول عليها من أحد مشاريع الإسكان الإجتماعي، وبعد تخصيص وِحدة سكنية باسمه يقوم بالتنازل عنها لشخص آخر مقابل المال.
وضحت دار الإفتاء المصرية في فتواها رقم 8261 لفضيلة الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية السابق أنه يجب على من يفعل ذلك الالتزامُ بما وَرَد في عقد تخصيص الوِحدة السكنية المذكورة مِن شروط، ولا يجوز له شرعًا التنازلُ عن حقِّ تخصيص تلك الوِحدة الصادر بِاسْمِهِ لشخصٍ آخَر مقابِلَ مالٍ إلا بعد استيفاء الشروط المُبيحة لهذا التصرُّف وفقًا للعقد الذي بينه وبين الجهة المختصة.
حماية المواطنينمن خلال هذه الفتاوى الشرعية، تؤكد دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف أن الحصول على شقة من الإسكان الاجتماعي عبر نظام التمويل العقاري هو أمر جائز شرعًا، طالما أنه يتم وفقًا لعقود واضحة لا تحتوي على أي شكل من أشكال الربا أو الاستغلال، وتدعو الفتاوى إلى ضرورة الالتزام بالشفافية والمصداقية في هذه المعاملات لضمان تحقيق المصلحة العامة وعدم الإضرار بأي طرف.
في الختام، يبقى من الأهمية بمكان أن يظل المواطن على دراية بالشروط الدقيقة التي تضمن صحة معاملاته المالية، وأن يلتزم بالقواعد الشرعية عند التقدم للحصول على تمويل عقاري أو شراء شقة من مشروعات الإسكان الاجتماعي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكان الاجتماعي التمويل العقاري شقق شقق الإسكان الاجتماعي ربا شقق الإسکان الاجتماعی التمویل العقاری الإفتاء المصریة مشروعات الإسکان أمین الفتوى من مشروعات أن هذه
إقرأ أيضاً:
المشاط: 14.5 مليار دولار حزم التمويل التنموي للقطاع الخاص منذ 2020
استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، جهود تعزيز الاستثمارات الخضراء، ودعم البنية التحتية المستدامة في إطار جهود الدولة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وذلك خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب لمناقشة التنفيذ الفعلي لخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسنة المالية 2023/2024 وأبرز المؤشرات الاقتصادية، بحضور الدكتور فخري الفقي ، رئيس اللجنة والنواب أعضاء لجنة الخطة والموازنة.
تعزيز الاستثمارات الخضراء
وخلال الاجتماع، قالت الدكتورة رانيا المشاط إن إطار العمل الجديد للوزارة يهدف إلى تعزيز الاستثمارات الخضراء، ودعم البنية التحتية المستدامة في إطار جهود الدولة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر ، ومن هذا المُنطَلَق، تعمل الوزارة على تضمين البُعد البيئي في منظومة التخطيط من خلال إطلاق "دليل معايير الاستدامة البيئية"، وبموجب تلك المعايير تُمثّل نسبة المشروعات الاستثمارية الخضراء المُدرجة ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية للعام المالي عام 24/2025 حوالي 50% من إجمالي الاستثمارات العامة مقارنة بنسبة 15% في عام 20/2021، حيث تشكل مشروعات النقل الاخضر حوالي ٥٠٪ من الاستثمارات العامة الخضراء، كما أنها تعد من أهم مشروعات "التخفيف" من حدة تأثير التغيرات المناخية، خاصة في ضوء مواصلة تنفيذ الاستثمارات الخاصة بتوسعة شبكة مترو الانفاق ووسائل الجر الكهربائي حيث بلغت الاستثمارات المنفذة في مجال التوجه للنقل الأخضر من خلال توسعة شبكة مترو الأنفاق والتحول للطاقة النظيفة حوالي 115 مليار جنيه عام 23/2024.
برنامج "نُوَفـي"
وذكرت أنه بالتوافق مع مُستهدفات الإستراتيجية الوطنية للتغير المناخ في مصر 2050، أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي برنامج "نُوَفـي" كبرنامج ذو طابع إستراتيجي وديناميكي وتشاركي وفقًا لمنهج متكامل مُتعدّد الأطراف مع شركاء التنمية، حيث يُمثّل البرنامج نموذجًا إقليمياً فاعلاً ومنهجاً للتمويل المُيسّر للتعامل مع قضايا التغيّر المناخي: التخفيف والتكيّف والمرونة مع التركيز على الانتقال العادل للاقتصاد الأخضر، ومن هذا المُنطَلَق، يوفر هذا البرنامج نهجًا فعَّالًا يركز على الإنسان من أجل معالجة تأثيرات تغير المناخ والعوامل المحركة له.
وأوضحت أنه تم تصميم برنامج" نُوَفِّــي" بناء على علاقة تبادلية ديناميكية بين ثلاثة قطاعات لمحور (الطاقة والمياه والغذاء) وكافة المشروعات التي يتضمنها تندرج في إطار تكاملي لخدمة القطاعات الثلاثة لهذا المحور، وجاء البرنامج ليعكس التزامات طويلة الأمد تمتد إلى عام2050، ويتبع البرنامج نمط التمويل التنموي المُيّسر الذي يتيح أدوات للتمويل المختلط، ويستند إلى كل من الجهود التنموية للدولة والوزارات الوطنية في كافة القطاعات، والتمويلات الإنمائية الميسرة المقدمة من شركاء التنمية، إلى جانب جذب القطاع الخاص من خلال استثماراته، والاستفادة من الخدمات الاستشارية والخبرات المتاحة من الجهات ذات الصلة لرفع كفاءة وجدوى المشروعات لتكون جاذبة للتمويلات.
التمويلات الميسرة للقطاع الخاص
وأضافت أنه امتداداً لجهود الوزارة في حشد التمويل من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة، تعمل الوزارة على زيادة معدلات التمويل الإنمائي للقطاع الخاص، حيث بلغ مقدار حزم التمويل التنموي للقطاع الخاص من الشركاء متعددي الأطراف والثنائيين ما يزيد على 14,5 مليار دولار منذ 2020، تتوزع بين القطاعات الاقتصادية المختلفة، وعلى رأسها قطاع البنوك والمؤسسات المالية، وقطاع الطاقة، وقطاع النقل والخدمات اللوجيستية، والتحول الأخضر.
وأكدت أنه إيمانا من الدولة بأهمية دور القطاع الخاص والعمل عل تحفيز المستثمرين وخاصة في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة، فقد قامت الدولة بتقديم دعم إضافي قدره 7.6 مليار جنيه لتطوير البنية التحتية لشبكات النقل والربط لاستيعاب الطاقة المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة، و تحديد أهداف واضحة لزيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكلي مما يوفر رؤية واضحة للمستثمرين في هذا المجال التنموي المهم.
ونوهت بأنه ضمن ثمار الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الدولة والتي عززت الاستثمارات الخاصة بقطاع الطاقة النظيفة والمُتجددة وتحسين بيئة الأعمال لجذب الاستثمارات في هذا المجال، التعاقد على نحو 4200 ميجاوات في إطار محور الطاقة لبرنامج" نُوَفِّــي"، و تم توفير تمويلات ميسرة لشركات القطاع الخاص من شركاء التنمية الدوليين بقيمة 3,9 مليار دولار.
وأشارت إلى أن أبرز محاور التعاون الدولي للدعم الفني وجهود تمويل المشروعات الداعمة للقطاع الخاص من خلال شركاء التنمية الدوليين تتمثل في دعم تطوير البنية التحتية في مصر، عبر توفير التمويل اللازم للمشروعات الكبرى التي تُساهم في تحسين جودة الحياة ودفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام، وبالإضافة إلى ذلك، يعزز شركاء التنمية جهود توطين الصناعة في مصر، مما يُسهم في خلق فرص عمل جديدة وتطوير التكنولوجيا المحلية، ودعم القُدرات الإنتاجية الوطنية بما يتماشى مع المعايير العالمية.
ويضاف إلى ذلك التعاون مع شركاء التنمية لتعزيز جهود الدولة المصرية في مجال تنمية رأس المال البشري وتحفيز الابتكار، حيث يدعم شركاء التنمية مبادرات ومشروعات التنمية البشرية والابتكار في مصر عبر تقديم برامج تدريبية وتمويلات لدعم التعليم والبحث العلمي، هذه المبادرات تساعد في بناء قدرات الشباب وتعزيز ثقافة الابتكار، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز التنمية الصناعية والنمو الاقتصادي من خلال الاقتصاد المعرفي.
وذكرت الوزيرة أنه يتكامل مع ذلك مساهمة شركاء التنمية في دعم التحول الأخضر في مصر من خلال تقديم التمويلات والخبرات لتنفيذ المشروعات البيئية المستدامة، وتشمل هذه المشروعات الطاقة المتجددة وإدارة الموارد المائية وتقليل الانبعاثات الكربونية، مما يعزز قدرة مصر على مواجهة التحديات البيئية وتحقيق التنمية المستدامة، كما يلعب شركاء التنمية دوراً مهماً في تحسين بيئة العمل والسياسات الداعمة في مصر من خلال تقديم الاستشارات والتمويلات للمشروعات التي تُحسّن مناخ الأعمال.
وأوضحت أنه في هذا السياق، أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي منصة حـافِـــز للدعم المالي والفني للقطاع الخاص وذلك في إطار جهود الدولة لتعظيم الاستفادة من أفضل بدائل التمويل المبتكرة المتاحة من مؤسسات التمويل الدولية، وشركاء التنمية لتمكين القطاع الخاص، مضيفة أنه من هذا المُنطَلَق، تُعتبر "حـافِـــز " منصة متكاملة تربط شركاء التنمية، والوكالات، والحكومة، ومجتمع الأعمال المحلي، بهدف تعزيز التواصل والربط بين مختلف شركات القطاع الخاص وشركاء التنمية، وتعظيم الاستفادة من التمويلات التنموية والدعم الفني والاستشارات والمصادر المعرفية، بالإضافة إلى تقليل الفجوة المعلوماتية وتجاوز الحاجز اللغوي الذي يحول دون حصول الشركات على العديد من الخدمات من شركاء التنمية، مع إتاحة المعلومات حول أنسب الحلول المالية وغير المالية المتاحة.
وأضافت "المشاط" أنه اتصالا بالحديث عن تعزيز دور القطاع الخاص خصوصا ما يتعلق بتحفيز ريادة الاعمال الداعمة لخلق فرص العمل، وفي إطار أعمال المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، فإن الحكومة تستهدف تعزيز قدرة الشركات الناشئة وبيئة ريادة الأعمال لتحقيق نمو اقتصادي مستدام ومتسارع قائم على التنافسية والمعرفة ويسهم في خلق فرص عمل لائقة.
ونوهت بأن المجموعة الوزارية عقدت عددًا من الاجتماعات تم خلالها وضع هيكل تنظيمي بتشكيل أمانة فنية وأربع مجموعات عمل مشكلة من ممثلي مجتمع ريادة الاعمال وهي : صياغة السياسات والأطر التشريعية والتمويلية، التنسيق بين المبادرات والمشروعات الخاصة بالشركات الناشئة، التنسيق بين المبادرات والمشروعات الخاصة بالشركات الناشئة،وربط التحديات في القطاعات المختلفة مع الحلول الابتكارية التي تقدمها الشركات الناشئة
وأشارت إلى استمرار مجموعات العمل في الانعقاد، من أجل إعداد ميثاق لمجتمع الشركات الناشئة في مصر، والانتهاء من وضع التعريف الموحد للشركات الناشئة، ووضع إجراءات قصيرة المدى لدعم الشركات الناشئة والحد من هجرة الشركات الناشئة.