"بين الأمل والقلق.. هل يمهد وقف إطلاق النار الطريق إلى سلام دائم في جنوب لبنان؟
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
تعيش المنطقة حالة من الترقب الشديد بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، مما أثار العديد من التساؤلات بين المتابعين حول موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، فبينما يعكس الاتفاق العسكري بين الجانبين بداية مرحلة جديدة من الهدوء النسبي، إلا أن العديد من القضايا العالقة لا تزال تثير القلق والتساؤلات، خصوصًا فيما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.
الوقف المؤقت للقتال والقلق من المماطلة
تم الإعلان عن وقف إطلاق النار برعاية الولايات المتحدة وفرنسا في أعقاب سلسلة من الهجمات المتبادلة بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي. الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ منذ أيام، نص على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من بعض المناطق اللبنانية، في الوقت الذي يلتزم فيه حزب الله بعدم التصعيد العسكري.
لكن رغم هذا التوقف المؤقت للقتال، يظل السؤال الأبرز لدى المتابعين هو: متى ينسحب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من الأراضي اللبنانية؟
وقد أثير هذا التساؤل بعد التأكيد على أن الانسحاب الإسرائيلي سيكون تدريجيًا على مدى 60 يومًا، وهو ما يراه البعض فترة طويلة وقد يؤدي إلى مماطلة أو تأخير في تنفيذ الاتفاق على الأرض، و الكثير من المتابعين يراقبون عن كثب لتحديد ما إذا كانت هذه الفترة الزمنية ستشهد انسحابًا حقيقيًا على الأرض أم أنها ستكون مجرد خطوة سياسية لتخفيف الضغوط الدولية.
المشهد العسكري على الأرض:
العديد من المحللين العسكريين يشيرون إلى أن انسحاب الجيش الإسرائيلي يتطلب العديد من الإجراءات اللوجستية المعقدة. فإسرائيل لا تستطيع ببساطة سحب قواتها بشكل مفاجئ دون التأكد من تأمين المناطق التي تحتلها، خصوصًا في ظل وجود عناصر حزب الله في المناطق الجنوبية، والتهديدات المستمرة التي قد تطرأ من قبل الجماعات المسلحة.
كما أن التحركات على الأرض قد لا تكون بالأمر السهل، حيث أن القوات الإسرائيلية قد تحتاج إلى إتمام انسحابها عبر إجراءات محددة تتعلق بإزالة المنشآت العسكرية، تفكيك البنى التحتية التي أقامتها خلال فترة وجودها في الأراضي اللبنانية، إلى جانب تنسيقها مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لضمان سير العملية بسلاسة.
التحديات السياسية والضغوط الدولية
القلق الأكبر يتزايد في لبنان والمجتمع الدولي بشأن تأخر الانسحاب الإسرائيلي. في الوقت الذي يُعتبر القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة عام 2006 مرجعية رئيسية لتنظيم العلاقات بين لبنان وإسرائيل، فإن تنفيذ هذا القرار في سياق الوضع الراهن يتطلب التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل.
وتحت ضغط المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، التي رعت اتفاق وقف إطلاق النار، قد تضطر إسرائيل إلى تسريع خطواتها لتفادي الانتقادات أو تدهور الوضع في المنطقة. ومع ذلك، يشير البعض إلى أن إسرائيل قد تسعى للاستفادة من فترة التوقف الحالية لإعادة تقييم موقفها العسكري وتعزيز وجودها الأمني على الحدود، وهو ما قد يسبب تعثرًا في عملية الانسحاب الفعلي.
ماذا عن حزب الله؟
في المقابل، يطرح البعض تساؤلات حول دور حزب الله في هذه المرحلة، هل سيظل ملتزمًا باتفاق وقف إطلاق النار أم أنه سيواصل تحركاته العسكرية في مناطق معينة؟ وكيف ستؤثر تحركاته على تقدم أو تأخير انسحاب الجيش الإسرائيلي؟
خبراء في الشأن اللبناني يشيرون إلى أن حزب الله قد يبقى في حالة من التأهب على طول الحدود الجنوبية، استعدادًا لأي تصعيد مستقبلي من قبل إسرائيل، خاصة في ظل عدم وجود ضمانات ملموسة بتنفيذ كامل للانسحاب الإسرائيلي. كما أن عدم ضمانات خروج القوات الإسرائيلية قد يزيد من انعدام الثقة بين الأطراف، مما يعرقل تنفيذ الاتفاق بالكامل.
أستاذ علوم سياسية: وقف إطلاق النار في غزة يتطلب ترتيبات أمنية واستراتيجيةانسحاب طويل الأمد أو حل سريع؟
بينما يترقب الجميع الانسحاب الإسرائيلي في ظل وقف إطلاق النار، يبقى السؤال الأهم في أذهان المتابعين هو: هل سيحدث الانسحاب فعلاً في الوقت المحدد أم أن العملية ستواجه عراقيل جديدة؟
التوقعات تشير إلى أن تطبيق الاتفاق بشكل كامل قد يستغرق وقتًا أطول مما تم الإعلان عنه. في النهاية، ستكون هناك العديد من العوامل التي ستؤثر على هذه العملية، بدءًا من الوضع العسكري على الأرض، وصولًا إلى الضغوط الدولية والداخلية على إسرائيل. في الوقت نفسه، تبقى الأنظار معلقة على كيفية تعامل حزب الله مع هذه التطورات، وكيف سيتصرف الطرفان في المستقبل القريب.
الوجه الحقيقي للجيش الإسرائيلي :
قال المحلل السياسي اللبناني محمد الرز قبيل، إن الإعلان عن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل جاء بعد سلسلة من الهجمات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق عدة في لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، والمناطق الجنوبية والبقاع، حيث قصف الجيش الإسرائيلي ضاحية بيروت الجنوبية في 22 غارة جوية.
وفي تصريحات تليفزيونية، أوضح الرز أن هذا الهجوم يعكس الوجه الحقيقي للجيش الإسرائيلي الذي يصفه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بـ "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"، لافتًا إلى أن هذه "الأخلاقية" تركت آثارًا دامية على المدنيين اللبنانيين، لاسيما النساء والأطفال، وذلك قبل ساعات فقط من الإعلان عن وقف إطلاق النار.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الاتفاق يمثل فترة انتقالية مدتها 60 يومًا، تفصل بين مرحلة الحرب والدمار وبين فترة الهدنة غير المباشرة، التي تهدف إلى تهدئة الجبهة الجنوبية للبنان وفقًا للقرار الأممي رقم 1701، ورغم التفوق الإسرائيلي في الغارات الجوية والحرب الاستخباراتية، إلى جانب تهجير نحو 1.2 مليون لبناني من مناطق الجنوب والبقاع، أكد الرز أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
شريط حدودي عازل:
وأوضح الرز أن إسرائيل لم تتمكن من إقامة "شريط حدودي عازل" بين لبنان وفلسطين المحتلة كما كان مخططًا، وفشلت أيضًا في إعادة النازحين الفلسطينيين من الشمال إلى ديارهم. كما أخفق الاحتلال في إشعال فتنة داخلية بين اللبنانيين أو بين النازحين والمواطنين في المناطق الآمنة.
وفيما يتعلق بحزب الله، أكد الرز أنه رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها في صفوفه نتيجة الحرب الاستخبارية الإسرائيلية، إلا أنه نجح في منع الجيش الإسرائيلي من احتلال الأرض اللبنانية، وكبّد الاحتلال خسائر بشرية فادحة، حيث قُتل وأصيب أكثر من ألف جندي وضابط إسرائيلي، كما أطلق حزب الله نحو 24 ألف صاروخ على العمق الإسرائيلي من تل أبيب إلى حيفا وعكا.
ورأى الرز أن إسرائيل حققت "انتصارًا تكتيكيًا" على الأرض، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، بينما خسر حزب الله تكتيكيًا لكنه لم يفشل استراتيجيًا.
مع الإعلان عن وقف إطلاق النار، توقع الرز أن يتم تنفيذ الإجراءات على الأرض، بما في ذلك انسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، بينما سينسحب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا، كما يشمل الاتفاق إشراف لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل ولبنان، إلى جانب قوات الطوارئ الدولية، على تطبيق القرار الأممي رقم 1701.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوقف المؤقت وقف إطلاق النار لبنان وإسرائيل لانسحاب الإسرائيلي الولايات المتحدة الإعلان عن وقف إطلاق النار الانسحاب الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی الإسرائیلی من أن إسرائیل بما فی ذلک العدید من بین لبنان على الأرض انسحاب ا فی الوقت حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
سبعة جرحى في غارة صهيونية على مركبة جنوب لبنان
يمانيون../
أصيب سبعة أشخاص بجروح متفاوتة، مساء اليوم الثلاثاء، جراء غارة شنتها طائرة مسيرة تابعة للعدو الصهيوني على بلدة النبطية الفوقا جنوب لبنان، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضحت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، أن الغارة أسفرت عن إصابة سبعة أشخاص كحصيلة أولية، مشيرة إلى أن الهجوم استهدف مركبة لتحميل الخضار، مما أدى إلى تدميرها وإصابة أربعة مواطنين كانوا بالقرب من الموقع، إلى جانب احتراق عدد من المركبات المتوقفة في المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن انفجار الصاروخ أحدث دوياً هائلاً سُمع في القرى المجاورة، فيما يستمر العدو الصهيوني بانتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم تمديده حتى 18 فبراير، رغم عودة النازحين تدريجياً إلى قراهم الحدودية.
وفي سياق متصل، أفادت الوكالة بأن قوات العدو قامت بقطع الطريق بين بلدتي الطيبة والعديسة في قضاء مرجعيون، بوضع سواتر صخرية أمام المواطنين العائدين إلى مناطقهم. كما شوهدت تحركات مكثفة للعدو في بلدة البستان الحدودية، حيث قامت رافعة تابعة للاحتلال بتركيب جدران إسمنتية عند الجدار الحدودي، بالتزامن مع أعمال جرف بمحيطه.
وفي وقت سابق اليوم، ألقت طائرة مسيرة صهيونية قنبلة قرب تجمع للجيش والمواطنين في بلدة يارون بقضاء بنت جبيل الجنوبي، في تصعيد مستمر لاعتداءات الاحتلال على الأراضي اللبنانية.