سرطان المعدة بين الممارسات الغذائية والتقاليد الصحية
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
تحتفي دولة الإمارات بشهر التوعية بسرطان المعدة خلال نوفمبر من كل عام، لرفع الوعي بأسباب وأعراض المرض الذي غالباً ما يتم تشخيصه في الحالات المتأخرة. ولذا، يتطلب الأمر ضرورة إدراك أهمية الكشف المبكر للمرض وتأثيره على الخطة العلاجية.
وأوضح البروفيسور حميد الشامسي، الرئيس التنفيذي لمعهد برجيل للأورام، رئيس جمعية الإمارات للأورام، أن سرطان المعدة من أكثر أنواع السرطان شيوعاً عالمياً، ويحتل المرتبة الخامسة من حيث الانتشار والثالثة في التسبب بالوفيات المرتبطة بالسرطان.
نقص الوعي
وأضاف الشامسي: «إن الإحصائيات المحلية تشير إلى أن سرطان المعدة غالباً ما يُشخص في مراحل متأخرة، ما يزيد صعوبة العلاج ومعدلات الوفيات، وهذا التأخير نتيجة نقص الوعي بأعراضه المبكرة، مثل عسر الهضم وفقدان الشهية وفقدان الوزن غير المبرر، فيما تتعدد عوامل زيادة خطر الإصابة ومنها عوامل بيئية مثل النظام الغذائي الغني بالملح والأطعمة المدخنة والمخللة، وكذلك عدوى Helicobacter pylori، وهي بكتيريا تؤثر على بطانة المعدة».
ولفت إلى أنه في الإمارات، يشكل التنوع السكاني تحدياً إضافياً، حيث تتفاوت معدلات الإصابة بين المواطنين والمقيمين، حيث إن الممارسات الغذائية والتقاليد الصحية لكل مجموعة سكانية تسهم في تفاوت نسب الإصابة، داعياً إلى تعزيز الوعي الصحي، وإطلاق برامج الفحص المبكر: تبني برامج وطنية للكشف عن عدوى H. pylori، وتعزيز البحث العلمي، والتعاون الدولي والاستفادة من الخبرات الدولية.
وقال: «بحسب الدراسات الحديثة التي أجريت بين سكان الدولة واستناداً للإحصائيات الرسمية، فإن معدل الإصابة بين السكان الإماراتيين أقل منه في الجنسيات الأخرى، حيث يوجد 30 مريضاً مقابل 104 حالات من المقيمين، فيما يحتل سرطان المعدة المرتبة الخامسة بين الأورام الخبيثة المسببة للوفيات، ويقدر متوسط وفيات السرطان بـ4.31% مقارنة بالمعدلات العالمية. ويعتبر سرطان المعدة في الدولة أقل فتكاً، ومعدل الإصابة الخام في الإمارات عام 2021 نحو 1.4 لكل 100 ألف، وهو أقل من معدل الإصابة الخام العالمي، فيما يتميز سرطان المعدة بمعدل وفيات مرتفع في دولة الإمارات بسبب المرحلة المتقدمة في وقت ظهوره مقارنة بسرطان المعدة في المرحلة المبكرة، حيث ظهرت الغالبية (30 حالة) في عام 2017 مع المرض المتقدم عند التشخيص مقارنة بـ12 حالة مصابة بسرطان المعدة في مرحلة مبكرة، وتم تصنيف 55% من حالات سرطان المعدة في الدولة عام 2017 على أنها في مرحلة غير معروفة».
تقنيات حديثة
وقالت الدكتورة جنان غيث، طبيب عام، طب الجهاز الهضمي والكبد في معهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «إن أسباب سرطان المعدة تختلف، وأكثر سببين لانتشاره هما الإصابة ببكتيريا المعدة الحلزونية أو الوراثة، بالإضافة إلى التدخين وشرب الكحول واستهلاك أطعمة معينة منها النقانق، وفي حال وجود قرحة مزمنة في المعدة، وهي من الأسباب المثبتة علمياً، حيث إن القرحة تحدث نتيجة زيادة إفراز الحمض أو أسباب جينية أو نتيجة تناول أدوية معينة».
وذكرت أن "سرطان المعدة ليس له أي أعراض إلا في الحالات المتأخرة. وعند التشخيص، لا نستطيع استئصاله أو معالجته تماماً. أما بالنسبة للأعراض فهي المعروفة مثل آلام المعدة التي يمكن أن تكون من مسبباتها القرحة وتأتي قبل وبعد الأكل والإحساس بالحموضة الزائدة ونزول الوزن وفقدان الشهية واصفرار العينين للحالات المتقدمة".
وأشارت إلى أنه ليس لسرطان المعدة فحص دوري لأن نسبة حدوثه قليلة والمقدمات ليست منتشرة، ولا توجد برامج للفحص الدوري في الإمارات والعالم، والدول التي لديها فحص دوري هي كوريا واليابان، لأن احتمال الإصابة به تنتشر لديهما نتيجة نوعية الطعام. ولذا، فلابد من الاهتمام بالأكل الصحي وممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين وتجنب شرب الكحول، وعلاج البكتيريا.
وذكرت أن "سرطان المعدة يبدأ بالالتهاب المزمن ومن ثم يبدأ تكون الخلايا ما قبل السرطانية، وبعدها الخلايا السرطانية، وعندما نصل إلى ما قبل السرطانية وبدايات السرطان إذا وُجد في منطقة معينة في المعدة، لدينا في كليفلاند تقنيات نستطيع من خلالها إزالة المنطقة بالمنظار من دون أي تدخل جراحي، وكذلك العلاج الإشعاعي والكيميائي. والعلاج المناعي الجديد عبارة عن أدوية حبوب لتنشيط المناعة لمحاربة السرطان".
إحصائيات
وقالت د. جنان غيث: «إنه تم تشخيص 89 حالة سرطان معدة في الإمارات خلال عام 2019 وذلك للمواطنين وغيرهم، وفي عام 2021 تم تشخيص 134 حالة، إذ تعتبر من النسب غير العالية مقارنة بالدول الأخرى ومنطقة الخليج، واعتبرت نسبة الإصابة مستقرة بين العامي 2018-2021».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سرطان المعدة العادات الغذائية برنامج الكشف المبكر سرطان المعدة فی فی الإمارات إلى أن
إقرأ أيضاً:
جرائم في عباءة الطب: الزائدي يحذر من مخاطر التدخلات غير القانونية في جراحة التجميل
ليبيا – الدكتور مصطفى الزائدي: ممارسات غير المختصين في جراحة التجميل تصل إلى جرائم قتل عمد واحتيال وفاة مأساوية تسلط الضوء على أزمة متفاقمة
أكد الدكتور مصطفى الزائدي، وزير الصحة الأسبق وأستاذ جراحة التجميل، أن وفاة سيدة ليبية نتيجة تدخل جراحي تجميلي يعكس واقعاً مقلقاً في قطاع جراحة التجميل. وأشار إلى أن هذا الحادث المأساوي يبرز خطورة الممارسات غير القانونية التي يقوم بها أشخاص غير مؤهلين علمياً وعملياً.
الأخطاء الطبية: بين غياب التأهيل والجشع الماديوأوضح الزائدي أن كثيراً من التدخلات الجراحية التجميلية تُجرى من قبل أشخاص يفتقرون للتأهيل العلمي والخبرة العملية، ويتم تنفيذها في أماكن غير مهيأة طبيًا، مما يؤدي إلى أخطاء خطيرة تصل إلى حد “جرائم قتل عمد واحتيال”. وأضاف أن الدافع وراء هذه الممارسات هو الجشع المادي، على حساب أرواح الأبرياء.
دعوة لتدخل فاعل من الجمعيات الطبية والسلطاتدعا الزائدي جمعيات الجراحة التجميلية ومجلس التخصصات الطبية ونقابة الأطباء إلى القيام بدور أكثر فعالية في تنظيم المهنة ومواجهة المتطفلين عليها. كما شدد على ضرورة توعية المواطنين بالشروط والمعايير التي يجب أن تتوفر في الممارسين لجراحة التجميل، لتجنب الوقوع ضحية لهذه الممارسات.
تنسيق الجهود لحماية المواطنينوجه الزائدي نداءً للسلطات الصحية والأمنية والقضائية لتحمل مسؤولياتها، مشيراً إلى أن حماية حياة المواطنين مسؤولية جماعية. وأكد أن وضع ضوابط صارمة لترخيص الممارسين وتطبيق إجراءات قانونية حازمة ضد المخالفين هو السبيل الوحيد لردع هذه التجاوزات وضمان سلامة المرضى.