رغم إعلانها طهران كمصدر تهديد.. خبير بالشؤون الدولية يكشف لـ "الفجر" سر الصفقة بين أمريكا وإيران
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
أظهرت المعطيات الأخيرة بشأن الصفقة الأمريكية الإيرانية تناقضًا أمريكيًا ملحوظًا، معادلة غريبة تحمل في طياتها الغموض؛ فلا منطق يعادل أن تعقد واشنطن مع إيران صفقة لتبادل السجناء، وفي الوقت نفسه ترسل قطع بحرية ومشاة إلى منطقة الخليج لردع إيران؟! فإذا كان النظام الإيراني مصدر قلق يستدعي إرسال بوارج وصورايخ وقاذفات؛ فلماذا ترسل لها واشنطن ستة مليارات دولار تعزز من قدراتها الدفاعية، هل يأتي ذلك في إطار انغماسها في انتخابات الرئاسة المقبلة أم أن هناك اعتبارات أخرى؟.
الصفقة ستارًا لتفاهمات أخرى
وفي السياق ذاته، علق الدكتور محمد عبادي الخبير في الشؤون الدولية والمحلل السياسي على التجاذبات الإيرانية الأمريكية في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، قائلًا":"باعتقادي أنّ قضية تبادل السجناء، يمكن اعتبارها ستارًا لتفاهمات أخرى تدور في الكواليس، أبرز هذه التفاهمات، هو توقف إيران عن تكديس اليورانيوم المخزن، والتراجع عن تخصيب اليورانيوم فوق 60% وهي النسبة التي تُمكن إيران من الانطلاق إلى تخصيب أعلى يساعدها في الحصول على القنبلة النووية".
وتابع "عبادي":" أنه من المتوقع لهذه الصفقة أن تسفر عن توجيه إيران لميليشياتها في الإقليم بالتوقف عن التحرش العسكري بالمصالح والقوات الأمريكية سواء في المياه الإقليمية أو في العراق أو في شرق سوريا".
وأكمل الخبير في الشؤون الدولية":"أن السبب الثالث منع إيران من إرسال الطائرات المسيىرة والأسلحة إلى روسيا التي تستخدمها في حربها مع أوكرانيا، مشددًا على أنّ صفقة تبادل السجناء ما هي إلا غطاء لهذه التفاهمات.
إيران مضطرة لقبول الصفقة
وأضاف "عبادي":" أما عن إيران فهي مضطرة لقبول هذه الصفقة وتقديم هذه التنازلات نظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد، والتي تسببت موجات كبيرة من الاحتجاجات، تطعن في شرعية النظام القائم منذ 44 عامًا"
وأكد أن هذه المليارات تمثل قبلة الحياة للنظام الإيراني الذي يعاني على كافة الصعد، ما اضطره إلى التهدئة مع الممكلة العربية السعودية في مارس الماضي، وهو يبحث الآن عن مفاوضات مماثلة مع بلدان عربية أخرى.
الصفقة تجميد مؤقت للأزمات
واستطرد":" ومع هذا تأمل الإدارة الديموقراطية أن تساهم صفقة تبادل الأسرى وأي اتفاقيات غير رسمية إضافية أن يمثل أول اختراق بشأن إيران بعد أكثر من عامين من المحادثات المتقطعة وغير المباشرة سعيا لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته طهران مع دول 5+1 وتخفيف التوترات في الشرق الأوسط".
واختتم عبادي تصريحاته قائلًا":" إنه لا يمكن التغافل عن هذه الخطوة الديموقراطية باتجاه إيران، التي تثير غضب الجمهوريين، فقد وصفها ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، بأنها كمثل "دفع الفدية" واتهم إدارة بايدن بتشجيع إيران على مواصلة احتجاز السجناء، وأن هذه الصفقة جاءت لمنع الأوضاع من التدهور وتجنب حدوث تصعيد كبير بين الطرفين، ما يمكن وصفها بفترة هدوء مؤقت أو تجميد لأزمات، يمكن أن تنفجر في أي وقت".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المحادثات مليارات مخزن انطلاق ميليشيات الطائرات تصريحات قطع بحرية أمريكا وإيران انتخابات الرئاسة مفاوض شرق سوريا
إقرأ أيضاً:
رد ناري من إيران على ترامب: هل تنجح المفاوضات حول السلاح النووي؟
علم إيران (سي إن إن)
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استعداد بلاده التام لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التفاوض في حال كان هناك رغبة من الطرف الأميركي لإيجاد حل للوضع القائم بين البلدين.
وأوضح عراقجي في تصريحاته التي أدلى بها اليوم الأربعاء أن إيران مستعدة لفتح قنوات الحوار مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى تسوية حول القضايا العالقة، مشيراً إلى أن طهران لا تمانع في التفاوض إذا كانت القضية الرئيسية التي تعيق التواصل بين البلدين هي المخاوف الأميركية بشأن سعي إيران إلى تطوير أسلحة نووية.
اقرأ أيضاً أول رد فعل من محمود عباس على تصريحات ترامب المثيرة حول غزة 5 فبراير، 2025 ترامب يوقع اليوم أولى العقوبات على إيران.. مزلزلة 4 فبراير، 2025وفي هذا السياق، أوضح عراقجي أن إيران على استعداد لمناقشة هذه القضية بشكل جاد ومفتوح إذا كانت هي المحور الأساسي الذي يعوق التوصل إلى اتفاق.
وقال إن إيران تعتبر هذا الملف قابلًا للحل إذا تم التعامل معه ضمن إطار من الحوار والتفاهم. ولفت إلى أن طهران ترغب في تجاوز أي خلافات مع واشنطن، إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد للتفاوض بشروط متوازنة.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني أن المخاوف التي يعبر عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية هي مخاوف لا أساس لها من الصحة، مشيرًا إلى أن إيران ملتزمة تمامًا بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) التي تحظر على الدول غير النووية السعي للحصول على أسلحة نووية.
وأوضح أن إيران ليس لديها أي نية أو خطة لتطوير مثل هذه الأسلحة، واعتبر أن هذه الاتهامات الأميركية لا تستند إلى أدلة أو معلومات دقيقة.
عراقجي شدد على أن طهران تؤكد باستمرار على التزامها بتطبيق كافة بنود المعاهدة الدولية المتعلقة بحظر انتشار الأسلحة النووية، وأن جميع أنشطتها النووية تخضع للرقابة الدولية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واعتبر أن محاولات بعض الأطراف من داخل الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية لتشويه صورة إيران في هذا السياق هي محض افتراءات تهدف إلى تشديد الضغوط على طهران وخلق مناخ من عدم الثقة بين الدول.
وفي ختام تصريحاته، دعا عراقجي إلى ضرورة تفعيل الدبلوماسية والعودة إلى طاولة المفاوضات لحل كافة القضايا العالقة بين إيران والدول الكبرى، مؤكدًا أن الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار والتهدئة في المنطقة هو من خلال الحوار البنّاء والمباشر.