الفلسطينيون يأملون في وقف لإطلاق النار في غزة.. واللبنانيون ينتخبون رئيسهم يناير المقبل
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
عواصم " وكالات ": كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلية اليوم الخميس من عمليات القصف الجوي على مناطق قطاع غزة، ودفعت بدبابات والعربات العسكرية نحو مناطق القطاع المحاصر في اجتياح أعمق بشمال وجنوب غزة، وقال مسعفون إن ضربات عسكرية إسرائيلية اودت بحياة 17 فلسطينيا على الأقل.
ويأتي التصعيد غداة دخول وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وجماعة حزب الله حيز التنفيذ، لينهي مواجهات استمرت أكثر من عام، ويجدد آمال الفلسطينيين في غزة في التوصل إلى اتفاق مماثل مع حركة الإسلامية الفلسطينية حماس.
واستشهد ستة فلسطينيين في غارتين جويتين منفصلتين على منزل وبالقرب من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فيما قُتل أربعة آخرون عندما أصابت ضربة إسرائيلية دراجة نارية في خان يونس جنوب القطاع.
وفي النصيرات، أحد المخيمات الثمانية القديمة للاجئين في قطاع غزة، نفذت طائرات إسرائيلية عدة غارات جوية أدت إلى تدمير مبنى متعدد الطوابق وتضرر طرق في محيط مساجد. وقال مسؤولو صحة إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا في هذه الغارات.
وقال مسعفون إن شخصين على الأقل، امرأة وطفل، قتلا في قصف بالدبابات على مواقع في غرب النصيرات وقتلت غارة جوية خمسة آخرين في منزل قريب.
وفي رفح بالقرب من الحدود مع مصر قال سكان إن دبابات توغلت في شمال غرب المدينة.
وأدت الحملة المستمرة منذ 13 شهرا على غزة، والتي تقول إسرائيل إنها تهدف إلى القضاء على حماس، إلى استشهاد ما يقرب من 44200 شخص ونزوح جميع سكان القطاع تقريبا لمرة واحدة على الأقل، وفقا لسلطات غزة. كما تحولت مساحات شاسعة من القطاع إلى أنقاض.
نازحون يسردون معاناتهم
وفي الجانب الفلسطيني، لم تحقق محادثات وقف إطلاق النار على مدى شهور تقدما يذكر، والمفاوضات متوقفة في الوقت الراهن. وعلقت قطر جهود الوساطة من جانبها إلى حين استعداد طرفي القتال لتقديم تنازلات.
وحول شهادات الفلسطنيين، قالت أمل أبو حميد، وهي نازحة في غزة، "ياريت تصير هدنة زي لبنان... بدي آخد ولادي أروح أشوف أرضي أروح أشوف داري أشوف إيش سووا فينا.. بدي هيك أعيش بأمان".
وأضافت وهي تتحدث في ساحة مدرسة تؤوي عائلات نازحة في خان يونس بجنوب قطاع غزة "الواحد صار ينام على أمل أنه تاني يوم يصحى على هدنة".
وامتلأت الساحة بالقمامة والمياه التي يستخدمها النازحون في غسل ملابسهم. وكانت الملابس معلقة خارج الفصول الدراسية بينما كان الأطفال يلعبون في الجوار.
وقالت أمل أبو حميد لرويترز "والله كانت حلوة الحمد لله (قبل الحرب) كنا عايشين مستقرين الحمد لله.. أما هالقيت (حاليا) فش إشي حلو.. كله راح.. بيوتنا راحت وإخوانا راحوا ماتمش حدا.. هالقيت يادوب الواحد بس يأمن أكل يوميا.. وطقة (وجبة) واحدة باليوم بس.. حتى الخبز مش قادرين نجيبه".
خروقات لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله
وفي تصعيد جديد، قال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إن اتفاق وقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله اللبنانية تم خرقه، وذلك بعد ساعات من إعلان مصادر أمنية لبنانية أن دبابات إسرائيلية هاجمت ست مناطق في جنوب لبنان، مما يثير تساؤلات حول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد أكثر من عام من القتال.
ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني حيز التنفيذ أمس بموجب اتفاق بوساطة أمريكية وفرنسية، في خطوة تهدف إلى السماح للسكان في البلدين بالبدء في العودة إلى منازلهم في المناطق الحدودية المدمرة بفعل مواجهات استمرت نحو 14 شهرا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن وقف إطلاق النار تم خرقه بعد وصول من وصفهم بأنهم أشخاص مشتبه بهم، بعضهم كانوا في مركبات، إلى عدد من المناطق في جنوب لبنان.
واتهم حسن فضل الله النائب البرلماني اللبناني عن حزب الله إسرائيل بمهاجمة العائدين إلى قراهم في جنوب لبنان. وكان الجيش الإسرائيلي قد حث سكان البلدات الواقعة على الشريط الحدودي بعدم العودة حاليا من أجل سلامتهم.
وذكرت وسائل إعلام رسمية ومصادر أمنية لبنانية أن الدبابات الإسرائيلية قصفت ست مناطق داخل الشريط الحدودي.
وأصابت نيران الدبابات بلدات مركبا والوزاني وكفرشوبا والخيام والطيبة والسهول الزراعية حول مرجعيون، وجميعها يقع على بعد كيلومترين من الخط الأزرق الذي يرسم الحدود بين لبنان وإسرائيل. وأوضح أحد المصادر الأمنية أن شخصين أصيبا في بلدة مركبا.
وحاولت أسر لبنانية نازحة من منازلها قرب الحدود الجنوبية العودة للاطمئنان على ممتلكاتها. لكن القوات الإسرائيلية لا تزال متمركزة داخل الأراضي اللبنانية في بلدات على الحدود. وسمع مراسلو رويترز طائرات مسيرة استطلاعية تحلق فوق أجزاء من جنوب لبنان.
وأنهى الاتفاق، وهو إنجاز دبلوماسي نادر في منطقة منكوبة بالصراعات، أعنف مواجهة بين إسرائيل والجماعة المسلحة المدعومة من إيران منذ سنوات. لكن إسرائيل لا تزال تخوض حربا ضد حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.
وبموجب شروط وقف إطلاق النار، يمكن للقوات الإسرائيلية أن تستغرق ما يصل إلى 60 يوما للانسحاب من جنوب لبنان، لكن لا يمكن لأي من الجانبين شن عمليات هجومية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليمات للجيش بعدم السماح للسكان بالعودة إلى القرى القريبة من الحدود.
وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، المفاوض الرئيسي للبنان في محادثات وقف إطلاق النار، أمس الأربعاء إن السكان يمكنهم العودة إلى منازلهم.
وقال حزب الله "تؤكد غرفة عمليات المقاومة أن مجاهديها ومن مختلف الاختصاصات العسكرية سيبقون على أتم الجهوزية للتعامل مع أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته، وأن أعينهم ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد، دفاعا عن سيادة لبنان وفي سبيل رفعة وكرامة شعبه".
وضعفت الجماعة بسبب سقوط قتلى ومصابين بين صفوف مقاتليها واغتيال أمينها العام حسن نصر الله وغيره من القيادات على يد إسرائيل.
اللبنانيون يختارون رئيسهم في يناير المقبل
وفي الشأن اللبناني، مدّد البرلمان اللبناني الخميس ولاية قائد الجيش لسنة، محدّدا في الوقت نفسه التاسع من يناير موعد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية بعد عامين من شغور المنصب، كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وتأتي هذه القرارات غداة سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل يعزز بموجبه الجيش اللبناني انتشاره في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن "التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون" بعد التصويت على اقتراح قانون "التمديد سنة لرتبة عميد وما فوق". وكان مقررا أن يحال عون على التقاعد في يناير.
ويجري تداول اسم عون في وسائل الإعلام المحلية وفي الأوساط السياسية كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية.
قبيل الجلسة، أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تحديد موعد لانتخاب رئيس الجمهورية في يناير المقبل.
وأوردت الوكالة أن بري "دعا إلى عقد جلسة لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية في 9 المقبل" بعد أكثر من عامين من شغور المنصب لغياب التوافق بين القوى السياسية.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر 2022، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس، إذ لا يحظى أي فريق بأكثرية واضحة في البرلمان تخوله إيصال مرشحه، على وقع انقسام سياسي يزداد حدة بين حزب الله وحلفائه من جهة، وخصومهم من جهة ثانية.
ودخل وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل الأربعاء حيز التنفيذ.
وأعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمة عن أمله بأن تكون الهدنة "صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية".
كذلك دعا بري في كلمة إلى "الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية" بعد عامين من شغور المنصب.
وفي آخر كلمة له قبل وقف إطلاق النار، أكّد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن الحزب سيقدّم مساهمة "فعّالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابي بالطريقة الدستوريّة".
وحضر الموفد الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان الذي وصل بيروت مساء الأربعاء، جزءا من جلسة مجلس النواب والتقى بري، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس مجلس النواب.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن لودريان يريد "إعادة طرح موضوع الانتخابات الرئاسية والحاجة إلى إصلاحات من أجل تعاف مستدام للبلاد" خلال زيارته ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين.
ويقوم العرف السياسي في لبنان على أن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المسيحية المارونية، بينما يعود منصب رئيس الحكومة للطائفة السنية، ورئيس مجلس النواب للطائفة الشيعية.
من جهة اخرى، أعلن الجيش اللبناني اليوم الخميس أن وحداته العسكرية باشرت بتنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
وقالت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، في تغريدة على حسابها بمنصة إكس اليوم، "في موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة".
وأضافت أن "هذه المهمات تأتي في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: رئیس مجلس النواب وقف إطلاق النار رئیس الجمهوریة لانتخاب رئیس جنوب لبنان العودة إلى على الأقل النار بین حزب الله قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تخطط للبقاء في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، أن إسرائيل تدرس البقاء في جنوب لبنان حتى بعد مرور الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، وفقا لما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية".
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "هآرتس" بان الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكانية مواصلة انتشار قواته في الجنوب اللبناني بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا المحددة باتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، وينص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله على أن الجيش الإسرائيلي سيكمل عملية انسحابه من الجنوب اللبناني خلال فترة أقصاها 60 يوما.
وذكرت "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي لا يعتزم سحب قواته من لبنان في حال عدم التزام الجيش اللبناني بالاتفاق وعدم تحقيق السيطرة الكاملة على جنوب لبنان.
يأتي ذلك عشية مرور 30 يومًا على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إذ أصدر الجيش الاسرائيلي معطيات عن حربه في لبنان، تشمل كذلك انتهاكاته للاتفاق التي يزعم أنها جاءت في إطار مواجهة "خروقات" حزب الله، المطالب بالانسحاب إلى شمالي نهر الليطاني؛ وفي المجمل، فإن الجيش الإسرائيلي رضا عن تطبيق الاتفاق ودور الولايات المتحدة في فرضه.
واعترف الجيش الإسرائيلي أنه قتل 44 لبنانيا بعد دخول الاتفاق حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي، وادعى أنهم عناصر في حزب الله "انتهكوا الاتفاق". وأقر بأنه نفذ خلال هذه الفترة 25 هجوما على مواقع لبنانية، وزعم رصد 120 خرقا للاتفاق من الجانب اللبناني، فيما تواصل القوات الإسرائيلية الانتشار بالقرى اللبنانية الحدودية ومنع عودة الأهالي إليها.
وشرع الجيش الإسرائيلي بإنشاء بنية تحتية عسكرية في عدد من المواقع على طول المنطقة الحدود، بعضها في جيوب تقع خلف السياج الحدودي؛ كما يعمل الجيش الإسرائيلي على بناء "عائق" جنوبي الخط الحدودي، وذكرت "هآرتس" أن بعض النقاط العسكرية التي يقيمها الجيش الإسرائيلي في نقاط يعتبرها "حساسة" ستكون داخل الأراضي اللبنانية.
ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، خسر حزب الله حوالي 30% من مقاتليه منذ بداية الحرب في 8 تشرين الأول 2023، قبل أن تقرر إسرائيل تصعيدها في 23 أيلول الماضي. ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه قتل حوالي 3,800 مقاتل، بينهم 2,762 قتلوا بعد تصعيد الحرب وبدء التوغل البري في بداية تشرين الأول الماضي. وبالإضافة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، و13 من قيادات الصف الأول في الحزب، يقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل 700 مقاتل في وحدة الرضوان، وإصابة نحو 1000 من قوة النخبة التابعة للحزب؛ وشدد على أنه قوّض قدرة حزب الله على تنفيذ هجمات برية على إسرائيل بواسطة الوحدة التي باتت "دون تسلسل قيادي وفقدت كفاءة قدراتها الهجومية".
كما قدر الجيش الإسرائيلي أنه دمر حوالي 80% من قدرات إطلاق الصواريخ لدى حزب الله، وحوالي 75% من مواقع إطلاق الصواريخ قصيرة المدى التابعة للحزب، بالإضافة تدمير حوالي 70% من القدرة العسكرية الإستراتيجية لحزب الله، بما يشمل الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة والصواريخ البحرية والصواريخ الموجهة وغيرها من القدرات.