واشنطن"أ.ف.ب": أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنّ الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم "وافقت" خلال محادثة هاتفية جرت بينهما امس على "وقف الهجرة" غير الشرعية من بلادها إلى الولايات المتحدة، في تعهّد سارعت الزعيمة اليسارية إلى توضيحه، مؤكدة أنّ موقف بلادها "ليس إغلاق الحدود".

وقال ترامب عبر "تروث سوشل"، منصّته للتواصل الاجتماعي، "لقد أجريتُ لتوّي محادثة رائعة مع رئيسة المكسيك الجديدة.

وأضاف أنّ "المكسيك ستمنع الناس من الذهاب إلى حدودنا الجنوبية، بدءا من الآن".

وشدّد الملياردير الجمهوري على أنّ "كلاوديا شينباوم وافقت على وقف الهجرة إلى الولايات المتّحدة عبر المكسيك، ممّا يعني إغلاق حدودنا الجنوبية بشكل فعّال"، ملمّحا بذلك إلى تغيير أساسي في سياسة الجارة الجنوبية.

لكنّ شينباوم سارعت إلى توضيح ما نقله عنها ترامب.

وكتبت الرئيسة المكسيكية على منصّة إكس أنّها خلال محادثتها مع ترامب "شرحتُ الاستراتيجية العامّة التي اتّبعتها المكسيك للتعامل مع ظاهرة الهجرة (...) نكرّر أنّ موقف المكسيك ليس إغلاق الحدود، بل بناء جسور بين الحكومات وبين الشعوب".

وفي منشوره، أشاد الرئيس المنتخب بما اعتبره تقدّما تمّ إحرازه على طريق إنهاء "الغزو غير القانوني" للولايات المتحدة من قبل المهاجرين غير الشرعيين.

وجعل ترامب من مكافحة الهجرة غير الشرعية إحدى أبرز أولوياته.

وشينباوم، أول امرأة تتبوأ منصب الرئاسة في المكسيك، كانت قد فصّلت في منشور أول على منصة إكس ما بحثته مع الرئيس الأميركي المنتخب في محادثتهما.

وفي منشورها الأول، اكتفت شينباوم بالقول إنّها أجرت "محادثة ممتازة" مع ترامب بحثا خلالها ملفي الهجرة والأمن، القضيتين اللتين توعّد الملياردير الجمهوري بسببهما جارته الجنوبية بفرض رسوم جمركية ضخمة على صادراتها إلى بلاده.

وقالت على حسابها في منصة إكس "لقد أجريتُ محادثة ممتازة مع الرئيس دونالد ترامب. لقد ناقشنا استراتيجية المكسيك في ما يتعلق بظاهرة الهجرة".

وأضافت "لقد تحدّثنا أيضا عن تعزيز التعاون في القضايا الأمنية وعن الحملة التي ننفّذها في البلاد لمنع استهلاك الفنتانيل"، المخدّر الذي يغزو حاليا الولايات المتحدة ورفع ترامب لواء مكافحته.

ولفتت الرئيس المكسيكية إلى أنّها قالت لترامب إنّ "قوافل (المهاجرين) لا تصل إلى الحدود الشمالية لأنّ التعامل معها يتمّ في المكسيك".

وكان ترامب أكّد الإثنين أنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتسلّمه السلطة في 20 يناير رسوما جمركية بنسبة 25 في المائة على كل واردات الولايات المتحدة من المكسيك وكندا.

وأضاف "ستظل هذه الرسوم سارية المفعول إلى أن يتوقف غزو المخدرات، خصوصا الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين لبلدنا!".

في هذه الاثناء، أرسلت الرئيسة المكسيكية رسالة إلى ترامب تحذّره فيها من أنّ زيادة الرسوم الجمركية تعرّض للخطر تنافسية أميركا الشمالية ولا توقف الهجرة غير النظامية أو تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.

وقالت شينباوم في رسالتها إلى ترامب إنّه "ردّا على أي رسوم جمركية تفرض، سيأتي رد بالمثل وهكذا دواليك وصولا إلى تعريض شركاتنا للخطر".

وأضافت "على سبيل المثال، من بين المصدّرين الرئيسيّين من المكسيك إلى الولايات المتحدة هناك جنرال موتورز وستيلانتيس وشركة فورد موتورز التي وصلت إلى المكسيك قبل 80 عاما. لماذا تُفرض عليهم ضريبة تعرضهم للخطر؟ هذا الأمر غير مقبول وسيؤدي إلى تضخّم وفقدان وظائف في الولايات المتحدة والمكسيك".

وقالت متوجّهة إلى ترامب أثناء تلاوتها رسالتها في مؤتمرها الصحافي اليومي "لا يمكنكم وقف ظاهرة الهجرة ولا تعاطي المخدرات في الولايات المتحدة من خلال التهديدات أو الرسوم الجمركية".

وتابعت ردا على سؤال "أنا واثقة من أنه سيكون هناك اتفاق مع الولايات المتحدة والرئيس ترامب".

ودافعت الرئيسة اليسارية عن اتفاق التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك والذي كان "مفيدا في تعزيز اقتصاد أميركا الشمالية".

وأصرّت على أنّ الزيادة في الرسوم الجمركية "ستؤدي بنا إلى خسارة القدرة التنافسية في أميركا الشمالية"، في حين "أننا نريد التكامل واحدنا مع الآخر".

وزيادة الرسوم الجمركية التي غالبا ما وصفها خلال حملته الانتخابية بأنها "عبارته المفضلة"، تشكّل إحدى الركائز الأساسية لسياسة الرئيس المنتخب الاقتصادية المقبلة.

ويحذّر خبراء اقتصاديون من تداعيات تضخمية لرفع الرسوم الجمركية على هذا النحو.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إلى الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة وقف الهجرة

إقرأ أيضاً:

سياسات الهجرة داخل أمريكا الشمالية في ظل عودة ترامب.. دراسة تحليلية لمؤسسة المستقلين الدولية «IOI»

سلطت دراسة تحليلية موسعة الضوء على التحولات المتسارعة في ملف الهجرة في أمريكا الشمالية، في ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والسياسات المتوقعة تجاه المهاجرين غير النظاميين، وتأثيراتها الإقليمية والدولية.

وتناولت الدراسة التي أصدرتها وحدة الدراسات والأبحاث بمؤسسة المستقلين الدولية، بعنوان «الهجرة بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة في ظل فترة حكم ترامب الجديدة»، واحدة من أكثر القضايا العالمية تعقيدًا، وهي قضية الهجرة غير النظامية بين دول أمريكا الشمالية، بما في ذلك تحليل التدفقات البشرية على الحدود، الدوافع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وردود فعل الدول الثلاث «الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك» تجاه موجات الهجرة في السنوات الأخيرة.

وقد قُسمت الدراسة إلى خمسة محاور رئيسية، تبدأ بـ:

- تحليل الدوافع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تدفع الأفراد للهجرة من كندا والمكسيك إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك إنهاء العمل بالمادة 42، وانتشار عصابات التهريب، والخوف من السياسات المتشددة المنتظرة في عهد ترامب.

- تقييم أثر الهجرة على سوق العمل الأمريكي، مع توضيح الفروق الدقيقة بين تأثيرات الهجرة الشرعية وغير الشرعية على الاقتصاد، والوظائف، والبرامج الاجتماعية.

- مقارنة تفصيلية بين سياسات الهجرة في عهدَي ترامب وبايدن، من حيث التشريعات، التنفيذ، والتغيرات في الخطاب السياسي والإعلامي تجاه المهاجرين.

- مناقشة تأثير الهجرة على العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدول الثلاث، خصوصًا بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك كرد فعل على تدفق المهاجرين، ما يُنذر بأزمة اقتصادية إقليمية.

- وأخيرًا، تقديم رؤية استشرافية شاملة لمستقبل المهاجرين في الولايات المتحدة في ظل ما يسمى بـ «أمننة» ملف الهجرة، والقرارات التنفيذية المتوقعة بإعادة العمل بسياسات الترحيل، وإنشاء معسكرات احتجاز، وتقييد برامج اللجوء.

وفي تصريح لها حول أهمية الدراسة، قالت الدكتورة بسمة فؤاد، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة المستقلين الدولية «IOI»: «إعداد هذه الدراسة لم يكن فقط جهدًا بحثيًا، بل ضرورة لفهم تحولات حقيقية على مستوى السياسات الدولية، وواقع جديد قد يهدد مصير ملايين المهاجرين. عودة ترامب للرئاسة لا تمثل مجرد تغيير سياسي، بل تؤسس لنهج أكثر قسوة في التعامل مع المهاجرين، وتعيد رسم الحدود السياسية والأمنية في أمريكا الشمالية».

وأضافت: «نحن في مؤسسة IOI ندرك أن قضية الهجرة ليست مجرد أرقام، بل حياة بشرية، واستقرار مجتمعات، وتوازنات سياسية حساسة، هذه الدراسة تحاول أن تقدم قراءة علمية عميقة، مع تسليط الضوء على التحديات الإنسانية والقانونية التي يواجهها المهاجرون، في ظل موجة جديدة من الخطابات العدائية والإجراءات الصارمة».

وتختتم الدراسة بعدد من التوصيات الاستراتيجية، منها:

- تعزيز التعاون الثلاثي بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة لمواجهة الهجرة غير النظامية بطرق إنسانية وقانونية.

- تحسين البنية القانونية للهجرة النظامية، وتطوير برامج اندماج اقتصادي واجتماعي للمهاجرين.

- خلق توازن بين الأمن القومي وحماية حقوق الإنسان، خاصة في ظل تصاعد التيارات اليمينية التي تصوّر المهاجرين كتهديد وجودي.

وتعد هذه الدراسة واحدة من الإصدارات الاستراتيجية التي تعكس رؤية مؤسسة المستقلين الدولية في فهم وتحليل السياسات المرتبطة بالهجرة، والهجرة غير النظامية، انطلاقًا من دورها كمؤسسة مستقلة تعمل علي مكافحة الهجرة غير النظامية ودعم قضايا الهجرة لقراءة الدراسة كاملة، مـــن هــنـــــــــــا.

اقرأ أيضاًالهجرة والاستقالة.. أزمة نقص الأطباء إلى أين؟

نقابة الأطباء: سداد فاتورة التعليم للحد من الهجرة أفكار حمقاء

«التضامن» تشارك في زيارة تبادل الخبرات بملف مكافحة الهجرة غير الشرعية باليونان

مقالات مشابهة

  • الصين: الباب مفتوح لمحادثات تجارية مع الولايات المتحدة
  • سياسات الهجرة داخل أمريكا الشمالية في ظل عودة ترامب.. دراسة تحليلية لمؤسسة المستقلين الدولية «IOI»
  • (كير): الولايات المتحدة ترتكب ابشع جرائم حرب في اليمن
  • ترامب: الولايات المتحدة ستجني إيرادات ضخمة من الرسوم الجمركية المفروضة
  • رئيسة صندوق النقد تحذر من ركود عالمي إذا استمرت حالة عدم اليقين بسبب الرسوم الجمركية
  • شعبية ترامب تتراجع في الولايات المتحدة بعد 100 يوم من تنصيبه
  • (نيويورك تايمز): الصين تحذر الدول من التعاون مع الولايات المتحدة ضدها في التجارة
  • هل انسحاب الولايات المتحدة من سوريا خدعة جديدة؟
  • الصين تخفض وارداتها من أهم سلع الولايات المتحدة وتوقف استيراد الغاز المسال
  • الولايات المتحدة تواجه خطر الركود التضخمي بسبب رسوم ترامب