لبنان يخوض معركته ضدّ الإنفلونزا: اللقاح لأضرار أقلّ وطأة
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
سرايا - لا يحتاج اللبنانيون لمصائب إضافية تزاد على الحرب التي يعيشونها. فأزمة النزوح غير المسبوقة أسّست لتحديات كبيرة على الصعد كافة ، إلا أن أكثرها إيلاماً قد يكون مرتبطاً بالصحة العامّة. ولأن الجسم الطبيّ منهك بفعل الإصابات التي تستقبلها المستشفيات يومياً، ونظراً لكون الدواء غير متاح للجميع، انطلقت وزارة الصحة في معركتها ضدّ الإنفلونزا التي تستعر في هذا الموسم، لتوعية الناس على أهميّة أخذ اللقاح.
بالتعاون مع منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، أطلق وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض حملة وطنية للتلقيح ضد الإنفلونزا، هدفها حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، خاصة النازحين من كبار السن وكل من يعاني من أمراض مزمنة، في ظل الاكتظاظ في بيوت الضيافة وسط أزمة النزوح.
وفي حين تأتي هذه الحملة استكمالاً لما تحاول الوزارة القيام به لحماية صحة المجتمع بعدما كانت قد أطلقت الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية والأبو كعب، وتابع أن حملة التلقيح ضد الإنفلونزا موجهة للناس الأكبر سنًا والذين يعانون من أمراض مصاحبة، إضافة إلى أهمية الحملة التي أطلقت لتأمين الرعاية الصحية الطارئة للبنانيين الذين لا تغطية صحية لهم.
ولفت وزير الصحة العامة إلى أنه من واجب الوزارة الاستماع إلى النازحين في هذه الظروف وإيجاد الحلول سواء في المستشفيات الحكومية أم المستشفيات الخاصة التي تعمل مع وزارة الصحة العامة، معرباً عن خشية الوزارة من أن يؤدي الإكتظاظ إلى أمراض معينة.
وفي هذا الإطار، أشار الأستاذ المشارك في قسم الأمراض الرئوية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور جورج جوفيليكيان إلى أهمية هذه الحملة من حيث ضرورة أخذ اللقاح المضاد للإنفلونزا باعتبار أنه لا يقي من الإصابة بالفيروس إنما يقلل من آثاره وخطرته على صحة الإنسان.
واعتبر جوفيليكيان في حديثه إلى "لبنان 24" أن تفاقم أزمة النزوح بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان تؤدي حكماً إلى اكتظاظ السكان في المكان الواحد واقترابهم الشديد من بعضهم البعض، ما سيفضي إلى مشاكل على أكثر من مستوى.
ومن هذه المشاكل، إنهاك الجسم الطبيّ من مستشفيات ومتتوصفات وسواها عند مرض الكثير من الناس في وقت واحد، مع ما يشكّله هذا المرض من خطورة على المسنّين ومن هم أصحاب الأمراض المزمنة.
بالإضافة إلى ذلك، لفت جوفيليكيان إلى أن القدرة المادية انخفضت بشكل كبير وخاصة لدى النازحين ما يشكّل ضغطاً أيضاً على وزارة الصحة لتأمين الرعاية الصحية الطارئة للبنانيين الذين لا تغطية صحية لهم.
كما حذّر من أن الإنفلونزا اليوم هو أكثر خطورة من فيروس كورونا لأن المناعة المكتسبة هي أضعف في الحالة الأولى، داعياً في هذا الإطار إلى التطعيم سنوياً ضدّ الإنفلونزا للحدّ من تأثيره القويّ في حال إلإصابة به.
وعن مخلفات الحرب دعا جوفيليكيان كل من يتنشق الروائح والغبار الناجم عن القصف الإسرائيلي للأبينية والسيارات وغيرها، لارتداء الكمامات، كاشفاً أنه في حال أصيب هؤلاء بالإنفلونزا فسيكون تأثيرها كبيراُ عليهم في الجهاز التنفسيّ تحديداً، تماماً ككل من يعاني من مشاكل في هذا الجهاز.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1086
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 28-11-2024 05:24 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی هذا
إقرأ أيضاً:
مرض قد يشكل معضلة عام 2025
شمسان بوست / متابعات
كشف فريق من العلماء، في بحث طبي جديد، عن مرض خطير قد يشكل جائحة في العام المقبل 2025، ما قد يؤدي إلى عدد كبير من الوفيات.
ويعيش العلماء حالة من القلق بعد ظهور فيروس “كورونا” فجأة وانتشاره بسرعة وإصابة الملايين من الناس به، ويخشىون أيضا من ظهور مرض معدٍ جديد سواء كان فيروسًا أو بكتيريا أو فطريات أو طفيليات.
ومع تراجع فيروس “كورونا” (بفضل اللقاحات عالية الفعالية)، فإن الأمراض المعدية الثلاث التي تسبب أكبر قلق لمسؤولي الصحة العامة هي الملاريا (طفيلي) وفيروس نقص المناعة البشرية (فيروس الإيدز) والسل (بكتيريا)، إذ تقتل هذه الأمراض مجتمعة نحو 2 مليون شخص كل عام.
وهناك قوائم مراقبة لمسببات الأمراض ذات الأولوية، وخاصة تلك التي أصبحت مقاومة للأدوية المستخدمة عادة لعلاجها، مثل المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات.
في الوقت الحالي، يسبب أحد فيروسات الأنفلونزا قلقاً كبيراً، وهو على وشك أن يصبح مشكلة خطيرة بحلول عام 2025. إنه فيروس الإنفلونزا من النوع الفرعي “H5N1 A”، والذي يشار إليه أحياناً باسم “إنفلونزا الطيور”. وينتشر هذا الفيروس على نطاق واسع بين الطيور البرية والداجنة، مثل الدواجن. وفي الآونة الأخيرة، أصاب أيضاً الأبقار الحلوب في العديد من الولايات المتحدة الأمريكية، كما وجد لدى الخيول في منغوليا.
وعندما تبدأ حالات الإنفلونزا في التزايد بين الحيوانات مثل الطيور، فإن هناك مخاوف دائمة من إمكانية انتقالها إلى البشر، والواقع أن إنفلونزا الطيور يمكن أن تصيب البشر، حيث سجلت الولايات المتحدة الأمريكية 61 حالة إصابة هذا العام بالفعل، ومعظمها نتيجة لاتصال عمال المزارع بالماشية المصابة وشرب الناس للحليب الخام
ومقارنة بحالتين فقط في الأمريكتين، في العامين السابقين، فإن هذه زيادة كبيرة، وإذا أضفنا إلى هذا معدل الوفيات الناجم عن العدوى البشرية الذي بلغ 30%، فإن إنفلونزا الطيور تقفز بسرعة إلى قائمة أولويات مسؤولي الصحة العامة.
لحسن الحظ، لا يبدو أن فيروس “إنفلونزا الطيور” ينتقل من شخص إلى آخر، وهو ما يقلل إلى حد كبير من احتمالات تسببه في جائحة بين البشر، إذ يتعين على فيروسات الإنفلونزا أن ترتبط بهياكل جزيئية تسمى مستقبلات السياليك على السطح الخارجي للخلايا، حتى تتمكن من الدخول إلى الداخل والبدء في التكاثر.
إن فيروسات الإنفلونزا التي تتكيف إلى حد كبير مع البشر تتعرف على مستقبلات السياليك هذه بشكل جيد للغاية، ما يسهل عليها الدخول إلى خلايانا، وهو ما يسهم في انتشارها بين البشر. من ناحية أخرى، فإن فيروس إنفلونزا الطيور يتكيف إلى حد كبير مع مستقبلات السياليك لدى الطيور ويعاني من بعض التفاوتات عند الارتباط (الالتصاق) بالمستقبلات البشرية. لذا، في شكله الحالي، لا يمكن لفيروس الإنفلونزا أن ينتشر بسهولة بين البشر.
ومع ذلك، أظهرت دراسة حديثة أن طفرة واحدة في جينوم الإنفلونزا يمكن أن تجعل فيروس إنفلونزا الطيور سريعا في الانتشار من إنسان إلى آخر، وهو ما قد يؤدي إلى اندلاع جائحة.
وحتى في غياب القدرة المحتملة على الانتشار بين البشر، فمن المرجح أن تؤثر إنفلونزا الطيور على صحة الحيوان بشكل أكبر في عام 2025، وهذا لا يترتب عليه آثار كبيرة على رفاهة الحيوان فحسب، بل وأيضاً إمكانية تعطيل إمدادات الغذاء وإحداث آثار اقتصادية أيضاً.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “ساينس أليرت” العلمية، فإنه إذا تمكن هذا النوع من الإنفلونزا (إنفلونزا الطيور) من التحول وبدأ في الانتقال بين البشر، فيجب على الحكومات أن تتحرك بسرعة للسيطرة على انتشاره. وقد وضعت مراكز مكافحة الأمراض في مختلف أنحاء العالم خططاً للاستعداد لمواجهة الأوبئة التي قد تضرب إنفلونزا الطيور وغيرها من الأمراض التي تلوح في الأفق.