نفقد مليار متر مكعب سنويا.. الكروي: كثفنا جهودنا في انشاء حمرين ثانية
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
بغداد اليوم- ديالى
كشف رئيس مجلس ديالى عمر الكروي، اليوم الخميس (28 تشرين الثاني 2024)، عن حراك لإنشاء ما اسماها "حمرين ثانية".
وقال الكروي في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "ديالى تعد في مقدمة محافظات العراق الأكثر تضررا بالمتغيرات المناخية من ناحية انحسار المياه بشكل عام في السنوات الماضية الامر الذي دفع الى تأجيل خططها الزراعية لعدة مواسم ما تسبب في حالة ضرر بالغة للمزارعين".
وأضاف أن "مناطق الشريط الحدودي تمتاز بغزارة السيول الموسمية الا ان 85% من المياه تذهب دون اي استفادة من ناحية القدرة على تخزينيها وحراكنا الحالي هو في الإسراع بإنشاء سد عملاق في احدى الوديان الحدودي يكون نظير لسد حمرين استراتيجي وربما يصل الى قدرته الخزينية".
وأشار الى أن "سيول الحدود تصل في بعض الأحيان الى مليار م3 وهذا ما يفسر الفيضانات الكبيرة التي ترصد في بعض المواسم وهي تمثل ثروة يمكن ان تسهم في احياء اكثر من نصف مليون دونم من الأراضي الخصبة قرب المدن والارياف الحدودية وصولا الى محيط بلدروز وباقي قصباتها".
وتابع، أن "هناك تواصل مع وزارة الموارد المائية من اجل تسريع تحديد موقع السد وتامين الأموال للبدء بإنشائه باعتبارها سيوفر كميات كبيرة من المياه".
وفي سياق متصل، عبر مجلس محافظة ديالى، السبت (9 تشرين الثاني 2024)، عن قلق مبكر مما اسماها الموجة المطرية التي تمتد لأشهر، فيما دعا وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى اجراء تقييم موضوعي لخزين ثلاثة سدود.
وقال عضو المجلس اوس إبراهيم في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" كل القراءات تدل على إن الموسم الحالي سيكون مطريا وبمعدلات هطول مرتفعة والسيول ستكون من 6-7 مواقع على الاقل خاصة الشرقية من ديالى".
وأضاف، أن "الخزين في سدود ديالى الرئيسية الثلاثة والتي من بينها حمرين مرتفع ويصل الى اكثر من 60% اي ان الفراغ الخزني محدد"، متسائلا: "كيف سيكون الوضع اذا ما حصلت سيول متكررة ودفعت الى مرحلة الامتلاء وبالتالي اطلاق كميات كبيرة في محاولة للتخفيف وخلق توازن كما حصل في عام 2019 وادت الى فيضانات خاصة في حوض نهر ديالى؟".
ودعا المهداوي الى "ضرورة ان تجري وزارة الموارد المائية تقييمًا موضوعيًا لخزين السدود الرئيسية وبيان هل تتوافق عمليات التصريف الحالية مع احتمالية زيادة الخزين الى مرحلة الامتلاء وبالتالي مضاعفة الاطلاقات التي قد تؤدي الى نتائج سلبية فيما بعد".
وكان مدير ناحية قره تبه (110كم شمال شرق بعقوبة) وصفي التميمي قال الأربعاء (8 أيار 2024)، في حديث لـ "بغداد اليوم"، ان "التقرير النهائي لاضرار السيول الجارفة التي ضربت بداية ايار الجاري عدة قرى شرق قره تبه والذي تم من خلال لجنة مشتركة دابت على مدار ايام تم اكماله واعداد بنوده ورفعه رسميا الى حكومة ديالى المحلية من اجل تسريع معاملات التعويض".
وأضاف، ان "ابرز بنود التقرير تتضمن تضرر 140 منزلا بينها 30 انهارت بالكامل اي لم يعد للاسر اي ماوى فيما تم احصاء 160 اسرة متضررة بنسب متفاوتة من السيول بالاضافة الى نفوق المئات من رؤوس الاغنام والماشية".
وأشار الى ان "تدفق السيول في منحدرات حوض حمرين انتهى حاليا لكن حجم الاضرار تركز في قريتين ابرزهما كشكول"، لافتا الى ان "المساعدات تتدفق منذ ايام ولكن حجم الاضرار كبير يحتاج الى جهد حكومي اكبر في احتواء ودفع تعويضات مجزية للاسر لإعادة بناء منازلها المتضررة".
وكشف مدير ناحية السعدية التابعة لمحافظة ديالى احمد الزركوشي، في (5 آيار 2024)، ان السيول الاخيرة زادت من خزين بحيرة سد حمرين بنسبة 15% مما سيعزز قدرات قطاع الزراعة ومياه الاسالة في 70% من مناطق ديالى، فيما توقع ان يصل خزين بحيرة حمرين الى معدل هو الاعلى منذ ثلاث سنوات، مما يسهم في خلق خزين استراتيجي.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
شومان: أئمة المذاهب الفقهية تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بيننا اليوم
قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي الإسلامي، وقد حظيت دعوته لهذا الحوار في البحرين قبل عامين بقبول وترحيب كبير من مختلِف المدارس الإسلامية ومن المقرر أن تعقد أولى جلسات هذا الحوار الشهر المقبل.
وخلال ندوة نظمها جَنَاح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بعنوان «نحو حوار إسلامي إسلامي»، دعا المسلمين جميعًا أن يستلهموا من نهج النبي ﷺ في تعامله مع المخالفين في الدين، وأنه إن كان نبينا قد قبل التعامل والتعايش مع المخالف في الدين، فنحن أولى بالتواصل بيننا كمسلمين، وأن نقبل التنوع والاختلاف، وفي هذا الجانب تقع مسؤولية كبيرة على عاتق المؤسسات الدينية، التي ينبغي أن تسعى لإرساء قيم التعايش وقبول الآخر، اقتداءً برسول الله ﷺ وتعاليم شريعتنا السمحة.
حكم سداد الديون المتراكمة على الجمعية الخيرية من أموال الزكاةحكم بيع قائمة بأرقام الهواتف لمساعدة الآخرين في التواصل مع أصحابها.. دار الافتاء توضح
وأشار الدكتور عباس شومان في قضية الحوار الإسلامي الإسلامي إلى نموذج يقتدى به في الاختلاف والاحترام، وهو نموذج العلماء المسلمين الأوائل، الذين أسسوا المدارس الفقهية المختلفة بروح من الاحترام المتبادل والمحبة والتقدير، دون أن يكون هناك صراع أو تعصب بينهم. على سبيل المثال، مدارس أهل السنة الأربعة (الحنفية المالكية الشافعية والحنبلية) نشأت على أيدي أئمة عظام كانوا يتبادلون الاحترام فيما بينهم. والإمام الشافعي كان يُجل الإمام أبا حنيفة رغم أنه لم يلتقِ به، إذ وُلد الشافعي في العام نفسه الذي تُوفي فيه أبو حنيفة (150 هـ). وقد تعلم الشافعي على يد تلاميذ الإمام أبي حنيفة، خاصةً الإمام محمد بن الحسن الشيباني.
وأضاف أن الإمام الشافعي كان يقول عن الإمام أبي حنيفة: «كل الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه». وقد بلغ من احترام الشافعي لأبي حنيفة أنه حين صلى العشاء في بلد دفن فيها أبو حنيفة، صلى الوتر ثلاث ركعات متصلة، على مذهب أبي حنيفة، وعندما سُئل عن ذلك، أجاب: «استحييت أن أخالف الإمام في حضرته».
وتابع: الإمام أحمد بن حنبل، كان من تلاميذ الإمام الشافعي، ورغم ذلك أسس لنفسه مذهبًا فقهيًا مستقلًا. وكان الإمام أحمد يُجل الشافعي احترامًا كبيرًا، حتى إنه قال: «ما نسيت مرة بعد موت الشافعي أن أدعو له في صلاة من صلواتي».
وأكد أن هذه العلاقة المميزة بين أئمة المذاهب تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بين المسلمين اليوم. وليس المقصود من هذا الحديث التركيز على المذاهب الفقهية تحديدًا، وإنما ضرب مثال على إمكانية التعايش والتوافق بين المختلفين، سواء في المذاهب الفقهية أو العقائدية، بل وحتى في الدين نفسه. يقول الله تعالى في كتابه: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، ويقول: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}. وهذه الآيات تبين أن الإنسان له حرية الاختيار؛ فمن شاء أن يؤمن فله ذلك، ومن شاء أن يكفر فهو حر في اختياره، مع أن الكفر لا يساوي الإيمان في القيمة أو المآل، لكن الشريعة الإسلامية منحت الإنسان حرية اختيار طريقه، سواء كان الإسلام أو غيره.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أنه رغم وضوح هذه المبادئ في شريعتنا، إلا أننا لم نقبل تعدد الأديان أو نمارس التعايش الحقيقي الذي يفرضه ديننا. على سبيل المثال، عند دخول النبي ﷺ المدينة المنورة، وجدها تضم قبائل يهودية كثيرة، ولم يُطردوا أو يُقصوا، بل عقد معهم معاهدات سلام واتفاقيات تضمن حقوقهم طالما التزموا بعدم العداء؛ وعندما نقضوا العهد، عوقبوا على نقضهم وليس لاختلافهم الديني. فإذا كان هذا التعايش بين المسلمين وغير المسلمين مقبولًا ومطبقًا في شريعتنا، فمن باب أولى أن يكون التعايش بين المسلمين أنفسهم واقعًا ملموسًا. داعيا إلى عدم الانقسام بين المسلمين ونبذ الخلافات التي نراها اليوم بين سُني وشيعي، وسلفي وأشعري، وماتريدي ومعتزلي، بل وحتى داخل المذهب الواحد نجد الفُرقة والتنازع.