علماء يكتشفون سبب الخوف من الفئران
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الخوف هو استجابة أساسية تساعد الكائنات الحية على مواجهة التهديدات، لكنه قد يتحول إلى مشكلة عند خروجه عن السيطرة، مثلما يحدث في حالات القلق واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). دراسة حديثة كشفت عن آلية جديدة في أدمغة الفئران تساهم في التحكم بالخوف، ما يفتح الباب لفهم أعمق لهذه الظاهرة وتأثيرها على البشر.
فوفقا لبحث في مجلة Cell Reports، قدمت الدراسة رؤى جديدة حول كيفية تنظيم الدماغ لاستجابة الخوف عبر آليات كيميائية عصبية معقدة.
هذه النتائج لا تقدم فقط فهمًا أعمق للآليات العصبية، بل تفتح آفاقًا جديدة لعلاج اضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة، مما قد يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة ملايين الأشخاص حول العالم.
الخلفية العلمية:
الخوف يُحفز في الدماغ عبر سلسلة معقدة من التغيرات الكيميائية العصبية، تهدف إلى تهيئة الجسم للاستجابة السريعة للتهديدات. ومع ذلك، تُظهر الدراسات أن أجسامنا تحتوي على “كوابح” طبيعية تعمل على ضبط هذه الاستجابة، مما يمنعها من الإفراط أو التحول إلى حالات مرضية.
في هذا السياق، حدد باحثون آلية كابحة في اللوزة الدماغية للفئران، وهي جزء مهم من دماغ الثدييات يُعنى بمعالجة المشاعر والذكريات، بما في ذلك ذكريات الخوف.
تفاصيل الدراسة:
قاد الدراسة الباحث “وين شيان هوي” من جامعة يانغ مينغ تشياو تونغ (NYCU)، حيث أجرى وزملاؤه تجارب على الفئران لتحديد دور اللوزة الدماغية في الاستجابة للخوف.
1. آلية الدراسة:
• تم تدريب الفئران على ربط صوت معين بصدمة كهربائية.
• عند تعريضها لاحقًا للصوت، أظهرت خلايا محددة في اللوزة الدماغية نشاطًا مميزًا.
• عند تثبيط هذه الخلايا، استجابت الفئران بخوف أكبر، حيث تجمدت لفترات أطول.
2. نتائج البحث:
• أظهرت الخلايا المثبطة دورًا حاسمًا في تقليل استجابة الخوف المفرطة.
• تم التعرف على ناقل عصبي جديد لهذه الخلايا يعتمد على حمض الغاما أمينوبوتيريك (GABA)، على عكس ناقلات الخوف الأخرى التي تعتمد على الغلوتامات.
• الخلايا العصبية المثبطة تعمل ككوابح لمنع الإفراط في استجابة الخوف.
أهمية الاكتشاف:
1. فهم آلية الخوف:
• يوضح الاكتشاف كيف يمكن للعقل أن يتحكم في تعبير الخوف عن طريق تثبيط نشاط الخلايا العصبية.
• هذه الخلايا تلعب دورًا يشبه المكتبة، حيث تُنظم استرجاع ذكريات الخوف بطريقة متوازنة.
2. تطبيقات طبية:
• فتح الاكتشاف الباب أمام فهم اضطرابات مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والقلق.
• إذا أمكن تحديد دارة مماثلة لدى البشر، فقد يؤدي ذلك إلى تطوير علاجات تستهدف هذه الآلية مباشرة.
الخوف: بين الفئران والبشر:
• التشابهات:
البشر يشتركون مع الفئران في العديد من الميزات الفيزيولوجية العصبية، مما يجعل نتائج هذه الدراسة قابلة للتطبيق مبدئيًا.
• الاختلافات:
مع ذلك، توجد اختلافات في تعقيد الدماغ البشري مقارنة بالفئران، مما يتطلب مزيدًا من الأبحاث للتأكد من وجود هذه الدارة الكابحة وتأثيرها في أدمغتنا.
تصريحات الباحثين:
• وين شيان هوي:
“تسلط نتائجنا الضوء على الآليات المعقدة التي تشكل وتنظم ذكريات الخوف. لقد أثبتنا أن تثبيط الخلايا العصبية الانتقائية يعزز تعبير ذاكرة الخوف.”
• تشينغ تشانغ ليان:
“الخلايا المثبطة التي حددناها تعمل ككوابح طبيعية، وتمنع استجابة الخوف المفرطة.”
التأثير المستقبلي للاكتشاف:
1. علاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):
إذا تم تحديد دارة مكافئة لدى البشر، يمكن استهدافها لعلاج الأشخاص الذين يعانون من استجابات مفرطة أو لا يمكن السيطرة عليها للخوف.
2. الأبحاث المستقبلية:
• تحتاج الدراسات إلى فهم أعمق لكيفية عمل هذه الدارة لدى البشر.
• يجب التحقق من إمكانيات تعديل نشاط هذه الخلايا عبر الأدوية أو العلاج الجيني.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدماغ الخوف علماء ما بعد الصدمة هذه الخلایا
إقرأ أيضاً:
الخوف.. الشعور الذي جلب التأتأة والمعاناة لأحمد
كما يعرّف استشاري الطب النفسي "الفوبيا" بأنها خوف شديد جدا يؤثر على الإنسان وعلى حياته وجسمه، ويمنعه من ممارسة أنشطته المعتادة، فمثلا الذي يخاف من طبيب الأسنان يصبح يخاف من كل شخص يرتدي الثوب الأبيض.
أما "التروما" فهي -حسب الاستشاري نفسه- حادثة قاسية جدا وفوق العادة، وتؤثر في الشخص بطريقة فظيعة، ومن أعراضها أن الشخص يعيش الحدث مرتين أو 3 مرات أو حتى بعد شهر أو سنوات، ومن حيث لا يدري يشعر فجأة بأن ضربات قلبه تزداد ويديه ترتجفان ويتعرق.
ويقول الدكتور خالد عطاس -مقدم برنامج "أنت"- إن الطريق الأسلم لتعاطي الشخص مع مخاوفه ومع كل شيء هو الحوار الدائم بين مركز العاطفة ومركز العقل في الدماغ.
واستعرض برنامج "أنت" تجربة أحمد مهنا، مؤسس نادي محاربي التأتأة، الذي يقول إن كلبين هاجماه عندما كان طفلا، مما جعل حياته تنقلب إلى تعاسة، بعد أن أصبح يتأتأ في الكلام بشكل كبير جدا، ويتعرض للتنمر في المدرسة.
ويؤكد أحمد أن حالة التأتأة لازمته حتى مرحلة الجامعة، ويروي أن أحد الأساتذة لم يحترم وضعه وسأله أمام جميع الطلاب: "أين تقريرك الطبي؟".
وبقي أحمد 3 سنوات وهو أبكم، ورفض الجميع توظيفه بعد تخرجه، ويقول إنه قرر بعدها أن يوقف مأساة التأتأة في حياته، وكانت البداية أنه اقتنع بأن الخوف يمنع خروج الأحرف من لسانه، فبدأ في استخدام بعض الطرق للعلاج.
ومن الطرق التي استخدمها أحمد أنه لم يعد يخجل من تأتأته، وبدأ يخبر بنفسه الآخرين وبكل ثقة بأنه يتأتئ، وكان يكلم في اليوم 300 شخص. وكانت النتيجة أن أحمد -حسب ما يروي بنفسه- شعر أن كرة سوداء كبيرة نزلت من مخه إلى صدره وخرجت عبر رجليه.
26/11/2024