فى ذكرى رحيله.. سعيد عقل صاحب "المأساة الشعرية"
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحل اليوم ذكرى رحيل الشاعر اللبناني سعيد عقل، حيث توفى فى مثل هذا اليوم 28 نوفمبر عام 2014، ويُعد من أبرز الشعراء العرب المعاصرين، عمل فى التعليم والصحافة، وقد كان من أعظم الشعراء الموجودين، وتميز شعره بالتجديد.
ولد سعيد عقل فى 4 يوليو 1912 بزحلة، إحدى أقضية محافظة البقاع بلبنان، وبدأ دراسته فى مدرسة الإخوة المريِّـميين فى زحله ،حتّى أتمَّ المرحلة الثانوية، وكان يعتزم على أن يلتحق بكلية الهندسة، إلاّ انَّه وهو فى الخامسة عشرة من عمره واجه والده ازمة مالية كبيرة، فاضطرَّ أن يترك المدرسة ليتحمّل مسؤولية ضخمة وأعباء أسرته، فعمل فى الصحافة فى زحله، وقد لقب بالشاعر الصغير نسبة إلى أنه كان شاعرا منذ طفولته.
متعدد الإبداعات
لم يكتفى الشاعر اللبنانى بالابداع والتميز فى مجال الشعر، بل برع فى عدة مجالات، حيث ألف العديد من النصوص المسرحية، إلى جانب كتابته أغانى نالت شهرة واسعة فى العالم العربى، منها ما تغنت به فيروز.
سفير لبنان
كتب سعيد عقل للفنانة الكبيرة فيروز العديد من القصائد الفصحى والعامية، وهو من أطلق على فيروز لقب سفيرة لبنان إلى النجوم، ومن أشهر هذه القصائد مشوار والقدس وغنيت مكة وسائلينى يا شآم.
كما أبدع سعيد عقل فى أولى مسرحيات لبنان الكلاسيكيّة ذات المستوى، "بنت يَفتاح" المأساة الشَّعرية، فى عام 1935، وقد نالت يومذاك جائزة "الجامعة الأدبية" وفى الثَّلاثينيَّات ايضاً انفجرت قصيدته "فخر الدين" المطوَّلة التاريخية الوطنيّة فبرهنت أنَّ الشِعر يقدر ان يؤرّخ ويَظلَّ شعراً مُضيئاً ،وأن يسرد قِصّة، متقيّداً بالأصول ويظلّ مؤثراً.
ومن كتبه كتاب "خماسيَّات" وهو مجموعة أشعار باللغة اللبنانية والحرف اللبنانى، صدر سنة 1978، وكتاب خماسيّات الصبا باللغة الفصحى، وقد صدر سنة 1992. وهذه الخماسيّات باللغتين اللبنانيّة والفُصحى تمثّل ذُروة الكثافة فى المضمون، كما تمثّل التفرُّد العالمى فى الشّكل الشِعرى الذى يَحبِسُ جزءاً من عمر فى عبارات لا طويلة ولا قصيرة. وإنّما هى بمعدّل ما يتوقَّعها السَّمع تنتهى فعلاً ويرتاح الشّاعر حين تنفجر.
إنجازاته الشعرية
كما ابدع الشاعر اللبنانى سعيد عقل ف كتابة عددًا من الانجازات الشعرية منها "سائلينى يا شآم (قصيدة)، نشيد جمعية العروة الوثقى – للنسور ولنا الملعب، بنت يفتاح (مسرحية) – 1935، المجدلية (مسرحية) – 1937، قدموس (مسرحية) – 1944، ردنلى – 1950، مشكلة النخبة – 1954، أجمل منك لا! – 1960، لبنان إن حكى (تاريخ وأساطير) – 1960، كأس الخمر – 1961، يارا (بالحرف القومى اللبناني) – 1961، أجراس الياسمين – 1961، كتاب الورد – 1972، دلزى – 1973، كما الأعمدة – 1974، خماسيات (بالحرف القومى اللبنانى) – 1978، قصائد من دفترها – 1979، الذهب (بالفرنسية) – 1981، ياكتريم – 1999، حكمة فينيقيا – 1999، قداس – 1999، قداس – 2000، غنيت مكة (قصيدة).
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فيروز سفيرة لبنان
إقرأ أيضاً:
العنوان الثاني :مسرحية الإصلاح بين الكيزان: النقد الذاتي الزائف واستراتيجيات الخراب
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
**المقدمة**
@بعد سقوط نظام الإنقاذ في السودان، خرج العديد من رموز الحركة الإسلامية بما يمكن تسميته “مسرحية الإصلاح”. حاول هؤلاء تقديم أنفسهم كأبطال النقد الذاتي، بل وكمساهمين في بناء مستقبل السودان. لكن الحقيقة تكشف أن هذا النقد المزعوم ليس إلا غطاءً لإعادة تموضعهم في المشهد السياسي. الهدف ليس إصلاحًا حقيقيًا، بل تبييض للصفحات السوداء واستمرار للاستراتيجيات التخريبية التي بدأت منذ عقود، تحت شعارات “الوطنية” و”الدين”.
**مسرحية الإصلاح: بين الخداع والتكتيك السياسي**
@النقد الذاتي الزائف: بين التوبة الوهمية والمخططات المدمرة: النقد الذاتي الزائف أصبح أداة الكيزان الجديدة. يُظهرون أنفسهم كأبطال التوبة، بينما الحقيقة أنهم مستمرون في استخدام التكتيكات القديمة ذاتها: نشر الخراب، تفريغ السودان من شعبه، وترسيخ فكرة “وطن بلا شعب” ليظلوا الحاكم الأوحد. فرسان الحلبة الكيزانية
١. **المحبوب عبد السلام: المثقف الخائن والتائب الزائف**:
*الدور: أحد منظري الحركة الإسلامية ومهندس أيديولوجيا “التمكين”. حاول تقديم نفسه كناقد للإسلاميين بعد سقوط النظام، لكنه ظل متمسكًا بجذور الفكر الكيزاني، وداعيًا للتفاوض مع “الفلول”.
*الأسلوب: كتابة مقالات تُظهره كشخص “تائب”، بينما يدعو لدمج الكيزان مجددًا في المشهد السياسي.
*التحليل: المحبوب هو النموذج الكلاسيكي للتناقض، حيث يُدين جرائم الماضي بشكل سطحي دون الاعتراف بمسؤوليته عنها.
٢. **محمد لطيف: مهندس الهبوط الناعم وصوت الحياد المزعوم**:
*الدور: إعلامي بارز روّج لفكرة “الحوار الوطني” الذي يمنح الكيزان فرصة جديدة للبقاء.
*الأسلوب: ترويج خطابات “الوحدة الوطنية” وطرح سرديات تخدم عودة الإسلامويين بطريقة ناعمة.
*التحليل: يمثّل لطيف الوجه الإعلامي للكيزان الذي يسعى لإعادة تدويرهم باسم “التوازن السياسي”.
٣. **حسن مكي: الناقد الساخر والمفكر الكوميدي للكيزان**:
*الدور: أكاديمي إسلامي انتقد الفساد الداخلي للحركة، لكنه لم يدعُ إلى محاسبة حقيقية.
*الأسلوب: النقد الساخر الذي يُحول مآسي النظام إلى كوميديا سوداء.
*التحليل: يعكس تناقضات الإسلاميين، حيث يقرّون بالفساد لكن دون تقديم أي حلول جذرية.
٤. **الشيخ عبد الحي يوسف والانصرافي: رموز الخراب وخطباء الفتنة**
*الدور: عبد الحي يوسف كان رمزًا للتطرف الديني، بينما يُعتبر “الانصرافي” تجسيدًا لفشل الإسلاميين في تقديم خطاب ديني متوازن.
*الأسلوب: استخدام الدين كغطاء للتبرير السياسي وإثارة الفتن بين الشعب.
*التحليل: يمثل عبد الحي والانصرافي حالة الانحدار الفكري للإسلاميين، حيث تحول الدين إلى أداة لتحقيق المصالح الشخصية.
٥. **سناء حمد: الكوزة بوجه نسوي سياسي**
*الدور: وجه نسائي بارز روّج للنظام عبر الإعلام والدبلوماسية، مستخدمة شعارات نسوية وإسلاموية متناقضة.
*الأسلوب: خلط الخطاب النسوي مع الدفاع عن الإسلاميين، مما يخلق تناقضات صارخة.
*التحليل: سناء هي مثال لاستغلال المرأة لتجميل مشروع الإسلاميين في الداخل والخارج.
**الإصلاح الزائف: أدوات وأساليب الكيزان**
١. **النقد الذاتي غير الجاد**
الكيزان يتحدثون عن أخطاء فردية فقط، بينما يتجاهلون الطبيعة المؤسسية لجرائمهم. الهدف هو التهرب من المحاسبة وليس معالجة الأخطاء.
٢. **استغلال الأزمات الوطنية**
الإسلاميون حاولوا توظيف أزمات السودان كفرصة لإعادة تقديم أنفسهم كجزء من الحل، من خلال الترويج لفكرة “الحوار الوطني”.
٣. **التشكيك في الثورة**
صوروا الثورة بأنها “مشروع فوضى”، مع تشويه لجان المقاومة واتهامها بعدم النضج السياسي، لخلق انطباع أن البلاد بحاجة إلى عودة “الحكم القوي”.
**استراتيجيات الخراب**:
وطن بلا شعب تأتي عبارة “اضربوا بعض كدة” كتلخيص لاستراتيجية الإسلاميين في تحويل السودان إلى وطن بلا شعب. فالحرب التي يُغذيها الجيش والدعم السريع ليست إلا استكمالًا لمشروع “التمكين”، الذي يهدف إلى إخلاء البلاد من سكانها لضمان السيطرة المطلقة.
**الدور المشبوه للجيش والدعم السريع**:
كلاهما طرفان في صراع دموي يُدمر السودان بدلًا من بنائه.
**توزيع الأدوار**: الجيش يقتل في الغرب والدعم السريع يقتل في الشمال والوسط، تحت غطاء ديني وسياسي.
*التحليل: الخراب المتعمد ليس إلا استراتيجية لتطهير السودان من كل من يقف في وجه مشروع “الخلافة الكيزانية”.
**ردود الفعل الشعبية: رفض مسرحية الإصلاح**
١.* تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)*:
بعد اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في ١٥ أبريل ٢٠٢٣، تشكّلت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) كتحالف سياسي يهدف إلى إنهاء الحرب وإعادة الحكم المدني في السودان. يترأس التنسيقية رئيس وزراء الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك ( وفي راي لا يزال رئيس الوزراء الشرعي) الذي يحظى بقبول محلي وإقليمي ودولي واسع. قامت التنسيقية بعقد لقاءات مع مختلف الأطراف السودانية والدولية، بما في ذلك لقاءات مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لبحث سبل وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية. كما أصدرت خارطة طريق تتضمن خطوات أساسية لإنهاء الحرب والتأسيس لانتقال مدني ديمقراطي مستدام.
٢. *لجان المقاومة والشباب الثائر*:
قادت لجان المقاومة حركة شعبية واضحة لرفض مشاركة الإسلاميين في أي تسوية سياسية. شعارات مثل “أي كوز ندوسو دوس” تعكس الرفض الشعبي التام لإعادة تدوير الكيزان.
٣.* قوى الحرية والتغيير*:
رغم محاولات بعض أطراف قوى الحرية والتغيير للتفاوض مع الإسلاميين، كان هناك تيار قوي يرفض الهبوط الناعم ويركز على محاسبة النظام السابق.
٤. *الرأي العام السوداني*:
الشعب السوداني يدرك أن الإصلاح الحقيقي يبدأ بمحاسبة الكيزان على جرائمهم، وليس عبر منحهم فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم
**الخاتمة: بين الإصلاح الزائف واستراتيجيات الخراب**
مسرحية الإصلاح التي يروج لها الإسلاميون ليست إلا غطاءً لاستمرار مشروعهم التخريبي. الشعب السوداني الذي دفع الثمن غاليًا من دمائه ومستقبله لن يقبل بإعادة تدوير الكيزان. المطلوب الآن هو محاسبة عادلة وشاملة، تفتح الباب أمام سودان جديد بلا كيزان، بلا فساد، وبلا استغلال للدين في السياسة.
**إلى لقاء في العنوان الثالث: “التصفية الكبرى: الكيزان والجنجويد وصراع السلطة”**
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ روما، إيطاليا
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com