زنقة 20:
2025-04-24@16:38:52 GMT

الريف رمز الوحدة الوطنية

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

بقلم : الدكتور مصطفى بن شريف :باحث في القانون الدولي الإنساني ومحام بهيئة وجدة

الريف قلعة ومهد النضال الوطني التحرري عبر التاريخ، لم يتردد يوما في مواجهة الاستعمار، أو تقاعس في دحر الغزاة.

مسيرة التحرر، الوطني من الاستعمار الاسباني بالريف، قادها شرفاء من الريف كما يشهد التاريخ على ذلك، في طليعتهم، الشريف محمد امزيان الذي استشهد في معركة واد الديب سنة 1912، ثم أخذ المشعل الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي، الذي الحق بالاسبان هزائم غير مسبوقة في التاريخ المعاصر ،في معارك متعددة، من اهمها معركة انوال التي امتدت من 21 إلى 26 يوليوز 1921، خسر فيها الاسبان آلاف الجنود والضباط وعلى رأسهم الجنرال سلفستري، وغنم الريفون ذخيرة حربية كبيرة، شكلت مصدر دعم لهم في مواجهة الاستعمار الاسباني.


الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي، بعد معركة انوال، دعى إلى عقد مؤتمر عام لقبائل الريف بتفرسيت، حضره معظم رؤساء أو شيوخ القبائل، وتقرر خلاله الإعلان عن تأسيس “كنفدرالية قبائل الريف” وهي التي عرفت ” بجمهورية الريف” كجواب عن رفضها لاتفاقية الحماية الموقعة بين السلطان عبد الحفيظ و فرنسا في 30 مارس 1912، وهو موقف طبيعي أن يتخذ في تلك الفترة، أمام تهديد ومساس المستعمر بالسيادة المغربية.
لكن، لم يثبت حسب الوثائق التاريخية أن الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي عبر عن نزعة أو ممارسات انفصالية، أو كونه طالب أو افصح عن موقف داع إلى إقامة إمارة أو دويلة أو منازعة السلطان في الحكم، خلافا لما قد يروج له من طرف البعض.

و أمام الانتصارات المتتالية للمقاتلين الريفيين على القوات العسكرية الاسبانية، تبين لفرنسا أن ذلك يمثل تهديدا حقيقيا لوجودها، ليس فقط في المغرب، بل في شمال أفريقيا، الأمر الذي دفعها إلى مراجعة سياستها إتجاه الريف بعد التخلص من المارشال ليوطي، واستخلافه بالمارشال بيتان الذي عرف بدمويته وتطرفه.

وهكذا ، دخلت فرنسا في تنسيق واسع مع اسبانيا، من أجل العمل على خوض حرب شاملة واستراتيجية من أجل القضاء على المقاومة الريفية، وتقرر بعد مشاورات بينهما بضرورة استعمال الأسلحة الكيماوية لضمان الانتصار، لأن الأسلحة التقليدية غير قادرة على الحاق الهزيمة بالريف بسبب وعورة التضاريس والعقيدة القتالية لابناء الريف.

و بناء على التفاهمات الاسبانية الفرنسية تم الشروع في استعمال الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع ضد قبائل الريف، بحيث تم قصف المداشر والأسواق بالاسلحة الكيماوية من نوع الأبريت أو غاز الخرذل والفوسجين، ونتج عن هذه الحرب القذرة سقوط آلاف القتلى والجرحى من ابناء الريف، وامام غياب الوسائل الحامية من الغازات السامة نتج عنه اختلال في التوازنات العسكرية، وبعد مفاوضات توقفت الحرب في 26 مايو 1926، والاعلان عن نفي الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي رفقة عائلته واقاربه إلى جزيرة لارينيون الفرنسية.

كان لا بد من التذكير بهذه الوقائع والأحداث التاريخية، التي عرفها الريف ابان حرب الريف التحررية، لتنضاف اليها مأساة احداث 1958-1959 أو ما يعرف بعام ” الجبل”، والتي تركت جراحا لدى أبناء الريف، لا تكاد تندمل، حتى يتم إعادة إنتاجها بشكل من الأشكال.

ورغم الجراح، سواء خلال فترة الاستعمار الاسباني، أو في ظل الاستقلال، حافظ وتشبث أبناء الريف بوطنيتهم المغربية ووحدة أراضي الوطن.

كما لم ينل من ذلك، ما حصل من احداث واعتقالات واسعة وسط نشطاء حراك الريف، ولا زال بعضهم في السجن، يقضون عقوبات سجنية قاسية، رغم أنه كان الأجدر بالدولة أن تركن إلى إعتماد سياسة الحوار اعمالا لمبدأ الديمقراطية التشاركية عوض نهج المقاربة الأمنية المفرطة التي اساءت لصورة مغرب حقوق الانسان دوليا وهو واقع لا يمكن انكاره مهما كانت التبريرات.

ومهما ما حصل، فإن المطلوب حاليا هو الدخول في مصالحة جديدة مع الريف اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، واطلاق سراح جميع المعتقلين، لأن ذلك من شأنه أن يقطع الطريق على المتربصين بالمغرب، سواء تعلق الأمر بالنظام الجزائري المعادي للوحدة الترابية للمملكة، أو بشرذمة أو فلول، ارتمت في أحضان مخابرات نظام الجنرالات، والريف لا يمكنه إلا أن يتبرأ من تلك الممارسات الحمقاء والانتحارية الداعية إلى الانفصال المزعوم، رغم علم أصحاب هذه الخطوة بأنها مجرد سراب لأن الريف لم يقبل في يوم من الأيام التحالف مع المستعمر، أو الارتماء في أحضان دولة اجنبية ضد الوطن، لأن ممارسة المعارضة لا تعني الاصطفاف مع العدو، بل هي النضال من أجل بناء ديمقراطية حقيقية والقطع مع ديمقراطية الواجهة في ظل الدولة الموحدة والوطن الواحد.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

وزير التنمية الإدارية السيد محمد حسان السكاف في تصريح لـ سانا: في أقل من 100 يوم، وبجهود مكثفة واستنفار كامل للطاقات البشرية والفنية، تم إنجاز بناء القاعدة الوطنية الموحدة لسجلات العاملين في الدولة، في خطوة تُعد نقلة نوعية على طريق تعزيز كفاءة الإدارة الع

2025-04-22Hassan Nasrسابق جولة تفقدية لمراحل تنفيذ فرع المصرف العقاري في المدينة الصناعية بحسياءالتالي الوزير السكاف لـ سانا: تمثل هذه القاعدة الوطنية المتكاملة أداة مركزية لتحقيق الشفافية الإدارية، وضمان عدالة توزيع الموارد البشرية، كما تشكل أساسًا متينًا لوضع الخطط السليمة، واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في استثمار رأس المال البشري، وتحديث الأنظمة الوظيفية بما يتلاءم مع الاحتياجات الفعلية لمؤسسات الدولة. انظر ايضاًالوزير السكاف لـ سانا: نؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد استثماراً نوعياً لهذه القاعدة في تطوير السياسات والأنظمة المرتبطة بإدارة الموارد البشرية في القطاع العام، بما يسهم في بناء إدارة أكثر كفاءة، وأقرب إلى تطلعات السوريين.

آخر الأخبار 2025-04-22وزير التنمية الإدارية السيد محمد حسان السكاف في تصريح لـ سانا: في أقل من 100 يوم، وبجهود مكثفة واستنفار كامل للطاقات البشرية والفنية، تم إنجاز بناء القاعدة الوطنية الموحدة لسجلات العاملين في الدولة، في خطوة تُعد نقلة نوعية على طريق تعزيز كفاءة الإدارة العامة. 2025-04-21جولة تفقدية لمراحل تنفيذ فرع المصرف العقاري في المدينة الصناعية بحسياء 2025-04-21وزارة الخارجية والمغتربين تصدر بياناً بخصوص الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد 2025-04-21مؤسسة إدارة الموارد البشرية تطلق برنامج ريادة الأعمال لنشر التوعية ‏حول مهارات الدخول لسوق العمل 2025-04-21الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون توقع عقداً مع الشركة القطرية ‏للأقمار‏ الصناعية سهيل سات لبث قناة الإخبارية السورية بجودة عالية ‏ 2025-04-21الرئيس الشرع يناقش خطط وزارة الإعلام والعمل على تطوير الإعلام الرسمي 2025-04-21وزيرا التربية والتعليم والتنمية الإدارية يناقشان وضع آلية تنفيذية لعودة ‏المفصولين ‏تعسفياً من قبل النظام البائد 2025-04-21مدير الأمانة العامة للشؤون السياسية ومحافظ حلب يبحثان سبل زيادة التعاون والتنسيق بين المديريات والمؤسسات الحكومية 2025-04-21مديرية أمن ريف دمشق تضبط مستودعاً للأسلحة والذخائر في منطقة قطنا 2025-04-21انطلاق بطولة النصر لكرة الطائرة للسيدات

صور من سورية منوعات صفائح لعضلة القلب من الخلايا الجذعية… خطوة نحو العلاج الأول من نوعه في العالم 2025-04-17 أول سماعة طبية رقمية في اليابان تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل نبضات القلب 2025-04-10فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • 100 عام من مهاتير محمد صاحب نهضة ماليزيا الذي لم يفلت من قسوة التاريخ
  • يرغب بنشر رسالته في الخلاص حول العالم.. توصية بالعفو عن نجم موسيقى الريف جيلي رول
  • باريس تشيد بجهود الزعيم بارزاني في توحيد الجهود الكوردية بالمنطقة
  • جامعة طنطا تُطلق وحدة حروق متكاملة بأحدث التجهيزات لدعم الرعاية الطبية المتخصصة
  • رشيد يدعو الى التماسك وترسيخ الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب
  • مناقشة برامج التأهيل التي تنفذها اللجنة الوطنية للمرأة
  • منصور بن محمد: تعديل مسمى «الأولمبية الوطنية» إلى «اللجنة الأولمبية الإماراتية»
  • فروع منظمة خريجي الأزهر بالمحافظات تزور عددا من الكنائس لتقديم التهاني بمناسبة عيد القيامة ولتعزيز الوحدة الوطنية
  • ‏ رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار الدكتور حيدر محمد مكية يعلن :
  • وزير التنمية الإدارية السيد محمد حسان السكاف في تصريح لـ سانا: في أقل من 100 يوم، وبجهود مكثفة واستنفار كامل للطاقات البشرية والفنية، تم إنجاز بناء القاعدة الوطنية الموحدة لسجلات العاملين في الدولة، في خطوة تُعد نقلة نوعية على طريق تعزيز كفاءة الإدارة الع