بوليتيكو تكشف دور ترامب في تشكيل اتفاق وقف إطلاق النار على لبنان
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، مقال رأي، للمحرر جيمي ديتمر، قال فيه إنّ: "الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يقوم بتشكيل حسابات المتقاتلين في الشرق الأوسط، إلاّ أن قدرة ترامب على المضي تعتمد على الطريقة التي سيقرر فيها سادة حزب الله في طهران المضي للأمام".
وبحسب المقال الذي ترجمته "عربي21" فإنه: "الرئيس جو بايدن وفريقه يستحقون الثناء على التوصّل لاتفاقية وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، دخلت حيز التنفيذ، صباح يوم الأربعاء".
وأوضح أنه: "جاء نتيجة للجهود التي بذلها المبعوث الأمريكي الخاص، عاموس هوكشتاين، ووزير الخارجية، أنطوني بلينكن. ونوّه الرئيسي الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالجهود الأمريكية، قائلا: وقف إطلاق النار كان تتويجا للجهود المبذولة لعدة أشهر مع السلطات الإسرائيلية واللبنانية، بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة".
ويعتقد الكاتب أنه وبعيدا عن هذه الجهود، فقد كان العامل الحاسم في الاتفاق المفاجئ هو الرئيس المنتخب ترامب. مردفا: "أيا كان هذا جيدا أم سيئا، فهذا يعتمد على وجهة نظرك، إلا أن ترامب شكّل حسابات المتقاتلين في الشرق الأوسط وأوروبا وهم يحاولون التكهن بما يرغب بتحقيقه، حال وصوله للبيت الأبيض. وفي الوقت نفسه يتنافسون للحصول على التأييد المسبق منه".
وقال إن ما حدث هو ما يمكن وصفه بـ"أثر ترامب"، ولم يتردد من ترشحهم لمناصب بارزة في حكومته. وبدا هذا في تصريحات المشرّع الجمهوري عن فلوريدا، الذي اختاره ترامب ليكون مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، حيث كتب على موقع التواصل الاجتماعي إكس، يوم الثلاثاء، وقبل فترة قصيرة من موافقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الخطة، قائلا: "جاء الجميع إلى الطاولة بسبب دونالد ترامب".
وأضاف أن: "نصره الحاسم أرسل رسالة إلى بقية العالم بأنه لن يتم التسامح مع الفوضى". ويعلق الكاتب بأن: "التباهي لم يكن مجرد استعراض للقوة. فعلى ما يبدو أن فوز ترامب الانتخابي نجح في تركيز العقول بما يكفي لإقرار وقف إطلاق النار".
وأبرز: "من ناحية، لم يكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بحاجة لتخمين ما يريده ترامب في لبنان. فقد عمل الرئيس المنتخب وحلفاؤه على استمالة الأمريكيين من أصل عربي أثناء حملته الانتخابية، وبخاصة في ولاية ميشيغان المتأرجحة، إذ أكّد ترامب أنه قادر على تحقيق السلام ووقف الحروب".
وقال الكاتب إنّ: "مسعد بولص، اللبناني- الأمريكي الذي تزوج ابنه من تيفاني، ابنة ترامب، لعب دور السفير واستغلّ غضب العرب الأمريكيين من الإدارة الحالية وسياستها في غزة ولبنان".
وقال ترامب لقناة العربية السعودية، إنه: "لو فاز بالإنتخابات فلن ينتظر حتى حفل تنصيبه، بل سوف يتحرك مباشرة لوقف الحرب في لبنان". وأشار الكاتب لما نشرته مجلة "بوليتيكو" بعد أيام من نتائج الإنتخابات، فقد كان من الواضح أنه على الرغم من اختيار ترامب لمرشحين متشددين لرئاسة فريقي الأمن القومي والسياسة الخارجية، فإن نتنياهو لن يمنح حرية التصرف لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.
وقال مسؤول إسرائيلي، بحسب المقال نفسه الذي ترجمته "عربي21": "يتوقع ترامب وقف إطلاق النار في لبنان قريبا، حتى قبل تنصيبه". وقد تم تمرير الرغبة الأمريكية هذه لوزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، رون ديرمر، الذي زار مقر إقامة ترامب بفلوريدا في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، وقبل يوم من لقائه مع بلينكن، لمناقشة وقف إطلاق النار.
وتابع المقال: "السؤال الآن هو ما إذا كانت الهدنة قادرة على الصمود، فهناك الكثير من الأمور التي قد تسوء، وبخاصة أن حزب الله لم يشارك بشكل مباشر في المحادثات، تاركا الأمر لحليفه، رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، للتفاوض نيابة عنه".
وأشار الكاتب إلى ما ورد في الإتفاق من بنود، وهو انسحاب إسرائيلي تدريجي من الجنود خلال 60 يوما، وانتشار للقوات اللبنانية، وتعزيز حضورها في الجنوب بـ10,000 جندي، وموافقة من حزب الله على تطبيق قرار الأمم المتحدة الذي أقر بعد حرب 2006، إلى جانب تعهده بوقف تهريب الأسلحة من سوريا لتعويض ما خسره في الحرب الأخيرة.
ووفق المقال: "ستؤول مهمة مراقبة وقف إطلاق النار للقوات الأمريكية وبدعم فرنسي". ومن جانبه، عبر بايدن عن ديمومة وقف إطلاق النار، أما نتنياهو فقد ربط استمراريته بما سيحدث في لبنان، بالقول إنه "بتفاهم مع الولايات المتحدة فإننا نحتفظ بالحرية الكاملة للعمل العسكري، ولو خرق حزب الله الاتفاق وحاول التسلح فإننا سوف نهاجم".
وبحسب مسؤولين لبنانيين لـ"بوليتيكو"، فإن حق دولة الاحتلال الإسرائيلي في الرد على أي انتهاكات ليس جزءا من الاتفاق الرسمي. ولم يكن اللبنانيون مستعدين لإدراج حرية الاحتلال الإسرائيلي في العمل على اتفاق وقف إطلاق النار على أساس أن ذلك من شأنه أن ينتهك السيادة اللبنانية.
وأردف المقال: "الأيام المقبلة ستكون محفوفة بالمخاطر مع عودة النازحين إلى قراهم في الجنوب، وقد شجعهم بري على عمل هذا رغم تعليمات الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني بالإنتظار لحين انسحاب الجنود الإسرائيليين بشكل تدريجي".
ويضيف الكاتب أنّ: "نتنياهو سيواجه على الأرجح غضب السياسيين اليمينيين المتطرفين في حكومته، إذا تردد في مهاجمة أي انتهاكات بسيطة من جانب حزب الله، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى رد فعل سريع ويؤدي إلى تصعيد من الجانبين".
وفي بيان صادر عن مركز عمليات حزب الله، لم تذكر الجماعة الاتفاق بشكل مباشر لكنها قالت إن مقاتليها سيراقبون انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي و"أيديهم على الزناد".
ووفقا لاستطلاعات الرأي، فإن الرأي العام الإسرائيلي منقسم بشأن وقف إطلاق النار. فيما يشير الكاتب إلى أنّ: "الهدنة هي بالأساس أقل مما طمح لتحقيقه نتنياهو. إذ الصفقة لا تتضمن نزع سلاح حزب الله، الذي لديه إمكانية إعادة تجميع نفسه عسكريا والانتظار للقتال يوما آخر بآلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ بعيدة المدى وقصيرة المدى التي لا يزال يمتلكها على الأرجح".
وتابع: "بدلا من ذلك، لن تشهد الهدنة سوى التنفيذ الجزئي لقرار الأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006، ما يعني عدم وجود حزب الله جنوب نهر الليطاني، لا وحدات ولا صواريخ ولا أنفاق، ولكن دون إلزام جميع الجماعات اللبنانية، بما فيها حزب الله، بنزع سلاحها"، مستفسرا: ما الفرق هذه المرة؟
وأجاب الكاتب: "الجيش اللبناني ليس ندا للمقاومة اللبنانية، وقد فشل في إجبار حزب الله على الانسحاب إلى شمال الليطاني من قبل. والواقع أن المزيد من الشيعة انضموا لصفوف القوات المسلحة اللبنانية منذ عام 2006، الأمر الذي أثار تساؤلات حول الولاءات المنقسمة".
وتابع: "يبدو أنه لا توجد شهية في العاصمة الإيرانية لإثارة غضب ترامب، فالبلاد ليست في وضع يسمح لها بخوض حرب بالوكالة ضد إسرائيل، في حين يضغط ترامب على إيران اقتصاديا. وعلى هذا فقد تركت إيران الباب مفتوحا لإجراء محادثات مع واشنطن بشأن استئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي".
وأردف: "يحظى اتفاق وقف إطلاق النار بدعم طهران، وإن في الوقت الحالي. وفي يوم الأربعاء، رحبت بما أسمته نهاية "العدوان" الإسرائيلي في لبنان، وقال علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، إن البلاد تدعم وقف إطلاق النار".
واستطرد: "مع ذلك، لم يخل الأمر من تحذير حيث قال إن حزب الله لم يستخدم بعد أهم أسلحته؛ وأنه إذا فعل ذلك في المستقبل، فإن الوضع قد يتغير تماما".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب حزب الله الاحتلال لبنان الإيرانية إيران لبنان حزب الله الاحتلال ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی وقف إطلاق النار فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
نعيم قاسم: إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار 1350 مرة
قال نعيم قاسم، أمين عام حزب الله، خلال كلمته مساء اليوم الإثنين، إن إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار 1350 مرة، وفقًا لقناة العربية.
أمريكا: لن نتراجع عن تعهدنا بإنهاء الهجرة غير الشرعية وتأمين حدودنا روما: اتفاق داخل الاتحاد الأوروبي لتخفيف العقوبات عن سوريا
وعلى صعيد آخر، أشار ديفيد منسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أن حماس قالت إن 25 الآخرين ما زالوا على قيد الحياة.
أوضحت إسرائيل اليوم الإثنين، بأن قائمة قدمتها حماس تتضمن 8 أشخاص متوفين من بين الـ 33 رهينة الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضح منسر، خلال مؤتمر صحافي، "تم إبلاغ العائلات بحالة أبنائها". دون الإفصاح عن الأسماء.
وكان قيادي بحركة حماس، قد أكد إن الحركة سلمت للوسطاء قائمة بأسماء 25 رهينة على قيد الحياة من بين 33 من المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وكشف لوكالة "رويترز"، أن إسرائيل تسلمت القائمة من الوسطاء، ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ في 19 يناير، وأنهى بذلك أكثر من 15 شهرا من الحرب التي اندلعت في السابع من اكتوبر 2023.
وفي إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، من المقرر الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلي، مقابل أكثر من 1900 معتقل فلسطيني لدى إسرائيل.
ومنذ بدء الهدنة حتى الآن، سلمت حماس 7 إسرائيليات بينهن 4 مجندات، فيما أفرجت إسرائيل عن 290 معتقلا فلسطينيا.
وفي وقت سابق، أكد الجيش اللبناني السبت جاهزيته للانتشار في المناطق الحدودية بجنوب البلاد، متهما اسرائيل بـ”المماطلة” بالانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، وذلك غداة إعلان الدولة العبرية أنها ستبقي على قوات بعد انقضاء مهلة الستين يوما.
وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة أن انسحاب قواتها من جنوب لبنان سيتواصل بعد انقضاء مهلة الستين يوما المنصوص عليها في الاتفاق الذي بدأ تطبيقه فجر 27 نوفمبر، معتبرة أن لبنان لم يحترم التزاماته بشكل كامل.
وشدد الجيش اللبناني في بيان على أن وحداته تواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب (نهر) الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل”.
وأضاف حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو شدد الجمعة على أن بما أن اتفاق وقف إطلاق النار لم ينفّذ بشكل كامل من جانب لبنان، فإن عملية الانسحاب المرحلي ستتواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ولفت الى أن الاتفاق ينصّ على انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وفرض انسحاب حزب الله إلى ما وراء (نهر) الليطاني. وتقديرا منها أن الواقع مخالف للنص، فإن إسرائيل لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ إبرامه بوساطة أميركية، حدا لنزاع عنيف بين إسرائيل وحزب الله، بدأ بتبادل القصف عبر الحدود في أكتوبر 2023 على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتوسع الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر 2024.
وبموجب الاتفاق، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يوما، أي بحلول 26 يناير، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني واليونيفيل.
كما يتوجب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع الى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وتتولى لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا إضافة الى لبنان وإسرائيل واليونيفيل، مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروق التي يبلغ عنها كل طرف.
وعشية انقضاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي، دعا الجيش اللبناني الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي.