موقع النيلين:
2024-12-29@07:13:46 GMT

أسطورة لن يكررها الزمان

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

شمعة اضاءت بغنائها قلوب الحزانى وقلوب العاشقين.. شمعة لا يهُزها رعد ولا تطفئها الريح.. أسطورة عاصرت مدرستين للرحابنة مدرسة الآباء ومدرسة الابناء.. انها فيروز التي تعتبر الضلعَ الثالث المكمل لمثلث الاخوين عاصي ومنصور الرحباني .. الضلع المكمل للفن الرحباني الاصيل ..

هذا المثلث الذي كان بمثابة شعاع الشمس المشرقة التي إحتاجها لبنان في أيامه العاصفة.

. فكان للمثلث الرحباني (عاصي ومنصور وفيروز) عميقُ الأثر في ترسيخ وطن صادق بتغييرهم للكلمة الجميلة.. فمن الفن لأجل الفن.. لأجل الحياة لأجل الوطن والمستقبل..

بهذا المشوار الفني الرائع ما زالت فيروز الجوهرةَ الماسيةَ في عُقدٍ الماسّي لمدرسة الرحابنة التي لم تبخل يوما على إمتاع الأذن والنفس البشرية بالكلمات والموسيقى والألحان الرحبانية.. حيث ساهمت الحانُ الأخوين عاصي ومنصور الرحباني في نقل الأغنية العربية من حال الى حال .

وقد تعلمت فيروز أصول الغناء على يد الاخوين الرحباني العظماء .. وهي تعشق الزهور كثيرا جدا.. وعلى الرغم من الأشواك التي تعانق الزهور إلا ان فيروز كانت وما زالت حتى اليوم .. تعرف جيدا كيف تقطف الزهور من دون ان تمسها شوكة..

وقد اُطلق عليها لقب “فيروز” لانها كانت ترتدي الون الازرق الفيروزي وتعشقه كثيرا.. وعلى الرغم من الحياة الفقيرة التي عاشتها في طفولتها إلا انها لم تكترث للأضواء ولم تركض وراء الشهرة وحُب الظهور عبر وسائل الإعلام بل كان هدفها وهدف الفن الرحباني في طريق الفن هو إدخالُ الفرح والحب في النفوس والقلوب.. وزرعُ الانتماء للوطن ومحاربةُ الطائفية وهذا ما تعلمته منذ مشوارها الفني مع الرحابنة العظماء..

فيروز هذه الأسطورة العظيمة اضاءت بغنائها سماء بيروت والشام وبغداد والقدس وعمان ولم تذكر في اغانيها الوطنية الرؤساء والملوك الكبار ما جعلها على وتر واحد مع معظم التيارات السياسية.. بل غنت للحب وللطفولة للقمر وللاوطان لانها تؤمن ان تراب الاوطان لا تزول.

فعندما ينبثق الفنُ الرحباني ممزوجا بالوفاء والإخلاص من الأعماق يتدفق بسخاء الى الخارج فيلمسه الاخرون بقلوبهم واحاسيسهم..

هذه الاسطورة فيروز غنت لبيروت وقبّلت بحرها وبيوَتها.. وللشام واهلِها وبردى ونسائِمها.. غنت لعيون بغداد ولياليها.. غنت للقدس مدينةُ الصلاة لكنائسها ومساجدها لأسوارها وشوارعها العتيقة.. غنت لطفل المغارة ..غنت لأجل من تشردوا.. ولأجل اطفال بلا منازل.. غنت لأجل السلام..

غنت لعمان (عمانُ في القلب) وقد سكنت عيناها فيها.. غنت (اردنُ اهل العزم) حيث تأتي هذه الاغنية في السياق العام للرحابنة في تعاملهم مع الهاجس الوطني للأردن ولمدينة عمان. فالأردن له مكانةٌ خاصة في قلب فيروز.

يعجبني فيك يا فيروز انك لم تتغيري فقد كنت وما زلت تقفين قوية على صخرة الفن لا على رماله بإحتشامك وهيبتك وحضورك بشخصيتك العظيمة التي تجمع ما بين تواضعك وكبريائك في آن واحد .. بغنائك واخلاقك.. وهذا مستمد من أصول الرحبابنة العظماء بفنهم وأدبهم وفلسفتهم وثقافتهم الواسعة ونظرتهم العميقة للحياة

وكون ان الجينات المتوارثة تلعب دورا هاما في التأثير على شخصية الفرد.. فمدرسة الرحابنة العظيمة .. علمتني أنا ايضاً كرحبانية الكثير الكثير علمتني معنى الكرامة ومعنى الانتماء الصادق للوطن الذي أعيش فيه وأن وطني كرامتي وهويتي وإنسانيتي..

هذه المدرسة العظيمة علمتني التواضع بخاصة والدي الذي علمني بأن “كل من تواضع رفعه الله”.. علمتني هذه المدرسة العظيمة مدرسة الرحابنة..ان أبقى في مدرسة الحياة كتلميذة.. وأن الفنان والإعلامي والكاتب لكي يكون قويا في موقعه لابد ان تلفحه زوابعُ المعرفة ورياحُ الفلسفة.

يعجبني فيك يا فيروز بأنني أتشابه معك في شيئين اثنين الأول: انني مثلك أعشق اللون الفيروزي واتفاءل به جدا..

والشىء الثاني انك تمتلكين صفة التواضع والكبرياء في آن واحد.. كبرياؤك بعزة النفس والكرامة.. وتواضعك في كلمتك التي قلتي فيها: “انا اقف في الحياة كتلميذة لأتعلم من سائر الاشياء”.

ستظلين يا فيروز اسطورة الماضي والحاضر والمستقبل.. اسطورة لن يكررها الزمان.

د. عبير الرحباني – وكالة عمون الإخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

محمد صلاح في 2025.. أسطورة تتطلع إلى 5 إنجازات تاريخية

مع نهاية عام 2024، يواصل المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، تألقه الاستثنائي، حيث يتصدر جدول هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 15 هدفاً.

وبينما يستعد لخوض مواجهتين حاسمتين ضد ليستر سيتي ووست هام، تبدو آماله في تحقيق إنجازات فردية في عام 2025 كبيرة.

5 إنجازات فردية تنتظر محمد صلاح

يستعرض لكم "صدى البلد"، أبرز 5 إنجازات فردية يمكن أن يحققها صلاح في العام الجديد، وتأتي كالتالي:

1. دخول قائمة أفضل 10 هدافين في دوري أبطال أوروبا  

- محمد صلاح يمتلك فرصة ذهبية لدخول قائمة أفضل 10 هدافين في تاريخ دوري أبطال أوروبا خلال 2025. حيث يحتل حالياً المركز الثالث عشر برصيد 46 هدفاً، بالتساوي مع أساطير مثل البرتغالي إيزبيو والإيطالي إنزاغي.  

- يحتاج صلاح إلى تسجيل 3 أهداف فقط لتجاوز الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو والصعود للمركز العاشر.  

- إذا وصل إلى 56 هدفاً، يمكنه معادلة الهولندي رود فان نيستلروي في المركز السادس، مما يعزز مكانته بين أساطير البطولة.  

2. لقب هداف الدوري الإنجليزي للمرة الرابعة

- يمثل الفوز بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الرابعة إنجازاً تاريخياً لمحمد صلاح، حيث لم يحقق هذا الرقم إلا الفرنسي تييري هنري.  

- صلاح فاز باللقب 3 مرات (2018، 2019، 2022)، وبإمكانه تكرار الإنجاز في 2025. 

- إذا نجح في ذلك، سيتساوى مع هنري كأكثر اللاعبين تتويجاً بجائزة هداف البريميرليغ في التاريخ.  

3. الصعود إلى المركز الثالث في قائمة هدافي ليفربول التاريخيين

- بـ229 هدفاً في 373 مباراة، يحتل صلاح حالياً المركز الرابع في قائمة هدافي ليفربول التاريخيين.  

- بفارق 12 هدفاً فقط عن جوردون هودسون، يمكن لصلاح الوصول إلى المركز الثالث خلال 2025.  

- استمرار تألقه قد يقربه من المركز الثاني الذي يحتله روغر هانت برصيد 285 هدفاً، وهو إنجاز سيعزز مكانته كأحد أعظم لاعبي ليفربول.  

4. تحسين ترتيبه بين هدافي الدوري الإنجليزي التاريخيين

- محمد صلاح يحتل حالياً المركز الثامن في قائمة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 172 هدفاً.  

- تسجيل 36 هدفاً في 2025 سيجعله معادلاً لوين روني في المركز الثالث برصيد 208 أهداف.  

- إذا أضاف 5 أهداف أخرى، سيصبح برصيد 213 هدفاً، متساوياً مع هاري كين كثاني أفضل هداف في تاريخ الدوري.  

5. الرقم القياسي لجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

- فاز صلاح بجائزة لاعب الشهر 6 مرات في مسيرته، آخرها في نوفمبر 2023.  

- يحتاج إلى الفوز بالجائزة مرتين إضافيتين في 2025 لينفرد بالرقم القياسي الذي يتشاركه حالياً سيرخيو أغويرو وهاري كين بـ7 ألقاب لكل منهما.  

- تحقيق هذا الإنجاز سيجعله الأكثر تتويجاً بالجائزة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.  

ويستعد محمد صلاح لدخول 2025 وهو مليء بالطموح لتحقيق المزيد من الإنجازات الفردية التي سترسخ مكانته كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ ليفربول والدوري الإنجليزي. رحلة "الفرعون" المصري مستمرة، وطموحاته تتجاوز التوقعات، ليكتب فصلاً جديداً من أسطورته.  

مقالات مشابهة

  • في مصر.. هذا ما تقرّر بشأن فيروز
  • لأجل التنمية المستدامة إنجاز الوظائف الاجتماعية للثقافة والفنون
  • خبير استراتيجي: مصر وقطر بذلتا جهدًا رهيبًا لأجل التوصل إلى صفقة تبادل
  • رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام
  • إطلاق مئوية منصور الرحباني.. لبنان يُخلّد أبرز أركان الفن
  • داعية: "الصلاة العظيمة" دعاء يعبر عن حب عميق للنبي
  • أسطورة ليفربول يحذر صلاح من مصيره
  • جامعة القاهرة ترشّح فيروز وحسام موافي لجوائز «النيل» و«التقديرية»
  • العُثور على تمثال "اليَوي" المفقود في كيلكوي.. حقيقة أم أسطورة؟
  • محمد صلاح في 2025.. أسطورة تتطلع إلى 5 إنجازات تاريخية