نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا سلطت فيه الضوء على التبعات المتوقعة لتصعيد الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

واستعرضت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، ثلاثة سيناريوهات لتطور الحرب التجارية بين واشنطن وبكين خلال الفترة القادمة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.



وكان الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد كشف عن نيته فرض رسوم إضافية بنسبة 10 بالمئة على جميع السلع القادمة من الصين، رغم خضوع بعض السلع الصينية بالفعل لرسوم جمركية.

وبرر ترامب عزمه فرض الرسوم الجمركية الجديدة التي من المنتظر أن تشمل أيضا المكسيك وكندا، بأنها إجراءات ضرورية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالمخدرات عبر الحدود.

وذكر ترامب أن زيادة الرسوم الجمركية على السلع المستوردة ستساعد في إنعاش الصناعات في الولايات المتحدة وزيادة إيرادات الحكومة الأمريكية.


سيناريو قاتم
ترى كبيرة المحللين بشركة "فريدوم فاينانس غلوبال" للتداول، ناتاليا ميلتشاكوفا أن "السيناريو الأول هو الأكثر تشددًا ويقوم على عدم اكتفاء ترامب بتنفيذ تهديداته تجاه الصين ودول أمريكا الشمالية المجاورة، بل قد يفرض رسومًا جمركية على السلع المستوردة من أوروبا.. كإجراء عقابي على التدابير المناهضة للاحتكار التي اتخذتها المفوضية الأوروبية ضد عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين".

وترى ميلتشاكوفا أن تنفيذ هذا السيناريو قد يؤدي إلى انهيار اليورو واليوان في البداية ولجوء كل من الصين وأوروبا ودول أخرى إلى بيع السندات الأمريكية في جميع أنحاء العالم، مما يعني انخفاضا حادا في قيمة الدولار وربما تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها الحكومية.

وأضافت ميلتشاكوفا: "سينهار اقتصاد الولايات المتحدة، وتندلع أزمة اقتصادية عالمية تؤثر سلبًا على جميع الدول، بما في ذلك روسيا، حيث ستنهار أسعار النفط والمعادن والمواد الخام الأخرى".

عقوبات جزئية
قالت الصحيفة إن السيناريو الثاني يتمثل في فرض عقوبات جزئية على قطاعات معينة في الصين وبعض الدول الأخرى، وهو النهج الذي اعتمده بايدن عند فرض تعريفات جمركية على الرقائق والسيارات الصينية.

واعتبرت الصحيفة أن مثل هذه القرارات لن تؤثر سلبًا على روسيا، وأنها قد تدفع بكين إلى التحول بشكل أكبر نحو السوق الروسية. على وجه الخصوص، بدأت الصين بتزويد روسيا بمزيد من الرقائق والسيارات الخاضعة للرسوم في الولايات المتحدة، وقد افتتحت خلال الفترة الماضية مصانع في روسيا.

وتقول ميلتشاكوفا:"إذا أثرت مثل هذه العقوبات الأمريكية على بعض الشركات الأوروبية، مثل مصانع السيارات، فقد تفكر هذه الشركات في العودة إلى السوق الروسية".


السيناريو الأكثر تفاؤلا
أوردت الصحيفة أن السيناريو الثالث هو الأكثر تفاؤلا، وتقول ميلتشاكوفا في هذا الصدد: "ربما يروج ترامب مثل هذه الخطط الصارمة فقط لضمان مكاسب أكبر لشركات التكنولوجيا الفائقة الأمريكية مثل تسلا وإنفيديا والعديد من الشركات الأخرى، وأيضًا لتحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات مع المكسيك بشأن قضايا الهجرة غير الشرعية ومع كندا بشأن توريد الطاقة بأسعار تفضيلية".

وحسب رأيها، من المحتمل أن ترامب يسعى من خلال هذه التصريحات إلى خفض قيمة اليوان والعملات الأخرى من أجل تعزيز مكانة الدولار.

من جانبه، يرى المحلل في شركة "فينام" للخدمات المالية، إيغور دودونوف، أنه "من غير المؤكد أن ينفذ ترامب تهديداته. ربما تكون تصريحاته مجرد خطوة تكتيكية تسبق المفاوضات المستقبلية مع الشركاء التجاريين.. من المرجح أن تتسم السياسة الاقتصادية والتجارية للولايات المتحدة بالاستقرارًا والتوازن ولا تقوم على اتخاذ خطوات جذرية وغير مبررة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب الحرب التجارية الصين امريكا الصين ترامب الحرب التجارية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مع بداية 2025| هل تشهد أوكرانيا سلاماً اضطرارياً أم تصعيدًا جديدًا؟.. 4 سيناريوهات متوقعة

مع بداية عام 2025، تدخل أزمة أوكرانيا مرحلة جديدة ومفتوحة على العديد من السيناريوهات، وسط تساؤلات حول ما إذا كان العام سيشهد سلاماً اضطرارياً ينهي الصراع المستمر منذ فبراير 2022؟، أم تهدئة مؤقتة تسبق جولة جديدة من المواجهات؟

والتوترات التي تخللتها السنوات السابقة، والتغيرات السياسية الدولية، خاصة مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه، تعيد رسم خريطة الحرب، وتجعل من الحلول المطروحة موضع جدل عالمي. فهل يمكن للعام الجديد أن يحمل نهاية لهذه الأزمة، أم أنها ستستمر تحت مظلة تهدئة خادعة؟

تحولات سياسية تؤثر على مسار الحرب

ومع نهاية 2024، أكدت أوكرانيا طلبها مزيداً من الدعم الغربي لتعزيز دفاعاتها، بينما تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بحل الأزمة خلال "24 ساعة"، مما يثير قلقاً بشأن الخطوات الفعلية التي قد يتخذها.  

ترامب اختار الجنرال كيث كيلوج كمبعوث خاص بين كييف وموسكو، وقد دعا الأخير إلى تجميد خطوط المعركة الحالية وإجبار الطرفين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. إلا أن تصريحات سابقة لكيلوج دعمت فكرة الأمر الواقع، ما يعني الإبقاء على الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، مما أثار مخاوف غربية كبيرة.  

مارك روته، الأمين العام الجديد لحلف الناتو، حذر من أن أي سلام بشروط مواتية لموسكو قد يهدد الأمن العالمي، مشدداً على ضرورة أن تدخل أوكرانيا في مفاوضات من موقع قوة.

الدعم الأوروبي المتزايد لكييف

وفي ظل الشكوك بشأن موقف الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب، أكدت ألمانيا استمرار دعمها لأوكرانيا. فقد أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، خلال زيارة إلى كييف في ديسمبر الماضي، عن توريد أسلحة إضافية بقيمة 650 مليون يورو.  

وقال شولتز: “ألمانيا ستظل الداعم الأقوى لأوكرانيا في أوروبا. نحن نقول ما نفعله، ونفعل ما نقول”، وهذا الدعم يعكس إصرار أوروبا على لعب دور أكبر في دعم أوكرانيا، خاصة في ظل مخاوف تراجع الدور الأمريكي.

موسكو.. تهدئة مشروطة  

على الجانب الروسي، أعلنت موسكو استعدادها للتفاوض، شرط أن تعترف أوكرانيا بسيطرتها على المناطق الأربع التي ضمتها (دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، وزابوريجيا).  

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اتهم الغرب بمحاولة استغلال فكرة وقف إطلاق النار لمنح أوكرانيا فرصة لإعادة التسلح، قائلاً: "هذا بالطبع ليس السبيل إلى السلام".  

ومع استمرار الاشتباكات اليومية، خاصة في المحاور الغنية بالموارد المعدنية، ترى موسكو أن الحل السلمي يجب أن يُبنى على واقع سيطرتها الميدانية.

السيناريوهات المحتملة في 2025

1. تجميد النزاع:

وفقاً لتقديرات المحللين، قد يتجه ترامب إلى تجميد النزاع عبر الاعتراف بسيطرة روسيا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، ما يتيح فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع الدولية.  

2. التخلي المؤقت عن عضوية الناتو:

قد تضطر أوكرانيا للتخلي عن سعيها للانضمام إلى حلف الناتو لمدة 20 عاماً، مقابل ضمانات أمريكية بدعم عسكري غير رسمي.  

3. منطقة منزوعة السلاح:

اقتراح إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق 1300 كيلومتر، تدار بشكل مشترك بين روسيا وأوكرانيا. إلا أن هذا السيناريو يتطلب ضمانات دولية وإرادة حقيقية من الطرفين.  

4. استمرار النزاع:

قد ترفض روسيا وأوكرانيا التوصل إلى تسوية، مما يؤدي إلى استمرار الصراع، خاصة مع وجود دعم غربي إضافي لكييف وتزايد اعتماد روسيا على حلفاء مثل إيران.  

موقف أوروبا والناتو

وفيما يتعلق بالدور الأوروبي، يشير الخبير الفرنسي بيير لويس ريموند إلى أن دول أوروبا قد تنقسم بين مؤيد ومعارض لخطط ترامب.  

- الدول المتخوفة من توسع النفوذ الروسي تعارض أي تنازلات قد تهدد أمن المنطقة.  

- الدول الأخرى ترى أن أي خطوة نحو التهدئة يمكن أن تكون مفيدة لتجنب تصعيد أكبر.  

إلا أن المحللة إيرينا تسوكرمان ترى أن أوروبا لم تتخذ بعد خطوات جماعية كافية لتعزيز دفاعاتها، مما قد يجعلها عرضة لأي تقدم روسي مستقبلي.

خطة ترامب والتحديات المحتملة

ويرى المراقبون أن خطة ترامب المحتملة قد تشمل:  
1. تجميد النزاع: وهو سيناريو قد يواجه معارضة شديدة من الكونغرس والاتحاد الأوروبي.  

2. تقليص الدعم العسكري لأوكرانيا: مع تقديم مساعدات محدودة توازن بين الحماية ومنع التصعيد.  
3. استهداف التحالف الروسي الإيراني: لعزل موسكو وتقويض قدرتها على مواصلة الحرب.  

ولكن هذه الخطة قد تواجه عراقيل، خاصة إذا اعتبرت روسيا أن الحلول المطروحة لا تخدم مصالحها الاستراتيجية.

ومع استمرار الصراع في أوكرانيا، تظل الخيارات المطروحة للسلام أو التهدئة محدودة ومعقدة. وفي ظل تغير المعطيات الدولية، وخاصة مع تولي إدارة أمريكية جديدة، يبقى السؤال الأبرز: هل ستشهد أزمة أوكرانيا انفراجة حقيقية في 2025، أم أنها ستظل عالقة في دائرة مفرغة من التصعيد والمفاوضات؟  

وتعكس المؤشرات الحالية مزيجاً من الآمال والمخاوف، مما يجعل التوقعات مفتوحة على كافة الاحتمالات.

مقالات مشابهة

  • الصين تفرض عقوبات على 10 شركات دفاع أميركية
  • الصين تفرض عقوبات على شركات أميركية.. بسبب صفقة أسلحة لتايوان
  • مع بداية 2025| هل تشهد أوكرانيا سلاماً اضطرارياً أم تصعيدًا جديدًا؟.. 4 سيناريوهات متوقعة
  • الصين تفرض عقوبات على شركات أمريكية رداً على بيع أسلحة لتايوان
  • الولايات المتحدة ليست مستعدة اقتصاديا لحرب بين الصين وتايوان
  • الصين وأميركا 2025 .. صراع مستمر مرشح للتصاعد مع تولي ترامب الرئاسة
  • ترامب: معدل الجريمة في الولايات المتحدة بلغ مستوى لم تشهده من قبل
  • الصين وأميركا في 2025.. حرب وشيكة أم دبلوماسية ستغير شكل العالم؟
  • ما هي سيناريوهات إيران بعد الأسد؟
  • بعد قدوم "ترامب".. مستقبل التكتلات الاقتصادية فى 2025.. سيد البيت الأبيض يضع الصين فى مقدمة أولوياته.. ويتقارب مع روسيا لمواجهة نفوذ أوروبا