أستاذ علوم سياسية: الشائعات سلاح الجماعات الإرهابية لزعزعة استقرار مصر
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
قال اللواء الدكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إنّ الشائعات وانتشارها من أخطر التحديات التي تهدد استقرار المجتمع وتماسكه، حيث تستخدم كوسيلة لنشر الفوضى وزعزعة الثقة بين الأفراد والمؤسسات وتعزيز الانقسامات ونشر الكراهية، خاصة مع تطور التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت البيئة الرقمية بيئة خصبة لنشر الأخبار المضللة بشكل سريع وواسع النطاق وقد تستخدم لتقويض ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، ما يؤثر سلبا على التنمية المستدامة ويعطل جهود الدولة لتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
وأوضح نائب رئيس حزب المؤتمر لـ«الوطن» أنّ جماعة الإخوان الإرهابية تلجأ إلى نشر الشائعات والأكاذيب لتقويض استقرار المجتمع وزعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية، حيث تستخدم الجماعة الإرهابية الشائعات لتحقيق أهدافها الضيقة من خلال التلاعب بمشاعر المواطنين ونشر الفتن بينهم.
ولفت إلى أنّ الحملة الشرسة من الشائعات تأتي في إطار مخطط ممنهج تستهدف من خلاله الجماعة الإرهابية إضعاف مكتسبات الوطن وتعطيل مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد، لأنهم يدركون جيدا أنّ وعي المواطنين وقدرتهم على التفكير النقدي الحصن في مواجهة هذه الأكاذيب، ولذلك فهم يسعون بكل قوة لتضليل الرأي العام وإثارة البلبلة.
وتابع أستاذ العلوم السياسية أنّ الدولة تتعامل مع الشائعات وفق خطة استراتيجية واضحة تضمن حماية الأمن القومي والمواطنين من التأثيرات السلبية للأخبار المغلوطة، والتأكيد على أنّ وعي الشعب المصري لأهداف جماعة الإخوان وألاعيبها سيكون حائط الصد أمام كل المحاولات الفاشلة، وستظل مصر ثابتة على موقفها في مواجهة أي محاولات لزعزعة استقرارها، وأصبح المواطن المصري اليوم أكثر قدرة على التمييز بين الأخبار الحقيقية والمضللة، ويعتمد بشكل أكبر على المصادر الرسمية والموثوقة في الحصول على المعلومات، ما يؤكد أنّ الوعي الحقيقي في مواجهة هذه الحرب لا يقتصر على الوعي الفردي فقط، بل يتطلب تضافر جهود الجميع من مؤسسات رسمية ومجتمع مدني وإعلام لإرساء ثقافة التحري والدقة في المعلومات، وبالتالي حماية المجتمع من تداعيات هذه الحرب.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أنّ الوطن يمر بمرحلة دقيقة تستوجب تكاتف الجميع، ووعي الشعب المصري سيظل السلاح الأقوى ضد هذه المخططات وأثبتت مصر على مر التاريخ أنّها قادرة على تجاوز الأزمات، وستظل مصر قوية وشامخة بفضل وعي شعبها وتلاحمه، وأي محاولة للنيل من أمنها واستقرارها ستبوء بالفشل الذريع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإخوان الشائعات أكاذيب الإخوان الأمن القومي
إقرأ أيضاً:
ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد جلسة من جلسات ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية عقب صلاة التراويح بالجامع الأزهر تحت عنوان «الشائعات»، بحضور نخبة من علماء الأزهر، حيث شارك في الملتقى الدكتور محمد أبو زيد الأمير، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الملتقى الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر.
وأكد الدكتور عبد الفتاح العواري أن الشائعات تمثل خطرًا داهمًا يهدد وحدة الأمة وتماسكها، ولذلك وضعت الشريعة الإسلامية سياجًا حصينًا لمنع انتشارها، وجاء الأمر الإلهي واضحًا في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾، حيث لم تأتِ كلمة أخرى تغني عن «فَتَبَيَّنُوا»، لأن ديننا قائم على التبين والتثبت، ورسولنا ﷺ مكلف بالتبيين، كما قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾. فالشائعة قد تقتل بريئًا، أو تهدم بيتًا، أو تؤجج فتنةً، لذلك كان التثبت أمرًا إلهيا لا يقبل التساهل.
وأوضح أن الشائعات لها آثار مدمرة لا يمكن الاستهانة بها، فقد تسببت عبر التاريخ في إزهاق أرواح وسفك دماء دون وجه حق. ويكفي أن نرى كيف تنتشر بعض الأخبار الكاذبة فتثير الفوضى والاضطراب، مما يؤكد أن الشائعة ليست مجرد كلمة تُقال، بل سهم قاتل يُطلق بلا تفكير. فالمسلم مسؤول عن الكلمة التي ينطق بها، وعليه أن يكون عونًا على نشر الحق لا وسيلةً لترويج الباطل والفتن.
من جانبه، شدد الدكتور محمد أبو زيد الأمير على أن الشائعة جريمة ضد الإنسانية، فهي تهدد أمن المجتمع، وتزعزع استقرار الأسرة، وتثير الفتن بين الأفراد. ومروجها مجرم في حق دينه وأمته، إذ يسهم في نشر الفوضى وبث الرعب وإشاعة الفساد. ولذا حذرنا الله سبحانه من أمثال هؤلاء بقوله: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُۥ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلْفَسَادَ﴾. فالشائعات قد تكون مغلفة بكلام معسول، لكن حقيقتها مريرة ومدمرة.
وأضاف أن مروج الشائعة شخص ضعيف الدين، خبيث النفس، منحرف التفكير، عديم المروءة، تتقاطر من كلماته الخسة والدناءة. فتراه ينشر الأخبار المغلوطة دون وازع من ضمير، متلذذًا بتخريب العلاقات وإثارة البلبلة. ولذا علينا جميعًا أن نكون حائط صد ضد الشائعات، فلا نردد كل ما نسمع، بل نتحرى الدقة ونتثبت قبل نشر أي خبر، حمايةً للمجتمع من الفتن والمخاطر.
و أوضح الدكتور عبد المنعم فؤاد أن الشائعات سلاح خطير يهدد استقرار المجتمعات، فقد تسببت في القطيعة بين الأحبة، وأثارت الفتن بين الأشقاء، بل وزعزعت استقرار الدول والأسر. ولذا عالجها الإسلام بحكمة من خلال صيدلية التثبت، حيث أمرنا الله سبحانه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾. فالمسلم لا يأخذ الأمور بالظن، لأن الظن أكذب الحديث، ومن ينشر الشائعات دون تحقق يقطع أواصر المحبة ويشيع الفوضى في المجتمع.
وأشار إلى أن الشائعات طالت حتى النبي ﷺ في حادثة الإفك، لكنه واجهها بالصبر والحكمة، حتى أنزل الله القرآن ليبرئ السيدة عائشة رضي الله عنها ويضع منهجًا للتعامل مع الأخبار الكاذبة. لذلك، على كل مسلم أن يكون مسؤولًا عن كلمته، فلا ينشر إلا ما تأكد من صحته، حتى نحفظ مجتمعاتنا من الانقسام والاضطراب.