الحرة:
2025-04-24@22:14:05 GMT

هل نجحت إسرائيل في تحقيق أهداف حربها على جبهة لبنان؟

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

هل نجحت إسرائيل في تحقيق أهداف حربها على جبهة لبنان؟

يدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يومه الثاني، الخميس، وسط تباين في تقييم نتائج المواجهات العسكرية التي استمرت لأزيد من عام، فبينما أكدت إسرائيل بلوغها أهداف عملياتها في جنوب لبنان، أعلن الحزب اللبناني، في المقابل، تحقيقه "النصر".

وتثير هذه التقييمات المتباينة تساؤلات بشأن مدى نجاح الجانب الإسرائيلي في تحقيق هدفه المعلن بإبعاد خطر حزب الله عن حدوده وضمان عودة النازحين من المناطق الشمالية إلى منازلهم.

ويرى محللون إسرائيليون أن بلادهم نجحت في تحقيق مرادها، خاصة بعد تكثيف عملياتها قبل نحو شهرين مشيرين، في تصريحات لموقع "الحرة"، إلى أن المواجهات الأخيرة أضعفت حزب الله بعد أن دمرت بنيته العسكرية والقيادية

"الهدف الأساسي"

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد مينسر، الخميس، إن أهداف إسرائيل في لبنان تمثلت في إعادة المواطنين إلى الشمال، وليس القضاء الكامل على حزب الله.

وأضاف مينسر، في مقابلة مع قناة "الحرة"، أن هدف إسرائيل في غزة يتمثل في إضعاف حماس وتفكيك قدراتها، في حين اقتصر هدفها في لبنان على إعادة النازحين.

المحلل الإسرائيلي، شلومو غانور، يرى أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت "القرار المناسب" بإبرام الاتفاق، وذلك وفقاً للظروف المتاحة أمامها.

وأضاف في تصريح لموقع الحرة، أن إسرائيل حققت معظم أهدافها التي حددتها بعد هجوم حزب الله في الثامن من أكتوبر الماضي، وعلى رأسها إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني وتكليف الحكومة اللبنانية ببسط سيادتها حتى الحدود الدولية، مع وجود جهاز مراقبة متابع أميركياً لتطبيق القرار.

ثاني أيام الهدنة في لبنان.. قصف وتدفق للنازحين وتحركات سياسية تعرّضت بلدة عيتا الشعب ومدينة بنت جبيل، مساء الأربعاء، لقصف مدفعي، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.

وتابع، أن القوات الإسرائيلية "نجحت في تدمير البنية العسكرية لحزب الله في المنطقة الأمامية، وتكبيده خسائر فادحة، وإحباط مخططه لاحتلال شمال إسرائيل، إضافة إلى استهداف قيادته السياسية والعسكرية"، بالتالي إبرام الاتفاق يبقى "خيارا في محله".

ودخلت الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وفرنسا حيز التنفيذ، فجر أمس الأربعاء، بعد أكثر من عام من الاشتباكات عبر الحدود تصاعدت قبل شهرين الى حرب مفتوحة.

في تقييمه للنتائج العسكرية والاستراتيجية للمواجهة مع حزب الله، يرى المحلل الإسرائيلي، يوآب شتيرن، أن إسرائيل نجحت في تحقيق أهدافها بشكل أوضح مما في غزة التي رفعت سقف أهدافها للقضاء على حماس.

وأوضح شتيرن في تصريح لموقع "الحرة"، أن واقعية الأهداف المحددة مسبقاً، والتي تركزت على إعادة سكان الشمال إلى منازلهم وإبعاد حزب الله عن الحدود، ساهمت في تحقيقها بدلاً من السعي إلى أهداف غير واقعية مثل تدمير الحزب بالكامل.

وأضاف أن إسرائيل نجحت في "تحقيق هدف آخر غير معلن يتمثل في فك الارتباط بين جبهتي لبنان وغزة"، مشيراً إلى أن استمرار القتال في غزة مع هدوء الجبهة اللبنانية يؤكد فشل شعار "الإسناد" الذي رفعه حزب الله.

ولفت المحلل الإسرائيلي إلى الضربات القوية التي وجهت للحزب، خاصة استهداف قياداته السياسية والعسكرية، غير أنه أشار إلى أن الاختبار الحقيقي لهذه النتائج يكمن في قدرة إسرائيل على الرد الحازم على أي انتهاكات مستقبلية.

تحذيرات ومخاوف

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، من أن إسرائيل لن تتردد في الرد العسكري على أي خرق، مهما كان صغيراً، مشدداً على عزم بلاده منع حزب الله من إعادة تعزيز قدراته العسكرية قرب الحدود الإسرائيلية.

وأكد كاتس، خلال لقائه المبعوثة الأممية الخاصة إلى لبنان، جانين هينيس بلاسخارت، أن إسرائيل "ستتصدى لأي تهديد، في أي وقت وأي مكان"، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وتعكس تصريحات كاتس، مخاوف إسرائيل من عدم فاعلية اتفاق وقف إطلاق النار في تأمين الحدود، خاصة في ظل ما تعتبره فشلا للمراقبين الدوليين والأمم المتحدة على مدى سنوات في منع حزب الله من بناء قدراته العسكرية في جنوب لبنان.

في هذا الجانب، اعتبر المحلل الإسرائيلي، مردخاي كيدار، أن المهم في هذا الاتفاق ليس التوصل إليه بل تنفيذه بحذافيره، مشيرا إلى أن على إسرائيل أن تتأكد من تنفيذه بكل دقة، وأن ترد على أي مخالفة بأقصى الإجراءات.

وأضاف في تصريح لموقع "الحرة"، أن الإسرائيليين في انتظار تنفيذ هذا الاتفاق بطريقة سليمة، خاصة أن التوصل إليه، جاء بعد 13 شهراً من المواجهات، وشهرين من تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية قوية.

وأورد المتحدث ذاته، أن إسرائيل نجحت في إثبات قوتها وقدرتها، معتبرا أن بلاده تؤيد التعايش السلمي مع جيرانها ولا تسعى للحرب والدمار، لكنها مستعدة للرد إذا اضطرت لذلك، داعياً الأطراف الأخرى إلى استخلاص الدروس من المواجهات الأخيرة.

بعد لبنان.. ما هي فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة؟ بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في لبنان، تستمر التحركات للوصول إلى اتفاق مماثل في قطاع غزة، وسط استمرار المساعي المتعلقة بهذا الشأن وخاصة من مصر والولايات المتحدة. عودة النازحين

ووضعت إسرائيل عودة النازحين من الشمال إلى منازلهم هدفاً رئيسياً من أهداف عملياتها العسكرية ضد حزب الله، إذ تسببت الهجمات المتواصلة منذ الثامن من أكتوبر الماضي، في نزوح نحو 60 ألف إسرائيلي من المستوطنات الشمالية.

وقد تحول التركيز العسكري الإسرائيلي نحو الجبهة الشمالية في سبتمبر الماضي، مع تعهدات متكررة من القيادة السياسية والعسكرية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء نتانياهو ووزير الدفاع السابق، يوآف غالانت، بضمان عودة آمنة للنازحين إلى منازلهم.

عن إمكانية عودة النازحين في الوقت الحالي بعد المتغيرات الأخيرة، يرى كيدار أن "الظروف غير مناسبة حالياً لعودتهم، حيث إن الاتفاق في مرحلة اختبار لمدة ستين يوماً لوقف إطلاق النار، وكل يوم يمثل اختبارا".

وتابع أنه، عند اكتمال هذه الفترة أو ربما أكثر، سيتم اتخاذ القرار المناسب بالسماح للسكان بالعودة إلى بيوتهم، إذ أنه لن يُسمح لهم بالعودة دون ضمان أمنهم.

بدوره، يقول غانور إن الحكومة وضعت إعادتهم إلى بيوتهم ضمن أهداف الحرب، وهذا ما سيتم اختباره خلال الفترة المقبلة، مشيرا أنه "إذا لم يشعروا بالأمان فهذا يعني أن الاتفاق قد فشل، مما يستدعي اتخاذ خطوات جديدة لضمان أمنهم".

بعد وقف إطلاق النار.. حزب الله "أضعف" وإيران "أكثر هشاشة" يدخل اتفاق إسرائيل ولبنان لوقف إطلاق النار، الأربعاء، في العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي، حيز التنفيذ، لتتوقف معه الهجمات المتبادلة مع حزب الله التي دامت أكثر من عام. "النصر"

واعتبر حزب الله المصنف على لوائح الإرهاب الأميركية، في بيان مساء الأربعاء، أنه حقّق "النصر" على إسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مشيرا الى أن إسرائيل لم تتمكّن من تحقيق أهدافها من الحرب مع التنظيم اللبناني الموالي لإيران.

وأكد البيان أن مسلحي الحزب نجحوا في الصمود أمام القوات الإسرائيلية، مشيرا إلى "فشل محاولات الجيش الإسرائيلي في احتلال أي بلدة جنوبية أو إقامة منطقة عازلة كما كان يخطط، وكذلك لم تتمكن من إحباط إطلاق الصواريخ والمُسيّرات".

وفتح حزب الله ما اعتبرها "جبهة إسناد" لقطاع غزة، غداة اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني بعد هجوم لحركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وبعد أن رفض مرارا فصل جبهته عن جبهة غزة مطالبا بوقف الحرب في غزة وانسحاب إسرائيل من القطاع، وافق على وقف إطلاق النار في لبنان.

وواجه اتفاق وقف إطلاق النار انتقادات حادة من أطراف إسرائيلية، إذ اعتبر وزير الأمن القومي اليميني المتشدد، إيتمار بن غفير، أن الاتفاق "خطأ كبير" وفرصة ضائعة للقضاء على حزب الله، داعياً نتانياهو لمواصلة القتال حتى تحقيق "نصر مطلق".

ومن الجانب الآخر، هاجم زعيم المعارضة، يائير لابيد، الاتفاق من زاوية مختلفة، متهماً نتانياهو بالفشل في إدارة الأزمة وقيادة البلاد، مشيراً إلى أن "أكبر كارثة في تاريخ إسرائيل" وقعت في عهده، ومطالباً بالتحرك العاجل لحل قضية الرهائن وإعادة المواطنين النازحين.

وفي رده بشأن موقف معارضي الاتفاق، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إن بلاده "ديمقراطية ويحق للجميع هنا أن يعبروا عن رأيهم"، مشيرا إلى أن 10 أعضاء في الحكومة صوّتوا لصالح الاتفاق.

وأورد في حديثه للحرة، أن "سبب توقيع إسرائيل على الاتفاق الحالي، رغبتها في التركيز على التهديد الإيراني، ونريد أن نعطي استراحة لجيشنا وإعادة تأمين مخزوننا من الأسلحة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار المحلل الإسرائیلی عودة النازحین إلى منازلهم حیز التنفیذ إسرائیل فی أن إسرائیل حزب الله فی لبنان فی تحقیق نجحت فی إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

سلاح المقاومة… درع الكرامة وخط النار الأخير في وجه العدوان الصهيوني

يمانيون../
في مواجهة غطرسة الكيان الصهيوني وتصعيده المستمر في جنوب لبنان، يبرز سلاح حزب الله بوصفه أكثر من مجرد ترسانة عسكرية؛ إنه التعبير العملي عن إرادة شعب، ودرع الأمة الأخير في وجه مشروع توسعي لا يزال يحلم بحدود الدم والنار. بهذا الفهم، يؤكد قادة الحزب مرةً بعد أخرى أن سلاح المقاومة ليس موضع نقاش، بل هو حاجة استراتيجية وضرورة وجودية فرضها العدوان، وثبّتها الصمود، وباركها دم الشهداء.

الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، وجّه رسالة واضحة وقاطعة خلال خطابه الأخير، إذ شدد على أن الحديث المتكرر عن نزع سلاح المقاومة ليس سوى امتداد للضغوط الأمريكية المتزايدة على الحكومة اللبنانية الجديدة، والتي تحاول واشنطن من خلالها استخدام ملف السلاح كأداة ابتزاز سياسي لفرض أجندتها. وأكد قاسم بلهجة حاسمة أن “سلاح المقاومة ليس خاضعًا لأي مساومة أو تفاوض، ولا يمكن أن يُسلّم تحت أي ظرف”.

وأشار قاسم إلى أن الحزب لا يعبأ بتهديدات واشنطن ولا بالحملات الصهيونية والإعلامية التي تُشنّ ضده، مؤكدًا أن بقاء السلاح مرتبط باستمرار الاحتلال، واستمرار العدوان، وأن أي محاولة للمساس به تصب مباشرة في مصلحة الكيان الصهيوني ومشروعه التوسعي في لبنان والمنطقة.

ويؤيد هذا الموقف عدد من القيادات السياسية والدينية في لبنان، ممن يعتبرون أن المقاومة وسلاحها ليسا خيارًا، بل قدرًا فرضته الضرورة، وحقًا شرعيًا كرّسته الوقائع والتضحيات. وفي هذا السياق، صرّح نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب، محمود قماطي، بأن “اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة ستُقطع”، مُستعيدًا عبارة خالدة للشهيد القائد السيد حسن نصر الله، الذي كان أول من وضع معادلة الردع منذ عقود.

أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، فقد عبّر عن الموقف بوضوح أكبر حين قال إن “لبنان بلا مقاومة بلد بلا سيادة”، محذرًا من أن مجرد التفكير في نزع سلاح المقاومة هو انتحار سياسي ووطني، ويمثل وصفة جاهزة لتفجير الداخل اللبناني وتمزيقه أمام الأطماع الصهيونية.

وفي تأكيد آخر لصلابة موقف المقاومة، قال مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب، وفيق صفا، إن “الحديث عن نزع سلاح المقاومة ليس إلا جزءًا من حملة نفسية وإعلامية تحريضية، تقودها أطراف مرتبطة بمحاور خارجية، في محاولة فاشلة لتفكيك البنية الصلبة للمقاومة، والضغط على بيئتها الشعبية المتجذرة”. ولفت إلى أن “الاستراتيجية الدفاعية التي تُطرح ليست لتسليم السلاح، بل لحماية لبنان، ولا مجال لأي حوار في هذا الشأن ما لم يُحرر كامل التراب الوطني، وتُكف الاعتداءات الصهيونية”.

من جهته، أكد النائب حسن فضل الله، عضو كتلة الوفاء للمقاومة، أن أي حوار وطني بشأن مستقبل المقاومة واستراتيجيتها الدفاعية يجب أن يتم فقط مع القوى التي تعترف بالعدو الصهيوني كعدو، وتضع السيادة اللبنانية فوق أي ارتباط خارجي، سواء كان أمريكيًا أو صهيونيًا. وقال: “نحن لا نتحاور مع من يهاجم المقاومة، ولا مع من يضلل الرأي العام، بل مع من يشاركنا القناعة بأن سلاح المقاومة هو صمّام الأمان الوحيد في مواجهة تهديدات الكيان الغاصب”.

بين سلاح يشهر للردع وواقع سياسي مأزوم
تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على المقاومة في ظل مساعٍ متكررة لتفكيك عناصر القوة اللبنانية، وتفريغها من محتواها السيادي. هذه الضغوط – سواء أتت من دول غربية أو جهات محلية – تصطدم دوماً بجدار الوعي الذي أسسه حزب الله بين جمهوره، والذي جعل من سلاح المقاومة جزءًا من الهوية الوطنية ومن الذاكرة الجماعية التي نُحتت بالدم.

وإزاء هذا المشهد، يتأكد مجددًا أن معادلة الردع التي فرضها حزب الله لم تكن فقط توازنًا عسكريًا، بل خطابًا سياسيًا أخلاقيًا يعيد تعريف العلاقة مع العدو: لا تفاوض على الكرامة، ولا مساومة على السيادة، ولا انحناء تحت مقصلة الابتزاز الدولي.

من “عناقيد الغضب” إلى “الوعد الصادق”.. سلاح المقاومة يتطوّر في وجه العدوان
لم يكن سلاح حزب الله وليد لحظة عابرة، بل جاء نتاجًا لتجربة نضالية عميقة تشكّلت منذ الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، حين فرض الاحتلال نفسه بقوة الحديد والنار حتى العاصمة بيروت، ليبدأ الحزب رحلة بناء عقيدة مقاومة مسلّحة، تمازجت فيها العقيدة الإيمانية مع الفعل العسكري المنظم.

شهدت التسعينيات محطات فارقة، أبرزها تصدي المقاومة لعدوان “عناقيد الغضب” عام 1996، الذي عرّى وجه الصهاينة أمام العالم بمجزرة قانا، وأرسى قواعد اشتباك جديدة فرضت على الكيان حسابات دقيقة قبل شنّ أي هجوم. لكن المنعطف الأخطر جاء في العام 2000، حين أجبر حزب الله جيش الاحتلال على الانسحاب من جنوب لبنان بلا قيد ولا شرط، وهو أول انسحاب صهيوني من أرض عربية تحت ضغط السلاح المقاوم، دون اتفاق سياسي.

غير أن ذروة تطور سلاح المقاومة تجلّت بوضوح في عدوان تموز 2006، حين فاجأ حزب الله الكيان الصهيوني والعالم بإمكاناته العسكرية المتقدمة، من صواريخ الكاتيوشا إلى صواريخ “خيبر” و”فجر”، وصولًا إلى الطائرات المسيّرة وقدرات الحرب الإلكترونية والتشويش والرصد الدقيق. ولأول مرة، وجد العدو نفسه أمام عدو غير تقليدي يملك القدرة على إحداث شلل في جبهته الداخلية، بل واستهداف عمقه.

ومع توسع الخبرات وتراكم التجربة، لم يعد سلاح الحزب مجرد بنادق ومضادات، بل أصبح منظومة متكاملة تملك قدرات دقيقة في الرصد، والتوجيه، وتحديد بنك الأهداف، الأمر الذي حوّل “الردع” من شعار إلى واقع ميداني أجبر الصهاينة على التراجع والارتباك مرارًا.

اليوم، وفي ظل التصعيد الجاري، يعود سلاح المقاومة ليتصدر الواجهة، لا بوصفه أداة مواجهة آنية، بل كقوة استراتيجية إقليمية باتت تحسب لها تل أبيب ألف حساب، وسط قناعة متزايدة لدى جمهور المقاومة بأن هذا السلاح ليس فقط لحماية لبنان، بل لحماية مستقبل المنطقة من المشروع الصهيوني بكل تجلياته.

من بعد 2006 إلى عتبة 2024: سلاح حزب الله في مسار تصاعدي نحو الردع الإقليمي
2006 – “الوعد الصادق” يرسم بداية جديدة:
شكّل انتصار المقاومة في حرب تموز 2006 نقطة تحوّل نوعية في الوعي العسكري الصهيوني، إذ كشفت الحرب أن حزب الله بات يمتلك منظومة صاروخية قادرة على إصابة العمق الصهيوني، من حيفا إلى ما بعد ما يسمى “غوش دان”، وهو ما أدّى إلى تغيّر العقيدة الأمنية الصهيونية من الهجوم إلى الاحتواء والردع المتبادل.

2008 – بعد اغتيال القائد عماد مغنية:
كان اغتيال الحاج عماد مغنية (رضوان) بمثابة إعلان من المقاومة للدخول في مرحلة الرد الطويل الأمد، حيث بدأت العمل على تطوير سلاحها النوعي، لاسيما تقنيات التخفي، ونقل الخبرات، وإعادة تشكيل وحدات النخبة (الرضوان) بأساليب متقدمة في القتال غير المتماثل.

2011–2017 – الحرب السورية ومراكمة الخبرات:
انخراط حزب الله في الحرب السورية، رغم كل ما أثاره من جدل، وفّر له فرصة استراتيجية لاختبار أسلحته في بيئة حرب حقيقية متعددة الجبهات، واكتساب خبرات غير مسبوقة في العمل البرّي والتكتيك العسكري، ما عزّز قدرته على القتال في التضاريس المفتوحة والمدن على السواء.

2018 – الكشف عن الأنفاق الهجومية:
أعلنت “إسرائيل” عن عملية “درع الشمال” لاكتشاف أنفاق يمتلكها حزب الله على الحدود، وهو ما أكد تطور قدرة الحزب الهندسية والتخطيط الاستراتيجي، حيث كشفت العملية عن مدى اقتراب الحزب من تحويل الحرب القادمة إلى حرب هجومية داخل الأراضي المحتلة.

2020 – تكنولوجيا الطائرات المسيّرة تتصدر المشهد:
بدأ حزب الله باستخدام المسيّرات بشكل أكثر علنية، سواء في عمليات رصد أو في توجيه رسائل ردع، وقد اعترف العدو بسقوط طائرات مسيّرة داخل أراضيه وتحليق أخرى في عمق مناطقه، في إشارة إلى أن المقاومة باتت تستخدم الذكاء الاصطناعي والمراقبة الجوية ضمن منظومة قتالية متكاملة.

2022 – “سيف القدس” وتكامل الجبهات:
في ظل المواجهات في فلسطين المحتلة، أعلن حزب الله أكثر من مرة جاهزيته للدخول في أي مواجهة شاملة، مما شكّل تطورًا نوعيًا في تكتيك “وحدة الجبهات” ضمن محور المقاومة، حيث تم التلويح بإمكانية ضربات متزامنة من لبنان وغزة واليمن والعراق وسوريا، لتشتيت القدرة الصهيونية على إدارة حرب متعددة الاتجاهات.

2023 – صواريخ “دقيقة” وخارقة للردع الصهيوني:
أكدت تقارير استخباراتية أن حزب الله بات يمتلك مئات الصواريخ الدقيقة القادرة على إصابة أهداف حيوية، من المرافئ العسكرية إلى منشآت الطاقة، ومن مطار بن غوريون إلى مباني الكنيست. وقد أقر قادة العدو علنًا أن “أي مواجهة مقبلة مع الحزب ستكون تدميرية وغير قابلة للحصر”.

2024 – “توازن الرعب” يتحول إلى توازن الردع المحسوم:
مع تزايد التصعيد في جنوب لبنان، وارتباط حزب الله استراتيجيًا بالمواجهة الكبرى في غزة، أصبحت أي عملية عسكرية ضد لبنان محفوفة بثمن باهظ على الكيان الصهيوني. وقد تحوّل سلاح المقاومة إلى “صندوق أسود” لا يعرف العدو محتوياته كاملة، لكنه يدرك تمامًا أنه كفيل بتغيير قواعد اللعبة.

مقالات مشابهة

  • سلاح المقاومة… درع الكرامة وخط النار الأخير في وجه العدوان الصهيوني
  • الخارجية التركية: تهديد إسرائيل لسوريا ولبنان إستراتيجية خاطئة
  • عاجل| ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 51355 شهيد
  • الكرملين: بوتين يرحب بمبادرة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ويؤكد مواصلة تحقيق الأهداف الروسية
  • منذ بداية وقف إطلاق النار مع لبنان.. إسرائيل تُعلن حصيلة اغتيالاتها لعناصر حزب الله (فيديو)
  • قتيلان من الجماعة الإسلامية وحزب الله بغارتين اسرائيليتين على لبنان
  • إسرائيل تقصف معدات دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار
  • مصر: جهود دولية مشتركة للعودة إلى اتفاق 19 يناير لوقف إطلاق النار في غزة
  • خبير عسكري: الظروف الحالية بلبنان مواتية للشروع في تنفيذ اتفاق لقف إطلاق النار
  • اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة قد يمتد لسنوات