خارطة إسرائيلية تشمل ثمانية تهديدات عسكرية رغم وقف الحرب في لبنان
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
ترصد المحافل العسكرية الإسرائيلية الحراك الجاري على قدم وساق لتثبيت وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، لكنها في الوقت ذاته تبدي قناعتها أن المخاطر الأمنية في الجبهات الأخرى تتزايد فقط، سواء في داخل الأراضي المحتلة، أو من جهة الحوثيين في اليمن، والجهات المسلحة في العراق، وصولا إلى إيران التي لم تتراجع عن مشروعها النووي.
وقال المراسل العسكري لموقع "واللا" أمير بوخبوط: إنه "رغم اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، فإن الحرب لن تذهب لأي مكان بعد، في ضوء استمرار المخاوف من الجبهات المتبقية"، مشيرا إلى "ما يمكن وصفها خارطة التهديدات العسكرية، وما زال لبنان في ذروتها، ولعلها يتصدرها، حيث وضع الجيش الإسرائيلي عددا من الخطط العملياتية لمجموعة متنوعة من السيناريوهات في لبنان بشكل عام، وفي جنوبه، وعلى طول الحدود بشكل خاص".
وأضاف بوخبوط في تقرير ترجمته "عربي21" أن "استعداد الجيش لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، يقابله استعداد لسيناريو يحاول فيه حزب الله تحدي الاحتلال بشكل مفرط، لذلك سيُطلب من الجيش القيام برد قوي قد يصل بأيام واحدة من المعركة إلى نقطة التصعيد واسع النطاق، وفي مثل هذا الوضع المتوتر الذي تتشكل فيه المنطقة، لا يمكن استبعاد احتمال حدوث خطأ في الحسابات بين الطرفين".
وأوضح أن "التهديد الثاني قادم من إيران التي تقع على رأس قائمة أولويات المؤسسة الأمنية رغم الاهتمام الذي تحظى به أرض الأرز هذه الأيام، حيث ينقسم تهديدها لثلاثة محاور: في الجانب المباشر تهديد الإيرانيين بالانتقام من الهجوم الإسرائيلي على أراضيهم، حيث لا تزال قوات الدفاع الجوي الأمريكي تعمل في إسرائيل، رغم تقديرات مسؤوليها العسكريين بأن احتمالية العمل ضدها انخفضت بشكل كبير بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا قادمًا للولايات المتحدة".
وأوضح أن "التهديد الثالث يتمثل في قطاع غزة، حيث يقاتل آلاف جنود الفرقة 162 شمال القطاع مع التركيز على بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، بهدف تدمير البنية التحتية لحماس، وقتل عناصرها، مع العلم أن القطار المتجه من عسقلان إلى سديروت لم يعد لعمله الطبيعي بسبب التهديد المضاد للدبابات من شمال القطاع".
وأضاف أن "الفرقة 99 تقوم بتأمين ممر نيتساريم، ويشمل الطريق المعبد الجديد الذي يقسم القطاع إلى جزأين، فيما تقاتل فرقة غزة في رفح لتأمين محور فيلادلفيا وخط غزة الحدودي، وتهدف الضغوط العسكرية الإجمالية لتدمير البنية التحتية لحماس، ولكن أيضا لممارسة الضغط عليها لتعزيز المفاوضات من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى".
وأشار أن "التهديد الرابع موجود في الضفة الغربية وغور الأردن، حيث يتواصل نشاط الجيش ضد المقاومة الفلسطينية، ويشمل اعتقال المشتبه بهم في عملياتها، وتدمير بنيتها التحتية، فيما تعمل قيادة حماس في الخارج على مدار الساعة لشن هجمات من الضفة ضد جنود الجيش والمستوطنين، ويكافح الجيش لنشر قواته بانتظام واحتياط على خلفية التحذيرات الساخنة، كما تجري جهود كبيرة جداً لإحباط تهريب الأسلحة من الأردن إلى الأراضي الفلسطينية".
وأكد أن "التهديد الخامس يتمثل في الحدود الأردنية، فبالإضافة لطرق تهريب الأسلحة والمخدرات من الأردن إلى إسرائيل، تزايدت في 2023 التحذيرات بشأن تسلل المقاتلين من سوريا عبر الأردن، وإضافة لذلك، أصبحت حوادث تسلل المسلحين الفلسطينيين من الأراضي الأردنية باتجاه إسرائيل أكثر شيوعاً، وقد حدث ذلك قبل شهر ونصف مع تسلل مسلحين ببنادق إلى غور الأردن".
وأوضح أن "التهديد السادس في سوريا التي باتت ممراً لمحاور تهريب الأسلحة والوسائل القتالية التي تبدأ من إيران، مرورا عبر العراق، وصولا إلى سوريا، وانتهاء في أيدي حزب الله، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتهديد الرئيس السوري بشار الأسد بزعم أنه "يلعب بالنار" من خلال مساعدة الحزب، واستضافة الحرس الثوري الإيراني، وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه إذا ساعدت سوريا بإعادة بناء الحزب، فستكون أثمانه باهظة".
وأشار أن "التهديد السابع يتمثل في الحوثيين في اليمن، حيث سبق لإسرائيل أن هاجمتهم مرتين، وعقب تحول اليمن إلى جبهة قتالية جديدة فقد عكف الجيش بشكل مباشر على جمع معلومات استخباراتية عنهم من أجل إنشاء بنك أهداف عالي الجودة، وتحسين القدرات لشن هجمات عليهم، خاصة بعد أن تحولوا إلى تهديد ملموس، وقد يتزايد إذا سارع الإيرانيون لتسليحهم من جديد، ودعمهم اقتصاديا".
وأكد أن "التهديد الثامن يتمثل في العراق، الذي بات بؤرة المحور الإقليمي لتهريب الأسلحة من إيران إلى سوريا ثم لبنان، بجانب انتشار الميليشيات الشيعية الموالية لإيران التي أطلقت طائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل، التي حذرت الحكومة العراقية أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، مما يتطلب النشاط قيام الجيش بتحسين قدراته في جمع المعلومات تحضيرا لتنفيذ أي هجوم محتمل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية لبنان الحوثيين الاحتلال لبنان إسرائيل الاحتلال الحوثي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لبنان یتمثل فی
إقرأ أيضاً:
انتقادات إسرائيلية لسوء الأداء الإعلامي في الحرب.. حماس نجحت بالدعاية
رغم ما يحوزه الاحتلال من أدوات دعائية واسعة وكبيرة، وشبكة طويلة من العلاقات مع كبرى الشبكات الإعلامية حول العالم، أمام الحصار الذي يفرضه على إعلام المقاومة، لكن خيبة أمل كبيرة رافقته خلال الحرب الأخيرة، ومراسم إطلاق سراح المختطفين من غزة، بسبب قدرة المقاومة على توصيل رسائلها الإعلامية للجمهور الاسرائيلي الذي بات يلتفّ حول الشاشات للاستماع لما يقوله ناطقوها.
أوري يسخاروف، رئيس قسم الأبحاث في حركة "خبراء الأمن"، وجندي احتياطي من الوحدة الاستخبارية 8200، زعم أن "إطلاق سراح المختطفين في الأسابيع الأخيرة وفّر لحماس فرصة ذهبية للدعاية الحية للجمهور الإسرائيلي بتنظيمها عروضاً هوليوودية صادمة، مستوحاة من رموز النضال الفلسطيني، وهدفها إذلال الإسرائيليين من خلال هذه الأداة الإعلامية، وأعلنت بكتابات خلف منصات التسليم بثلاث لغات: "نحن اليوم التالي"، في رسالة موجهة للجمهور الفلسطيني والإسرائيلي والعالمي".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "حماس تطلّعت لأن تحقق مثل هذه الصور تأثيراً مماثلاً لتأثير عملياتها التفجيرية في أعوام 1994 في قلب دولة الاحتلال، بحيث تسفر عن تراجعها، وتعبها، ورعبها، وإعطاء الحركة كل ما تريده، من خلال متابعتها جيداً للأصوات الداعية اليوم لوقف القتال، ويصفون فكرة "النصر المطلق" بأنها "شعارات فارغة ونكتة حزينة".
وأوضح أن "هذ الصور القادمة من غزة بمثابة المسمار الأخير في نعش فكرة الحلّ السياسي، لأن "طقوس الإذلال" التي ترافق عمليات الإفراج عن المختطفين تحقق النتيجة المعاكسة تماماً لما تأملته حماس، لأنها في 2025، لن تلتقي مع "إسرائيل" السابقة، المستعدة لإجراء محادثات متسرّعة في طابا، أو تجميد الاستيطان مقابل الدخول في المفاوضات، أو إطلاق سراح ثلاثين أسيرة مقابل فيديو لاختطافهن".
وأشار أنني "ألتقي بقطاع واسع من الجمهور الذي يعيش "حرب البقاء"، يلعق جراحه، ويشعر بالاشمئزاز من هذه الصور، وغاضب من أي صور تعيده لما قبل السابع من أكتوبر، ويفهم جيدًا ثمن الإنكار الذي سمح لحماس بخداع صناع القرار، ومنح تقييماتها الاستخبارية شعورا زائفا بالهدوء".
وختم بالقول أنه "سيكون من الصعب مجددا بيع الإسرائيليين ذات "منتج" لما قبل هجوم السابع من أكتوبر، وقبول تنظيم وتسليح جيشها على بعد مئات الأمتار من الكيبوتسات تحت ستار أننا "سنردّ في المكان والزمان المناسبين"، لأن هذه العلامة التجارية لهذا المنتج كانت خدعة كبيرة".
درور إيدار خبير الشئون الدعائية، أكد أن "الإعلام الإسرائيلي يفقد طريقه بتغطية الحرب، لأن استخدامه المتلاعب للمشاعر العامة وذكريات الهولوكوست يشوّه خطابه العام، مما يستدعي التحذير من تحويل الصور الدعائية الحاضرة اليوم لتاريخ من الهستيريا، في ضوء استخدام حماس لوسائلنا الإعلامية بكل صراحة، التي تستسلم لها، من خلال بث الوضع المسرحي للمختطفين، مروراً بالتغطية التي تتكرر دون تجديد لساعات طويلة حتى تصبح "مخدّرة" للعقل، وانتهاءً بالعرض الثنائي الأسود والأبيض للموقف من الصفقة عموما".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "وسائل الإعلام مسؤولة عن نقل الواقع إلى جمهورها الاسرائيلي، لكنها بدلاً من ذلك تعمل على تفكيك وعيه، وهذا أمر خطير دائماً، وأثناء الحرب الوجودية يصبح الأمر خطيراً بشكل مضاعف، وهو ما يتكرر في بث مشاهد المختطفين على منصة المسرح في غزة، مع أن مثل هذه المشاهد تكتسب اليوم زخماً في ظل التغطية الإعلامية الواسعة".
وأوضح أن "حماس تراقب وسائلنا الإعلامية ونحن نلقي اللوم على بعضنا، وتبقى فقط مشاعر العداء تجاه قيادتنا، وليس تجاه العدو الحقيقي، ويبدو أن نفس التنمّر السياسي الذي عرفناه في عام الانقلاب القانوني عاد ليطلّ برأسه على الشاشات، وهكذا يراقبنا الفلسطينيون، ويفركون أيديهم معًا، فيما فقدنا أعصابنا في عيونهم، تمامًا كما تنبّأوا عندما اختطفونا، وأدركوا التعبئة الأحادية الجانب التي قامت بها أغلب وسائلنا الإعلامية لصالح التنازلات والاستسلام".
وأشار أنه "في كل هذه الحالات لم يكن هناك مكان مناسب في الخطاب الإعلامي لصوت عقلاني آخر، يفحص الأمور بمعزل عن العاطفة، ويأخذ في الاعتبار الاعتبارات المستقبلية مثل إهمال حياة الإسرائيليين ، وتشجيع العمليات المسلحة في ضوء غسيل الأدمغة الإعلامي الذي أطلق على معارضي الانقلاب القانوني وصف "أعداء السلام والشعب" والفاشيين ومحرّضي الحرب والمتطرفين والمسيحانيين والنازيين اليهود".