ألهمت حيوانات بحرية علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة وشركة نوفو نورديسك لتطوير كبسولة دواء تطلق الدواء مباشرة في جدار المعدة أو غيرها من أعضاء الجهاز الهضمي، مما يضمن وصول الدواء إلى المكان المناسب من دون التأثر بالظروف المحيطة به. ونشرت نتائج الابتكار الجديد في مجلة نيتشر يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

يمكن أن توفر هذه الكبسولة طريقة بديلة لتوصيل الأدوية التي يجب حقنها عادة، مثل الأنسولين والبروتينات الكبيرة الأخرى، بما في ذلك الأجسام المضادة. ويمكن أيضا استخدام هذه الإستراتيجية الخالية من الإبر لتوصيل الحمض النووي الريبي، إما كلقاح أو جزيء علاجي لعلاج مرض السكري والسمنة واضطرابات التمثيل الغذائي الأخرى.

يقول جيوفاني ترافيرسو، مدير مختبر الهندسة الانتقالية والأستاذ المشارك في الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وطبيب أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى بريغهام والنساء، والعضو المشارك في معهد برود، وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة وفقا لموقع ساينس ديلي: "أحد التحديات التي كنا نحاول التغلب عليها هي تطوير طريقة يمكن من خلالها توصيل جزيئات الدواء الكبيرة -التي يجب أن تحقن بالعادة- عن طريق الفم".

الباحثون يتصورون أنه يمكن استخدام الكبسولة القابلة للابتلاع في المنزل من قبل المرضى الذين يحتاجون إلى تناول الأنسولين أو غيره من الأدوية المحقونة بشكل متكرر (غيتي) الرخويات "رأسيات الأرجل" كمصدر للإلهام

عادة لا يمكن تناول الأدوية التي تتكون من بروتينات كبيرة أو الحمض النووي الريبي عن طريق الفم، لأنها تتحلل بسهولة في الجهاز الهضمي قبل أن تصل إلى وجهتها. منذ عدة سنوات، يعمل مختبر ترافيرسو على إيجاد طرق لتوصيل مثل هذه الأدوية عن طريق الفم من خلال تغليفها بما يحميها من التحلل، ثم حقنها مباشرة في بطانة الجهاز الهضمي.

تستخدم معظم هذه الكبسولات إبرة صغيرة أو مجموعة من الإبر الدقيقة لتوصيل الأدوية بمجرد وصول الجهاز إلى الجهاز الهضمي. في الدراسة الجديدة، أراد ترافيرسو وزملاؤه تطوير طريقة لتوصيل هذه الجزيئات دون استخدام أي نوع من الإبر، مما قد يقلل من احتمالية حدوث ضرر للأنسجة.

ولتحقيق ذلك، استلهموا فكرة من الرخويات رأسيات الأرجل مثل الأخطبوط والحبار. تتمتع الرخويات بقدرة فريدة على الحركة ونفث الحبر، وتستخدم الرخويات زيادة الضغط في عباءتها لدفع الماء والحبر عبر سيفون يمكن ضبطه لتغير اتجاه الحركة ونفث الحبر.

توصل الباحثون إلى طريقتين لمحاكاة عملية النفث هذه، باستخدام ثاني أكسيد الكربون المضغوط أو الزنبركات الملفوفة بإحكام لتوليد القوة اللازمة لدفع الأدوية السائلة خارج الكبسولة. يتم الاحتفاظ بالغاز أو الزنبرك في حالة مضغوطة بواسطة محفز مصمم للذوبان عند تعرضه للرطوبة أو لبيئة حمضية مثل بيئة المعدة. عندما يذوب المحفز، يُسمح للغاز أو الزنبرك بالتمدد، مما يدفع الدواء إلى خارج الكبسولة. الكبسولات المصنوعة من المعدن والبلاستيك يمكن أن تمر عبر الجهاز الهضمي وتفرز مع البراز بعد إطلاق حمولتها الدوائية.

حسب الباحثين في سلسلة من التجارب، الضغط اللازم لطرد الدواء بقوة كافية لاختراق الأنسجة تحت المخاطية في جدار الجهاز الهضمي والتراكم هناك، كما صمم الباحثون الكبسولات بحيث تتمكن من استهداف أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي.

يمكن لنسخة واحدة من هذه الكبسولة، وهي تلك التي لها قاع مسطح وقبة عالية، أن تجلس على سطح بطانة المعدة مثلا، وأن تطلق الدواء إلى الأسفل داخل الأنسجة.

باحثون توصلوا إلى طريقة لإعطاء الإنسولين عن طريق الفم، لا الإبر، مما يحمل ميزات لمرضى السكري في العالم (الجزيرة) قل وداعا للإبر

يتصور الباحثون أنه يمكن استخدام الكبسولة القابلة للابتلاع في المنزل من قبل المرضى الذين يحتاجون إلى تناول الأنسولين أو غيره من الأدوية المحقونة بشكل متكرر. بالإضافة إلى تسهيل إعطاء الأدوية، وخاصة للمرضى الذين لا يحبون الإبر، فإن هذا النهج يلغي أيضا الحاجة إلى ابتكار طرق آمنة لتخلص من الإبر الحادة.

على صعيد آخر، أنشأ الباحثون واختبروا نسخة من الكبسولة يمكن ربطها بمنظار داخلي، مما يسمح للأطباء باستخدامها في عمليات التنظير.

ولم يكتشف الباحثون أي تلف في الأنسجة ناجم عن إطلاق الدواء، كما أنهم يخططون لتطوير مزيد من الكبسولات، على أمل اختبارها على البشر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجهاز الهضمی عن طریق الفم من الإبر

إقرأ أيضاً:

من السرطان إلى العقم.. تأثير البلاستيك الدقيق على الصحة

الولايات المتحدة – كشفت دراسة حديثة عن التأثيرات الصحية المقلقة للبلاستيك الدقيق الذي ينتج سنويا بمعدل يزيد عن 460 مليون طن في جميع أنحاء العالم.

توصل الباحثون إلى روابط قوية بين هذه الجزيئات البلاستيكية الدقيقة ومجموعة من الأمراض الخطيرة، مثل العقم وسرطان القولون وضعف وظائف الرئة.

وفي الدراسة، راجع فريق البحث من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، 3000 دراسة علمية تناولت تأثير البلاستيك الدقيق على الصحة.

وأظهرت النتائج أن هذه المواد الصغيرة، التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، تتسلل إلى الهواء والتربة والطعام والماء، وحتى إلى أجسامنا. ومع ذلك، يمكن أن يدخل البلاستيك الدقيق إلى الجسم دون علمنا عبر التنفس أو الأكل أو الشرب.

ورُبط البلاستيك الدقيق بعدد من التأثيرات الصحية السلبية. ففي الجهاز الهضمي، وجد الباحثون علاقة بين هذه الجزيئات وتطور سرطان القولون، حيث تتسبب في تعطيل الطبقة المخاطية الواقية في القولون، ما يعزز نمو الأورام. كما تم رصد تأثير البلاستيك الدقيق على الجهاز التناسلي، حيث يؤثر على التوازن الهرموني ويقلل من جودة الحيوانات المنوية ويؤثر على المبايض والمشيمة. وأظهرت بعض الدراسات وجود البلاستيك في المشيمة، وهو ما ارتبط بانخفاض الوزن عند الولادة وزيادة خطر الولادة المبكرة.

ومن جانب آخر، عُثر على روابط بين البلاستيك الدقيق وضعف وظائف الرئة، حيث تؤدي الجزيئات إلى التهاب في مجاري الهواء، ما يساهم في تطور الأمراض التنفسية المزمنة، مثل التهاب الرئة وسرطان الرئة.

وأوضح الباحثون أن البلاستيك الدقيق لا يقتصر على التواجد في الأماكن الحضرية أو المناطق الصناعية، بل تم العثور عليه في بيئات نائية مثل القارة القطبية الجنوبية والمحيطات العميقة. وهذه الجزيئات، بسبب حجمها الصغير، يسهل دخولها إلى الجسم وانتشارها داخل الأنسجة، حيث يمكن أن تترسب في أماكن، مثل الكبد والمشيمة وحليب الأم.

وقد حذر الباحثون من أن إنتاج البلاستيك في العالم سيتضاعف بحلول عام 2060 ليصل إلى 1.1 مليار طن، ما يزيد من المخاوف بشأن تأثيراته الصحية الخطرة.

وخلصت الدراسة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل صناع القرار للتقليل من التعرض لهذه المواد الخطرة.

وقالت تريسي جيه وودروف، المعدة الرئيسية للدراسة، إن البلاستيك الدقيق يشكل نوعا من تلوث الهواء بالجسيمات، الذي يعتبر مضرا جدا للصحة.

وأضاف الدكتور نيكولاس شارترز، المعد الأول للدراسة، أن الدراسات تؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات تنظيمية فورية للحد من انتشار البلاستيك الدقيق وتخفيف أضراره على الصحة العامة.

نشرت الدراسة في مجلة ACS Publications Environmental Science & Technology.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • إعلام 2.0.. هل تهدد فوضى شات جي بي تي مصداقية الصحافة؟
  • الصحة: رفع الاستعدادات بالمستشفيات وتوفير مخزون استراتيجي من الأدوية مع تشكيل لجان متابعة ميدانية
  • فوائد النظام الغذائي المشترك بين الأزواج في تقليل الوزن الزائد
  • توجيه 10 أطنان من الأدوية والمساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة
  • محافظ القليوبية يتفقد وحدة مناظير الجهاز الهضمي بمستشفى الحميات بمدينة بنها
  • محافظ القليوبية يتفقد وحدة مناظير الجهاز الهضمي بمستشفى الحميات ببنها
  • محافظ القليوبية يتفقد وحدة مناظير الجهاز الهضمي بحميات بنها
  • سوهاج تنظم مؤتمر عن الجديد فى أمراض الجهاز الهضمي والكبد
  • تأثير البلاستيك الدقيق على الصحة
  • من السرطان إلى العقم.. تأثير البلاستيك الدقيق على الصحة