في ذكراه وصفي التل .. رجل الدولة الذي خلدته الأجيال
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
في ذكراه #وصفي_التل … رجل الدولة الذي خلدته الأجيال
د.ثروت موسى الرواشده
لم أكتب هذا المقال لذكرى استشهاد وصفي التل وحسب، فرجل بحجم وصفي التل لا تنصفه مقال أو كتاب أو حتى حفل تأبين. لكن مقالي هذا بمثابة تعريف الأجيال من هو وصفي التل، رجل أحببناه وعشقناه، ما زالت ذكراه خالدة في قلوبنا، رغم مرور السنوات الطويلة، وكأن حبنا له بالفطرة توارثناه، فعشقناه وجدانا وعقلاً وفكراً.
فوصفي التل هو سياسي ودبلوماسي ومناضل أردني، ووزير ورئيس وزراء أسبق. أحد أبرز السياسيين الذين أثبتوا حضورهم على الساحة الأردنية. تولى رئاسة الوزراء عدة مرات، وشكّل أول حكومة له عام ١٩٦٢. وتدرّج في المناصب الحكومية، فعمل في وزارة الخارجية وكان سفيراً للأردن في ألمانيا والعراق وإيران. كما شغل منصب رئيس التشريفات في الديوان الملكي الهاشمي، وكان عضواً في مجلس الأعيان لعدة دورات.
عمل وصفي التل على إنشاء مؤسسات وطنية قادرة على جعل الأردنيين يعتمدون على أنفسهم في كل شيء، متحررين من ضغوط الديون والمنح من الغير. وشهد الأردن في عهده العديد من المشاريع الاقتصادية والزراعية والتعليمية التي كان لها الأثر في نهضة الأردن، كشق قناة الغور (قناة الملك عبدالله)، وتأسيس الجامعة الأردنية، ومستشفى الجامعة الأردنية، وبناء سد الملك طلال، وإنشاء الطريق الصحراوي، وتأسيس شركة الفوسفات، وشركة البوتاس، وتأسيس التلفزيون الأردني، ومحطة الأقمار الصناعية، وجريدة الرأي، وحزب الاتحاد الوطني.
مقالات ذات صلة وصفي التل… أعرنا بعضاً منك…! 2024/11/28كان وصفي صاحب فكر قومي متحرر، شارك بالعديد من الندوات والمؤتمرات التي عقدت في العديد من الدول.
فوصفي التل هو واحدٌ من الرجالات العظماء الذين مضوا، وتبقى بصماتهم جلية واضحة، تستذكرها الأجيال بكل معاني الفخر والاعتزاز. فهو من أولئك الخالدين في تاريخ الأردن. فقد مضى وهو قرير العين.. وختامًا أقول:
لقد كان وصفي التل منارة للأمل والعطاء، ورمزًا للوطنية والكرامة. يبقى ذكره خالداً في قلوبنا، وحياته حافلة بالإنجازات التي لا تُنسى. فكما زرع فينا الأمل والعمل، سيظلّ اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال، وجسرًا ممتدًا بين الماضي والحاضر، نستلهم منه العزيمة والإصرار.
وأنهي مقالي هذا بأبيات للشاعر حبيب الزيودي:
“رفن رفوف الحجل رفن ورا رفي
خيل أصايل لفت صف ورا صف.
أقول يا صويحبي يكفي عتب يكفي
يا مهدبات الهدب غنن على وصفي…”
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: وصفی التل
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. وصفي العاتب
#وصفي_العاتب..
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 28 / 11 / 2021
نصف قرن ونحن نرفع صورك ولم نرفع فكرك ، نصف قرنٍ ونحن نردد كلماتك ولم نضف عليها حرفاً يرحك في قبرك ،أنين التراب عاتب جداً علينا ، هل يبرىء كرنفال الموت جرح وصفي والوطن غارق بالنزفِ؟..
مقالات ذات صلة جهاز الدفاع المدني في غزة يحذر من كارثة حقيقة 2024/11/28قدرك أنك لم تنجب، وقدرنا أن الأردن لم تنجب أيضاً ، الخصوبة في أعلى درجاتها يا سيدي ، لكنهم استأصلوا رحم الولاية العامة ، و”اجهضوا” الدستور مراراً وتكراراً ، باعوا بأبخس الأثمان البلاد ، أجلسوا الموالي على كراسي الأسياد ، ولم نغضب كغضباتك .
كل الذي فعلناه أننا كثّفنا من مناجاتك ، نستنهض موتك، لتخلّصنا، لتدافع عنّا ، لتصدح بصوتنا ، لترمي من يد الجلاد سوطنا، نحن نجيد المراثي يا سيدي ، لكننا لا نجيد الشجاعة ،نجيد البكاء على الماضي ،ولا نجيد الاستيقاظ على الحاضر .
هل حقاً هذا كل ما تريده منّا؟ …
في ذكرى الاستشهاد ،يتوافد أحفاد الأحفاد إلى الكمالية ، يحضرون الورد إلى الضريح ،يخطبون بلسانٍ عربي فصيح ، جميل هذا الوفاء الصريح ، لكن وصفي الجريح ،ما زال وصفي الجريح .
وصفي لا يحب الورد ،وصفي يحبّ القمح أكثر..
يحبّ وعورة الرجال ، يحب الأردنيين البسطاء غير المتأنّقين ، يحب الذين يحرثون الأرض ، ويذودون عن العرض ، يحب الذين لا يخافون المجاهرة في الحق ، الذين لا يلثغون بأردنيتهم ووطنيتهم .
وصفي يحب الأحرار الشجعان كما يحب رائحة التراب..
اليوم نستذكر وصفي ونتمعّن ملامحه البطولية ، أخشى أن يأتي يوم نتحسّر فيه على الوطن كما تحسّرنا على وصفي ، فيتماهى غياب السهل بسترتك الخضراء، وتذوب عتمة الجبال بسواد عينيك.. وصفي لك بروازٌ عندنا في كل بيت ..
لكن أي بروازٍ سيحيط بالوطن..سوى برواز “يا ليت”؟..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#150يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي