الإفتاء عن إيذاء الناس بالكلمة: خطيئة تهدد الأخلاق والمجتمع
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية أن النصوص الشرعية الإسلامية قد دعت إلى التحلي بحسن الخلق وتجنب إيذاء الآخرين بأي شكل من الأشكال، سواء كان ذلك بالأفعال أو حتى بالكلمات.
الإفتاء: وجود 3 بنات في حياة الأم كنز كبير ةحجاب من النار حكم التبرع بالدم وثوابه.. الإفتاء توضحوقد حذرت الشريعة من خطورة هذا السلوك على الفرد والمجتمع.
إيذاء الناس بالكلمة: خطيئة تهدد الأخلاق والمجتمع
الإيذاء بالكلمة ليس مجرد سلوك سلبي، بل هو خطيئة تؤثر في أخلاقيات المجتمع وتماسكه. أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإسلام يدعو إلى اللين في القول ويحض على اختيار الكلمات التي تبني ولا تهدم، وتؤلف القلوب بدلاً من أن تفرقها. جاء ذلك استنادًا إلى الآية الكريمة: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]، والتي تعكس القيمة العظيمة للرفق في التعامل.
وأوضحت الدار أن الإيذاء اللفظي يدخل ضمن المحرمات الشرعية، حيث قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]. فالاعتداء بالكلمة يمكن أن يترك أثراً عميقاً في النفوس، وقد يؤدي إلى زعزعة العلاقات الاجتماعية، كما أنه يعكس قلة احترام الإنسان لكرامة الآخرين.
وأكدت دار الإفتاء ضرورة التوبة لمن ارتكب هذا الفعل، مع الحرص على الاستغفار وطلب العفو ممن أُسيء إليهم، مشددة على أن الالتزام بآداب الحديث والرفق في المعاملة هما أساس نجاح العلاقات الإنسانية وحماية المجتمع من التفكك.
الإيذاء وأثره على الفرد والمجتمعإيذاء الإنسان، سواء كان ذلك بالسب أو السخرية، يُعتبر تعديًا على حقوق الآخرين وسببًا للتفكك الاجتماعي. كما أن هذه الممارسات تؤدي إلى إثارة الضغائن والكراهية بين أفراد المجتمع، وهو ما يُهدد تماسكه. شرعًا، يعتبر إيذاء الناس ظلمًا واضحًا، ومن أبعاده الأخروية ما ذكره النبي ﷺ في حديثه عن "المفلس" يوم القيامة، الذي يأتي بأعمال صالحة لكنه خسرها بسبب أفعاله المؤذية تجاه الآخرين، كالسب والقذف وأكل الحقوق.
الإيذاء في القانون المصريلا يقتصر تحريم إيذاء الآخرين على الجانب الديني فقط، بل يمتد إلى القوانين الوضعية. فقد نص قانون العقوبات المصري على تجريم إيذاء الآخرين، سواء كان ذلك بالأذى المادي أو المعنوي. على سبيل المثال، تجرم المادة (375) من قانون العقوبات كل أشكال العنف أو التهديد الذي يسبب خوفًا أو أذى.
دعوة للتوبة والإصلاحأكدت دار الإفتاء المصرية أن السب والتعدي على الآخرين، سواء بالقول أو الفعل، يُوجب التوبة الصادقة. كما حثّت المسلمين على الإكثار من الطاعات والتقرب إلى الله لتطهير النفس من هذه السلوكيات. جاء ذلك تأكيدًا لدور الأخلاق الإسلامية في تعزيز الأمن الاجتماعي وتقوية الروابط بين الناس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء المصرية دار الإفتاء والمجتمع الإيذاء دار الإفتاء ال م ؤ م ن
إقرأ أيضاً:
أهم 4 دروس من سورة القصص.. لبناء الشخصية والمجتمع
سورة القصص هي إحدى السور المكية التي تضم العديد من العبر والدروس المستفادة التي توجه المسلم في حياته اليومية، وتساعده في فهم العوائق التي قد تواجهه وكيفية التعامل معها بالصبر والتوكل على الله.
هذه السورة تروي قصة موسى عليه السلام، وتقدم العديد من الدروس التي يمكن أن يستفيد منها المسلم في جميع جوانب حياته. وفيما يلي أهم أربعة دروس من سورة القصص، التي تساهم في بناء شخصية المسلم والمجتمع.
1. التوكل على الله والتفويض الكاملمن أبرز الدروس المستفادة من سورة القصص هو أن التوكل على الله هو السبيل لتحقيق النجاح والتفوق. في قصة موسى عليه السلام عندما كان في موقف صعب، حيث طاردته جيوش فرعون، وعندما وجد نفسه أمام البحر الأحمر، رفع يديه إلى الله وقال: "كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ" [القصص: 62].
كان التوكل على الله مصدرًا لقوة موسى عليه السلام، وبدعائه وتفويضه لله سبحانه وتعالى، انفلق البحر أمامه. هذا يعلّم المسلم أن لا ييأس أبدًا، وأن يضع ثقته الكاملة في الله مهما كانت الظروف.
2. الصبر في مواجهة الابتلاءاتتعلمنا سورة القصص أن الصبر هو مفتاح الفرج. فحتى في أشد اللحظات صعوبة، كان موسى عليه السلام صابرًا، وقد مر بتجارب مريرة منها الظلم في مصر، والطرد، ثم الغربة والابتعاد عن وطنه، إلا أن الله عز وجل كان يبتليه ليصنع منه شخصية عظيمة.
قال الله تعالى: "إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ" [القصص: 14]، وهذا يعني أن الله يضع المؤمن في اختبارات ليزيد من قوة إيمانه ويُقويه ليحقق مهمته في الحياة.
3. العدالة والحق لا يتأخرانسورة القصص تسلط الضوء على أن العدالة لا بد أن تتحقق في النهاية، رغم ما يبدو من تسلط الظالمين أو الظلم الذي يعيشه المؤمنون في بعض الأحيان. في قصة فرعون الذي ظلم واستكبر، أرسل الله له موسى ليحاربه في الظلم، وفي النهاية، لاقى فرعون مصيره المحتوم. قال الله تعالى: "وَفَجَّرْنَا الْبَحْرَ لِمُوسَىٰ فَفَجَّرْنَا فِيهِمْ لِمُوسَىٰ" [القصص: 60]، وهذا يعني أن الله سينتصر للحق ويجعل الظلم زائلًا في النهاية.
4. التمسك بالهداية والابتعاد عن الغرورفي درس آخر من سورة القصص، نجد أن موسى عليه السلام يُظهر لنا كيفية التمسك بتوجيهات الله وعدم التكبر أو الغرور بعد أن حصل على مكانة عظيمة في مجتمع بني إسرائيل.
كان موسى عليه السلام يحذر من الكبر، وأخذ العبرة من هلاك فرعون الذي قادته غروره وكبرياؤه إلى الهلاك، بينما ظل موسى عليه السلام متواضعًا ومخلصًا في عبوديته لله. قال الله تعالى في هذا الصدد: "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ" [القصص: 31]، ليعلم موسى عليه السلام أن العظمة لله وحده، وأن الإنسان لا يجب أن يفتخر أو يغرّه ما يملكه من نعم.
سورة القصص تقدم للمسلم دروسًا هامة تساعده على التوكل على الله، والصبر في مواجهات الحياة، والتفاؤل بتحقيق العدالة في النهاية، والابتعاد عن الغرور. هذه الدروس تعد مصدرًا هامًا لكل مسلم يسعى لبناء شخصية قوية مستنيرة بالإيمان.