أحدث تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال الأسبوع الحالي بفرض رسوم جمركية مرتفعة على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة الأمريكية، أصداء واسعة على عديد من المستويات، حيث أدى إلى تراجع في البورصات الآسيوية وبورصة أستراليا، كما أثار التكهنات حول مسار النمو في حركة التجارة العالمية خلال السنوات المقبلة في ظل تصاعد الإجراءات الحمائية التي تفرضها الدول وتحد من حرية التجارة الدولية.

وخلال فترة الرئاسة الأولى للرئيس دونالد ترامب كان ما أطلق عليه الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة نموذجا يبرز التحولات في مشهد التجارة الدولية، واندلع الخلاف التجاري بين البلدين بسبب التعريفات الجمركية على المعادن، ثم امتد ليشمل جوانب عديدة لحركة التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم. ورغم توصلهما إلى اتفاقية تجارية حول تجارة المعادن في عام 2020 ظل ما يقرب من ثلثي البضائع التي تبيعها الصين إلى الولايات المتحدة خاضعة لضرائب إضافية، وكذلك حوالي 58 بالمائة لصادرات الولايات المتحدة للصين، وفقا لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، ولم تقتصر الإجراءات الحمائية التي تبنتها الولايات المتحدة على الصين بل امتدت إلى شركاء الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي، وقد حافظت الإدارة الأمريكية الحالية على نفس التوجهات اذ التزمت بفرض رسوم جمركية على واردات المعادن وسلع أخرى من عديد من الدول بما في ذلك الصين وشركاء أمريكا التجاريين في أوروبا.

ووفق التعهد الذي أطلقه ترامب هذا الأسبوع، قال الرئيس المنتخب إنه ينوي فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمائة على المنتجات القادمة من المكسيك وكندا وكذلك فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 بالمائة على البضائع القادمة من الصين، ما يعني أن الإدارة الجديدة ستتابع بشكل حثيث تطبيق الإجراءات الحمائية بقائمة ربما تكون أوسع للدول وللمنتجات الخاضعة للرسوم الجمركية.

يأتي ذلك في وقت بدأت حركة التجارة العالمية في التعافي من التبعات القاسية التي خلفها تفشي الجائحة في عام 2020، وتبعات الحرب في أوكرانيا، واستمرت هذه التبعات حتى العام الماضي، حيث أكد تقرير مراقبة التجارة العالمية الصادر عن البنك الدولي أن نمو حركة التجارة قد توقف في 2023، وحققت بصعوبة مكاسب بلغت 0.1 بالمائة زيادة عن العام السابق بدعم من معدلات نمو قوية في تجارة الخدمات.

وفيما يتعلق بالعام الجاري، أشارت توقعات منظمة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة "أونكتاد" إلى أن حجم التجارة العالمية قد يرتفع إلى 32 تريليون دولار بنهاية العام الجاري مع استمرار التعافي من تبعات الجائحة، بفضل ارتفاع الصادرات من الولايات المتحدة والدول النامية والناشئة خاصة الاقتصادات الآسيوية الكبرى، مما أضاف لحجم التجارة العالمية ما يقرب من 250 مليار دولار من تجارة السلع و100 مليار دولار من تجارة الخدمات في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالنصف الثاني من عام 2023. وتقود الصين والهند والولايات المتحدة نمو التجارة العالمية مع زيادة الصادرات من الصين بنسبة 9 بالمائة والهند بنسبة 7 بالمائة والولايات المتحدة بنسبة 3 بالمائة في حين تراجعت حركة التجارة في القارة الأفريقية ولم تسجل الصادرات من القارة الأوروبية نموا خلال النصف الأول من العام الجاري.

رغم هذه التوقعات المتفائلة خلال العام الجاري، يحيط قدر كبير من عدم اليقين تجاه نمو التجارة العالمية خلال العام المقبل وعلى المدى القصير، خاصة مع تزايد التوترات السياسية التي تؤثر على طرق التجارة العالمية، وخفضت منظمة التجارة العالمية تقديراتها لنمو التجارة العالمية في عام 2025 من 3.3 بالمائة إلى 3 بالمائة، وفسرت ذلك بتفاقم الأزمة في الشرق الأوسط واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ومع ترقب متغيرات السياسات التجارية للولايات المتحدة الأمريكية في ظل إدارتها الجديدة، قد تتزايد التحديات أمام نمو التجارة العالمية.

وبعد عقود من ازدهار العولمة وتبني حرية التجارة على نطاق واسع في العالم، جاءت عديد من العوامل لتفرض تغيرات كبيرة في مشهد التجارة الدولية وتعيد تشكيل تفضيلات الدول لتتركز على التحكم في الصادرات والواردات من خلال إجراءات حمائية واتفاقيات التجارة الثنائية والحرة بين الدول والتكتلات الاقتصادية المختلفة، وأصبح من أهم العوامل المؤثرة على التجارة الدولية وأيضا على العلاقات الاقتصادية بين الدول هو التغير في موازين القوى الاقتصادية التي أصبحت تميل لصالح الاقتصاديات الناشئة في آسيا بقيادة الصين نتيجة معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة في آسيا والعامل الديموغرافي الذي يغذي هذا النمو على المدى الطويل.

وفي الوقت ذاته تحمل المتغيرات الخاصة بالتجارة الدولية فرصا للاستفادة من التحديات، وتتيح مساحة لتواجد أوسع لقوى تجارية جديدة على خارطة التجارة الدولية، فالتوترات السياسية التي عرقلت طرق التجارة الدولية خاصة البحرية، عززت توجه الدول نحو طرق بديلة للتجارة تعتمد على وسائط النقل المتعددة، وتقارير منظمة التجارة العالمية، ترصد أن التجارة التي كانت تتدفق مباشرة بين الصين والولايات المتحدة تمر الآن عبر ما يسمى بالدول الموصلة، أي دول وسيطة في نقل حركة التجارة الدولية، وقطاع الخدمات يقود بشكل تزايد نمو التجارة العالمية من خلال زيادة صادرات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث ترصد تقارير البنك الدولي النمو القوي للتجارة في الخدمات، خاصة الخدمات الرقمية، التي تعزز زيادة فرص العمل والاستثمار وتزيد من القدرة التنافسية للصادرات سواء من خلال تصدير الخدمات الرقمية أو استيراد الخدمات التي تتسم بالكفاءة لدعم أنشطة الأعمال، وهذه الخدمات بدورها تمثل مدخلات لسلع وخدمات أخرى، كما تخلق جهود العالم لاحتواء تغيرات المناخ والتحول نحو الطاقة المتجددة فرصا أيضا لنمو التجارة العالمية، إذ تشهد حصة الطاقة المتجددة من الصادرات العالمية ارتفاعا مستمرا، وتمثل الخطط الطموحة للتوسع في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر دعما للنمو الاقتصادي في دول من بينها سلطنة عمان وتعزيزا لتنويع صادراتها للأسواق العالمية.

وبشكل خاص تقدم المتغيرات في التجارة الدولية فرصا للدول التي حافظت على معدل نمو جيد خلال السنوات الماضية ومن المتوقع أن تواصل النمو بمعدلات جيدة خلال السنوات المقبلة ومن بينها دول منطقة مجلس التعاون التي أصبحت تمثل تكتلا اقتصاديا من خلال التوجه نحو التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول المنطقة والتوسع في اتفاقيات التجارة الحرة وسعيها بشكل حثيث نحو الاعتماد على قطاعات التنويع وجذب الاستثمارات ودعم الأنشطة اللوجستية وحركة إعادة التصدير وزيادة عدد المناطق الحرة ورفع حجم الصادرات، مما يؤهل منطقة دول مجلس التعاون لاحتلال مكانة بارزة على خريطة القوى الاقتصادية والتجارية العالمية خلال السنوات المقبلة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: والولایات المتحدة التجارة العالمیة الولایات المتحدة التجارة الدولیة حرکة التجارة خلال السنوات رسوم جمرکیة

إقرأ أيضاً:

جهاز الاستثمار.. محرك اقتصادي وداعم للنمو المستدام

شارك جهاز الاستثمار العماني في ملتقى "معا نتقدم" في نسخته الثالثة لعام ٢٠٢٥ بعرض مواد مرئية تمثلت في شروحات وقصص ملهمة لمبادرات تم استثمارها من قبل شركات حكومية تحت مظلة الجهاز، حيث تم عرض المنتجات والخدمات في ركن خاص وبشاشات رقمية تجسد الرؤى المستقبلية لتصدير هذه الاستثمارات عالميا، وتمكين القطاع الخاص بما يسهم في تشغيل الجهود الوطنية.

وقال معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العُماني خلال الملتقى: نسعى إلى تعزيز دورنا في المنظومة كمحرك اقتصادي يتجاوز إدارة الأصول إلى تعزيز النمو المُستدام ودعم المستهدفات الوطنية لرؤية عُمان 2040، حيث نجسّد التكامل مع المؤسسات الحكومية والخاصة من أجل تعزيز الاستثمارات داخل القطاعات المحلية؛ للإسهام في تحقيق التنويع الاقتصادي وإيجاد فرص استثمارية واعدة، كما تسهم شراكاتنا الإستراتيجية الدولية في تحقيق العوائد المالية من جهة، ومن جهة أخرى تحقيق البُعد العُماني بإعادة توجيهها أو جلب تقنياتها إلى قطاعاتنا المحلية، بما يُسهم في تنويع مصادر الدخل وإيجاد فرص عمل وأعمال لشبابنا ومؤسساتنا الصغيرة والمتوسطة.

وأكد الشيخ ناصر بن سليمان الحارثي، نائب رئيس جهاز الاستثمار العُماني للعمليات، عن المشاركة في الملتقى: نستعرض من خلال مشاركتنا في ملتقى "معًا نتقدم" جهود الجهاز كعنصر محرّك للمنظومة الاقتصادية، من خلال إدارة فعّالة للأصول والاستثمارات، مع التركيز محليا على التعاون والتكامل مع المؤسسات الحكومية والخاصة من أجل الارتقاء معًا بتعزيز القيمة المحلية المضافة ببرامج ومبادرات تمكِّن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ ما يعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني، كما نواصل العمل على تحقيق أجندتنا الوطنية منها تعزيز المشروعات في مختلف قطاعاتنا المحلية، إلى جانب الإسهام في جهود التوظيف والتعمين وتمكين الكفاءات الوطنية، والتركيز على التحوّل الرقمي في أعمالنا وأنشطتنا، وما حققناه في هذه الجوانب يقف ماثلا للعيان، وننطلق منه إلى تحقيق المزيد.

وقال منذر بن صالح الرواحي، مدير عام برنامج "لدائن" إن مجموعة أوكيو قد ركزت على برنامج لدائن للصناعات البلاستيكية في ركن جهاز الاستثمار العُماني في المعرض المصاحب للملتقى، حيث تعد هذه المشاركة مبادرة استراتيجية بالشراكة مع عدة جهات تهدف إلى تعزيز قدرات التصنيع المحلية في سلطنة عُمان، وتقليل الاعتماد على الواردات، وتطوير قطاع الصناعات البلاستيكية من خلال إنشاء مجمع متكامل للصناعات البلاستيكية في السلطنة، ويسعى إلى جذب الاستثمارات المحلية والدولية، وتوفير فرص عمل، وتعزيز النمو الاقتصادي في البلاد.

وعن أنواع المنتجات وحاجة الأسواق المحلية قال الرواحي إن برنامج "لدائن" يستهدف إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات البلاستيكية لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والدولية من بينها أكياس التعبئة والتغليف، حيث تعمل "لدائن للبلاستيك" على دعم الإنتاج المحلي مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.

وأضاف الرواحي حول الاستثمارات في برنامج "لدائن" وقيمته أن البرنامج شهد التوقيع على 16 اتفاقية استثمارية بقيمة إجمالية تقارب 155 مليون دولار أمريكي حتى ديسمبر 2024، لتطوير مشروعات صناعية، وسوف تنتقل في الربع الثاني من العام الجاري ثلاث شركات مستثمرة من مرحلة البناء إلى مرحلة الإنتاج، بإجمالي استثمارات قدره 42 مليون دولار.

وفيما يتعلق بالحوافز والتسهيلات المقدمة للمستثمرين، أشار الرواحي إلى أن البرنامج يقدم دعما شاملا لتعزيز الاستثمارات في القطاع. وتشمل هذه الحوافز تخفيض أسعار المواد الخام، حيث توفر مجموعة "أوكيو" المواد الأولية بأسعار تنافسية، بالإضافة إلى تسهيلات في الانتفاع بالأراضي الصناعية، حيث تمنح المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" عقود انتفاع طويلة الأمد تصل إلى 33 عامًا، مع إعفاءات وتخفيضات على رسوم الإيجار.

وأضاف أن المناطق الحرة، مثل المنطقة الحرة بصحار، تقدم حوافز اقتصادية تشمل تسهيلات ضريبية وجمركية، ما يعزز بيئة الاستثمار في قطاع الصناعات البلاستيكية

وأشار المهندس مطر بن سالم البادي، الرئيس التنفيذي لشركة تنمية معادن عمان إلى أن قطاع التعدين يعد من المحركات الأساسية للتنمية الاقتصادية، حيث تتمتع السلطنة بموارد معدنية متنوعة وواعدة، كما أوضح أن القطاع شهد نموًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة نتيجة توجه الحكومة نحو الاستفادة من إمكاناته، باعتباره بيئة استثمارية واعدة تساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين، بالإضافة إلى بناء الكفاءات المحلية وتطوير التقنيات المتعلقة بأنشطة الاستكشاف والتنقيب.

وأكد البادي أن رؤية عمان 2040 تسلط الضوء على أهمية قطاع التعدين في تنفيذ خطط تنويع مصادر الدخل الوطني، مشيرًا إلى أن إعادة هيكلة القطاع تحت وزارة الطاقة والمعادن أسهمت في دمج الخبرات التراكمية بين قطاعي النفط والتعدين، لضمان نموه وتطويره، كما بيّن أن اعتماد الوزارة لمنهجية جديدة ومنظومة تشريعية مبتكرة ساهم في تعزيز القطاع، من خلال إنشاء مناطق امتياز تعدينية واسعة، على غرار مناطق امتياز النفط والغاز، وهو ما مكّن القطاع وحفّز الاستثمارات المحلية والعالمية المتخصصة في التنقيب واستخراج المعادن.

وأكد البادي أن شركة تنمية معادن عمان تعمل بشكل وثيق مع وزارة الطاقة والمعادن وفريق رؤية عمان 2040 لتحقيق رؤية الحكومة عبر عدد من المشاريع الاستراتيجية الطموحة، مؤكدًا أن هذه الجهود تسهم في خلق قيمة مضافة من خلال إقامة مشاريع صناعية وتعدينية متكاملة.

وفيما يتعلق بتوظيف الكفاءات، بيّن في حديثه أن الشركة تولي اهتمامًا كبيرًا لتبني المواهب الشابة العمانية ودعمها، لافتًا إلى أن الشباب هم مصدر الابتكار والنمو المستدام، ولذلك تسعى إلى تنفيذ برامج تدريبية وتطويرية تهدف إلى تأهيلهم لاستغلال الفرص المستقبلية في قطاع التعدين، كما كشف نسبة التعمين في الشركة التي بلغت 75%، وهو ما يعكس التزامها بتوفير فرص عمل مستدامة وتعزيز مشاركة الكفاءات العمانية في القطاع.

وأشار البادي إلى أن المشاركة في الملتقى تمثلت في ركن جهاز الاستثمار العماني، حيث تم استعراض قصة تطوير "منجم الأسيـل" بولاية صحار، وعرض عينات من منتج مركزات النحاس بعد توقف دام 30 عامًا، مؤكدًا أن تصدير أول شحنة من المركزات بنهاية عام 2024 يعكس التزامها المستمر بتطوير وتعزيز قطاع التعدين في السلطنة من خلال توسيع أنشطة الاستكشاف التنقيب وتبني أحدث تقنيات المسح الجوي وبناء قاعدة بيانات للموارد المعدنية، بالإضافة إلى تطوير الكفاءات الوطنية في مجال الاستكشاف والتنقيب. ويقع منجم الأسيـل في منطقة الامتياز B11 بولاية صحار، ويتم تطويره من قبل شركة عمان للتعدين، المملوكة لـشركة تنمية معادن عمان. وتتم معالجة الخام لإنتاج مركزات نحاس عالية الجودة بنسبة تركيز تتراوح بين 18% و22%. كما أوضح أن متوسط الإنتاج السنوي من المنجم يصل إلى 500 ألف طن من خام النحاس، كما تخطط الشركة لبدء العمليات في منجم البيضاء بولاية لوى خلال العامين 2025- 2026، وذلك ضمن خطة متكاملة لإعادة تطوير المنجمين بناءً على الاحتياطيات الحالية.

وعن الدور الذي تعمل عليه مجموعة عُمران في تنويع مصادر الاقتصاد واستدامته في مشاركتهم بالملتقى قال منذر بن مدرك الموسوي، مدير إدارة تطوير الأعمال بمجموعة عُمران إن المجموعة تسهم في تحفيز النمو الاقتصادي المستدام عبر تطوير قطاع السياحة وتعزيز مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي في البنية الأساسية للقطاع وتطوير وجهات سياحية في مشاريع نوعية مختلفة مثل مدينة العرفان، مشروع كلوب ميد بمحافظة مسندم، مشروع يتي السياحي المتكامل، ومنتجع سنتاني في جبل شمس.

بالإضافة إلى تعزيز الشراكات الاستثمارية مع روّاد القطاع السياحي وكبرى العلامات العالمية لجذب رأس المال الأجنبي، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعظيم المحتوى المحلي: من خلال إشراك المؤسسات في سلاسل التوريد الخاصة بالمشاريع السياحية، كما تسهم المجموعة في تنمية رأس المال البشري، وذلك عبر خلق فرص عمل ودعم برامج التدريب والتطوير عبر إستراتيجية "طموحي_سياحي".

أما عن التنويع السياحي فأكد الموسوي أن مجموعة عُمران تقوم بالتركيز على تنويع المنتجات والتجارب السياحية، بما يسلط الضوء على التنوع الفريد لمختلف الوجهات السياحية في سلطنة عُمان بالتعاون مع الجهات المعنية.

وفي هذا الإطار تقوم المجموعة بالتركيز على تنمية سياحة المغامرات، وذلك من خلال توفير تجارب فريدة واستغلال المقومات الطبيعية التي تزخر بها البلاد؛ كمسارات المشي الجبلية والتسلق، وإطلاق مركز متخصص لتقديم تجارب المغامرات في أبرز الوجهات كمحافظة مسندم، إلى جانب تجارب سياحية متنوعة في مختلف محافظات سلطنة عمان، وأيضا في تطوير تجارب متنوعة تتيح للزوار الاستمتاع بتجارب سياحية تدمج الترفيه والزراعة. وجاء تأسيس شركة جنائن كأول شركة متخصصة لتنفيذ مشروعات سياحية زراعية في سلطنة عُمان، حيث تدمج الزراعة بتجارب سياحية نوعية، تشمل المرحلة الأولى منه تنفيذ مشاريع ومبادرات نوعية بولاية الجبل الأخضر وولاية صلالة.

وأضاف الموسوي أن جهود المجموعة في مجال السياحة الرياضية تمثلت في دعم الجهات المعنية لاستضافة فعاليات رياضية كبرى ودمجها بالتجارب السياحية، وأيضًا تسليط الضوء على بعض الرياضات التي تستقطب السياح كالتزلج المظلي والإبحار، إلى جانب دعم استضافة بعض المسابقات والبطولات العالمية بالتعاون مع الجهات المعنية مثل كأس العالم لسداسيات كرة القدم، وسباقات سبارتن، وسباقات الإبحار وغيرها، كما تولي المجموعة أهمية قصوى بصناعة سياحة الحوافز والمؤتمرات والمعارض (MICE)، حيث يقوم مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض باستقطاب فعاليات دولية كبرى، وتنشيط هذا القطاع الفرعي الواعد.

وفي مجال السياحة الثقافية والتراثية أشار إلى أن المجموعة تعمل على تطوير تجارب سياحية بالمواقع التاريخية مثل قلعة نزوى، وأطلقت المجموعة برنامجًا متخصصًا لدعم الفنون والتصميم الإبداعي في أصولها السياحية، لتفعيل عناصر الفنون وإبراز الموروث الثقافي في مشاريعها التطويرية والفنادق التابعة لها. ويهدف البرنامج إلى تعزيز الفرص لرواد الأعمال في مجال إدارة الفنون، وتوظيف مهاراتهم لدعم التجارب السياحية من خلال تشغيل المحال التجارية، والإشراف على ساحات العرض، وإقامة الأنشطة والمعارض الفنية والثقافية.

واختتم قائلا إن مجموعة عمران تعمل على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع السياحة من أجل المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، عبر شراكات استثمارية استراتيجية مع شركات التطوير العقاري الكبرى لتطوير مجمعات سياحية متكاملة، فعلى سبيل المثال (الموج مسقط مع ماجد الفطيم، ومشروع جبل سيفو مع اوراسكوم، ومشروع خليج مسقط مع سرايا القابضة، ومشروع عايدة مع دار جلوبال)، وغيرها من رائدات صناعة السياحة. إلى جانب استقطاب أبرز العلامات في قطاع الضيافة مثل ماريوت، ودوسيت، وكلوب ميد، وفور سيزونز، وقريبًا سانتاني في جبل شمس، بالإضافة إلى تطوير مشاريع سياحية متكاملة بالتعاون بين القطاعين العام والخاص كمشروع حي الأوبرا، بما يدعم التوجهات الاستراتيجية لخلق وجهات سياحية تسهم في تحقيق التنويع الاقتصادي، ويمكن لمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر إشراكها في تنفيذ وتشغيل المشاريع السياحية.

كما جسدت مشاركة شركة كروة للسيارات استعراض أبرز الإسهامات الصناعية والاقتصادية والتي تمثلت باستخدام التقنيات الإنتاجية في خلق تجربة استثنائية للنقل عبر حافلاتها ذات المعايير العالية، حيث تقدم الشركة توسعاً في حجم الخيارات الإنتاجية في مجال صنع الحافلات للنقل العام والتي تلبي معايير النقل الأمثل داخل المدن وخارجها، حيث حققت الشركة إنتاج وبيع ١٠٠٠ حافلة مدرسية، وصناعة ١٠٠ حافلة لمونديال قطر والتي نقلت نصف مليون زائر. بالإضافة إلى تحقيق أكثر من ٢.٥ مليون ريال عماني من قيمة المشتريات المحلية منذ بدء العمليات التجارية، إلى جانب إسناد عدد من فرص الأعمال تجاوزت قيمتها ١.١ مليون ريال عماني لـ٩٣ مؤسسة صغيرة ومتوسطة. يذكر أن الشركة في صدد عمل دراسة بالتعاون مع جهاز الاستثمار العماني لإنتاج خيارات في مجال صناعة المركبات والحافلات الكهربائية.

الجدير بالذكر أن جهاز الاستثمار العماني يمتلك عدة استثمارات موزعة على قارات العالم في أكثر من ٥٠ دولة حول العالم، ويعمل على تفعيل محافظ محلية تقدر بنسبة ٦١٪؜ وتتمثل في محفظة التنمية الوطنية وصندوق عمان المستقبل، إلى جانب المحفظة الخارجية والتي تقدر بنسبة ٣٩٪؜ وتتمثل بمحفظة الأجيال، بالإضافة إلى ٩ شراكات استراتيجية قام الجهاز ببنائها لتعزيز العلاقات الاستثمارية مع الدول الشقيقة والصديقة.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: الرسوم الجمركية الأمريكية قد تعطل التجارة العالمية
  • الاتحاد الأوروبي: الرسوم الجمركية الأمريكية على كندا والمكسيك قد تعطل التجارة العالمية
  • الاتحاد الأوروبي: فرض الرسوم الأمريكية مخاطرة تعرقل التجارة العالمية
  • الصين ترفض بقوة قرار الولايات المتحدة فرض تعريفة جمركية إضافية على السلع المستوردة
  • بعد فرض رسوم جمركية جديدة.. من المستفيد الأكبر من اشتعال الحرب التجارية؟ أمريكا أم الصين!!
  • تصعيد تجاري جديد.. الصين تتوعد برد حازم على قرارات أمريكا
  • الصين تتعهد بالرد على دخول الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ
  • تصاعد التوتر التجاري بين الصين وأمريكا .. بكين تدعو للحوار وتحذر من إجراءات مضادة | تقرير
  • نمو القطاع الصناعي في الصين خلال فبراير الماضي
  • جهاز الاستثمار.. محرك اقتصادي وداعم للنمو المستدام