العقيدة القاتلة.. قراءة في الخريطة الإدراكية لإسرائيل
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
في آخر إحصائية لوزارة الصحّة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول إلى قرابة أربعة وأربعين ألف شهيد، في حين تجاوز عدد الجرحى والمصابين مائة ألف غزّي.
صحيح أن الشعب الفلسطيني قد خبر آلة القتل الصهيونية على امتداد تاريخ صراعه مع المحتل، ولكن تلك المجازر لم تأتِ جملة واحدة، بل كانت متفاوتة في حجمها، وفي تاريخها وفي جغرافيتها.
فقد جرت مجزرة حيفا في 1937، وباب العامود في 1947، والطنطورة في 1948، وكفر قاسم في 1956، ومخيم تل الزعتر في 1976، وصبرا وشاتيلا في 1982، ومذبحة الأقصى عام 1990، والحرم الإبراهيمي 1994… والقائمة تطول.
فإن كانت تلك المجازر قد جاءت متفرقة في الزمن، إلا أن المجازر الصهيونية منذ طوفان الأقصى جاءت بالجملة وليس بالتفصيل. ففي اليوم الواحد يمكن أن ترتكب القوات الصهيونية أكثر من مجزرة على امتداد غزة المحاصرة. وغالبًا ما ترافق عمليات القتل والتفجير مظاهر احتفالية موغلة في السادية.
هذا المقال يبحث في خلفيات تلك الروح العدوانية التي فاضت على أصحابها فلم نكد نعثر على شبيه لها في التاريخ. إذ لا يمكن أن ندرك الشراهة في القتل إلا بمغادرة المستوى السطحي للتحليل إلى المستويات الأكثر عمقًا. وهي المستويات التي ترتبط "بالنماذج الإدراكية الكامنة" مثلما يسميها الدكتور عبد الوهاب المسيري. وكي نتتبع تلك الخريطة الإدراكية علينا أن نتأمل كيف يجري استثمار النصوص الدينية في إدارة الصراع.
الادعاء الديني في فلسطينالكيان الصهيوني هو تجمع استيطاني يعمل على توظيف "الديباجات اليهودية". فكثيرًا ما تركز الدعاية الصهيونية لتبرير اغتصاب فلسطين على "الوعد الإلهي". ففلسطين التي "تفيض لبنًا وعسلًا" مثلما يقول الكتاب المقدس، هي الأرض التي وعد الإله "يهوه" نبي الله إبراهيم عليه السلام بإعطائها له ولنسله من بعده. فقال له "لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات".
ومن ثم ستتكيف العلاقة مع الأرض من خلال الترنسفير أو "تصفية الدياسبورا" عبر تسيير الهجرات اليهودية نحو فلسطين. فنهض المشروع الصهيوني على ضرورة بناء وطن قومي لليهود، يمتدُّ على الحدود التاريخية مثلما حددتها التوراة: "من الفرات إلى النيل".
وهي الحدود التي أعلن عنها ديفيد بن غوريون أمام الكنيست عام 1956. وعلى كل اليهود في العالم أن يهاجروا إليها كي يؤسسوا الدولة اليهودية الخالصة.
وقد عبّر وزير الحرب الإسرائيلي موشيه ديان بعد نكسة 1967 عن تلك العلاقة بين التوراة والأرض، فقال "إذا كنا نملك التوراة، ونعتبر أنفسنا شعب التوراة، فمن الواجب علينا أن نمتلك جميع الأراضي المنصوص عليها في التوراة". فالسيادة الحصرية على أرض فلسطين تسوّغها أحكام الشريعة اليهودية ونظرية "الخلاص".
وقد عُوقب رابين بالقتل لقبوله بـ "السلام" مع الفلسطينيين الذي التزم من خلاله بالتخلي عن جزء من الأرض لطالما اعتبرت من صميم دولتهم التاريخية. والقتل "أمر الرب" مثلما روج له القتلة. أما السكان الأصليون فيصبحون بناء على تلك الأيديولوجيا مشروعًا للقتل والطرد والتهجير.
القتل العقائديلقد وصف ثيودور هرتزل الصهيونية بأنها "فكرة استعمارية" تشكلت في سياق التوسع الإمبريالي. فورثت عنه العنف الكولونيالي والتقوقع القومي والرغبة في مراكمة الربح. ومن ثم فإن الدولة الصهيونية "لا يمكن أن تتواجد في حالة سلام"، وهو ما جعل إدارة الحرب من العناصر الأساسية في تماسك المجتمع الصهيوني.
وهكذا جرت عسكرة الدولة مثلما جرت عسكرة المجتمع. ولم يكن ذلك الخيار الصفري عملية عابثة، بقدر ما كان تمثلًا أمينًا "للخريطة الإدراكية للعقل الصهيوني" في نظرته للصراع. فخلف الممارسات الصهيونية تكمن سجف من التبريرات المتراكمة هي خليط من المرويات الدينية والأساطير. والأسطورة حين تُستدعى من التواريخ البعيدة، تصبح أداة للتعبئة والاستنفار، ففيها دائمًا يسكن "شبح مقاتل" مثلما يقول حسنين هيكل.
لقد تمحّض العالم في العقيدة الصهيونية إلى أخيار وأغيار. ومنحت تلك العقيدة للأخيار حق تصفية الأغيار أكانوا ذواتًا أم رموزًا أم مدنًا. فيصبح "كنعان ملعونًا"، وتصبح المدن مستباحة للتجريف والتدمير، ويصبح السكان موضوعًا للتقتيل والتهجير. فالإله "القومي" قد أفتى أتباعه أن "دمروا المدينة واقضوا بحد السيف على كل من فيها من رجال ونساء وأطفال وشيوخ حتى البقر والغنم والحمير".
وقد خلّد النص التوراتي مجزرة أريحا قبل ثلاثة آلاف عام، حين اجتمعوا بعد تيه، فـ "أهلكوا جميع ما في المدينة من رجل وامرأة وطفل رضيع، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف وأحرقوا المدينة وجميع ما فيها بالنار إلا الذهب والفضة وآنية النحاس فإنهم جعلوها في خزينة الرب".
وقد ظلت تلك المذبحة مثلما ذكرتها التوراة تُستعاد باطراد على مرّ تاريخ الصراع مع الكيان. وهو ما يفسر المجازر الصهيونية في فلسطين منذ ثلاثينيات القرن العشرين.
فلم يكن اغتيال الشيخ عز الدين القسام الخطيئة الأولى، ولا كان اغتيال إسماعيل هنية أو حسن نصر الله أو يحيى السنوار هو الجريمة الأخيرة على لائحة الجرائم الصهيونية، فهناك تاريخ من الدم المستباح من فؤاد حجازي ورفاقه إلى رموز النضال الوطني والإسلامي بكل توجهاتهم. ففي مجرى التأويل الديني يصبح كل مقاوم مشروعًا للقتل، وتصبح كل المدن المعادية موضوعًا للاستعباد والاستعمار.
وتأسيسًا على تلك القناعة الدينية تصبح غزة – المدينة المستعصية – في استحضار تلك التجارب وتلك التمثلات مدينة مستباحة.
مفردات القتل في السادية الراهنةلقد بُني التاريخ الصهيوني على النشاط الحثيث للعصابات الصهيونية التي لم تدخر جهدًا في سفك الدماء. ومع النكبة تحولت العصابات إلى جيش احترف القتل والتهجير والتدمير. فمن نظرية الجدار الحديدي حتى خطة الجنرالات، مرورًا بخطة الضاحية كانت الخطط العسكرية تتفنن في الإبادة.
وقد ظل زئيف جابوتنسكي المغذي الرئيس لتيار اليمين على مر التاريخ الصهيوني. وليس نتنياهو إلا امتدادًا لتلك المدرسة. ففاضت على خطابه لغة الحديد والنار التي تتغذى من القناعة القائلة إن الفلسطيني ليس "كائنًا إنسانيًا له قيمة معترف بها". لذلك لم يكن مستغربًا أن يوغل الخطاب الصهيوني بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين.
كان وزير الدفاع المخلوع أول المبادرين. فقد وصف الفلسطينيين بـ "الحيوانات البشرية". والفلسطينيون في الخطابات الموتورة لنتنياهو هم "الوحوش المتعطشة للدماء"، وهم "أبناء الظلام"، وهم الهَمج والبرابرة، وهم الوحوش التي تقتل الأطفال".
ويجد لخطابه مبررات في عقيدته، فيرى في معاركه تلك المعارك التي كانت أو تلك المعارك التي يمكن أن تكون (هرمجدون). فيستشهد بالقصة التوراتية عن التدمير الكامل "للعماليق" على يد الإسرائيليين. فمعه يعاود التاريخ نفسه، ليجد نفسه وهو غارق في الدم الغزي يقاتل "الأغيار" من منظور العقيدة. وفي العقيدة نفسها ليس الصهاينة إلا أولئك الأخيار الذين يتماهون مع الخير والنور والحضارة.
وتجاوز بنكُ الأهداف عند إيتمار بن غفير، الذي تربى على تطرف مائير كاهانا، رجالَ المقاومة إلى "أولئك الذين يحتفلون وأولئك الذين يدعمون وأولئك الذين يوزعون الحلوى، فكلهم إرهابيون يجب تدميرهم".
ويتلذذ وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو بمشاهد التدمير في غزة. فهي عنده "متعة للعيون". وهو لا يجد غضاضة في الدعوة إلى شنّ هجوم نووي على غزة. سادية لا تجد تفسيرها إلا في نصوص توراتية تلمودية ترى في القتل "واجبًا شرعيًا".
فكل المذابح شبيهة بمذبحة أريحا. وكل الأغيار مثل العماليق. ففيها جميعًا تتكرر فصول الإبادة الجماعية، وإهلاك الحرث والنسل وإحراق كل منجز وتدمير كل متحرك. وهم في كل ذلك أوفياء لأسفارهم.
ومما لا شك فيه أن تكثيف ذلك المعجم الديني في الخطاب الصهيوني ينمّ عن عمق التحول الذي شهده المجتمع الإسرائيلي نحو الصهيونية الدينية مع اليمين الديني المتطرف.
وهكذا فإن الموت يوزع على طول القطاع وعرضه باسم العقيدة القاتلة. وحين تغيب الأهداف العسكرية عن الجندي الصهيوني يصبح كل متحرك هدفًا. ليس بالضرورة أن تكون مقاومًا كي تكون عرضة للاستهداف. ففي مسرح العمليات الصهيوني لا قيمة للهويات. وآلة الحرب لا تستثني أحدًا. والكل في بنك الأهداف سواء.
بل إن تلك الشراهة في القتل قد تجاوزت البشر إلى قتل عناصر الحياة في غزة: الماء والغذاء والهواء، وحتى "قتل المكان"، فضَربت خزانات المياه ومَنعت دخول المواد التموينية، وشلت نشاط المستشفيات، فاستَهدفت الطواقم الطبية وشبه الطبية، ومنعت الدواء ولو استطاعت لمنعت الهواء عن أهل غزة.
ولن نجد في خاتمة هذا الحديث عن الخلفيات العقائدية للمحرقة الصهيونية في غزة أفضل مما قالت حنه آرنت عن الفاشية الصهيونية وهي تتورط في فلسطين: لقد أصبحت "تقوم بتبادل الأعمال مع هتلر".
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الخريطة السياسية الألمانية تشهد تحوّلا.. ما تداعيات زلزال الانتخابات الأخيرة؟
تغيّرت الخريطة السياسية في ألمانيا، عقب الانتخابات الفيدرالية المبكرة التي جاءت إثر انهيار الحكومة في تشرين الأول/ نوفمبر 2024، إذ ركّزت الأحزاب الكبرى، آنذاك، على قضايا الهجرة والأمن، في ظل تصاعد المخاوف من تنامي اليمين المتطرف الذي تمكّن من زيادة غلته التصويتية، في ظل تحديات اقتصادية حضرت بقوّة في المناظرات.
أظهرت النتائج الأولية، تصدّر الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) وحليفه المسيحي الاجتماعي (CSU) بـ28.8% من الأصوات، ما يجعلهم أكبر حزب في البرلمان، في المقابل، شهد حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليمين المتطرف تقدمًا كبيرًا بحصوله على 19.8% من الأصوات، ليصبح ثاني أكبر حزب، أما الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD)، فقد شهد تراجعًا ملحوظًا وحصل على 16.4%، وهو أسوأ أداء له في تاريخه الحديث.
صدمة سياسية
أدّت نتائج الانتخابات غير المتوقعة، إلى صدمة سياسية كبيرة في ألمانيا، حيث عانى الحزب الحاكم "الحزب الديمقراطي الاجتماعي" (SPD) من خسارة شديدة، ووضع ألمانيا أمام تحديات كبيرة في تشكيل حكومة جديدة، وتغيرات كبيرة في الخريطة السياسية للبلاد، فرغم تصدر الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) وحليفه (CSU) إلا أن النتيجة لم تمنحهم أغلبية مطلقة، وهو ما يستدعي عقد مفاوضات مع الأحزاب الأخرى لتشكيل ائتلاف حكومي.
ومع تراجع نتائج الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD) الذي كان في السلطة، وكذلك ضعف الأحزاب الأخرى، أصبح من الصعب تشكيل ائتلاف مستقر، هذا الوضع قد يطيل فترة تشكيل الحكومة ويزيد من حالة الانقسام السياسي في البلاد، مع الحاجة إلى توافق بين الأحزاب لتجاوز خلافاتهم بشأن قضايا رئيسية مثل الهجرة والأمن.
لمحة على الانتخابات في ألمانيا:
نسبة المشاركة : 80%
1. اليمين: الاتحاد المسيحي الديموقراطية
(CDU)
2. اليمين المتطرف
(AFD)
3. الحزب الاجتماعي الديموقراطي
(SPD)
4. حزب الخضر
(GRÜNE)
علاش الاهتمام بانتخاباتهم :
كاتهمنا مواقف ألمانيا أقوى دولة أوربية pic.twitter.com/MTt5Bdh3iJ — khalid Oulrhazi (@khalidoulr) February 24, 2025
تحديات المهاجرين في ألمانيا
مع التغيرات السياسية التي أفرزتها الانتخابات الألمانية، يواجه المهاجرون تحديات متزايدة في ظل تصاعد الخطاب المناهض للهجرة من بعض الأحزاب اليمينية التي حققت مكاسب انتخابية، حيث من المتوقع أن تؤثر سياسات الحكومة الجديدة على أوضاع اللاجئين، سواء من حيث تشديد قوانين اللجوء أو فرض قيود أكثر صرامة على الإقامة والعمل.
زلزال انتخابي
وفي حديثه لـ"عربي21" أكّد البرلماني الألماني السابق، جمال قارصلي، أنّ: "الانتخابات الألمانية أحدثت زلزالًا سياسيًا، على جميع الأصعدة، حيث جاءت الانتخابات المبكرة بعد فشل الحكومة أو كما يطلق عليها حكومة "إشارات المرور" بنتائج تحدث لأول مرة منذ 80 عام يخسر الحزب الاشتراكي الديمقراطي ويجمع في الاستحقاق الانتخابي 16 بالمئة فقط".
وأضاف قارصلي أنّ: "حزب اليمين المتطرف شهد صعود وضاعف حصيلته التصويتية بعد أن حصد في انتخابات 2021 على 10.3 بالمئة ليجمع في تلك الانتخابات 20.8 بالمئة".
الخريطة السياسية وتشكيل الحكومة
أشار البرلمان الألماني السابق، إلى أنّ: "الخريطة السياسية في ألمانيا ستشهد تغيرات جذرية، بعد صعود الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يرى نفسه فائزا نظرا لحصوله على أعلي عدد أصوات وكان يتهيأ للحصول على 30 بالمئة، ولكنه حصل على 28.8 رغم تصدره قائمة الترتيب، ورئيسه فريدريش ميرتس سيكون المستشار الألماني القادم".
وأضاف أنه: "للأسف جاء في المركز الثاني حزب البديل من أجل ألمانيا أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة، فيما تراجع حزب الحضر وانخفضت نسبة أصواته بمقدار 1.2 نقطة مقارنة بانتخابات 2021، ليصل إلى 13.5 بالمئة".
وتابع قارصلي، أنه: "حسب المعطيات يشكل الحكومة "الائتلاف الكبير" بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي كما كان في السابق لعدم توافق حزب المسيحي مع البديل من أجل ألمانيا اليمين المتطرف، ومؤشرات تؤكد هذا الائتلاف وتشكيل الحكومة من هاذين الحزبين".
ومن ناحية أخري حذرّ قارصلي: "حزب الاشتراكي من خطورة الخطورة كون سيتعرض لهجوم كبير حين انضمامه للحكومة وحال أي فشل سيتحمله ومن الممكن أن يخسر من الأصوات".
وفي السياق ذاته أكد النائب البرلمان السابق، أن المستشار الألماني الحالي الخاسر، أولاف شولتس، سينسحب تمام من الحياة السياسية هو وحزبه وقد يعود إلى مقاعد المعارضة ليعد نشاطه من جديد لكسب المزيد من الأصوات من خلال النشاط بين القواعد الانتخابية من جديد.
تحديات الحكومة الجديدة
أكد قارصلي أنّ الحكومة الجديدة تواجه العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية الكبيرة، خاصة في ظل التقارب الذي حدث مؤخرا بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، في الأزمة الأوكرانية، خاصة وأن الدور الألماني لابد أن يكون كبيرا كونها قاطرة الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنّ: "السياسية أثبت أن الدور الأمريكي هو من له الكلمة الأخير والكل يرضخ وينفذ المطلوب خاصة وأن جميع الدول الأوروبية تسعي إلى العيش في أمان، والابتعاد عن الخطر الروسي".
وأشار قارصلي إلى أنّ: "التحدي الأكبر الذى يواجه الدول الأوروبية هي مطالب ترامب للاتحاد الأوروبي والناتو برفع الميزانية العسكرية إلي 5 بالمئة من الناتج المحلي وهو ما يعد أمرا صعبا لتلك الدول ويعد تحدي وأزمة كبيرة".
???? ولعت ???? بين ترامب ???????? و زيلينسكي ????????????
???????? ترامب : "تخيلوا بأن ممثل كوميدي ناجح أقنع الولايات المتحدة على دعمه ب 350 مليار دولار".
????????ترامب : "اعترف زيلينسكي بأن نصف الأموال التي أرسلناها له مفقودة لا يعلم أين ذهبت".
????????ترامب: "إنه يرفض عمل إنتخابات وشعبيته متدنية، إنه "ديكتاتور… pic.twitter.com/Dcng92Zogb — دونالد ترامب (Informal) (@DonaldTrumpAOCC) February 19, 2025
تحدي المهاجرين
اختتم قارصلي حديثه لـ"عربي21" بالقول: "أزمة المهاجرين التي تعد تحدي جديد خاصة مع صعود حزب اليمين المتطرف"، مؤكدا أنّ: "هناك صعوبة كبير وضغط سيوضع على المهاجرين واللاجئين مما يؤثر على اندماجهم في المجتمع الألماني".
واستطرد أنه: "من المتوقع أن نشاهد الفترة القادمة قوانين جديد صارمة للهجرة والمهاجرين، كما أنه على المغتربة محاولة الاندماج سريعا في المجتمع الألماني لتقليل من فرص الصدام المتوقعة خلال الفترة القادمة".
إلى ذلك، كان زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا فريدريش ميرتس، قد دعا في وقت سابق إلى تشديد سياسات الهجرة وزيادة عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين، بما في ذلك السوريين.
يريد تشديدا في ملف الهجرة ومواقفه متحفظة تجاه المسلمين.. ماذا تعرف عن زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني فريدريتش ميرتس الذي يعتبر الأوفر حظا لتولي منصب مستشار ألمانيا؟???? pic.twitter.com/0BJnEvf5Wx — عربي21 (@Arabi21News) February 24, 2025
وأكد في تصريحات له ضرورة ضبط الحدود الألمانية والتركيز على "الهجرة الاقتصادية المنظمة" التي تخدم مصالح البلاد، كما أشار إلى أهمية البدء في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، موضحًا أن ذلك يتطلب إعادة العديد منهم إلى بلادهم لضمان استقرار الأوضاع في ألمانيا.
وفي كانون الثاني/ يناير 2025، وافق البرلمان الألماني على اقتراح قدمه ميرتس يدعو إلى تغيير صارم في سياسة الهجرة واللجوء، بما في ذلك رفض طالبي اللجوء عند الحدود وفرض رقابة دائمة على المهاجرين، ولاقى الاقتراح دعمًا من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف وحزب "الديمقراطي الحر".