دفاع "سفاح التجمع" يطلب تعديل الاتهام المُسند إليه
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
استمعت محكمة جنايات القاهرة مُستأنف، اليوم الخميس، لدفاع المُتهم كريم.م المعروف بـ"سفاح التجمع".
اقرأ أيضاً: القصاص من سائق الرذيلة بعد جريمة يندى لها الجبين
دفاع "سفاح التجمع": مُوكلي يتلذذ بتعذيب الآخرين الجنايات تستمع لشهادة الطبيب الشرعي في مُحاكمة "سفاح التتجمع"وطلب دفاع المتهم تعديل القيد والوصف في القضية من القتل العمد إلى ضرب أفضى إلى موت، نظرا لعدم وجود دليل مادي للمتهم بارتكاب جرائم القتل العمد ضد الضحايا.
فضلا عن الدفع ببطلان أي قرار منسوب صدوره للمتهم لتعرضه للإكراه، وانعدام مسئولية المتهم فأصابته بمرض عقلي ونفسي، وقالت المُرافعة: "المتهم ضرب الضحايا حتى الموت لكن مفيش قتل عمد".
تعقد الجلسة برئاسة المستشار مدبولي حلمي كساب رئس محكمة الاستئناف، وعضوية المستشارين فتحي سليم الشاوري، وعمرو عبدالقادر صبري، سامح سعيد احمد، امانة سر شريف محمد على وتامر حماد.
وكانت النيابة العامة أعلنت فى 28 مايو الماضى، تفاصيل جرائم سفاح التجمع، حيث ورد للنيابة إخطار يوم 16 مايو بالعثور على جثة سيدة مجهولة ملقى بطريق 30 يونيو بمحافظة بورسعيد، وعلى الفور أصدرت النيابة قرارًا برفعِ البصمات العشرية "أصابع اليدين" والتصوير الجنائي لجثة المجني عليها وصولًا لتحديد هويتها.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت في سبتمبر الماضي بإعدام السفاح، وتضمن الحُكم مصادرة المضبوطات مع مسح المقاطع المُخلة بالحياء.
صدر الحكم برئاسة المستشار ياسر الأحمداوي، وعضوية المستشارين عمرو علي كساب، وأحمد رضوان أبا زيد، وأمانة سر ممدوح غريب ومحمود عبدالرشيد.
وقال المستشار ياسر الأحمداوي في كلمته التي سبقت الحُكم إن كريم.م الشهير بـ"سفاح التجمع" كان مُدركاً لأفعاله.
وقال القاضي قبل الحُكم بإعدامه :"المُتهم تمتع بوعي وتمييز وقدرة على الإدراك وقت ارتكاب الجرائم، مما يقطع بما لا شك فيه أنه كان مُحافظاً على شعوره وإدراكه ولا يُعاني من أي اضطراب نفسي أو عقلي وقت ارتكاب الجرائم تنعدم به المسئولية الجنائية".
وذكر القاضي أن المحكمة لم تجد سبيلأً للرأفة أو متسعاً من الرحمة تجاه المُتهم، ليكون جزاؤه في النهاية هو الإعدام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سفاح التجمع القيد والوصف القتل العمد جرائم القتل سفاح التجمع
إقرأ أيضاً:
جدل بشأن تعديل قانون الشيكات في تونس
تونس- أثار قانون الشيكات الجديد -الذي حظرت بموجبه السلطات بداية الشهر الجاري تعامل التونسيين بالشيكات التي لا تتوفر لها أموال كافية في الحسابات المصرفية المستندة إليها- جدلا واسعا في البلاد، حيث يعتبر البعض الخطوة ضرورية لإعادة الثقة في المعاملات المالية، ويراها آخرون ضربة قاصمة للاقتصاد.
ومنذ سنوات كانت الشيكات وسيلة ضمان يعتمدها المواطنون وأصحاب الشركات للشراء على دفعات مؤجلة جراء نقص السيولة وتدهور القدرة الشرائية، لكن عددا من الأشخاص زُج بهم سابقا في السجن لتراكم ديونهم وعدم قدرتهم على سداد المستحقات المالية.
ومنذ الثاني من فبراير/شباط 2025، أصبح القانون الجديد يجرّم التعامل بالشيكات القديمة، وقد فرضت السلطات التونسية نموذجا جديدا من الشيكات البنكية، يمكن من خلاله التحقق مسبقا مما إذا كان صاحب الشيك يمتلك رصيدا في البنك أم لا، وذلك عبر منصة إلكترونية.
وتهدف المنصة الإلكترونية إلى تمكين الشخص الذي يستلم الشيك من التحقق قبل قبوله مما إذا كان يوجد رصيد في حساب الشخص الذي أصدر الشيك، مما يساعده في اتخاذ القرار بقبول الشيك أو رفضه بناء على هذه المعلومات، مع تحمل المسؤولية الكاملة عن اختياره.
إعلان إعادة الاعتبار للشيكوفرض قانون الشيكات الجديد على البنوك إجراء دراسة معمقة للوضعية المالية لكل شخص يطلب دفتر شيكات لتقييم قدرته على تغطية التزاماته المالية، وتراقب البنوك العمليات ذات المخاطر والتدفقات النقدية في حسابه البنكي التي قد تتجاوز قدرته على السداد.
ويأتي العمل بالشيكات الجديدة إثر مصادقة البرلمان على القانون المتعلق بتنقيح بعض أحكام المجلة التجارية الخاصة بالشيكات في الثاني من أغسطس/آب 2024 بهدف إعادة الاعتبار للصكوك كوسيلة دفع حينية وتجنب المخاطر المرتبطة بالصكوك التي لا يملك أصحابها أرصدة.
ويُعاقب قانون الشيكات الجديد مُصدر الصك بلا رصيد بالسجن لمدة سنتين إذا كان المبلغ يفوق 5 آلاف دينار (1573.35) ولم يتم تمرير الشيك عبر التطبيق الإلكتروني للتثبت من الرصيد، بينما تم إلغاء العقوبات الجزائية على إصدار الشيكات من دون رصيد التي لا تتجاوز 5 آلاف دينار.
ويقول الخبير الاقتصادي جمال الدين العويديدي إن تعديل قانون الشيكات يأتي استجابة لعدد من الشكاوى من أفراد وأصحاب شركات زج بهم في السجون بسبب تعاملهم سابقا بشيكات من دون رصيد، مؤكدا أن هذه الشيكات كانت بمثابة كارثة وطنية فككت المجتمع.
ويضيف العويديدي في تعليق للجزيرة نت أن تعديل القانون أعاد الاعتبار للشيك كوسيلة دفع فوري، وليس لضمان الدفع المؤجل، ورأى أن القانون الجديد يهدف إلى تعزيز أمان وموثوقية المعاملات بالشيك، مع الارتقاء بجودة الممارسات المصرفية وضمان شفافية أكبر في التعاملات المالية، وفق تعبيره.
وتطرق العويديدي إلى الإشكاليات التي كانت تخلقها المعاملات بالشيكات من دون رصيد، إذ واجه كثير من الأشخاص عقوبات بالسجن فترات طويلة بسبب منحهم شيكات من دون رصيد بنكي ولم يتمكنوا من دفع ديونهم نتيجة صعوبات اقتصادية وتجارية.
ورغم اعترافه بالتأثيرات المحتملة للقانون الجديد على الاستهلاك والقدرة الشرائية، قال العويديدي إن التأثيرات ستكون محدودة لأن المواطنين أو المتعاملين الاقتصاديين يمكنهم استخدام ما يعرف بـ"الكمبيالة" وهي وثيقة مالية تضمن للدائن الحصول على مستحقاته بحلول الأجل.
في المقابل، قال الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي إن "اعتماد قانون الشيكات الجديد سيكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد وعلى الأفراد والشركات"، مقدرا أن منع التداول بالشيكات كوسيلة دفع مؤجل سيحد من الاستهلاك وهو أحد أبرز محركات النمو.
إعلانوأضاف في حديث للجزيرة نت أن التعامل بالشيكات ترسخ في ذهن التونسيين كوسيلة ضمان يتم اللجوء إليها من المواطنين والشركات لتسهيل السداد على دفعات نتيجة الشروط الصعبة للاقتراض من البنوك، موضحا أن منع المعاملات بالصكوك دون رصيد يضعف المقدرة الشرائية لدى التونسيين.
وأوضح أن منع التداول بالشيكات القديمة كوسيلة دفع مؤجل سيؤثر على معاملات الشركات، مما سيتسبب في تدهور نشاطها وتراجع النمو الاقتصادي، ومن ثم "تراجع الموارد الذاتية للدولة من الضرائب ليصبح شعار التعويل (الاعتماد) على الذات الذي ترفعه السلطة بلا معنى".
وتساءل "عندما يُحرم المواطنون والشركات من الشيكات القديمة ولا تُقدم لهم تمويلات بنكية ماذا عساهم أن يفعلوا؟"، معتبرا أن النسيج الاقتصادي يتكون بشكل أساسي من شركات صغرى ومتوسطة تواجه صعوبات كبرى في التمويل جراء لجوء الدولة المفرط للاقتراض من البنوك.
ويرى أن قانون الشيكات الجديد الذي يُجرّم استخدامها كوسيلة ضمان قد يتسبب في تعثر النشاط الاقتصادي لا سيما بالقطاعات المحلية الموجهة للاستهلاك، مؤكدا أن الاقتصاد التونسي يعتمد أساسا على الاستهلاك الداخلي لتحقيق النمو الاقتصادي وليس على الاستثمار أو التصدير.
ويوضح أن "الدفع الفوري لا يمكن أن ينجح إلا في ظل اقتصاد منتعش تقوم فيه المؤسسات البنكية بمنح القروض وتمويل الاستهلاك، لكن الواقع عكس ذلك تماما في تونس إذ يعمد البنك المركزي لرفع الفائدة حتى لا تمنح البنوك قروض الاستهلاك كآلية للحد من التضخم".