حرب قبلية في ذمار تُخلف قتلى وجرحى ومناشدات للمشايخ بالتدخل
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
تتواصل الاشتباكات بين قبائل قرى متفرقة في مديرية الحدا، شرقي محافظة ذمار، مخلفة قتلى وجرحى من أطراف الحرب، وسط مناشدات للمشايخ بالتدخل العاجل لإيقاف الحرب الدائرة منذ أيام.
مصادر قبلية قالت لوكالة خبر، إن اشتباكات قبلية خلفت قتلى وجرحى في صفوف طرفي الحرب، التي اندلعت منذ أيام في عدة قرى وعزل تابعة لمديرية الحدا الواقعة شرق محافظة ذمار.
وطبقاً للمصادر، فإن الحرب القبلية ما تزال مستمرة في قرى عزلة النصرة بين أسر تنتمي لنفس العزلة، وحرب أخرى في بني ضبيان، وأيضاً بين أهالي قريتي كومان سنامه وبني بخيت، وأخرى بين قبيلتي بني محمد علي وجرشب، علاوة على حرب أخرى بين قبيلتي نشال والزور، وكلها تتبع مديرية الحدا التي نشطت فيها الحروب القبلية خلال العام الجاري.
وبحسب المصادر، فإن عدد قتلى الحرب في قرى وعزل مديرية الحدا، تجاوز أكثر من 16 قتيلاً، منذ بداية شهر أغسطس الجاري، فيما عدد المصابين بلغ 38، من بين القتلى طفلان، ومثلهما في قائمة المصابين.
وأوضحت المصادر لوكالة خبر، أن الحروب المشتعلة في مديرية الحدا شرقي محافظة ذمار، تعود لصراعات قبلية على أراضٍ وممتلكات، بالإضافة إلى استمرار الثأرات في تلك المناطق، وفشل كل الوساطات في حلها.
وفي السياق، دعا كافة أبناء مديرية الحدا في المناطق القريبة من القرى التي تدور فيها الحروب، إلى سرعة تدخل مشايخ ووجهاء المديرية بشكل عاجل وفوري لإيقاف تلك الحروب القبلية، ومنع سقوط المزيد من الأرواح، ووضع حد للدماء التي تُسال نتيجة استمرار الحروب.
إلى ذلك، كشفت مصادر قبلية أخرى لوكالة خبر، أن قيادات بارزة في صفوف المليشيات الحوثية التي تم تعيينها في مديرية الحدا، هي من تقف وراء تلك الحروب، والتي تُغذيها الجماعة، وتشعل فتيلها، لأسباب عدة، تعود جلها إلى الرفض الشعبي لأبناء المديرية تجنيد أبنائهم في صفوف الجماعة، وعدم رفد جبهات القتال بالمال.
وأكدت المصادر، أن من بين القيادات الحوثية التي تُغذي الحروب القبلية في مديرية الحدا بذمار، القيادي أحمد حسين الضوراني المعين مشرفاً للمحافظة، والقيادي البارز المدعو نصر البخيتي، والمعين من قبل المليشيات مديراً للمديرية، وقيادياً آخر يدعى أحمد الضوراني المعين من قبل المليشيات مسئولاً للتعبئة العامة بالمحافظة، وجميعهم من أقارب المدعو محمد ناصر البخيتي، المعين من قبل المليشيا محافظاً لمحافظة ذمار.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن أغلب القرى التي تدور فيها الحروب، كانت المليشيات الحوثية قد أعلنت خلال الأشهر الماضية، أنها تمكنت من إنهاء الخلافات والثأرات فيها، برئاسة المدعو محمد علي الحوثي، إلا أن عودة الاشتباكات دليل على أنها لم تحقق أي نجاح، وأنها فقط كانت عبارة عن فرض هدنة بين القبائل، كون الاشتباكات عادت من حيث توقفت.
وترفض قيادات المليشيات الحوثية في المديرية، التدخل وإيقاف الحروب المشتعلة في عدة قرى وعزل بالمديرية، بعد أن أعلنت على لسان المعين مديراً للمديرية المدعو نصر البخيتي عن فشلهم في إيقاف تلك الحروب.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: التی ت
إقرأ أيضاً:
تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.
وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.
وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.
وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".
وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.
وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.
دولة، وليس قطاعاً غير حكومي
وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.
وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.
"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.
وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".
ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.
وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.
إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور
أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.
وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.
وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.
بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.
وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.
يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".
ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.
وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.
وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.