سبب اختيار معبودة الجماهير اسم «شادية».. السر في حفل زفاف صديقتها
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
«دلوعة السينما المصرية»، «معبودة الجماهير» ألقاب توجت بها الفنانة الراحلة شادية، التي طالما أسعدت جمهورها بالعديد من الأعمال السينمائية والغنائية، فهي تركت إرثًا فنيًا لن يغيب، مهما مر الزمن، وفي ذكرى وفاتها الـ7، التى تحل اليوم 28 نوفمبر، نستعرض سر تسميتها بـ«شادية».
اسم الولادة لمعبودة الجماهير«فاطمة» هو الاسم الذي ولدت به معبودة الجماهير لكن مع دخولها عالم الفن، أرادوا لها اسمًا فنيًا، لذلك أطلق عليها «هدى»، وظلت بعض الوقت بهذا الاسم، لكنها لم تحبه أبدًا، وجاء سر تسميتها بـ«شادية» حينما حضرت حفل زفاف إحدى صديقاتها، وخلال الحفل شاهدت فتاة جميلة وتحدثت معها قليلًا، عرفت خلالها أنها تُدعى «شادية».
أحبت دلوعة السينما المصرية، اسم «شادية»، لذلك قررت أن تطلقه على نفسها، ليكون اسمها الفني بدلًا من «هدى»، وفق ما روته في حوار سابق مع الإذاعة المصرية في عام 1963: «قبل ما ابدأ أول فيلم العقل في إجازة كان اسم الشهرة بتاعي هدى ولكن قررت أغيره لشادية والمخرج حلمي رفلة حبه جدًا ووافق عليه».
حكاية دخول شادية الفنمنذ نعومة أظافرها عشقت معبودة الجماهير الفن، وأرادت دخوله، الذي جاء عن طريق صدفة غريبة: «كنت غاوية السينما جدًا، وأملى الوحيد إنى أكون ممثلة، فذهبت أطرق كل أبواب الاستديوهات حتى وافق أحد المنتجين على أن يجرى لى اختبارًا أمام الكاميرا فأديته، وخلال أدائى الاختبار رأيت فى أحد الأركان البعيدة رجلًا منكوش الشعر ينظر إلى نظرات غريبة باهتمام فخفت منه».
وبعد انتهاء أدائها، ذهب إليها الرجل «المنكوش»، وقال لها «أنا معجب بيكى وأريد أن تعملى معى فى أول فيلم هخرجه»، فوجئت «شادية» من هذا الطلب، قائلة: «استغربت جدا وبعدين عرفت إن الرجل ده هو حلمي رفلة وأول فيلم هو العقل في إجازة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شادية ذكرى وفاة شادية وفاة شادية معبودة الجماهير دلوعة السينما
إقرأ أيضاً:
الشهيد القائد وسيكولوجية الجماهير
محمد الجوهري
في كتابه الشهير “سيكولوجية الجماهير”، تحدث “غوستاف لوبون”، الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي الشهير، عن أهمية القيادة الواعية وضرورتها للجماهير، وكيفية تعاملها معها. وأكد أن القائد الفعلي هو الذي يدرك طبيعة الروح الجماعية ويستطيع توجيهها نحو أهداف إيجابية ومستدامة، وأن تجاهل الجماهير لتلك القيادة قد يؤدي إلى كوارث على المستويين الفردي والجماعي.
ومن المسلم به أن أغلب كوارث الأمة كانت بسبب انحراف في مفهوم القيادة، وتخلي الناس عن القائد الذي يعبر عن روح الجماهير وقضاياها العادلة. ولم نرَ قيادة قط تهتم بأمر الأمة إلا تلك الآتية من بيت رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فهي النموذج المعبر عن المفاهيم النبيلة، كالحرية والعدالة والمساواة، وهي قيم مستمدة من الدين الإسلامي الحنيف. لكنها لم تجد سبيلاً في أوساط الأمة بعد وفاة الرسول، فكانت النتيجة هي الانحطاط الكبير للمسلمين، وهيمنة أعدائهم على الإنسانية كلها، وما الكيان الصهيوني إلا رمزٌ لسيطرة قوى الشر على العالم أجمع.
والشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، كان نموذجاً للقيادة التي تؤمن بأن الرسالة الإلهية كانت من أجل إنقاذ البشرية، وأن القائد المثالي هو من يهتم بأمر الأمة ويدافع عنها ويقدم حتى نفسه شهيداً في سبيل الله ونصرة المستضعفين، لأنه كان قائداً بحجم الأمة الإسلامية قاطبة، فحمل همومها كلها واتجه لمعاداة أعدائها الفعليين، حسب التوجيهات الإلهية والمنهج القويم.
ولأنه كذلك، فقد تحول السيد حسين نفسه إلى رمزٍ من رموز الحق، حتى بعد شهادته، وأصبح في حد ذاته علماً يفرز الناس إلى فريقين: حق صريح وباطل صريح. وهكذا كان كل الأنبياء والآمرين بالقسط من قبله، ولم يكن بدعاً من الهداة المهتدين، بل متمماً لمسيرتهم العظيمة، وناصراً لأهل الحق والمظلومين أينما كانوا.
ولأن أعلام الهدى يخاطبون الناس بلغة القرآن، فقد ترجم السيد حسين القرآن إلى واقعٍ عملي، وكشف مضامين الواقع من القرآن نفسه، فأعاد للكتاب الكريم قيمته في نفوس الناس، بعد أن رأوا فيه منهجاً عملياً يخاطب الحياة بكل مواقفها، وهو ما لم يتحقق على يد الدعاة المزيفين في زمن السيد حسن، وإن كثروا وضجت بهم المنابر والساحات.
مقولاته الخالدة “إن وراء القرآن من أنزل القرآن” هي عبارة فلسفية عميقة جداً، فالكتب التي بين أيدينا هي من مؤلفات بشر قضوا قبل سنوات وانتهى بذلك تأثيرهم في الحياة، أما القرآن فهو باقٍ لأن من أتى به يتولى رعاية من يعمل به. فهو كتاب حي يخاطب البشر في كل مواقفهم وتحركاتهم، ويظهر الواقع للمتبصرين فلا يضلون، سواءً في هذا العصر أو سائر العصور السالفة والمقبلة، وأنَّى لكتابٍ آخر أن يعطينا كل هذه البصائر، ومن هنا برزت حكمة السيد التي هي امتداد لنور الله عز وجل.
أضف إلى ذلك، أن الشهيد القائد، رضوان الله عليه، كسر كل الأصنام التي جمدت الأمة، سواءً ما كان منها على شكل كتب أو أسماء أو كيانات، وكانت سبباً في جمود المسلمين وتخاذلهم عن نصرة دينهم. ويكفي أن صرخته اليوم قتلت هيبة الطغاة بكل أشكالهم، وتجلت في الميدان كعصا موسى أو معول إبراهيم الذي حطم أصنام عصره. فكل ما يتعارض مع الصرخة ومشروعها هو من صنع اليهود، ولو كان على شكل عقائد باطلة.
إن القيادة الواعية، مثل تلك التي جسدها الشهيد القائد، تعتبر قادرة على توجيه الجماهير نحو المصير الأفضل. من الضروري أن نتذكر دائماً أن القيم النبيلة هي التي يجب أن تقودنا، وأن نتعلم من تجارب الماضي لنستشرف مستقبلاً مشرقاً. فلنستمر في السعي نحو تحقيق العدالة والحرية، ولنجعل من شهدائنا، مثل السيد حسين، قدوة لنا في العمل من أجل الحق والمظلومين.