رغم المخاوف الواسعة النطاق من ركود غلة المحاصيل العالمية في العقود الأخيرة، وجدت دراسة شاملة نشرت في دورية "بلوس وان" لإنتاج الغذاء في جميع أنحاء العالم أن الغلات استمرت في النمو بالمعدل نفسه تقريبا منذ ستينيات القرن الـ20.

ومن المتوقع أن يسكن الكوكب ما يقارب من 10 مليارات شخص بحلول عام 2050، لذلك سيصبح الإنتاج الزراعي بالغ الأهمية لإطعام عدد السكان المتزايد.

يأتي ذلك في سياق كثير من التصريحات المتشائمة بشأن "صراعات" ستنشأ بسبب ندرة الغذاء، فيما يشبه ما حصل في ستينيات وسبعينيات القرن الفائت حينما تحدث عالم البيولوجيا الأميركي بول إيرلش عن قنبلة سكانية ستنفجر بحلول العام 2000، لكن ذلك لم يحدث.

جدل بحثي

وقد وجدت الدراسة أنه على مدى العقود الستة الماضية، نشأ قدر كبير من النمو في إنتاج الغذاء بسبب التقدم التكنولوجي، سواء في أدوات وآليات الزراعة أو استخدام أصناف المحاصيل الأفضل.

ولكن العديد من الدراسات السابقة أشارت إلى أن النمو في الإنتاج قد استقر، مما أثار مخاوف بشأن توفر الغذاء في المستقبل، وخاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ​​​​مع أعلى معدل نمو سكاني.

وقامت هذه الدراسات بتحليل أنماط نمو الغلة باستخدام بيانات سلعة واحدة تعتمد على الوزن (على سبيل المثال، كيلوغرام أو طن متري لكل وحدة من الأرض) على المستويات القطرية والإقليمية والعالمية.

ولكن في الدراسة الجديدة، طور الباحثون مقاييس موحدة لكل العالم، باستخدام مؤشر شامل قائم على السعرات الحرارية لإنتاج وعائد 144 محصولا، تغطي 98% من الأراضي الزراعية العالمية، وكشفوا أنه على مستوى إجمالي، لم يتباطأ نمو العائد العالمي بل تصاعد.

وجد الباحثون أيضا أن أي تباطؤ ملحوظ في محاصيل أو مناطق أو دول معينة تم تعويضه بمكاسب في أخرى (الجزيرة) حلول جذرية

وقد وجد الباحثون أيضا أن أي تباطؤ ملحوظ في محاصيل أو مناطق أو دول معينة تم تعويضه بمكاسب في أخرى، ويفيد ذلك في تطبيق مقارنات بين الدول للوصول إلى أسباب النقص أو الزيادة في إنتاج المحاصيل.

وفي حين أن نتائج الدراسة مطمئنة من منظور إمدادات الغذاء العالمية، يحذر الباحثون من أن الإنتاج الغذائي المستدام وبأسعار معقولة سيظلان يشكلان تحديات للأمن الغذائي العالمي.

ويؤكد الباحثون أن تغير المناخ المتزايد يضغط باتجاه أن يستمر العلماء في مراقبة تغير إنتاج غلة المحاصيل، خاصة مع وجود تأكيدات بحثية على تأثر محاصيل مثل القمح والأرز والذرة بتغيرات درجات الحرارة العالمية.

ويتطلب التصدي لهذه التحديات استثمارات كبيرة بحسب الدراسة، وجهودا في مجال البحث والتطوير ونشر المحاصيل، على غرار تلك التي أدت إلى تطوير واستخدام أصناف الذرة الهجينة في الولايات المتحدة وأصناف الحبوب التي روجت لها المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، والتي قادت الثورة الخضراء في شرق آسيا

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

ستيف هارفي: أبوظبي تقود الجهود العالمية لمكافحة الجوع

أبوظبي:«الخليج»
أشاد الإعلامي والممثل الكوميدي الأمريكي الشهير ستيف هارفي بالدور المحوري الذي تلعبه إمارة أبوظبي في التصدي لقضية الجوع العالمي وتعزيز الأمن الغذائي.
وفي رسالة مصورة مُفعمة بالمشاعر وجهها عبر الفيديو ل «القمة العالمية للأمن الغذائي»، أكد هارفي أهمية الأسبوع العالمي للغذاء باعتباره مبادرة تهدف إلى إحداث تحول في منظومة الغذاء العالمية.
وقال هارفي: «الأسبوع العالمي للغذاء ليس مجرد فعالية، بل هو تحرك يضمن أن لا يعاني أحد من الجوع، كما أنه من الملهم رؤية التزام أبوظبي بالابتكار والاستدامة والتعاون».
وأشاد هارفي بالقيادة الرشيدة لإمارة أبوظبي وجهودها في معالجة هذه القضية، قائلاً: «أبوظبي هي المكان الذي تُرسم فيه معالم المستقبل الآن»، مشيدًا بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله لدوره في قيادة المبادرات التي تجمع قادة المجتمع الدولي لمعالجة القضايا الملحة.
وأوضح هارفي حجم معضلة الجوع بالقول: «في الوقت الراهن، هناك أكثر من 800 مليون شخص – أي نحو 1 من كل 10 أشخاص على هذا الكوكب – لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية. و«إن حدوث ذلك» في عام 2024، بالنظر لكل مواردنا وتقنياتنا ومعرفتنا، فإن هذا الأمر ببساطةٍ غير مقبولٍ.»
وأكد هارفي على قوة الطعام في توحيد الشعوب قائلاً: «الطعام يربط بين الثقافات ويوحد الإنسانية، والأمر لا يتعلق فقط بإطعام الناس اليوم، بل هو عن الأمل والبقاء وضمان الغذاء للأجيال القادمة.»

مقالات مشابهة

  • دراسة: دهون البطن أخطر على الرجال من النساء
  • هل تؤثر القهوة على تركيب بكتيريا الأمعاء؟.. دراسة تجيب
  • «أبوظبي للسلامة الغذائية» تطلق منصة «أدافسا» التعليمية
  • تأثير القهوة على تركيب بكتيريا الأمعاء
  • الأسبوع العالمي للغذاء مشاركة كبيرة من الجهات المحلية و العالمية
  • اتفاقية بين "سلامة الغذاء" و"الرعاية الصحية" لتعزيز التعاون في مجال السياسات الغذائية
  • اتفاقية بين سلامة الغذاء والرعاية الصحية لتعزيز التعاون في مجال السياسات الغذائية
  • ستيف هارفي: أبوظبي تقود الجهود العالمية لمكافحة الجوع
  • وزير الزراعة: بناء نظم غذائية صحية وآمنة ومستدامة عالميا يواجه تحديات حادة ومتشابكة