صحف عالمية: بايدن أمامه فرصة تاريخية لتطبيق حل الدولتين
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
تناولت الصحف تطورات وقف إطلاق النار في لبنان، الذي يرى البعض أنه يعكس الإرهاق العالمي والإقليمي من الحرب، مشيرة إلى وجود فرصة تاريخية أمام الرئيس الأميركي جو بايدن لتطبيق حل الدولتين.
فقد أكدت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن وقف إطلاق النار جاء مدفوعا بالإرهاق العالمي والإقليمي من الصراع في لبنان وقطاع غزة، لأنه "يتعارض مع أهداف التيار اليميني الذي يدير الحكومة الإسرائيلية".
وقالت الصحيفة إن طرفي الصراع كان لديهما ما يبرر الخطوة، إذ تحمل السكان في لبنان شهرين كاملين من القصف العنيف، فضلا عن أن الضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله لم تمنعه من التباهي بقدرته على الهجوم حتى آخر لحظة.
أما الحكومة الإسرائيلية، فيمكنها القول إنها أعادت حزب الله سنوات إلى الوراء وأفسحت المجال أمام عودة سكان الشمال، كما تشير الصحيفة إلى أن صمود الاتفاق "مرهون بسياسة إدارة دونالد ترامب".
وفي صحيفة هآرتس، قال مقال رأي إن ردود الفعل داخل ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو تجاه اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان "تعكس شعورا بالحرج، لأنه يتناقض مع مبادئ التيار اليميني ومزاج قاعدته الشعبية".
وأضاف المقال أن فصل جبهتي الشمال والجنوب (غزة ولبنان) قد يُحسب إنجازا لإسرائيل، لكن لا ينبغي نسيان الفرق الكبير بينهما، مؤكدا أن "مطامع شركاء نتنياهو في غزة مختلفة تماما عنها في لبنان".
وفي فايننشال تايمز البريطانية، قال تقرير إن أنباء موافقة الرئيس جو بايدن على صفقة سلاح بقيمة 680 مليون دولار لصالح إسرائيل "تأتي بينما يضع نتنياهو تأخر شحنات الأسلحة في مقدمة مبرراته لدعم وقف إطلاق النار مع حزب الله".
وأشار التقرير إلى أن مسؤولين أميركيين سارعوا لنفي أي تأخيرات متعمدة في توريد الأسلحة لإسرائيل. وقال إن الأسلحة الأميركية "ظلت تتدفق على تل أبيب حتى مع تراجع كمية المساعدات الموجهة إلى غزة إلى مستويات غير مقبولة لدى إدارة بايدن نفسها".
بايدن يمكنه تطبيق حل الدولتين
أما مجلة فورين أفيرز، فقالت إن على بادين أن يستغل فرصة إنقاذ رصيده في الشرق الأوسط خلال ما تبقى من أيامه في الحكم، مضيفة "يمكن لبايدن جعل حل الدولتين ممكنا، خصوصا بعد تحرره من كل الضغوط، فهي فرصة سانحة ولم تتح لأسلافه".
واقترح مقال بالصحيفة على بايدن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية ورعاية قرار في مجلس الأمن بشأن حل الدولتين وتطبيق القانون الأميركي في ما يتعلق بتوريد الأسلحة"، وقال إن هذه الإجراءات "ستكون سهلة على بايدن ويصعب الرجوع عنها".
وفي وول ستريت جورنال، تناول تقرير موقف فرنسا من قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، مشيرا إلى أن حديث باريس عن إمكانية استفادة المسؤولين الإسرائيليين من حصانة "يثير تساؤلات بشأن اختصاص المحكمة في جميع أنحاء العالم".
وقال التقرير إن هذا الحديث الفرنسي "يثير تساؤلات أخرى عما إذا كانت فرنسا ستعتمد المعايير نفسها عندما يتعلق الأمر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مثلا الذي أصدرت المحكمة ذاتها مذكرة اعتقال بحقه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار حل الدولتین فی لبنان
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يماطل في وقف إطلاق النار.. خبير: متشدد ويصر على استمرار العمليات العسكرية
في وقت يترقب فيه العالم تهدئة الأوضاع في غزة خلال شهر رمضان، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تبني نهج متشدد حيال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبه، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إن بنيامين نتنياهو يتبنى نهجا متشددا في التعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث يسعى إلى كسب الوقت والمناورة سياسيا بدلا من تنفيذ المراحل المتفق عليها مع الوسطاء.
وأضاف أبولحية في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن رغم أن الاتفاق، الذي رعته مصر وقطر بوساطة أمريكية، تضمن مراحل متعددة تؤدي في نهايتها إلى وقف دائم للحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من غزة، وبدء عملية إعادة الإعمار، فإن نتنياهو يماطل في التنفيذ ويتهرب من الالتزامات المتفق عليها.
وأوضح أبو لحية، أن التعنت الإسرائيلي ظهر جليا في عدة نقاط، أبرزها:
1. رفض الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار: نتنياهو وحكومته يصرون على استمرار العمليات العسكرية، بحجة القضاء على حماس بشكل كامل، وهو شرط غير واقعي يعطل تنفيذ الاتفاق.
2. المماطلة في تنفيذ تبادل الأسرى: رغم الاتفاق على إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، فإن إسرائيل وضعت شروطًا جديدة ومعقدة لتأخير التنفيذ.
3. التهرب من الانسحاب الكامل من غزة: الحكومة الإسرائيلية ترفض التعهد بانسحاب شامل، وتلمح إلى إمكانية استمرار العمليات العسكرية في بعض المناطق، ما يقوض أي فرصة لسلام مستدام.
4. استغلال الحرب لأغراض سياسية: نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية كبيرة، خاصة من المتطرفين في حكومته، ويستخدم التصعيد في غزة للحفاظ على تماسك ائتلافه، ما يدفعه إلى تعطيل أي اتفاق قد يؤدي إلى التهدئة.
وأشار أبو لحية، إلى أن استمرار تعنت نتنياهو وتهربه من تنفيذ الاتفاق يعكس استراتيجيته القائمة على إطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، على حساب أرواح المدنيين ومستقبل الاستقرار في المنطقة.
وتابع: "تتوقف إمكانية بدء مرحلة جديدة من الهدنة في غزة خلال شهر رمضان على عدة عوامل، أبرزها المفاوضات الجارية بين الأطراف المعنية، والتي ترعاها كلا من مصر وقطر والولايات المتحدة".
وأردف: "ورغم أن هناك رغبة دولية قوية في تمديد وقف إطلاق النار لتخفيف المعاناة الإنسانية، فإن العقبات السياسية والعسكرية تظل قائمة، خاصة في ظل تعقيد الشروط الإسرائيلية والمطالب الفلسطينية المتعلقة بوقف العمليات العسكرية وتبادل الأسرى".
وأكد: "شهر رمضان قد يشكل حافزا إضافيا للتهدئة، حيث تميل الأطراف المتنازعة أحيانا إلى خفض التصعيد خلال الفترات ذات الطابع الديني، لكن في الوقت نفسه، قد تستغله بعض الأطراف لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية".
واختتم: "إذا استمر الضغط الدولي وتوفرت إرادة حقيقية للتهدئة، فقد نشهد جولة جديدة من المفاوضات، لكن استمرار العمليات العسكرية يظل احتمالًا قائمًا في حال فشل الجهود الدبلوماسية".