تقارير: تألق فيرتز يهدد استمراره مع باير ليفركوزن
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
حمل التألق الأخير لفلوريان فيرتز أنباء جيدة وأخرى سيئة في نفس الوقت بالنسبة لفريق باير ليفركوزن الألماني لكرة القدم، الذي يمتد عقد اللاعب معه حتى 2027، لكنه لا يضمن قدرته على إبقاء أحد أهم أعمدة الفريق لما بعد نهاية الموسم الجاري.
وسجل فيرتز /21 عاما/ هدفين وصنع واحدا، وشارك في آخر، - كما حصد جائزة رجل المباراة التي فاز فيها فريقه على سالزبورج النمساوي 5 / صفر أمس الأول الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا.
وقال بتواضع:" سعيد للغاية لأنني تمكنت من تسجيل هدفين، وحصد لقب جائزة رجل المباراة. ولكني أعلم أن اللاعبين الذين تواجدوا في الملعب ساعدوني وأنا ممتن لهذا".
وسجل فيرتز، لاعب خط الوسط المهاجم، 11 هدفا وصنع خمسة في 24 مباراة خاضها مع النادي ومنتخب بلاده هذه الموسم، كما أنه أول ألماني يسجل خمسة أهداف في أول خمس مباريات بدوري أبطال أوروبا.
ويمكن لفيرتز أن يرفع من مكانته أكثر في مباراتي منتصف الأسبوع المقبل، في مباراة كأس ألمانيا أمام بايرن ميونخ وأمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا.
وقال والد اللاعب، الذي يتولى إدارة شؤونه، في الصيف إنه لا يوجد أي تسرع لكي ينضم نجله لأحد الأندية الكبرى.
ويمتد عقد فيرتز مع ليفركوزن، بطل الدوري والكأس في ألمانيا، لتقريبا ثلاثة أعوام إضافية.
ويرغب ليفركوزن في تجديد عقد اللاعب لما بعد عام 2027 ولكن في نفس التوقيت لن يكون النادي في استطاعته تجاهل الأمور المالية لأن النادي قد يحصل على أكثر من 100 مليون يورو (105 مليون دولار) من هذه الصفقة.
ويتردد أن بايرن ميونخ من المهتمين بضم اللاعب، كما أنه النادي الألماني الوحيد الذي لديه هذه المتطلبات المالية لإتمام مثل هذه الصفقة.
وهناك بعض التكهنات التي تشير إلى أن تشابي ألونسو قد يرحل في مرحلة ما إلى ريال مدريد، الذي لعب له من قبل، وأن فيرتز قد يلحق به.
يذكر أن ألونسو من المعجبين بفيرتز ووصفه بأنه "لاعب يصنع الفارق" لأن "لديه هذه الرغبة والإرادة للعب المباريات الكبرى".
وقال جرانيت شاكا، لاعب وسط ليفركوزن إن فيرتز "متعة لكل مشجع، وزميل في الفريق"، مشيرا إلى أن تحقيق المزيد من النجاح في الوقت الحالي قد يكون أيضا سببا لفيرتز (وألونسو) للبقاء في النادي.
وهذا تحديدا ما يتوقعه فرناندو كارو، الرئيس التنفيذي لليفركوزن، حيث أكد " لا نهتم بما يبدي فلوريان فيرتز من رغبات".
وأضاف:" مادام لديه عقد معنا، وما دام يشعر بالراحة معنا، ويمكنه اللعب في أعلى المستويات، ولديه فريق قوي ويمكنه الاحتفال بالنجاحات، سيكون سعيدا".
وفي نفس الوقت، أعطى ألونسو إشارة من نوع ما حول المستقبل في النادي عندما غادر فيرتز الملعب بعد 76 دقيقة يوم الثلاثاء، ليحل محله فرانسيس أونييكا - أحد اثنين من اللاعبين البالغين من العمر 17 عاما الذين خاضوا مباراتهما الأولى في أوروبا، والآخر أرتيم ستيبانوف.
وقال ألونسو: "يحتاج جميع اللاعبين لفرصتهم الأولى لإظهار جودتهم. ونحن نحتاج فرانسيس وأرتيم في هذه اللحظة لجلب طاقة جيدة في الملعب".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ليفركوزن باير ليفركوزن فلوريان فيرتز فريق ليفركوزن فيرتز
إقرأ أيضاً:
كريم وزيري يكتب: الجاسوس الذي لم يكن موجودًا
في عالم مليء بالخداع والمكر، حيث تتلاعب عقول الاستخبارات بمصائر الدول والجيوش، تظل قصة الجاسوس الذي لم يكن موجودًا واحدة من أعجب الحكايات وأكثرها إثارة في تاريخ الجاسوسية،إنها قصة تدفعك للتساؤل كيف يمكن لجثة رجل ميت أن تُغير مسار حرب عالمية بأكملها؟
في الحروب ليست القوة العسكرية وحدها هي التي تُحدد مصير المعارك، بل أيضًا الحنكة والدهاء ولقد تمكن البريطانيون خلال الحرب العالمية الثانية من استغلال التحيزات الألمانية واللعب على أوتار شكوكهم، مما جعلهم يصدقون كذبة كبيرة بثقة عمياء.
في بداية عام 1943، كانت نيران الحرب العالمية الثانية تلتهم أوروبا، وكان الحلفاء يستعدون لشن غزو واسع على جنوب أوروبا لإضعاف قبضة القوات النازية وكان اختيارهم الاستراتيجي هو جزيرة صقلية الإيطالية، نظرًا لموقعها الجغرافي الهام ولكن هناك مشكلة:الألمان كانوا يتوقعون هذا الغزو ويستعدون له بقوة.
هنا برزت الفكرة العبقرية التي ستعرف لاحقًا باسم "عملية مينيصميت" بدلًا من مواجهة قوات نازية مجهزة بالكامل، قرر البريطانيون تحويل انتباه الألمان إلى مكان آخر، ولكن كيف يمكنهم إقناع الألمان أن الغزو سيحدث في اليونان أو سردينيا؟ الحل كان غريبًا بقدر ما هو جريء، جثة لرجل ميت تحمل وثائق مزيفة تُشير إلى خطط وهمية.
اختارت الاستخبارات البريطانية جثة لرجل بائس توفي في لندن نتيجة التسمم، ولم يكن لهذا الرجل تاريخ عسكري، لكنه أصبح فجأة "الميجر ويليام مارتن"، ضابطًا بريطانيا رفيع المستوى وبعد تجهيز الجثة بملابس عسكرية رسمية، وضعوا في جيوبها وثائق حساسة مزورة، بينها رسالة تكشف عن "الخطة الكبرى" للحلفاء لشن الغزو في اليونان وسردينيا، بينما تشير فقط بشكل عابر إلى صقلية كخدعة.
لكن الجثة وحدها لم تكن كافية، ولضمان أن تبدو القصة حقيقية تمامًا، أرفق البريطانيون تفاصيل دقيقة عن حياة الضابط المزعوم صورة خطيبته، تذاكر مسرحية قديمة، وحتى رسائل شخصية لإضفاء المزيد من الواقعية.
تم نقل الجثة في صندوق فولاذي مملوء بالثلج إلى غواصة بريطانية، ومن هناك أُلقيت قبالة سواحل إسبانيا وكان اختيار الموقع دقيقًا، إسبانيا كانت حيادية ظاهريًا، لكن جواسيس الألمان كانوا نشطين للغاية هناك، ولم يمر وقت طويل حتى وصلت الجثة والوثائق إلى السلطات الإسبانية، ومن ثم إلى أيدي الاستخبارات النازية.
الألمان ورغم حرصهم الشديد، ابتلعوا الطُعم بالكامل والوثائق بدت حقيقية تمامًا، بل إنهم تأكدوا من ذلك من خلال تحليل تفصيلي لمحتوياتها وكانت النتيجة مذهلة قرر الألمان نقل قواتهم من صقلية إلى اليونان وسردينيا استعدادًا للغزو الوهمي.
وفي 10 يوليو 1943، شن الحلفاء غزوهم على صقلية وبفضل عملية مينيصميت، كانت الدفاعات الألمانية في الجزيرة أضعف بكثير مما كان متوقعًا، مما مكن الحلفاء من تحقيق نصر سريع وفعال وهذا الانتصار فتح الباب أمام التقدم نحو قلب أوروبا وإضعاف القوات النازية بشكل كبير.
عملية مينيصميت كانت مقامرة خطيرة، لأن أي خطأ بسيط كان يمكن أن يكشف الخطة ويدمر كل شيء، لكن تفاصيل العملية كانت دقيقة للغاية لدرجة أنها لا تزال تُدرس في الأكاديميات العسكرية كواحدة من أنجح عمليات التضليل في التاريخ.
الغريب في الأمر أن الجثة نفسها أصبحت "بطلًا" غامضًا في عالم الجاسوسية، حتى يومنا هذا، يُثار الجدل حول هوية الرجل الذي لعب هذا الدور المحوري وكل ما نعرفه أنه كان فقيرًا بلا مأوى، لكنه أصبح رمزًا للخداع الاستراتيجي الذي أنقذ آلاف الأرواح.