أستاذ فقه بجامعة الأزهر: الحب فطرة ولا يمكن تصنيفه بالحلال والحرام
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن الحب لا يمكن توصيفه بالحلال والحرام؛ ولكن ما يمكن توصيفه هو السلوك الناتج عن هذا الحب، مضيفًا: «شاب بيحب واحدة تصرف بشكل محرم يبقى حرام، شخص بيحب واحدة التزم ولم يصدر منه ما هو غير لائق يبقى حلال».
التعبير عن الحب وفق الضوابطوتابع أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال حواره مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج «البيت»، المذاع على فضائية «الناس»، اليوم الأربعاء: «التعبير عن الحب لابد أن يكون وفق الضوابط الشرعية، ولا يؤدي إلى إحداث مشكلة وفتنة، فكلمة بحبك ووحشتيني في أوقاتنا يؤدي إلى فتنة، حتى ولو خطيبته».
واستكمل: «الحب فطرة فطرنا الله علينا، ومكمنها القلب، ولا يمكن تصنيفه حلال أو حرام، ولا حساب على الحب، وإنما ما تحاسب عليه هو السلوك الناتج عن هذا التصرف، لو تصرفت بشكل غير لائق هيبقى في مشكلة وذنب، ولو تصرفت وفق الضوابط الشرعية فما تفعله حلال».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قناة الناس برنامج البيت الأزهر
إقرأ أيضاً:
الحب في زمن التوباكو (٥)
مُزنة المسافر
جوليتا: وأين هو الآن رجل القطار يا عمتي؟
ماتيلدا: لقد رحل.
جوليتا: إلى أين؟
ماتيدا: صار القطار البطيء سريعاً فجأة، أخذ منديله ووضعه في جيبه مع قبعته الرصينة، وتركني وحيدة، قال لي: لقد حان الوقت إنها المحطة المنتظرة.
جوليتا: لكن لم يكتب لكِ أي عنوان يا عمتي؟
ماتيلدا: القطار صار سريعاً، والزمن تحرك بسرعة عاجلة، ولم يعِ أن قلوبنا واهية وضعيفة أمام التغيير، وأن الخجل والوجل الذي ساد قلبي، لم يكن في قلوب الأخريات، بالطبع كنت اعتقد أنَّ إحداهن قد قنصت قلبه بعيداً عني أنا والأسوأ من ذلك يا عزيزتي أن والدك وجدك قد ثقبوا قبعته ولطخوا سترته الثمينة بالغبار، في الحقيقة ألقوا به في وحل الشارع، وأهانوا كرامته وحطموا أناقته.
ولأنه كان رجلاً مختلفاً، لم يرغب أبداً أن يشعل نيران الشك في قلوبهم أكثر، وجاءوا إلى وكري في منزل جدك القديم، وألغوا لي فصلاً جميلاً من الرومانسية، وقالوا إنِّه أرعن وغير متوازن، ومع الوقت اكتشفت أنا أنهما يكذبان طبعاً حتى استمر في الغناء، لأحصد المال والشهرة لهما، وأن يكون المسرح منشغلاً بي وبصوتي فقط، بينما كنت أنا منشغلة برجل القطار، كان اسمه غابرييل.
كان رجلاً لبقاً، لطيفاً للغاية يا جولي، بينما كان أبوك وجدك يشبهان رجال المناجم المحترقة قلوبهم للوقت الذي يضيعونه في الظلام، وكانت حياتي في المسرح أجمل الأمور التي حصلت لي، لكن بين فينة وأخرى كان هو في بالي وكان بالطبع مرادي الذي يسكن فؤادي دائماً، بحثت عنه ووجدت عنواناً بين جواباته ومراسلاته لي، وكاد والدك يحرقها كلها ويشعلها بنيران الغيرة، وكنت للفكرة أسيرة، فأخذت حقيبة صغيرة ومددت نفسي نحو الشرفة، وقفزت منها كانت قريبة من الأرض، ووجدته بعد أيام.
جوليتا: وهل وجدته يا عمتي؟
ماتيلدا: بالطبع وجدته، وقال لي إنه سيعود لأبي وأخي، وسيكون له كلمة جادة، وإنه يود خطبتي وسيدافع عني إذا حدث لي شيء.
وبالفعل قام بكل ما قاله، ولكن والدك الأهوج، وجدك الذي يعرج، كانت ألسنتهم سليطة، وكنت أنا شابة يانعة، لم أكن لنفسي نافعة، كنت أحتاجه، وكنت أمدد الفكرة لزمن آخر ربما.
جوليتا: وهل يئستِ؟
ماتيلدا: لا، وسعى والدك أن يبحث عنه، ويلطخ قلبه بمشاعر غريبة لا تخصني، وهدده، وندَّد به.
جوليتا: قولي يا عمتي، ماذا فعل رجل القطار؟
ماتيلدا: فعل الكثير من أجلي.