نتنياهو والفصل بين المقاومتين غزة ـ لبنان
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
مع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني ولبنان، انبرى نتنياهو لتبرير موافقته عليه، تبريراً لفشله في تحقيق الهدف الذي أعلنه، لشنّ الحرب العدوانية على حزب الله، والقضاء عليه. ولأن توقيع الاتفاق يعني انتصار المقاومة عليه.
لهذا راح يعدّد أسباباً توهّم أنه حقق إنجازات. وكان أول تلك الأسباب الإدّعاء بأنه، من خلال الاتفاق، فصل بين المقاومتين.
يمكن ملاحظة المنهج الذي يتبعه نتنياهو، منذ بدء هزيمته في عملية طوفان الأقصى إلى اليوم. وهو الاختباء وراء ما سيفعله أو يخطط له، وليس ما فعله وحققه. ثم يجد من يهاجمه، أو يقرأ ما سيحدث، بناء على ما سيفعل. وقد تجد من يتبرع في توقع ما سيفعل.
أما التجربة طوال أربعة عشر شهراً، فكانت انتقاله من فشل إلى فشل. ويعود في كل مرّة، يتحدث عما سيفعل، وما يُخطط له.
إن العلاقة بين المقاومتين، هي التقاء مبدئي واستراتيجي، وضعه كل طرف لنفسه، بمعزل عن الآخر، وواصله على طريق القدس وتحرير فلسطين. الأمر الذي جعله لقاءً مبدئياً واستراتيجياً، ووحدة هدف لا يتزعزع.مثلا أين ذهب ما توّعد به عندما شنّ حربه على لبنان، من قضاء على حزب الله، وتغيير خرائط "الشرق الاوسط". وعندما فشل واضطر الآن، إلى التوقيع على وقف العدوان على لبنان، أخذ ينقل التهديد إلى إيران والعراق واليمن وغزة.
مرّة أخرى، راح يكبّر حجره من دون أن يراعي عجزه، وعجز جيشه، في ميزان القوى، عن تغيير خريطة واحدة ابتداءً من غزة.
من هنا فإن مراجعة سجل نتنياهو، من 7 أكتوبر 2023 إلى اليوم، يجد فشله في كل ما أعلنه من أهداف ابتداءً من القضاء على حماس، ومروراً بالقضاء على حزب الله، وانتهاءً بتغيير خرائط "الشرق الأوسط". ناهيك عن ضرب إيران التي يعتبرها، رأس الخطر على الكيان الصهيوني.
ولكن يجب الاعتراف بـ "إنجاز" وحيد، هو ما ارتكب من إبادة للمدنيين، وتدمير شامل للعمار والمشافي في قطاع غزة، وجرائم اغتيال وقتل آمنين، وتدمير في لبنان.
بالتأكيد، هذا، بدوره، يشكل هزائم منكرة، لنتنياهو والكيان الصهيوني، أخلاقياً وسياسياً وإنسانياً وعالمياً.
وأخيراً عودٌ إلى ادّعاء نتنياهو، الفصل بين المقاومتين في لبنان وغزة، باعتباره وهماً من بين أوهام نتنياهو. ذلك لأن العلاقة بين المقاومتين، ليست من نمط الشراكة المصلحية في التجارة، أو الاستثمار الاقتصادي.
إن العلاقة بين المقاومتين، هي التقاء مبدئي واستراتيجي، وضعه كل طرف لنفسه، بمعزل عن الآخر، وواصله على طريق القدس وتحرير فلسطين. الأمر الذي جعله لقاءً مبدئياً واستراتيجياً، ووحدة هدف لا يتزعزع.
ولهذا فإن هذه الوحدة قائمة موضوعياً، فضلاً عن قيامها في الوضع الذي تشكل بعد طوفان الأقصى، وما اتخذته أو ستتخذه من أشكال .
وهذا ما أكدته قيادة المقاومة في قطاع غزة، من قيادة حماس، ورسالة الأستاذ زياد نخالة، أمين عام حركة الجهاد، كما كل قيادات المقاومة.
وبكلمة، بهذه المناسبة في موضوع اتفاق وقف إطلاق النار، خاب وهم نتنياهو، وأُضيف إلى مسلسل، إخفاقاته وتخبطاته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان لبنان احتلال رأي وقف اطلاق نار مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو : وافقنا على وقف إطلاق النار مع لبنان تحقيقا لثلاثة أهداف
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، مساء اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 ، إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع لبنان تحقيقا لثلاثة أهداف رئيسية.
أولها "التركيز على التهديد الإيراني" الذي يعتبره التهديد الرئيسي لإسرائيل.
ثانيًا، "إعادة تنشيط القوات" والتغلب على القيود المفروضة على توريد الأسلحة إلى إسرائيل.
وأخيرًا، "فصل جبهة غزة عن جبهة لبنان" و"عزل" حركة حماس .
وأعلن نتنياهو، أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية يعتزم المصادقة في جلسة يعقدها في هذه الأثناء، مساء اليوم الثلاثاء، على اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان، تم التوصل إليه بوساطة أميركية فرنسية.
وشدد نتنياهو، في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم وتحدث خلاله للجمهور الإسرائيلي، على أن وقف إطلاق النار ومدته "يعتمد على ما يحدث في لبنان"، وقال إن الجيش الإسرائيلي سيهاجم كلما سجل انتهاكا للاتفاق، وقال "نحن نحتفظ بحرية العمل (العسكري) بالكامل، إذا قام حزب الله بتسليح نفسه سنهاجم، وإذا بنى بنية تحتية بالقرب من الحدود سنهاجم".
وقال نتنياهو: "سنكمل القضاء على حماس، ونعيد جميع الرهائن، ونضمن ألا تشكل غزة تهديدًا آخر لإسرائيل، وسنعيد سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. لن تنتهي الحرب حتى نحقق جميع أهدافها، بما في ذلك إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. وأود أن أقول لكم: هذا سيحدث، تمامًا كما حدث في الجنوب".
وأضاف نتنياهو: "حققنا إنجازات ضخمة على سبع جبهات. أولًا، رأس الأخطبوط - إيران، حيث دمرنا أجزاء كبيرة من الدفاعات الجوية لديها وقدرتها على إنتاج الصواريخ، ودمرنا مكون رئيسي في برنامجها النووي. أنا مصمم على القيام بكل ما هو ضروري لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي".
وأضاف "هذا التهديد كان دائمًا في صدارة أولوياتي، واليوم أكثر من أي وقت مضى، مع سماع التصريحات المتكررة لقادة إيران بشأن نيتهم الحصول على سلاح نووي. بالنسبة لي، إزالة هذا التهديد هو المهمة الأهم لضمان وجود ومستقبل دولة إسرائيل".
وتابع: "في غزة، قمنا بتفكيك كتائب حماس، وقتلنا نحو 20 ألف مقاتل، وقضينا على السنوار والضيف وباقي قيادات التنظيم. كما أعدنا 154 من الرهائن، ونحن ملتزمون بإعادة جميع الرهائن المتبقين، البالغ عددهم 101، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا، وإنهاء معاناة عائلاتهم. نحن ملتزمون أيضًا باستكمال القضاء على حماس".
وأكد نتنياهو: "في الضفة الغربية، نقضي على مئات المسلحين، وندمر البنى التحتية ونعمل في كل معاقلهم. لا يوجد مكان لا نصل إليه". أما على جبهة اليمن، قال: "هاجمنا بقوة ميناء الحديدة الذي يستخدمه الحوثيون، وهو ما لم تفعله حتى التحالفات الدولية من قبل". وعن العراق، صرّح: "أحبطنا العديد من الهجمات بواسطة الطائرات المسيرة، وما زلنا نواجه تحديات هناك".
وأشار نتنياهو إلى الجبهة السورية، قائلاً: "نُحبط بشكل منهجي محاولات إيران وحزب الله وجيش النظام السوري لنقل الأسلحة إلى لبنان. على (رئيس النظام السوري، بشار) الأسد أن يدرك أنه يلعب بالنار".
وفيما يتعلق بلبنان، قال: "حزب الله اختار مهاجمتنا في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. مضى عام، لكنه لم يعد نفس حزب الله الذي كانه قبل عام. أعدناه عقودًا إلى الوراء. اغتلنا (الأمين العام السابق لحزب الله، حسن) نصر الله، المركب الأساسي للمحور، وقضينا على كبار قيادات التنظيم، ودمرنا معظم صواريخه وقذائفه".
وأضاف نتنياهو "قتلنا الآلاف من مقاتليه ودمرنا البنى التحتية تحت الأرض وعلى الحدود التي استغرق بناؤها سنوات. هاجمنا أهدافًا إستراتيجية في أنحاء لبنان، وأسقطنا عشرات الأبراج في الضاحية. الأرض تزلزلت في بيروت".
وتابع: "قبل ثلاثة أشهر فقط، كان كل هذا يبدو كأنه خيال علمي. أود أن أقول لكم: في كل لحظة من إدارة هذه المعركة، أنظر إلى كل الجبهات في آن واحد. هذا ما فعلته عندما قررت في بداية الحرب التركيز على غزة وعدم فتح جبهة ثانية واسعة في لبنان. وهذا ما فعلته قبل أشهر عندما نضجت الظروف للتحرك شمالًا وقررنا التركيز على حزب الله. وهذا ما فعلته بعد الهجوم الصاروخي من إيران، عندما اخترنا بعناية توقيت الرد وطبيعته".
وأضاف: "هكذا أتصرف اليوم أيضًا، حيث أراقب كل الجبهات وأرى الصورة الشاملة. أنا مصمم على تزويد جنودنا الأبطال بكل الوسائل اللازمة لحماية حياتهم وتحقيق النصر".
وتابع: "لذلك، أيها المواطنون الإسرائيليون، سأعرض مساء اليوم على الكابينيت مقترحًا لوقف إطلاق النار في لبنان. مدة وقف إطلاق النار تعتمد على ما سيحدث في لبنان. باتفاق كامل مع الولايات المتحدة، نحتفظ بحرية العمل العسكري. إذا انتهك حزب الله الاتفاق وحاول التسلح، سنهاجم. إذا حاول إعادة بناء بنى تحتية إرهابية بالقرب من الحدود، سنهاجم. إذا أطلق صواريخ، أو حفر أنفاقًا، أو أدخل شاحنات محملة بالصواريخ، سنهاجم".
وتابع: "أسمع الادعاءات بأننا إذا دخلنا في وقف إطلاق النار، فلن نتمكن من الهجوم أو استئناف الحرب. أذكركم بأن هذا ما قيل عندما أعلنا وقف إطلاق النار في غزة لتحرير الرهائن. قالوا إننا لن نستأنف القتال، لكننا استأنفنا القتال، وبقوة كبيرة".
واختتم حديثه قائلاً: "في العام الماضي، تغير الشرق الأوسط بشكل جذري. واجهنا هجومًا على سبع جبهات ورددنا بقوة. نحن نعيد تشكيل المنطقة بفضل جنودنا وصمودكم، وإدارة حازمة وذكية للحرب. قلت مرارًا: الاتفاق الجيد هو الاتفاق الذي يتم فرضه. وسنفرضه. سنرسخ الأمن، وننمي الشمال، وسنواصل حتى النصر".
المصدر : وكالة سوا