في إطار نقاشنا حول مفهوم النرجسية، ورد إلينا رد علمي مُفصّل من الدكتور عبدالله الخير، الذي تناول الموضوع من زاوية علمية بحتة، معتمدًا على معايير التصنيف الدولي للأمراض (ICD) الخاصة باضطراب الشخصية النرجسية (NPD). وفقًا للإصدارين العاشر والحادي عشر من الـICD، تتجلى النرجسية في عدة خصائص واضحة:
1.نمط متفشي من العظمة:
   - شعور مبالغ فيه بأهمية الذات.


   - الانشغال الدائم بأفكار حول النجاح غير المحدود، أو القوة، أو العبقرية، أو الجمال، أو الحب المثالي.
2.حاجة مفرطة للإعجاب:
   - الحاجة الشديدة للإعجاب الدائم والاعتراف من الآخرين.
3.نقص في القدرة على التعاطف:
   - عدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو التعاطف مع احتياجاتهم.
4.سلوك استغلالي في العلاقات:
   - الميل إلى استغلال الآخرين لتحقيق أهداف شخصية.
5.الشعور بالغيرة:
   - الميل للشعور بالغيرة من الآخرين أو الاعتقاد بأنهم يشعرون بالغيرة منه.
6.سلوكيات متعالية أو متكبرة:
   - اتخاذ مواقف أو إظهار سلوكيات متعالية، تدل على التكبر.

من خلال هذه المعايير، يُفهم اضطراب الشخصية النرجسية كحالة مرضية قد تؤدي إلى إعاقة الفرد في المجالات الاجتماعية أو المهنية، مما يستدعي التدخل والعلاج.

في المقابل، جاء رأي أستاذ الفلسفة دكتور وائل الكردي ليقدم بُعدًا مختلفًا، مفاده أن مفهوم النرجسية يجب أن يُعاد النظر فيه في ضوء التغيرات الثقافية والقيمية في عصرنا الحالي. فقد أشار إلى أن النرجسية، التي كانت تُعتبر في الماضي سلبية تمامًا، يمكن أن تأخذ طابعًا إيجابيًا إذا ما توسع مفهومها وتكيف مع معايير أخلاقية واجتماعية جديدة. ووفقًا لهذا الطرح، فإن النرجسية يمكن أن تتحول إلى سمة إيجابية تدفع الفرد إلى الطموح وتحقيق الذات، إذا ما أُعيد تأطيرها بحيث تتماشى مع القيم الحالية.

وقد رددتُ على هذا الرأي قائلاً: “شكراً لردك المفحم، أحسب أنك من أنصار النسبية يا أستاذ وائل، وهذا جيد جدًا، فالأفعال والمفاهيم التي كانت سائدة بالأمس قد لا تكون مناسبة للغد، والله أعلم.”

خلاصة النقاش
يظهر هذا النقاش تقاطعًا مهمًا بين المنظورين العلمي والفلسفي في فهم مفاهيم مثل النرجسية. فبينما يعتمد العلم على معايير ثابتة نسبيًا لتشخيص الحالات النفسية وتحديد آثارها السلبية، تتيح الفلسفة مساحة أكبر لإعادة تقييم هذه المفاهيم وتحديثها بما يتناسب مع تطور الثقافة والمجتمع. إن هذا الحوار يعكس أهمية التكامل بين الجانبين لفهم أعمق وأكثر شمولية للسلوك الإنساني.

لقد حاولت جهدي بان أضفت بعض من توضيحات لدعم الحجج المختلفة وأبرزت العلاقة بين العلم والفلسفة في تناول مفهوم النرجسية.
مع كامل احترامي وتقديري


عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة


osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رئيس «الرقابة المالية» يشدد على تطوير معايير المحاسبة

قال الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، إنه تم تطوير معايير المحاسبة المصرية لتراعي كافة المتغيرات الاقتصادية بشكل مرن بما يمكن الشركات من إعادة تقييم أصولها بالقيمة السوقية بدلاً من الدفترية وعرضها وتبويبها في القوائم المالية لتعكس حقيقة نتائج أعمال وأداء الشركة، وبما يتكامل مع جهود الحكومة المصرية لتوفير بيئة عمل مواتية تعزز من النشاط الاقتصادي لتدعيم النمو المستدام وجذب الاستثمارات.

جاء ذلك خلال كلمة الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، بمناسبة مرور 120 عام على تأسيس جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA)، والتي تضم في عضويتها 455 ألف طالب و 178 ألف عضو مؤهل من 11 دولة، وتعمل الجمعية على مساعدة مؤسسات القطاعات الحكومية في العالم على تحقيق القيمة من خلال تمكينها من تنمية قدرات القادة الماليين الحاليين و المستقبليين من خلال شبكتها التي تضم 91 مكتبا ومركزًا بجميع أنحاء العالم.

أضاف أن تطوير معيار المحاسبة المصرية رقم 13 خاص بآثار التغيرات في أسعار صرف العملات الأجنبية، جاء ليتوافق مع المعايير الدولية، فضلاً عن إضافة تفسير محاسبي وذلك لأول مرة في تاريخ مصر والمنطقة، ينظم المعالجة المحاسبية لشهادات خفض الانبعاثات الكربونية، كما نظم التفسير المحاسبي الجديد، محددات المعالجة المحاسبية وفق حالات مختلفة، حالة إصدار الشهادة لصالح مطور مشروع الخفض المالك له، أو إصدارها لصالح مطور أو ممول المشروع ولكنه ليس المالك، أو حالة شراء شهادة الكربون بهدف استخدامها لتحقيق التبادل الكربوني وذلك عبر إلغائها، والحالة الأخيرة في حالة شراء شهادة الخفض بهدف المتاجرة فيها.

أوضح أن معايير المحاسبة المصرية تساعد الشركات على التعبير عن المركز المالي ونتائج الأعمال بشكل سليم، بما يدعم صحة موقفها في اتخاذ قرارات تمويلية واستثمارية سليمة، مشيرًا إلى أن الفترة الماضية شهدت تطوير شامل لأحكام معايير المحاسبة المصرية بداية من تقييم الأصول بالقيمة العادلة بدلاً من الدفترية والاستثمار العقاري وحقوق الملكية.

وقال فريد، إن الهيئة تسعى باستمرار لتطوير معايير المحاسبة في إطار استهداف التكامل مع كافة المعايير الدولية، واستعرض ما تم من جهد لتطوير أحكام معايير المحاسبة المصرية، وذلك في ضوء استهداف مواكبة أفضل التطورات والممارسات العالمية، وتكاملاً مع جهود الإصلاح التي تتبناها وتنفذها الحكومة المصرية لتعزيز مستويات النمو والتنمية المستدامة، مشيراً إلى أن الجهود الخاصة بالتطوير مستمرة وأن المشوار لا يزال طويلاً للتطوير والإصلاح في سبيل دعم الاقتصاد الوطني.

اقرأ أيضاًالرقابة المالية تعدل قواعد وضوابط ونسب استثمار أموال صناديق التأمين الخاصة

الرقابة المالية تتيح للشباب الاستثمار في البورصة بدءا من 15 عاما

شراكة بين الرقابة المالية ووزارة العدل بشأن التطبيقات العملية لقانون التأمين الموحد

مقالات مشابهة

  • ملتقى شرفات جامعية يعزز القيم الإيمانية بالداخلية
  • ترامب يتّهم بايدن وأوباما بخفض معايير السلامة الجوية
  • Google Sheets يحصل على ترقية بالذكاء الاصطناعي مع تحسينات في تحليل البيانات
  • رئيس «الرقابة المالية» يشدد على تطوير معايير المحاسبة
  • إجراء تحليل مخدرات لسائق نقل دهس شابًا بالطريق الدائري
  • النيابة العامة تضع معايير الخصائص الكمية للبضائع المستوردة والمحلية
  • محمود كامل يفتتح ندوة عرض ومناقشة فيلم المسافة صفر
  • النيابة العامة تقرر تحليل عينات من الرنجة ببورسعيد للتأكد من سلامتها| صور
  • كيف تتقبل الآخرين؟!
  • حفل توقيع ومناقشة كتاب "خد وهات في علم المفاوضات" بمعرض الكتاب.. صور