كيف علق مغردون على توقيت إعلان المعارضة السورية عملية ردع العدوان؟
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
أطلقت فصائل المعارضة السورية المسلحة في شمال غربي سوريا، يوم أمس الأربعاء، عملية "ردع العدوان"، وقالت إنها من أجل توجيه "ضربة استباقية" لقوات النظام التي تخوض اشتباكات عنيفة ضدها في عدة مناطق بريف حلب.
ولكن توقيت إعلان المعارضة أثار جدلا واسعا بين جمهور منصات التواصل، خاصة أنها جاءت بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، فهناك من رحب بانطلاق العملية العسكرية، وهناك من أبدى استغرابه وتعجبه من توقيتها.
وقال ناشطون سوريون إن الهدف الإستراتيجي لمعركة ردع العدوان يتحقق بغايتين رئيستين:
الأولى حماية المناطق المحررة وردع الاعتداءات: حيث تسعى العملية إلى التصدي للهجمات المستمرة والقصف الذي تشنه قوات النظام والمليشيات الإيرانية على المناطق المحررة، وضمان أمن المدنيين القاطنين فيها.
والهدف الثاني بحسب هؤلاء هو منع إعادة تمركز "مليشيات إيران وحزب الله اللبناني".
وأشار آخرون إلى أن المعركة تأتي في سياق إستراتيجي للحفاظ على استقرار المناطق المحررة وقطع الطريق أمام مشاريع التمدد الإيرانية في سوريا بحسب رأي بعض المتابعين.
معركة أهل الشمال السوري ضد النظام المجرم ومن يدعمه: مِن أعدل المعارك وأشرفها وأولاها بالمؤازرة، ونسأل الله أن يجعلها سبباً للتفريج عن المظلومين من السوريين الذين ذاقوا الويلات منذ ١٣ عاماً ما بين وقتل وتهجير وأسر وانتهاك للحرمات وما لا يوصف من الظلم والتسلط والقهر.
ولا يسع أي…
— أحمد السيد (@ahmadyusufals) November 27, 2024
وقال مغردون إنه من "المعلوم والمؤكد أن مليشيات إيران ومعها قوات النظام السوري لا تصمد بدون غطاء جوي روسي، وروسيا مستنزفة بشدة في أوكرانيا والمليشيات الإيرانية ربما ستتأكد أو تأكدت من أن وجودها في سوريا كان غلطة وكان على إيران عدم دعم النظام السوري ضد شعبه.
أكيد إسرائيل ستدخل سوريا، الهدف الآن عند إسرائيل (و الله أعلم) التفرغ لطرد الميليشيات الإيرانية من سوريا.
الفصائل تستغل هذه الرغبة الغربية و تستعد لملأ الفراغ.
— Garfield???? (@shiratensai96) November 27, 2024
وعلق مدونون على المعركة بالقول إن "انطلاق عمليات ردع العدوان من قبل قوات المعارضة السورية على حلب بعد قرار وقف إطلاق النار في لبنان يعني فتح جبهة داخلية وعمليات عسكرية في سوريا، وهي رسالة للنظام ولقادة الفصائل وإيران بأن وجودهم انتهى وإن لم ينته فسيجبرون على الدخول في صراع وحرب داخلية لكي يكون الكيان في مأمن.
وأكد آخرون على حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه وإخراج المليشيات الغريبة من أراضيه.
هل اخذت تركيا ضوءا اخضر امريكي لدفع المعارضة السورية للضغط على بشار وتقليص نفوذ ايران في سوريا كجزء من اعادة ترتيب المنطقة في ضوء حروب لبنان وفل*سطين؟؟
أم أن تركيا من شعرت أن الجو مواتي لتحريك ورقة المعارضة السورية الآن فبادرت باستغلالها؟؟
الايام القادمة ستكشف المستور.
— عبد المنعم منيب (@amoneeb21) November 28, 2024
وقال آخرون إن عملية ردع العدوان ستنهي معاناة الكثير من المهجرين بالعودة إلى مناطقهم التي "حررت" وتثبت للعالم كله أن سبب عدم رجوع المهجرين إلى مناطقهم التي تسيطر عليها الحكومة السورية وحزب الله والمليشيات العراقية والإيرانية هو خوفهم من هذه الجماعات التي نكلت بهم قبل التهجير وغيبت من عاد من المهجرين إلى مناطق النظام، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن.
نصائح لإخواننا المجاهدين في ساحات الوغى نصركم الله وأعزكم وأعلى رايتكم
إليكم التذكير ببعض الوصايا الخاصة بالمبادئ الأساسية في معاملة أسرى العدو وقتلاه وجرحاه :
تلتزم قيادة وعناصر القوى العسكرية والأمنية الثورية في المناطق المحررة بمعاملة أسرى الحرب، وفق مبادئ الشريعة…
— حسن الدغيم (@Hasan_Dagim) November 27, 2024
وأبدى سوريون تخوفهم من التدخل الإسرائيلي من أجل حماية الحكومة السورية، وقالوا "الخوف ليس من الروسي العالق في أوكرانيا ولا من الإيراني الغارق في لبنان والعراق واليمن، وإنما الخوف من العدو الصهيوني الذي لا يستبعد أن يتحرك هو بنفسه لحماية الأسد ومنع سقوطه".
في المقابل، تعجب مدونون من توقيت العملية من قبل المعارضة وقالوا "لو كان تحركهم فيه ضرر على أمن إسرائيل أو القوات الأميركية المتواجدة داخل سوريا لتحركت واشنطن وقصفتهم مثلما تفعل مع فصائل المقاومة العراقية، ولكن لأن التحرك الذي تقوم به فصائل المعارضة السورية وتوقيت مشبوه يدل على أن هذا التحرك هو بمباركة ودعم أميركي إسرائيلي.
وأشار آخرون إلى أن الهجوم جاء بعد تهديد نتنياهو للرئيس السوري بشار الأسد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المعارضة السوریة المناطق المحررة ردع العدوان فی سوریا
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني إشعال المعارضة السورية جبهات القتال مع النظام؟.. إليك المشهد كاملا
تشن فصائل المعارضة في شمال غربي سوريا هجوما واسعا على قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية الداعمة له، محققة تقدما ملحوظا على محاور القتال في ريف حلب الغربي.
ولا تزال خرائط الاشتباك مشتعلة على وقع تواصل المواجهات واستمرار فصائل المعارضة التي تضم "هيئة أحرار الشام"، في إصدار بيانات متتالية للكشف عن القرى والبلدات التي سيطرت عليها.
ما المهم في الأمر؟
تعد العملية العسكرية التي تشنها المعارضة تحت مسمى "ردع العدوان" أوسع تحرك عسكري في شمال غربي سوريا ضد النظام بعد التوافقات بين تركيا وروسيا، التي جمدت العمليات العسكرية في المنطقة، إلا أن قوات بشار الأسد والطيران الروسي واصلا عمليات التصعيد بوتيرة متفاوتة الحدة.
ما هدف العملية العسكرية؟
أعلنت فصائل المعارضة عن تشكيل "إدارة العمليات العسكرية" بعد بدء عملياتها ضد قوات النظام والمليشيات الإيرانية. وأوضحت هذه الإدارة في أولى بياناتها عن الحملة العسكرية تهدف إلى "توسيع المناطق الآمنة" للمدنيين، دون مزيد من التفاصيل.
لكن رقعة المعارك اتسعت بشدة على محور ريف حلب الغربي، ما يجعل فصائل المعارضة على بعد ما يقرب من 10 كيلومترات من مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية العالية، الأمر الذي يفتح باب التساؤلات أمام إمكانية استمرار تقدم المعارضة نحو المدينة في حال أتاحت لها التطورات الميدانية ذلك.
ويرى الباحث بالشأن العسكري وجماعات ما دون الدولة عمار فرهود في حديث لـ"عربي21"، أن "هدف المعركة النهائي والحاسم لا يمكن أن يتم تحديده بشكل قطعي من قبل طرف فهو خاضع للتطورات الميدانية بشكل كبير".
أين تتركز المعارك؟
تتركز المعارك في قرى ريف حلب الغربي حيث أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" في بيانات منفصلة عن تحقيق تقدم ملحوظ بعد سيطرتها على العديد من البلدات، وهي: الشيخ عقيل وبالا وحيردركل وقبتان الجبل والسلوم وجمعية المعري والقاسمية وحور.
ولفتت فصائل المعارضة إلى أنها بسطت سيطرتها أيضا على بلدة عنجارة الاستراتيجية بريف حلب الغربي بعد معارك عنيفة، بالإضافة إلى سيطرتها على بلدة عاجل.
ما أهمية هذه المناطق؟
يوضح فرهود في حديثه لـ"عربي21"، أن "المناطق التي تم السيطرة عليها حتى الآن، تعتبر البوابة الغربية لمدينة حلب، كما أنها جغرافيا تعتبر أعلى من مدينة حلب ولذلك فلها أهمية جغرافية كبيرة لدى النظام".
ويضيف أن "المنطقة هذه شهدت عمليات تعزيز بالعديد والعتاد منذ عدة أسابيع من قبل النظام السوري لتشديد الحماية على مدينة حلب".
وفي سياق آخر، فقد "كانت هذه المناطق، بسبب جغرافيتها المرتفعة، منطلقا لعمليات هجومية من قبل قوات النظام وروسيا على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة".
السيطرة على "الفوج 46"
أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عن السيطرة على الفوج 46 أكبر مواقع النظام السوري في غرب مدينة حلب، والذي يعتبر منطلقا لقوات النظام في هجماتها على مناطق المعارضة.
ويحمل الفوج46 الذي يمتد على مناطق شاسعة من غربي حلب، أهمية استراتيجية عالية، حيث يعد نقطة تمركز وقوة لقوات النظام السوري. وتمهد السيطرة عليه الطريق أمام فصائل المعارضة للتوجه نحو محو خان العسل وكفرناها ومن ثم مدينة المناطق الغربية من مدينة حلب.
وبحسب تقارير محلية، فإن المعارك بين المعارضة وقوات النظام تدور على محور منطقة أورم الكبرى وكفرناها بعد السيطرة على الفوج 46 ومناطق أورم الصغرى والهوتة وجمعية السعدية.
إنشاء "حزام جغرافي"
يرى الباحث بالشأن العسكري وجماعات ما دون الدولة عمار فرهود، أن فصائل المعارضة "تريد على مستوى التخطيط، السيطرة على أكبر قدر ممكن من الجغرافيا وضمها لمناطقها، لكن على المستوى العملياتي فإن قوات المعارضة تهدف مبدئيا إلى تأمين حزام جغرافي لمناطق سيطرتها".
"لكن في حال انهارت قوات الأسد بشكل كبير ومتتالي دون توقف فإن قوات المعارضة ستستمر بالضغط على تلك القوات المنسحبة لمنعها من التقاط أنفاسها وتنظيم صفوفها حتى تصل القوات المنسحبة إلى عمقها الدفاعي الاستراتيجي، وهو مدينة حلب حيث تنتقل الاشتباكات إلى هناك"، يقول فرهود.
ما السياق الإقليمي؟
تأتي العملية العسكرية ضد النظام السوري في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة بعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت المليشيات الموالية لإيران في سوريا.
كما تأتي بعد تراجع مسار التطبيع بين النظام وتركيا التي تدعم فصائل المعارضة في شمال سوريا، فضلا عن إعراب أنقرة عن استياء من موقف روسيا تجاه ملف تطبيع العلاقات مع النظام، حيث قال وزير الخارجية التركي في تصريحات سابقة إن "هذا الملف القضية ليست على جدول الأعمال الروسي".
لكن فيدان علل عدم اهتمام روسيا بدعم مسار التطبيع بين بلاده والنظام السوري بهدوء جبهات التماس بين الأخير والمعارضة، قائلا "يوجد بالفعل وقف لإطلاق النار في المنطقة ولم يظهر أي تهديد خطير".
ماذا ننتظر؟
لا تزال فصائل المعارضة تخوض اشتباكات حادة مع النظام السوري والمليشيات الإيرانية ردا على الهجمات المتواصلة على المناطق المدنية شمال غربي سوريا، ما يجعل المشهد قابلا للتطور بشكل سريع في ظل استمرار تبادل النار بين الجانبين.
لكن من الممكن أن يؤدي تقدم المعارضة - في حال تواصل - على جبهات القتال إلى الطائرات الحربية الروسية بقوة لصالح النظام، الأمر الذي من شأنه أن يضيق على فصائل المعارضة.