ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية في عددها الصادر، اليوم الخميس، أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان يعد نجاحًا دبلوماسيًا نادرًا للرئيس الأمريكي جو بايدن رغم فشله المتكرر في وقف نزيف الحرب على قطاع غزة المنكوب، لذلك تقع المسئولية الآن على عاتق الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمتابعة البحث عن هدنة في هذا القطاع المحاصر، خاصة وأن شهورًا قليلة باتت تفصله عن دخول البيض الأبيض.

وقالت الصحيفة، في مستهل افتتاحيتها لعدد اليوم، إن ترامب يتفاخر بقدرته على إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، ولكن مع استمرار الحرب في غزة وتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، تظل المنطقة بعيدة عن السلام، وأكدت الصحيفة أن الاتفاق على وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله قدم بالفعل بصيصًا من الأمل في منطقة عانت طويلًا من ويلات الحرب.

وأضافت أنه بعد أكثر من عام من الموت والدمار الذي لا يمكن تصوره في الشرق الأوسط، حانت أخيرًا لحظة من الأمل، ففي الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، يوم أمس الأربعاء، دخل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيز التنفيذ لوقف الحرب بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، والواقع أن الاتفاق، الذي ينص على انسحاب حزب الله من الحدود الجنوبية للبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية الغازية وإنهاء حملة القصف المتواصلة، هش وسوف يواجه اختبارات لا حصر لها.

واعتبرت «فاينانشيال تايمز»، أن المسئولية بشأن ضمان التزام حزب الله بالشروط تقع على عاتق الحكومة اللبنانية وجيشها وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي لم تكن أي منها في الماضي قادرة أو راغبة في كبح جماح المقاومة، أما المسئولية عن ضمان التزام إسرائيل بالشروط فتقع على عاتق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي سوف يضطر إلى احتواء حلفائه من اليمين المتطرف وتجنب شن هجمات أخرى تحت أي ذريعة.

وتابعت، أنه من مصلحة جميع الأطراف أن يستمر وقف إطلاق النار بعد فترة الستين يوما الأولية، خاصة وأن حزب الله تلقى أشد الضربات منذ تأسيسه في ثمانينيات القرن العشرين، كما أحدث الهجوم الإسرائيلي دمارًا هائلاً في مختلف أنحاء لبنان، خاصة في المناطق الشيعية التي يستمد حزب الله دعمه منها، وأسفرت القنابل الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 3700 شخص وإجبار 1.2 مليون آخرين، أي ما يقرب من ربع سكان لبنان، على النزوح من منازلهم وحتى قبل اندلاع الصراع بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي، كان لبنان في حالة يرثى لها والآن يواجه تحديًا هائلًا متمثلًا في إعادة بناء المناطق المُدمرة.

أما بالنسبة لإسرائيل، فإن وقف إطلاق النار المستدام يعني تمكين 60 ألف شخص نزحوا بسبب صواريخ حزب الله من العودة إلى ديارهم، ووقف الهجمات اليومية عبر الحدود، وقالت الصحيفة: إن نتنياهو يستطيع أن يزعم أنه نجح في إضعاف أحد ألد أعداء إسرائيل حيث وجه ضربات ساحقة ليس فقط إلى حزب الله بل وأيضًا إلى راعيته إيران.

ومع ذلك، مضت الصحيفة البريطانية تقول: إن الشرق الأوسط بعيد كل البعد عن السلام. فقد أوضح نتنياهو أن إسرائيل، تحت غطاء الولايات المتحدة، سوف تضرب إذا ما قررت أن حزب الله يشكل تهديدًا، والواقع أنه قال إن وقف إطلاق النار لا يعني أنه لن يستأنف الحرب، قائلاً: إن «الهدنة سوف تمكن إسرائيل من التركيز على التهديد الإيراني، في حين تسمح للجيش بتجديد مخزوناته».

وذكرت أنه مع الأخذ في الاعتبار العقلية العدوانية التي تبنتها إسرائيل مؤخرًا والافتقار إلى أي ضبط للنفس من قِبَل الغرب، فإن تهديدات نتنياهو في هذا الشأن لابد وأن تؤخذ على محمل الجد.. في المقابل، يتعين على الطبقة السياسية اللبنانية أن تبدأ في بناء دولة أقوى من حطام الحرب وأن يبدأ ذلك بانتخاب رئيس جديد في بلد ظل بدون رئيس لمدة عامين وحكومة يمكنها استعادة ثقة المانحين الحذرين الذين هناك حاجة ماسة إلى أموالهم لإعادة الإعمار!. حسبما قالت الصحيفة.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري: شروط وقف إطلاق النار في لبنان «مجحفة» ومهدت لمؤامرة جديدة على سوريا

مجموعة السلام العربي تبارك اتفاق وقف العدوان الصهيوني على لبنان

«الكرملين»: وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان «إيجابي» ويجب أن يكون متوافقا مع هذه الاتفاقات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل لبنان نتنياهو أخبار لبنان أحداث لبنان وقف إطلاق النار في لبنان وقف إطلاق النار بین إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت تكشف كيف اخترقت إسرائيل البروتوكول الإنساني في غزة

غزة- يفتح قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة -بدءا من صباح اليوم الأحد- ملف خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار وعرقلة دخول المساعدات إلى القطاع خلال المرحلة الأولى التي انتهت أمس السبت.

وحصلت الجزيرة نت على تقرير خاص يكشف معلومات مفصلة لخرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي حتى 28 فبراير/شباط، وعدم الالتزام بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني، مما يكشف نية نتنياهو المسبقة للتهرب من استحقاقات ومراحل الاتفاق.

قتل ومنع وعرقلة

وسجَّل التقرير حوادث إطلاق القوات الإسرائيلية نيرانها تجاه الفلسطينيين مباشرة، مما أدى لاستشهاد أكثر من 50 منهم بمناطق متفرقة من قطاع غزة خاصة مدينة رفح، وذلك منذ اللحظات الأولى لسريان اتفاق وقف إطلاق النار حتى نهاية المرحلة الأولى.

وتشير البيانات إلى تهرب الاحتلال من التزامه بإدخال 50 شاحنة وقود يوميا وفق نص البروتوكول الإنساني، ولم يسمح خلال 40 يوما إلا بإدخال 957 شاحنة بمتوسط أقل من 24 شاحنة يوميا، أي ما نسبته 47.8% من الكم المتفق عليه، في حين تراجع معدل دخول الشاحنات في الأسبوع الأخير إلى متوسط 10 شاحنات يوميا فقط.

إعلان

ولم تسمح إسرائيل بسفر الفلسطينيين بمختلف فئاتهم عبر معبر رفح، ولم ترفع عدد المسافرين والمرضى والجرحى رغم حاجتهم للعلاج. ورفضت كذلك خفض أعداد قواتها الموجودة في محور صلاح الدين (فيلادلفيا) خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تعهد الوسطاء بأن يتم تقليص مساحة الممر بعرض 50 مترا أسبوعيا، لكن الاحتلال لم يلتزم بذلك.

وفيما يتعلق بالكرفانات (البيوت المتنقلة) لم يدخل جيش الاحتلال غير 15 ألف بيت من مجموع 60 ألفا نص عليها الاتفاق.

وعرقل الاحتلال دخول المعدات الثقيلة الخاصة برفع الركام وفتح الشوارع واستخراج الجثث من تحت الأنقاض، ولم يدخل سوى 9 آليات فقط، بينما يحتاج قطاع غزة 500 من الآليات الثقيلة مختلفة الأنواع، ولم يسمح أيضا للمؤسسات والشركات ورجال الأعمال بشرائها أو استئجارها.

ولم يتخذ الجيش الإسرائيلي أيضا أي خطوة تجاه تشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة بقطاع غزة، أو يسمح بدخول معدات ومستلزمات إعادة تأهيلها أو الوقود الخاص بتشغيلها.

كما منع جيش الاحتلال الصيادين من النزول للبحر لممارسة الصيد اليومي، وتكررت عمليات إطلاق النار عليهم من الزوارق الحربية، واعتقل اثنين منهم أثناء وجودهما في بحر خان يونس نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.

من هجمات "المدنيين الإسرائيليين" على شاحنات المساعدات وإتلافها (مواقع التواصل) حرق المساعدات

ورصدت الجهات المختصة تحليق طيران الاحتلال المُسيَّر في أجواء القطاع 172 مرة في الأوقات التي تم الاتفاق على تغييبها بشكل كامل، لإتمام عملية الافراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.

وسجَّل التقرير الخاص تقدم آليات الاحتلال 32 مرة خارج المناطق التي تم الاتفاق على التراجع إليها وعدم تجاوزها، وأطلقت النار على المواطنين، ونفذت عمليات تجريف ببعض المناطق.

إعلان

ووفق التقرير، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية لقطاع غزة نيرانها 27 مرة، أسفرت عن إصابة نحو 100 فلسطيني، في حين شهدت المناطق ذاتها 13 عملية قصف مدفعي.

واحتجزت قوات الاحتلال في 4 فبراير/شباط الماضي عددا من سائقي شاحنات المساعدات خلال وجودهم في معبر كرم أبو سالم جنوبي قطاع غزة، وحقَّقت معهم قبل أن تطلق سراحهم.

كما رصد التقرير عمليات تحليق للطائرات المسيَّرة 3 مرات داخل مدينة غزة، وإطلاقها تهديدات للمواطنين في المنطقة.

وأحرق جيش الاحتلال الإسرائيلي شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، في منطقة المطار شرق من مدينة رفح، بعدما حاصرها في 19 فبراير/شباط المنصرم.
وقد شملت انتهاكات الاحتلال منعه عددا كبيرا -من عائلات أسرى الضفة الغربية المبعدين إلى الخارج- من السفر للالتقاء بأبنائهم المفرج عنهم.

مقالات مشابهة

  • بيان رسمي.. هجوم مصري حاد على إسرائيل
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب
  • الجزيرة نت تكشف كيف اخترقت إسرائيل البروتوكول الإنساني في غزة
  • غزة : ١١٦ شهيداّ فلسطينيا منذ إعلان وقف إطلاق النار مع إسرائيل 
  • عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة
  • حماس وإسرائيل.. هل تستأنف المفاوضات أم الحرب؟
  • حماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة
  • غوتيريش يحذّر من خطورة تجدد الحرب في غزة
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل
  • اليونيسيف قلقة حيال الوضع الغذائي لأطفال لبنان بعد الحرب