فاينانشيال تايمز: وقف إطلاق النار في لبنان نجاحًا دبلوماسيًا نادرًا لـ «بايدن» رغم فشله
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية في عددها الصادر، اليوم الخميس، أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان يعد نجاحًا دبلوماسيًا نادرًا للرئيس الأمريكي جو بايدن رغم فشله المتكرر في وقف نزيف الحرب على قطاع غزة المنكوب، لذلك تقع المسئولية الآن على عاتق الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمتابعة البحث عن هدنة في هذا القطاع المحاصر، خاصة وأن شهورًا قليلة باتت تفصله عن دخول البيض الأبيض.
وقالت الصحيفة، في مستهل افتتاحيتها لعدد اليوم، إن ترامب يتفاخر بقدرته على إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، ولكن مع استمرار الحرب في غزة وتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، تظل المنطقة بعيدة عن السلام، وأكدت الصحيفة أن الاتفاق على وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله قدم بالفعل بصيصًا من الأمل في منطقة عانت طويلًا من ويلات الحرب.
وأضافت أنه بعد أكثر من عام من الموت والدمار الذي لا يمكن تصوره في الشرق الأوسط، حانت أخيرًا لحظة من الأمل، ففي الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، يوم أمس الأربعاء، دخل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيز التنفيذ لوقف الحرب بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، والواقع أن الاتفاق، الذي ينص على انسحاب حزب الله من الحدود الجنوبية للبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية الغازية وإنهاء حملة القصف المتواصلة، هش وسوف يواجه اختبارات لا حصر لها.
واعتبرت «فاينانشيال تايمز»، أن المسئولية بشأن ضمان التزام حزب الله بالشروط تقع على عاتق الحكومة اللبنانية وجيشها وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي لم تكن أي منها في الماضي قادرة أو راغبة في كبح جماح المقاومة، أما المسئولية عن ضمان التزام إسرائيل بالشروط فتقع على عاتق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي سوف يضطر إلى احتواء حلفائه من اليمين المتطرف وتجنب شن هجمات أخرى تحت أي ذريعة.
وتابعت، أنه من مصلحة جميع الأطراف أن يستمر وقف إطلاق النار بعد فترة الستين يوما الأولية، خاصة وأن حزب الله تلقى أشد الضربات منذ تأسيسه في ثمانينيات القرن العشرين، كما أحدث الهجوم الإسرائيلي دمارًا هائلاً في مختلف أنحاء لبنان، خاصة في المناطق الشيعية التي يستمد حزب الله دعمه منها، وأسفرت القنابل الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 3700 شخص وإجبار 1.2 مليون آخرين، أي ما يقرب من ربع سكان لبنان، على النزوح من منازلهم وحتى قبل اندلاع الصراع بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي، كان لبنان في حالة يرثى لها والآن يواجه تحديًا هائلًا متمثلًا في إعادة بناء المناطق المُدمرة.
أما بالنسبة لإسرائيل، فإن وقف إطلاق النار المستدام يعني تمكين 60 ألف شخص نزحوا بسبب صواريخ حزب الله من العودة إلى ديارهم، ووقف الهجمات اليومية عبر الحدود، وقالت الصحيفة: إن نتنياهو يستطيع أن يزعم أنه نجح في إضعاف أحد ألد أعداء إسرائيل حيث وجه ضربات ساحقة ليس فقط إلى حزب الله بل وأيضًا إلى راعيته إيران.
ومع ذلك، مضت الصحيفة البريطانية تقول: إن الشرق الأوسط بعيد كل البعد عن السلام. فقد أوضح نتنياهو أن إسرائيل، تحت غطاء الولايات المتحدة، سوف تضرب إذا ما قررت أن حزب الله يشكل تهديدًا، والواقع أنه قال إن وقف إطلاق النار لا يعني أنه لن يستأنف الحرب، قائلاً: إن «الهدنة سوف تمكن إسرائيل من التركيز على التهديد الإيراني، في حين تسمح للجيش بتجديد مخزوناته».
وذكرت أنه مع الأخذ في الاعتبار العقلية العدوانية التي تبنتها إسرائيل مؤخرًا والافتقار إلى أي ضبط للنفس من قِبَل الغرب، فإن تهديدات نتنياهو في هذا الشأن لابد وأن تؤخذ على محمل الجد.. في المقابل، يتعين على الطبقة السياسية اللبنانية أن تبدأ في بناء دولة أقوى من حطام الحرب وأن يبدأ ذلك بانتخاب رئيس جديد في بلد ظل بدون رئيس لمدة عامين وحكومة يمكنها استعادة ثقة المانحين الحذرين الذين هناك حاجة ماسة إلى أموالهم لإعادة الإعمار!. حسبما قالت الصحيفة.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري: شروط وقف إطلاق النار في لبنان «مجحفة» ومهدت لمؤامرة جديدة على سوريا
مجموعة السلام العربي تبارك اتفاق وقف العدوان الصهيوني على لبنان
«الكرملين»: وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان «إيجابي» ويجب أن يكون متوافقا مع هذه الاتفاقات
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل لبنان نتنياهو أخبار لبنان أحداث لبنان وقف إطلاق النار في لبنان وقف إطلاق النار بین إسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
لبنان على صفيح ساخن.. قتلى بانتهاكات إسرائيلية والحكومة تدين
في سياق التوترات المستمرة بين إسرائيل و”حزب الله”، شهدت الغارات الإسرائيلية على لبنان تصعيدًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة، حيث استهدفت مناطق مختلفة في الجنوب والشرق، مما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات، وسط دعوات الحكومة اللبنانية للمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للسيادة اللبنانية وخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
في هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل مواطن استهدفته طائرة مسيّرة إسرائيلية في بلدة حلتا بجنوب لبنان.
وقالت مصادر محلية إن “المواطن تم استهدافه بالطائرة المسيّرة خلال عمله في مزرعة الدجاج التي يملكها بين حلتا ووادي خنسا جنوب البلاد”.
وفي وقت سابق، شدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على أن السلاح لن يُسلّم قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من العدو، وأن السلاح أوراق لن يتخلى عنها لبنان دون تطبيق فعلي لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد بري أنه يؤيد الحوار الذي يدعو إليه رئيس الجمهورية جوزيف عون مع “حزب الله”، لافتًا إلى أنه من المهم أيضًا الضغط على الإسرائيلي لكي ينفذ ما عليه من التزامات اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف: نحن نفذنا المطلوب منا ولا أحد يشكك في ذلك، أما الإسرائيلي فلا، معتبرًا أن هذه مسؤولية الأمريكيين حتمًا، وذلك يعني أيضًا ألا نسلم كل أوراقنا ونضعها على الطاولة.
وأوضح بري أن “المطلوب منا أمران أنجزهما لبنان، وهما نشر الجيش في الجنوب وانسحاب الحزب منه، وهو مذّاك لم يطلق رصاصة، كلاهما تمّا”، مشيرًا إلى أن المطلوب من إسرائيل وقف نهائي لإطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وكلاهما لم يتحققا، بل تضاعفت اعتداءات إسرائيل وغاراتها لتوقف إسرائيل النار على الأقل.
يُذكر أن إسرائيل ارتكبت العديد من الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2024. هذه الانتهاكات شملت خروقات برية وجوية وبحرية، حيث بلغ عددها الإجمالي حوالي 2970 خرقًا حتى أبريل 2025، وأسفرت الخروقات الإسرائيلية منذ الاتفاق في نوفمبر 2024 عن سقوط 180 قتيلًا، وفقًا للتقارير الرسمية.
ومن بين هذه الانتهاكات، توغلت قوات إسرائيلية في مناطق جنوب لبنان، مثل ضفاف نهر الوزاني، باستخدام سيارات مدنية وعسكرية، مما أثار استياء الحكومة اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، لم تلتزم إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، حيث لا تزال تحتل خمس تلال رئيسية، وهو ما يُعد خرقًا واضحًا للاتفاق. هذه الخروقات أثارت قلقًا دوليًا، حيث دعت قوات “اليونيفيل” الأطراف إلى احترام القرار 1701 لتجنب تعريض الاستقرار الهش في المنطقة للخطر.