سودانايل:
2025-03-12@23:57:02 GMT

البحث عن المال والوظائف السياسية

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

عقدت مجموعة من السودانيين اجتماعا في جنيف اعتقادامنها أنه الحوار السوداني السوداني الذي سوف يقرب المسافات بينهما، و هي واحدة من الاسباب التي جعلت النخب تفشل في مسعاها.. و هي تعتقد أن الحوارات المغلقة التي تدعوا لها الدول الغربية هي التي سوف تفتح لها الباب الذي منه تلج إلي السلطة القادمة، و الغريب في الأمر أن هؤلاء يتحاشون الذهاب إلي السودان و خاصة مناطق تجمع المواطنين لكي يقنعوهم بأنهم الممثلين الحقيقين لهم دون الأخرين.

. هذه الخيلأ السياسية سوف تقعد بهم و لا تجعلهم يتقدموا قيد أنملة.. لأنهم يضلون الطريق الذي يؤسس للديمقراطية الحقة.. فالديمقراطية تؤسس الكتل الاجتماعية الواعية التي تشرك الجماهير معها في كل خطواتها، و تعتقد أن الوعي السياسي ينمو و يزدهر في المجتمع من خلال الحوارات المفتوحة و ليست في الغرف المغلقة التي تتخير فيها الدول الغربية من الذي تحتاجه لخدمة أجندتها و ليست الأجندة الوطنية..
قال أحد المشاركين في اجتماع جنيف، و الذي تسلق على سلم والده في العملية السياسية و ليست قدراته الذاتية، التي أثبتت ضعفها و تواضعها، أنه جاء إلي جنيف لكي يبحث عن الوطن و الوطنية.. في الوقت الذي يتأمر فيه الغرب على الوطن، و وظف العديد من دول جوار السودان لكي تمد الميليشيا بالمرتزقة الذين جاءت بهم منظماته من كل فج عميق لكي تحقق له مقصده في تقسيم البلاد و الاستحواز على ثرواتها.. و نفس هذا الغرب أن كان في جنيف و غيرها هو الذي يدافع عن الأمارات التي ترسل كل الأسلحة الفتاكة التي تضرب بها الميليشيا المواطنين.. أن الوطن الذي يتحدث عنه هذا الناشط السياسي يتضور شعبه جوعا و مسغبة و تشريدا و نزوحا و مرضا و انتهاكات لعرضه و مصادرة لممتلكاته و بيوته، هذا الناشط السياسي لم يكلف نفسه أن يذهب لزيارة الأقاليم لكي يتفقدها و يقوي من عزيمتها، لكنه يذهب لجنيف و غيرها بحثا عن رفاهية مؤقته.. السياسة ليست فيها درجات محفوظة لمجموعات بعينها أنما يتدرج فيها الشخص بقدراته و معارفه و ثقافته و تقدم وعيه.. أما السياسية التي يصعد لها على سلم النسب و الولاء و العشيرة لا تؤدي إلا للفشل، و هي التي في حضنها تظهر كل الأمراض الأجتماعية من المتملقين و الانتهازيين..
ذكرت كثيرا أن الذين يكثرون من رفع الشعارات إذا كانوا أحزابا أو أفرادا أو مجموعات تحالفية يثبتون أنهم فاقدي الأهلية التي تجعلهم أن يساهموا في علاج الأزمة، ناهيك عندور لهم في وقف الحرب التي لا يملكون فيها قرارا.. أن أزمة البلاد هي أزمة نخبة و أزمة فكر، لذلك لا تجدهم يغادروا مقولة " الكيزان و الفلول" لأنهم يمتلكون عقلا متكلسا، عقلا فطم على الهتافات التي يرددونها و لا يدركون مقصدها، و يعتقدون أن الذي يحافظ على ترديد ثقافة فترة الحرب الباردة تجعل الآخرين ينظرون إليهم بقدسية.. الحقيقة هي أن كل القوى السياسي في السودان تعيش أضعف حالاتها، و قدمت أضعف القيادات السياسية في تاريخ العمل السياسي في السودان منذ الاستقلال.. و أصبحت السياسية مغنما للذين تقعد بهم مؤهلاتهم العلمية و خبراتهم لذلك يبحثون عنها في الأحزاب لكي يصبحوا أدوات تستخدم في كل شيء، و يعتقدون أن الخارج يوفر لهم مواقع دون الآخرين.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة

د. احمد التيجاني سيد احمد

لماذا جيش التأسيس؟

السودان اليوم أمام مفترق طرق حاسم؛ فإما أن يتوحد السودانيون تحت مظلة جيش قومي حقيقي يدافع عن البلاد، وإما أن يظل السودان رهينة للمليشيات، والتدخلات الأجنبية، والمؤسسة العسكرية الفاسدة التي لطالما استخدمت ٨٠٪ من ميزانية الدولة في تعزيز سلطتها بدلاً من حماية الوطن والمواطن.

لطالما كانت المؤسسة العسكرية السودانية أداةً في يد الأنظمة الاستبدادية، منذ قمع تمرد توريت إلى قصف القرى الجنوبية بقيادة حسن بشير، وصولاً إلى الانقلابات العسكرية المتكررة، وأخيرًا الحرب التي أشعلتها مليشيات الإسلاميين في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ لإعادة عقارب الساعة إلى حكمهم الشمولي. لكن الأوضاع اليوم مختلفة، إذ تشكلت قوى مقاومة واسعة تسيطر على أكثر من ٧٠٪ من السودان، وهي فرصة ذهبية لتأسيس جيش قومي جديد هدفه حماية السودان، وليس حماية نظام بعينه أو عقيدة شمولية.

١. توحيد الفصائل المقاومة: ضرورة وجودية

السودان يعيش حالة تشرذم عسكري خطير، حيث تتوزع السيطرة بين الجيش الرسمي المودلج الشمولي والمليشيات والقوات المتحالفة مع النظام السابق. هذا الوضع لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج ٣٥ عامًا من الحكم الإسلاموي الذي قوّض الجيش القومي لصالح كتائب الظل والمليشيات الموالية، والتي أُعيد إنتاجها في عدة أشكال بعد سقوط البشير.

لكن على الضفة الأخرى، هناك واقع جديد:
- الفصائل المناهضة للانقلاب العسكري تسيطر على الغالبية العظمى من السودان، وتملك القدرة على تأسيس جيش جديد على أسس قومية.
- القوى المدنية والمسلحة المتضررة من حكم العسكر بدأت تفهم ضرورة التنسيق العسكري والسياسي لخلق كيان قادر على فرض معادلة جديدة في البلاد.

وهنا يبرز السؤال إلى خالد عمر والقوى المدنية فيما اسموه تحالف الصمود :
لماذا لا يكون هناك تحالف شامل يوحد الفصائل المقاومة ضد الانقلابيين الذين تحصنوا في بورتسودان؟ لماذا لا تنضمون إلى تحالف التأسيس، الذي يسعى إلى تشكيل جيش قومي يحمي السودان من التفكك والخضوع للنفوذ الأجنبي؟

٢. الأدلة الإحصائية والمنطقية على الحاجة لجيش قومي جديد

أ. انهيار الجيش الرسمي وسيطرة المليشيات
- فقد الجيش السوداني الرسمي أكثر من ٦٠٪ من قوته القتالية بسبب الانشقاقات والصراعات الداخلية.
- أصبحت المؤسسة العسكرية مخترقة بالكامل من الإسلامويين، وتحولت إلى أداة لحماية مصالحهم وليس حماية الوطن.
- المليشيات المنتشرة الآن تتجاوز ٨٠ مجموعة مسلحة، ما يجعل السودان أقرب إلى الفوضى إذا لم يتم بناء جيش قومي موحد.

ب. التجارب السابقة لفشل الدمج العسكري
- كل محاولات دمج المليشيات في الجيش الرسمي فشلت لأنها لم تكن قائمة على أساس قومي حقيقي.
- تجربة اتفاق جوبا للسلام أثبتت ، بالرغم من اهمية الاتفاقية و الامال العريضة التي بنيت عليها، هشاشة الحلول الجزئية، إذ لم تسهم في توحيد القوات بل زادت من تشرذمها.

ج. البوادر المشجعة نحو جيش التأسيس
- على المستوى السياسي، هناك توافق على ميثاق ودستور لدولة التأسيس، ما يمهد لإطار قانوني لجيش قومي جديد.
- على المستوى العسكري، بدأت بوادر تنسيق بين الفصائل المسلحة، وهي خطوة يجب تعزيزها بإعلان توحيد الجيش بدون تأخير.

٣. المخاطر الإقليمية: مصر، روسيا، وتركيا تتربص بالسودان

في ظل انهيار الجيش الرسمي، بدأت قوى إقليمية ودولية في فرض أجنداتها على السودان:

- مصر تدعم بقايا النظام القديم، وتسعى لإبقاء السودان ضعيفًا لضمان عدم تهديدها في ملف النيل. كما أنها فرضت عقودًا تمتد ٩٩ عامًا للاستحواذ على مساحات شاسعة من الأراضي السودانية.
- روسيا تستغل الوضع لتمرير مشاريع التعدين ونهب الذهب، وتسعى لإنشاء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.
- تركيا تدخل على خط الأزمة بعلاقات مشبوهة مع فلول النظام البائد لضمان مصالحها الاقتصادية والعسكرية.

لذلك، فإن بناء جيش وطني مستقل ليس خيارًا، بل ضرورة وجودية لحماية السودان من التبعية والانهيار.

٤. جيش التأسيس: كيف يبدو الحل؟

إنشاء جيش قومي جديد لا يعني فقط استبدال الأشخاص، بل بناء مؤسسة قومية عسكرية جديدة بالكامل، تستند إلى المبادئ التالية:

✅ محايد سياسيًا: يعمل وفقًا لدستور وقوانين الدولة، وليس وفقًا لأيديولوجيا حزبية أو دينية.
✅ متنوع قوميًّا وجغرافيًا: يمثل كافة أقاليم السودان بعدالة، لمنع احتكار السلطة العسكرية.
✅ تدريب احترافي: يعتمد على معايير عسكرية حديثة، بدلاً من التعبئة العشوائية الحالية.
✅ خاضع للحكم المدني: لا يتدخل في السياسة، بل يكون تحت إشراف حكومة ديمقراطية منتخبة.

٥. الخطوات المطلوبة الآن

1. الإعلان عن هياكل دولة التأسيس، بما يشمل قيادة الجيش الجديد وآلياته التنظيمية.
2. دمج الفصائل المقاومة في كيان عسكري قومي يضمن عدم تكرار تجارب الفشل السابقة.
3. عزل بقايا النظام السابق عن أي ترتيبات عسكرية جديدة لمنعهم من التسلل وإفساد المشروع.
4. رفض أي تدخل خارجي في تشكيل الجيش الجديد، خاصة من القوى التي تسعى لاستغلال السودان لمصالحها.

٦. الخاتمة: البناء أو الانهيار

السودان يواجه خيارًا واضحًا:
- إما بناء جيش قومي جديد يحمي وحدة البلاد ويمنع التدخلات الأجنبية.
- أو الاستمرار في دوامة الفوضى، مما سيؤدي إلى تقسيم البلاد وتحويلها إلى ساحة صراع دولي.

تحالف السودان التأسيسي (تاسيس Tasees) هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ السودان من التفكك والخضوع للنفوذ المصري والروسي والتركي. إن لم يتم استغلال هذه الفرصة الآن، فإن الأجيال القادمة لن تتذكرنا سوى كجيل فرّط في السودان.

نواصل
د. احمد التيجاني سيد احمد
٩ مارس ٢٠٢٥ نيروبي كينيا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • ‏مندوب السودان  بـ”جنيف” يقدم رؤيته لوقف تدهور الأوضاع الإنسانية
  • مطالبات من النواب بتحديد المنشآت الحيوية التي يحظر الإضراب فيها
  • اسطنبول.. مشاهد مرعبة من الغابة التي وُجدت فيها إجي جوريل
  • الأفلان يثمّن الظروف التي جرت فيها انتخابات التجديد النصفي لـ “السينا “
  • الأفلان يثمن الظروف التي جرت فيها انتخابات التجديد النصفي لـ “السينا “
  • الأفلان يثمن الظروف الرائعة التي جرت فيها انتخابات التجديد النصفي لـ “السينا “
  • لأكثر من 16 ألف مستفيد.. تدشين صرف الكسوة العيدية النقدية لأبناء الشهداء بالمحافظات التي تعذر فتح معارض فيها
  • تدشين صرف الكسوة العيدية النقدية لأبناء الشهداء بالمحافظات التي تعذر فتح معارض فيها
  • ما قيمة زكاة الفطر والحالات التي لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام؟.. المفتي يجيب
  • حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة