“اليونسكو”: 62٪ من صناع المحتوى الرقمي لا يقومون بالتحقق الدقيق والمنهجي من المعلومات قبل مشاركتها
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
المناطق_واس
كشفت دراسة استقصائية جديدة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” أن 62٪ من صناع المحتوى الرقمي لا يقومون بالتحقق الدقيق والمنهجي من المعلومات قبل مشاركتها، ومع ذلك، أبدى 73٪ منهم رغبتهم في تلقي التدريب اللازم.
واستجابة لهذا التحدي، أطلقت اليونسكو أول دورة تدريبية عالمية من نوعها هذا الشهر، حيث سجل فيها بالفعل أكثر من 9000 مشارك من 160 دولة.
وقالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي: أصبح صناع المحتوى الرقمي جزءًا مهمًا من منظومة المعلومات، حيث يتفاعلون مع ملايين الأشخاص في مجالات ثقافية، واجتماعية، وسياسية، لكنهم يواجهون تحديات في مواجهة التضليل وخطاب الكراهية عبر الإنترنت، وكجزء من تفويضها لتعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية، ستدعم اليونسكو هؤلاء من خلال أول دورة تدريبية عالمية من نوعها.
وتعد دراسة اليونسكو “وراء الشاشات” التحليل العالمي الأول من نوعه الذي يسلط الضوء على دوافع صناع المحتوى الرقمي وممارساتهم، والتحديات التي يواجهونها.
وشملت الدراسة 500 مؤثر في 45 دولة، أُجريت بالتعاون مع فريق بحثي متخصص من جامعة بولينغ غرين ستيت في الولايات المتحدة.
وأظهرت الدراسة أن التحقق من الحقائق ليس ممارسة شائعة بين صناع المحتوى، وأن 42% من المشاركين يعتمدون على “عدد الإعجابات والمشاركات” كمؤشر رئيسي لمصداقية المعلومات، في حين يستخدم 21% معلومات وصلتهم “من أصدقاء يثقون بهم”، بينما يعتمد 19% على “سمعة” المؤلف أو الناشر الأصلي للمحتوى، ويمكن أن يشكل الصحفيون مصدر دعم كبير لصناع المحتوى للتحقق من المعلومات، لكن التعاون بين الطرفين لا يزال محدودًا، بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن وسائل الإعلام التقليدية تأتي في المرتبة الثالثة (36.9%) كمصدر للمعلومات لصناع المحتوى، بعد تجاربهم الشخصية وأبحاثهم.
كما أظهرت الدراسة أن 59% من صناع المحتوى الرقمي إما غير مطلعين أو لديهم معرفة سطحية بالأطر التنظيمية والمعايير الدولية المتعلقة بالاتصالات الرقمية، كما أن 56.4% فقط على دراية ببرامج تدريبية موجهة إليهم، ومن هؤلاء شارك 13.9% فقط في مثل هذه البرامج، وهذا النقص في الوعي يعرض صناع المحتوى لحالة من الغموض القانوني، ما يجعلهم عرضة للملاحقة القانونية في بعض الدول، ويمنعهم من حماية حقوقهم عندما يكونون هم أنفسهم ضحايا لممارسات غير قانونية على الإنترنت، على سبيل المثال، أبلغ قرابة ثلث صناع المحتوى (32.3%) أنهم تعرضوا لخطاب كراهية، لكن 20.4% فقط أبلغوا المنصة الاجتماعية عن هذه الحالات.
واستجابةً لرغبة 73% من المشاركين في تلقي التدريب، تعاونت اليونسكو مع مركز نايت للصحافة في الأمريكيتين لتطوير أول دورة تدريبية عالمية تستمر لمدة شهر، تهدف إلى تزويد صناع المحتوى بالمعرفة اللازمة لمواجهة التضليل وخطاب الكراهية، وتعزيز فهمهم للمعايير الدولية لحرية التعبير والمعلومات، وتم تطوير المحتوى بالشراكة مع خبراء في الإعلام والمعلومات ومجموعة من أبرز المؤثرين العالميين، ليعكس الواقع الذي يواجهه صناع المحتوى الرقمي.
واستمرت الدورة التي بدأت مؤخرًا لمدة أربعة أسابيع، بمشاركة أكثر من 9000 شخص من 160 دولة، يتلقى فيها المشاركون تدريبًا على استخدام مصادر متنوعة للحصول على المعلومات، وتقييمها والتحقق من صحتها، والشفافية حول مصادرهم، كما يتعلمون التعرف على المعلومات المضللة وخطاب الكراهية وتفنيدها، والتعاون مع الصحفيين لتعزيز نشر المعلومات الدقيقة.
وبعد انتهاء الدورة، ستعمل اليونسكو على بناء مجتمع يشارك الممارسات الجيدة ويعزز نزاهة المعلومات، مع رفع الوعي بين صناع المحتوى.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: اليونسكو صناع المحتوى الرقمی
إقرأ أيضاً:
حاكم الشارقة يكشف عن أحدث إصداراته موسوعة “البرتغاليون في بحر عُمان”
كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عن أحدث إصدارات سموه التاريخية، وهي موسوعة “البرتغاليون في بحر عُمان .. أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م”، المقسّمة إلى 15 مجلداً والتي ستصدر كاملة خلال شهرين.
وقال سموه “إن موسوعة البرتغاليون في بحر عُمان .. أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م هي جهد بُذل للانتفاع به، ومجلداتها التي قدّرتها بـ 15 مجلداً؛ لا تحتوي فقط على وثائق وإنما تضم أيضاً وثائق مطولة في صورة كتب ألفّها البرتغاليون في وقتها، ولذلك من يطلع على هذه المجلدات سيستمتع بمعرفة جميع الأحداث والمعارك التي وقعت في تلك الفترة التي تمتد إلى 260 سنة، وهذه المجلدات ليست فقط للباحثين، وإنما هي أيضاً ممتعة للقارئين، وتضم المجلدات رسائل بعض الشخصيات البارزة في هذه الفترة؛ وذلك بهدف زيادة العلم والمعرفة للقراء”.
وأضاف سموه “ نحن نتحدث عن بحر عمان لأن البرتغاليين لا يستقرون في مكان واحد في الأرض، فهم يبحثون عن جزر يستقرون فيها لأن لديهم أساطيلهم الخاصة، وكانت الأساطيل البرتغالية تحوم في بحر عمان، وكانت هناك اتفاقيات بين البرتغاليين وسلاطين الهند، وكان هناك بند موجود في كل الاتفاقيات، وهو أن لا تتعاونوا مع العرب في عُمان، ولا تفتحوا مجالاً للتجارة معهم، وأنا استعرض في هذه الموسوعة جميع الممارسات الخاطئة التي مارسها البرتغاليون في حق أهل عُمان، ونأمل أن يُستفاد من هذه المجلدات في الأبحاث، لأن البحث العلمي لهذه الوثائق موجود باللغة البرتغالية، مع العلم بأن اللغة البرتغالية قديمة وغير مستخدمة ولا يستطيع أن يقرأها حتى البرتغاليون في عصرنا هذا، فيصعب على الباحث العربي أن يستخرج المعلومات من هذا البحث العلمي البرتغالي، لذلك قمنا بترجمة الوثائق البرتغالية من اللغة البرتغالية القديمة إلى الحديثة ومنها إلى الإنجليزية ومن ثم إلى العربية، وبذلك وفّرنا على الباحث العربي الكثير من الوقت، مع العلم بأننا لم نستق المعلومة من مصدر واحد وإنما نأخذ المعلومة ونتأكد منها من عدة مصادر، وبإذن الله سينتفع الناس بهذه المعلومات”.
واستطرد سموه قائلاً “ الموسوعة مقسمة إلى 15 مجلداً ونحن نحدد عدد صفحات كل مجلد لتكون ما بين 400 و450 صفحة فقط، فالمجلد الثاني الذي سنبدأ العمل عليه الآن يتحدث عن عام واحد فقط وهو عام 1507، وذلك لأن هذا العام كان مليئاً بالأحداث، وسننتهي من إنجاز الـ 15 مجلداً بإذن الله خلال شهرين، فنحن كباحثين مؤرخين لابد أن نسعى ونبحث عن الوثيقة في أي مكان ولابد أن نقدمها للدراسين والكتّاب والمؤلفين، ومن الوثائق التي نستقي منها المعلومات هي الوثائق الهولندية، وذلك لأنها تتميز بمصداقية عالية، وتليها الوثائق البريطانية، والفرق بينهما هو أن الوثائق الهولندية تقوم بتعديل معلوماتها عندما يتبين أن هناك تعديلاً في أي معلومة؛ بينما الوثائق البريطانية لا تقبل أن تعدّل ما كتبته حتى وإن اتضح أنه يتضمن معلومة خاطئة، وهذا الفرق هو الذي يضع الوثائق الهولندية في صدارة الوثائق من حيث المصداقية”.
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة “ لقد جمعت كل الوثائق التي كُتِبَت باللغة الفارسية والعربية في أيام البرتغاليين، وهي أوراق قديمة مكتوبة بخط اليد، ولكننا لم نستخدمها في هذه المجلدات لأنها وثائق تحتاج إلى التحقيق، فنحن نقدم للقارئ المعلومات الدقيقة الموثوقة بعد أن نكون بذلنا الكثير من الجهد للتأكد من ذلك، ونتمنى أن يستفيد الناس من هذا الجهد بإذن الله”.