عنف أسري متزايد وعائلات تتفكك..كيف أثرت حرب غزة على المستوطنين؟
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
تتزايد في الآونة الأخيرة القراءات الاسرائيلية المطولة عن تأثيرات الحرب الطويلة والصعبة الجارية في غزة، على المجتمع الإسرائيلي لسنوات عديدة قادمة، وهي عواقب ستكون عميقة وخطيرة، لاسيما على صعيد زيادة معدلات العنف الأسري، وتفكك العائلات وانهيارها، وسط عجز مطبق من الحكومة ومؤسساتها.
وذكرت رئيس منظمة "نعمات" المجتمعية، حاغيت بار أنه "تم الاحتفال قبل أيام باليوم العالمي لمناهضة العنف المنزلي، في ظل واحدة من أصعب السنوات التي عرفتها دولة الاحتلال، وما زالت أحداث الحرب الجارية صعبة الفهم والاستيعاب، وفي مقدمتها مقتل جموع من الإسرائيليين في هجوم حماس في السابع من أكتوبر، واستمرار احتجاز 101 أسير ما زالوا يموتون في أنفاقها، ومواصلة الجنود دفع أرواحهم، وكذلك عائلاتهم، التي بقيت تدفع ثمنا باهظا، ولا زال عشرات آلاف الإسرائيليين مشردين من منازلهم في الشمال والجنوب".
وأضافت في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف المنزلي يتزامن مع تشكيك ملايين الإسرائيليين، أي كلنا، فيما إذا كنا وصلنا بالفعل لمرحلة ما بعد الصدمة، أم مازلنا غارقين في الصدمة نفسها، مما يعني أنه سيكون لهذا الحرب الطويلة والصعبة في تاريخنا عواقب عميقة كثيرة على المجتمع الإسرائيلي لسنوات عديدة قادمة، ومن المتوقع أن تترك بصماتها على بنية العائلة الإسرائيلية، وظاهرة العنف الأسري في صفوفها".
وأشارت أنه "من خلال تجربتنا، فإن أحداث الأزمات الدراماتيكية تكون مصحوبة دائمًا بزيادة كبيرة في معدل ضحايا العنف المنزلي في السنوات التالية، حيث تعيش إسرائيل حاليًا في حالة حرب في داخلها، ليس فقط بالمعنى الوطني، بل بالمعنى الأكثر خصوصية، لأن ما يحدث اليوم لدى مئات الآلاف من العائلات في إسرائيل هو حرب، حرب للحفاظ على الأداء والعقل ونسيج العلاقات داخل الأسرة، وحرب لمنع تفككها".
وأوضحت أن "الأسرة الاسرائيلية التي يخدم فيها أحد أبنائها في الجيش وقوات الأمن في هذا الوقت تعاني من اضطراب شديد، وأن الأسرة التي يكون فيها الأب والزوج في جيش الاحتياط لمدة مطلوب أكثر من 200 يوما، مضطرة للتأقلم القسري للتصرف جسديًا وماليًا وعقليًا، ومن الطبيعي أن تكون الأسرة التي تم إجلاؤها من منزلها في الجنوب أو الشمال، وتعيش في سكن مؤقت، أو في غرفة فندق مزدحمة، معزولة عن أي روتين اعتادت عليه، معزولة عن مجتمعها، ومكان عملها، وأطرها التربوية والاجتماعية".
وأكدت أن "هذه العوائل الإسرائيلية، لا تزال في حالة من عدم اليقين التام فيما يتعلق بالمستقبل، تعاني من الصدمة التي تعطي إشاراتها في العلاقات الأسرية، وهذا قبل أن نذكر جميع ضحايا ما بعد الصدمة الذين مروا بتجارب صعبة في ساحة المعركة، والآن يعودون لمنازلهم، بعضهم لم يتم تشخيصهم، وبعضهم الآخر لم يتم علاجهم، بمن فيهم الناجون من مستوطنات غلاف غزة، وآلاف العائلات الثكلى والمختطفين".
وأضافت أن "جميع الإسرائيليين الذين يعيشون أطول حرب في تاريخهم، في حزن وحداد على الكارثة الرهيبة التي حلت بهم، يعيشون في قلق دائم وعدم يقين متى سينتهي كل هذا، وكيف، ومتى سيعود المختطفون، ومتى ستبدأ الدولة بإعادة تأهيلهم، وكيف".
وأشارت أنه "طالما أن العنف المنزلي ليس ظاهرة معزولة، بل ظاهرة اجتماعية تتأثر بالجو الاجتماعي والظروف البيئية، فقد شهدت لجنة تعزيز مكانة المرأة في الكنيست، تقديم تقارير مفزعة عن قفزة مضاعفة في عدد الإحالات لخدمات الرعاية الاجتماعية والشرطة والجهاز القضائي فيما يتعلق بالعنف الأسري في إسرائيل، فقط خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب".
بلغة الأرقام، تتحدث الكاتبة أنه "في العنف بين الزوجين، تم الإبلاغ عن 3400 شكوى مقابل 2036 استفسار في الفترة المقابلة من 2023، وحدثت زيادة في حالات العنف ضد القاصرين، ويمكن الافتراض أن عددًا كبيرًا من النساء لا يتقدمن بشكاوى على الإطلاق، ومن خلال تحليل الإحالات التي تصل إلينا في الجمعية، تظهر صورة خطيرة لقلق النساء اللاتي يعانين من علاقات عنيفة أو سامة، لأن شركائهن يحملون أسلحة، مما يدفعهن لتقديم طلبات للحصول على رخصة حمل سلاح، مع العلم أن السياسة الجديدة للوزير إيتمار بن غفير لتسهيل منح تراخيص السلاح لم تزد من الشعور بالأمان لدى النساء الإسرائيليات من ضحايا العنف".
وأكدت أن "الحكومة الاسرائيلية غافلة عما يحصل للتركيبة الاجتماعية في العائلات الاسرائيلية التي تنهار وتتفكك، ولا يوجد لديها رد مناسب، صحيح أننا خبرنا سابقا التكاليف الباهظة للحروب، وأضرارها على القوة الوطنية والاجتماعية والعائلية، لكن الثمن الذي تدفعه الفتيات وأزواجهن وأطفالهن بسبب صدمات الحرب الحالية، وسوف يستمر على مدار عقود، هو ثمن باهظ، طوال الأجيال الضائعة القادمة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الحرب غزة العنف الأسري غزة العنف الأسري الحرب المستوطنين الاسرائيليين صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العنف المنزلی
إقرأ أيضاً:
حماس تسلم قائمة 25 محتجزا حيا وخلافات بين بن غفير وعائلات الأسرى
أفادت وكالة رويترز بأن قياديا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكد أن الحركة سلمت قائمة تضم أسماء 25 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة على قيد الحياة من بين الـ33 المقرر الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
كما قال القيادي البارز في حماس عزت الرشق إن الحركة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الوسطاء أمس الأحد بعد صدور اتهامات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفيد بتراجع الحركة عن بعض تفاصيل الاتفاق.
وكان نتنياهو قد أعلن في وقت متأخر من مساء أمس أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن 6 أسرى إسرائيليين، بينهم أربيل يهود التي طالبت تل أبيب بالإفراج عنها قبل السبت المقبل، مقابل السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال القطاع.
كما أعلنت قطر أنه في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تسلم حماس أربيل يهود واثنين من الأسرى الإسرائيليين قبل يوم الجمعة المقبل، كما ستسلم 3 أسرى إضافيين السبت المقبل وفقا للاتفاق.
تفاهمات إضافيةوتتضمن التفاهمات أيضا أن "تسمح السلطات الإسرائيلية ابتداء من صباح اليوم الاثنين بعودة المواطنين النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية من القطاع".
إعلانوكان نتنياهو رهن عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة إلى شمال القطاع بالإفراج عن أربيل يهود، وفق بيان صادر عن مكتبه.
ويكمن الخلاف الأساسي في تصنيف هذه الأسيرة، إذ تؤكد المقاومة الفلسطينية أنها "عسكرية" في حين تصر تل أبيب على أنها "مدنية"، وفق إعلام إسرائيلي.
تطبيق حازممن ناحية أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن حكومة إسرائيل ستواصل تطبيق وقف إطلاق النار بشكل حازم في الجنوب والشمال، في إشارة إلى جبهتي غزة ولبنان.
وأضاف كاتس أن "من يخالف التعليمات أو يهدد قوات الجيش الإسرائيلي سيتحمل التكلفة كاملة".
وشدد على أن حكومته لن تسمح بالعودة لما سماه "واقع ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023".
خلافات حادةوعلى صعيد آخر، اندلعت خلافات حادة بين عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة ووزير الأمن القومي المستقيل اليميني المتطرف إيتمار بن غفير خلال جلسة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست.
ونقلت صحيفة معاريف أن بن غفير قال لأهالي الأسرى إن "الصفقة مع حماس غير شرعية وستجلب كارثة لإسرائيل"، في حين قال ذوو الأسرى إن "هناك وزراء في الحكومة الإسرائيلية وأبواقا في الإعلام يبذلون جهودهم لإفشال صفقة التبادل"، وأضافوا أن "بن غفير يقتل الأسرى بتصويته ضد الصفقة".
يشار إلى أن سريان وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
وينص الاتفاق في مرحلته الأولى -التي تمتد 6 أسابيع- على تفاصيل عدة، من أبرزها الإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا محتجزا في غزة مقابل إفراج الطرف الإسرائيلي عن 737 أسيرا فلسطينيا، وعودة النازحين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، وهي الخطوة التي بدأت صباح اليوم بعد التوافق بشأن مصير الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود.
إعلان