الاقتصاد نيوز - متابعة

بدأ فجر الأربعاء سريان وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحزب الله، لكن المواجهة العسكرية بين الجانبين خلّفت أضرار بالغة التكاليف طالت إسرائيل ولبنان منذ احتدم الصراع والمعارك قبل شهرين.

وتنوعت الخسائر بين قتلى وجرحى لدى الطرفين، إضافة إلى نزوح على جانبي الحدود، والدمار في المباني والبنى التحتية، إضافة إلى تأثيرات اقتصادية سلبية جراء الحرب.

وقال ديفيد هاردن، المدير السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لقناة “الحرة” إن الاقتصاد اللبناني هش جدا ولايستطيع الاستجابة لهذه الأزمة، مضيفا أن حجم الدمار سيعقد من أزمة السكن في البلاد.

وأضاف هاردن أن أهالي جنوب لبنان قد يشاركون في إعمار مناطقهم لكن المشكلة الأكبر التي ستواجههم هي حجم الدمار والركام وانتشار الذخائر غير المنفجرة، فضلا عن انقطاع مياه الشرب “كل هذا سيجعل الأمور بطيئة”.

وتحدث المدير السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) عن تحديات أمنية ستعرقل جهود عودة نحو مليون و200 ألف نازح تركوا ديارهم في جنوب لبنان.

وفي الجانب "الاسرائيلي"، فإن حجم الأضرار والدمار، بحسب هاردن، أقل بكثير مقارنة بلبنان.

ويضيف هاردن أن إسرائيل ستكون قادرة، نظرا لقوة اقتصادها، على تعويض الخسائر وإعمار المناطق المتضررة، وستكون عودة الأهالي إلى مناطقهم في شمال إسرائيل سريعة، وفق قوله.

وكانت الخسائر البشرية في الجانب اللبناني ضخمة، إذ قتل نحو 3800 شخص وإصيب حوالي 16 ألفا آخرين في القصف الإسرائيلي، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.

ولم يتضح بعد عدد قتلى حزب الله في المواجهة. وكانت الجماعة قد أعلنت مقتل 500 من عناصرها حتى اندلاع القتال البري في نهاية سبتمبر، دون أن تحدّث تلك الحصيلة منذ ذلك الحين.

ويقدر معهد الحرب في إسرائيل أن عدد قتلى حزب الله وصل إلى 2450.

وتكبد لبنان خسائر باهظة جراء الحرب. ويقدر البنك الدولي كلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن فقط بـ 3 مليارات دولارا، إذ دمرت إسرائيل حوالي 100 ألف وحدة سكنية معظمها في مناطق نفوذ حزب الله في الضاحية والجنوب والبقاع.

وتقول "إسرائيل" إن 45 مدنيا قتلوا جراء هجمات حزب الله، فيما يقول الجيش "الإسرائيلي" إن 73جنديا على الأقل قتلوا في المعارك البرية.

وتقدر السلطات "الإسرائيلية" الأضرار التي لحقت بالممتلكات في إسرائيل بنحو 273 مليون دولار على الأقل، مع تضرر أو تدمير مئات المنازل والمزارع والمؤسسات.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار حزب الله

إقرأ أيضاً:

"تأثير ترامب" واضح في وقف النار بين إسرائيل وحزب الله

يسعى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالفعل إلى إعادة تشكيل حسابات اللاعبين في المنطقة، لكن الكثير يعتمد على كيفية تعامل قادة حزب الله في طهران مع الوضع، وحتى إذا صمد وقف إطلاق النار في الأيام المقبلة، فإن هناك مخاطر كبيرة أخرى تلوح في الأفق.

حتى لو صمد وقف إطلاق النار في الأيام القليلة المقبلة، فهناك مخاطر كبرى أخرى

 

وقالت مجلة بوليتيكو إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريقه يستحقون الكثير من الفضل في التوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي دخل حيز التنفيذ بين عشية وضحاها يوم الثلاثاء، بعد جهود مضنية من المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي آموس هوكشتاين ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإقناع لبنان وإسرائيل طوال أشهر.
وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقف إطلاق النار بأنه "تتويج للجهود المبذولة لعدة أشهر مع السلطات الإسرائيلية واللبنانية، بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة".
لكن المجلة تشير إلى أن العامل الحاسم في الاتفاق المفاجئ قد يكون دونالد ترامب.
سواء كان ذلك إيجابياً أو سلبياً، فإن ترامب يؤثر بالفعل في حسابات المقاتلين في الشرق الأوسط وأوروبا، حيث يسعى الجميع لتخمين ما يريده بمجرد عودته إلى البيت الأبيض، ويتنافسون على إيجاد دعم مسبق.
ويُطلق على هذا التأثير "تأثير ترامب"، حيث لم يتردد مرشحو ترامب للمناصب العليا في إدارته في الإشارة إلى دور هذا التأثير في التوصل إلى وقف إطلاق النار. فقد أعلن النائب عن ولاية فلوريدا مايك والتز، الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، عبر موقع التواصل الاجتماعي إكس يوم الثلاثاء، قبيل توقيع مجلس الوزراء الإسرائيلي على الهدنة: "الجميع يأتون إلى الطاولة بفضل الرئيس ترامب". 

In my latest piece, I argue that Trump's #MiddleEast policy remains translucent for a region which has dramatically changed since 2021. Challenge will be to manage a 'policy verses personality' design in Washington come January. @orfonline https://t.co/727ht26Y8C

— Kabir Taneja (@KabirTaneja) November 24, 2024

وكان رجل الأعمال اللبناني الأمريكي مسعد بولس، والد زوجة تيفاني، ابنة ترامب، من بين المبشّرين الرئيسيين، إذ استغل خيبة الأمل لدى الأمريكيين العرب من سياسات الإدارة الحالية حول غزة والحرب في لبنان، حيث قال في مقابلة مع قناة "العربية": "إذا فاز ترامب، فسوف يتصرف فوراً لإنهاء الحرب في لبنان ولن ينتظر حتى تنصيبه في يناير (كانون الثاني)".

تقييد نتانياهو

وذكرت بوليتيكو بعد أيام من الانتخابات الأمريكية أنه رغم اختيار ترامب لمتشدّدين لقيادة فريقي الأمن القومي والسياسة الخارجية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لن يُمنح حرية التصرف الكاملة في خطط إعادة صياغة الشرق الأوسط. وقال مسؤول إسرائيلي مطلع: "يتوقع ترامب أن يتم وقف إطلاق النار في لبنان قريباً، ربما حتى قبل تنصيبه".
ونُقلت هذه الرغبة إلى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، خلال لقائه مع ترامب في منتجعه في مارالاغو في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، قبيل اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن لمناقشة خيارات وقف إطلاق النار.

مخاطر استمرار الهدنة

السؤال الآن هو ما إذا كانت الهدنة ستصمد؟ هناك العديد من المخاطر، خاصة أن حزب الله لم يشارك مباشرة في المحادثات، تاركاً الأمر لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري للتفاوض نيابة عنه.

ووفقاً للاتفاق، سينسحب الجيش الإسرائيلي تدريجياً من جنوب لبنان، بينما سيبقى حزب الله شمال نهر الليطاني، وهو ما كان مقرراً بموجب قرار الأمم المتحدة الذي أنهى حرب 2006.

وفي إطار التفاهمات، وافق حزب الله على عدم تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان لتعويض ما دمرته الغارات الجوية الإسرائيلية.

من جانبها، أعربت إدارة بايدن عن أملها في أن يتحول وقف إطلاق النار إلى تهدئة دائمة. لكن وفقاً لنتانياهو، سيعتمد استمرار الهدنة على الوضع في لبنان، قائلاً في خطاب متلفز: "نحافظ على حرية العمل العسكري الكامل إذا انتهك حزب الله الاتفاق".

التحديات والمخاطر المستقبلية

في حال حدوث انتهاكات، قد تكون إسرائيل غير مستعدة للانتظار في تحديد ما إذا كانت تلك الانتهاكات تستدعي رد فعل. وفقاً لمسؤولين لبنانيين تحدثوا إلى بوليتيكو، فإن حق إسرائيل في الرد على الانتهاكات ليس جزءاً من الاتفاق الرسمي، وهو ما يعكس تحفظ اللبنانيين في مسألة السيادة.
وتبقى الأيام القادمة محفوفة بالمخاطر، مع عودة الشيعة اللبنانيين إلى قراهم في الجنوب، رغم التعليمات الرسمية من الجيشين الإسرائيلي واللبناني بالانتظار حتى انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً. على سبيل المثال، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على عائدين اشتبهوا في انتمائهم لحزب الله في قرية ميس الجبل، بعد أن أمر وزير الدفاع الإسرائيلي "باتخاذ إجراءات قوية" لمنع أعضاء الحزب من العودة.

محاذير كبرى

حتى إذا استمر وقف إطلاق النار، فإن المخاطر تبقى كبيرة.

ويواجه نتانياهو معارضة شديدة من اليمين المتطرف في حكومته، الذين اعتبروا الاتفاق "خطأ فادحاً" يهدر فرصة تاريخية لتصفية حزب الله. وهذا سيضعه في مواجهة غضب سياسي داخلي إذا تأخر في الرد على أي انتهاك من حزب الله، ما قد يؤدي إلى تصعيد سريع من الجانبين.

وفي بيان صادر عن مركز عمليات حزب الله، لم تذكر الجماعة الاتفاق مباشرة، لكنها أكدت أن مقاتليها سيراقبون انسحاب القوات الإسرائيلية "بأيديهم على الزناد".

مقالات مشابهة

  • كالكاليست: خلافات تعرقل خطة إسرائيل لإعادة سكان الشمال
  • "تأثير ترامب" واضح في وقف النار بين إسرائيل وحزب الله
  • تقديرات لحجم الخسائر وكلفة الإعمار في لبنان وإسرائيل
  • فياض يكشف حجم الخسائر بسبب الحرب
  • إسرائيل تصدق على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
  • حقائق حول الخسائر البشرية والمادية في لبنان وإسرائيل
  • تقديرات إسرائيلية أن وقف إطلاق النار في لبنان سيدخل حيز التنفيذ غدا
  • استشهاد 45 جنديًا لبنانيًا جراء الغارات الإسرائيلية خلال الحرب
  • مقتل 45 جندياً لبنانياً جراء الغارات الإسرائيلية خلال الحرب