28 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: يواجه العراق تحدياً كبيراً في معالجة ظاهرة حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

وتشير التقديرات إلى حاجة البلاد لاستثمارات ضخمة تصل إلى 233 مليار دولار بحلول عام 2040 للتخلص من هذه الظاهرة.

وأفادت مصادر مطلعة أن العراق يكافح للموازنة بين طموحاته البيئية والتحديات الاقتصادية والأمنية التي يواجهها.

وقال المحلل الاقتصادي سعد الحديثي في تدوينة على منصة فيسبوك: “نحن أمام معادلة صعبة تتطلب توازناً دقيقاً بين الاستثمار في البنية التحتية وتحقيق الاستقرار الأمني”.

وذكرت أبحاث في شؤون الطاقة، في ان : “المفارقة أن العراق، أحد أكبر منتجي النفط في العالم، يحتاج إلى مساعدات خارجية لمعالجة مشكلة حرق الغاز”.

وأشارت إلى المساعدة البريطانية البالغة 6.5 مليون دولار كمثال على الدعم الدولي المطلوب.

وتحدث أحمد الساعدي، مواطن من البصرة، عن تأثير حرق الغاز على حياة السكان: “نعاني يومياً من الدخان والغازات المنبعثة، ونخشى على صحة أطفالنا”. وأضاف: “نسمع عن مشاريع كثيرة لمعالجة المشكلة لكن التنفيذ بطيء جداً”.

وأفادت تحليلات حديثة أن العراق حقق تقدماً ملحوظاً في استثمار الغاز المصاحب، حيث وصل معدل الاستثمار إلى 60% في عام 2023. ووفق معلومات من وزارة النفط، تم استثمار 700.8 مليار قدم مكعب من أصل 1141.8 مليار قدم مكعب من الغاز المنتج.

واعتبرت تحليلات أن “التحديات الأمنية والفساد المستشري يشكلان العقبة الرئيسية أمام جذب الاستثمارات الأجنبية”. وأضاف: “نحتاج إلى إصلاحات جذرية في القطاع النفطي وتشريعات صارمة لمكافحة الفساد”.

وفي تقييم مستقبلي، يتوقع خبراء القطاع أن يواجه العراق صعوبات في تحقيق هدفه المتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة 15% بحلول عام 2030، ما لم يتم تسريع وتيرة الاستثمارات وتحسين البيئة التشريعية والتنظيمية.

ويثير احتياج العراق للتمويل والقروض الخارجية تساؤلات عديدة، خاصة وأنه يمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في منظمة أوبك. وتكشف التحليلات الاقتصادية عن معضلة عميقة في إدارة موارد البلاد.

والمشكلة الأساسية تكمن في سوء إدارة الإيرادات النفطية وضعف التخطيط الاستراتيجي حيث تستنزف فاتورة الرواتب والنفقات التشغيلية الجزء الأكبر من موازنة الدولة، مما يترك القليل للاستثمار في البنية التحتية .
وذكرت تحليلات مالية  على منصة “إكس”: “الفساد المستشري يلتهم مليارات الدولارات سنوياً، ويضعف قدرة الدولة على تمويل مشاريعها التنموية”.
وتحدث مصدر مسؤول في وزارة المالية عن تحديات أخرى قائلاً: “نواجه مشكلة في تنويع مصادر الدخل، فالاعتماد شبه الكلي على النفط يجعل الاقتصاد عرضة للتقلبات العالمية”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: حرق الغاز

إقرأ أيضاً:

انخفاض أسعار النفط بعد تقرير للطاقة الدولية

الثلاثاء, 15 أبريل 2025 5:12 م

بغداد/المركز الخبري الوطني

عادت أسعار النفط للتراجع في تعاملات، اليوم الثلاثاء، (15 نيسان 2025)، بعد تخفيض وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على الذهب الأسود العام الجاري 2025.

وبحلول الساعة 14:32 بتوقيت موسكو، انخفضت العقود الآجلة لخام “برنت” لشهر يونيو حزيران المقبل بنسبة 0.32% إلى 64.67 دولار للبرميل.

فيما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” لشهر مايو المقبل بنسبة 0.36% إلى 61.31 دولار.

وفي تقرير لها اليوم خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2025، بعد يوم من خطوة مشابهة لمنظمة “أوبك” وسط تصاعد التوترات التجارية في العالم.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب العالمي بمقدار 726 ألف برميل يوميا في 2025 بعد أن كانت في السابق تتوقع نموا بواقع 1.03 مليون برميل يوميا.

مقالات مشابهة

  • النفط تعلن ارتفاع نسبة إنجاز مشروع أنبوب غاز بسماية إلى 88%
  • العراق يزوّد إيران بمادة "NGL3100" ضمن مذكرة تفاهم جديدة
  • الأرقام تكشف المأزق.. الموازنة تحت رحمة البرميل
  • الغاز النيابية تؤكد على استمرار العراق في استيراد الغاز الإيراني ” المقدس”!
  • تقرير كندي يتتبع مسار العراق نحو الهوية البيومترية
  • من السلاح للازدهار.. تقرير أوروبي يؤشر تحول العراق الى قبلة للسائحين
  • الحرب التجارية ستؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على النفط
  • انخفاض أسعار النفط بعد تقرير وكالة الطاقة الدولية
  • انخفاض أسعار النفط بعد تقرير للطاقة الدولية
  • أنقرة تمد أنابيبها نحو البصرة.. هل يبيع العراق نفطه مقابل كهرباء؟