هل يختبئ وراء “سرقة القرن” مخطط سياسي لتشويه صورة الكاظمي؟
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
نوفمبر 28, 2024آخر تحديث: نوفمبر 28, 2024
المستقلة/- في ظل الجدل المستمر حول جريمة “سرقة القرن” التي هزت العراق مؤخراً، أصدرت هيئة الإعلام الخاصة برئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي بياناً قوياً ينفي فيه الاتهامات التي أطلقها أحد أعضاء البرلمان، والتي ربطت الكاظمي بما يُعرف بقضية “سرقة الأمانات الضريبية”.
وفقاً للبيان، فإن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة، مشيراً إلى أن حملة التشويه التي تستهدف الكاظمي تأتي في إطار مخطط طويل الأمد يهدف إلى تقليل قيمة تجربته في رئاسة الحكومة. البيان أكد أن جميع الادعاءات التي تم تداولها حول تورط الكاظمي في القضية تم دحضها بالأدلة مراراً، واصفاً هذه الاتهامات بأنها “جزء من تهريج إعلامي لا يهدف إلا لإثارة الرأي العام، بعيداً عن الحقائق”.
وتعتبر قضية “سرقة القرن” واحدة من أكبر الجرائم المالية في تاريخ العراق، حيث تم اختفاء مبلغ ضخم بلغ 3.7 تريليون دينار عراقي (ما يعادل حوالي مليارين ونصف المليار دولار) من أموال الأمانات الضريبية. وقد تم الكشف عن هذه القضية قبيل انتهاء فترة الحكومة السابقة برئاسة الكاظمي، مما أثار العديد من التساؤلات حول دور المسؤولين الحكوميين في هذه الجريمة.
ويبدو أن ما يزيد من تعقيد الصورة هو حكم القضاء العراقي الذي أصدر أحكاماً بالسجن بحق بعض المتورطين في القضية، بينهم نور زهير، المتهم الرئيسي الذي حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، بالإضافة إلى عقوبات بالسجن لبعض المسؤولين الآخرين مثل رائد جوحي، المدير السابق لمكتب الكاظمي.
لكن ما يثير الجدل هو الصراع الدائر حول المسؤولية السياسية لهذه الجريمة. بينما ترى بعض الجهات السياسية أن الكاظمي قد يتحمل جزءاً من المسؤولية، يرى آخرون أن “سرقة القرن” هي مجرد وسيلة لتوجيه الأنظار عن السارقين الحقيقيين، وتعتقد أن هناك جهات تسعى لتشويه صورة الكاظمي وحكومته السابقة لصالح أجندات سياسية معينة.
ويثير البيان الأخير من المكتب الإعلامي للكاظمي تساؤلات عن دور القضاء في هذه القضية، حيث أكد البيان أن السلطة القضائية هي الجهة الوحيدة المخولة بإصدار الأحكام والاتهامات، بعيداً عن “منابر الابتزاز والتلفيق”. هذا التصريح يعكس الإحباط من محاولات استغلال القضية لأغراض سياسية وإعلامية.
في هذه الأثناء، لا تزال السلطات القضائية تتحرك في التحقيقات المتعلقة بـ “سرقة القرن”، حيث تم إصدار العديد من أوامر القبض بحق المتهمين، في وقت تبذل فيه الحكومة الجديدة جهوداً لمحاكمة المتورطين وكشف الحقائق أمام الرأي العام.
ويبقى السؤال الأهم: هل سنرى في الأيام القادمة تحولاً في الرواية بشأن مسؤولية الكاظمي في هذه الجريمة؟ أم أن الفاعلين الحقيقيين سيظلوا بعيدين عن الأضواء؟ ما هو واضح هو أن “سرقة القرن” ليست مجرد جريمة مالية، بل جزء من صراع سياسي كبير في العراق يتجاوز حدود المسائل الاقتصادية إلى أبعد من ذلك بكثير.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: سرقة القرن فی هذه
إقرأ أيضاً:
(صحيفة).. الحوثيون يعملون على مخطط “لخلط الأوراق” قبل بدء سريان تصنفيهم “جماعة إرهابية”
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، عن مصادر عسكرية يمنية القول إن الجماعة الحوثية تعمل على مخطط “لخلط الأوراق” قبل بدء سريان تصنيفهم من قِبل الولايات المتحدة “جماعة إرهابية”.
وحسب الصحيفة، فإن الحوثيون استبقوا المقرر لسريان تصنيفهم من قبل الولايات المتحدة “منظمة إرهابية أجنبية”، وحشدوا أعداداً كبيرة من مقاتليهم باتجاه مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً في محافظة مأرب المنتجة للغاز والنفط، بالتزامن مع تكثيف نشاطهم التخريبي في المناطق المحررة والاستمرار في تهريب الأسلحة.
ووفق للمصادر، فإن الحوثيين دفعوا بالآلاف من مقاتليهم إلى مناطق خطوط التماس مع القوات الحكومية في جنوب وغرب محافظة مأرب، مع قيامهم بهجمات محدودة ضمن استعداداتهم للاستيلاء على تلك المواقع.
ورجحت المصادر أن يكون هذا المخطط محاولة من الجماعة المدعومة من إيران لخلط الأوراق، والهروب من الإجراءات والقيود التي ستترتب على بدء سريان تصنيفهم من قِبل الحكومة الأميركية “جماعة إرهابية أجنبية”.
ومع إعلان القوات اليمنية إحباط عمليات عدائية للحوثيين في قطاعات الكسارة والمشجح ومدغل في محافظة مأرب، استخدمت فيها المدفعية وصواريخ الكاتيوشا والقناصة، بيّنت المصادر العسكرية أن الجماعة مستمرة في إرسال التعزيزات إلى مناطق التماس.
وتشير التقديرات لدى الحكومة اليمنية إلى أن هناك مخططاً حوثياً لمهاجمة مناطق سيطرتها واستهداف حقول إنتاج النفط والغاز، في مسعى لخلط الأوراق مع دخول قرار تصنيف الجماعة “منظمة إرهابية أجنبية” حيز التنفيذ.
هذه التحركات أتت بعد أن عبّر مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن في آخر إحاطة له قدمها إلى مجلس الأمن، عن قلقه بخصوص التقارير عن العمليات العسكرية التي يقوم بها الحوثيون في قرية حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء، ومقتل طفلين وإصابة آخرين في هجوم غرب مدينة تعز، وتأكيده وجوب “أن تتوقف هذه الهجمات”.