أعلنت إدارة العمليات العسكرية في إدلب، الأربعاء، عن بدء عملية عسكرية تحمل اسم "ردع العدوان" بعد استهداف النظام السوري والميليشيات الإيرانية مناطق مدنية متفرقة في شمال غرب سوريا.

وأفاد مراسل "الحرة" في إدلب بأن العملية العسكرية بدأت على محورين، الأول في ريف حلب الغربي والثاني في ريف إدلب الشرقي.

وفي المحور الأول سيطرت فصائل المعارضة على نحو 20 موقعا يتنوع بين قرى وبلدات ونقاط عسكرية في ريف حلب الغربي، أبرزها "الفوج 46" الذي يعد موقعا عسكريا مهما وخط دفاع رئيسي عن مدينة حلب التي باتت تبعد نحو 10 كيلومترات عن الفصائل.

وفي ريف إدلب الشرقي، حيث بدأت فصائل المعارضة عملية عسكرية على مدينة سراقب الواقعة على الطريق الدولي دمشق - حلب، أعلنت إدارة العمليات سيطرتها على قرية داديخ وتلتها المطلة على الطريق الدولي.

وأكدت الإدارة مقتل العشرات من قوات النظام السوري، والتحصل على معدات ثقيلة من دبابات ومدرعات وأسلحة متوسطة.

ومن جانب آخر، استهدفت قوات النظام السوري والطائرات الروسية مناطق متفرقة بشمال غرب سوريا في سرمين وإدلب وأريحا والأبزمو ودارة عزة وغيرها.

وتهدف هذه العملية بحسب إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة إلى إعادة نحو مئة ألف مهجر إلى مدنهم وقراهم التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية.

وفي وقت سابق الأربعاء، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل نحو 100 عنصر من قوات النظام السوري و"هيئة تحرير الشام" والفصائل المسلحة في ريف حلب.

وقال المرصد في بيان إن العملية التي أطلقتها الهيئة بمساندة "فصائل الجيش الوطني" في منطقة ريف حلب، الأربعاء، أسفرت عن مقتل 44 عنصرا من هيئة تحرير الشام، و16 من الفصائل.

وأوضح البيان أن العمليات أسفرت أيضا عن مقتل 37 عنصرا من قوات النظام السوري بينهم ما لا يقل عن 4 ضباط برتب مختلفة.

وذكر المرصد أن هيئة تحرير الشام والفصائل تواصل تقدمها في ريف حلب الغربي، وأنها تمكنت من السيطرة على 21 قرية وبلدة في أقل من 12 ساعة من بدء العملية "بعد معارك واشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري".

وأضاف أن طائرات النظام السوري شنت أكثر من 30 غارة استهدفت مواقع مدنية وعسكرية في منطقة "بوتين-أردوغان".

وتسيطر فصائل من المعارضة المسلحة منذ سنوات على مناطق ليست بالكبيرة في شمال غربي البلاد، وتتصدرها "هيئة تحرير الشام".

وليس للمناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في شمال سوريا أي منفس تجاري وإنساني سوى مع الجانب التركي.

ورغم أن تلك المناطق ترتبط بعدة معابر حدودية وداخلية ليس من السهل على المدنيين الفرار إلى أي منطقة أخرى، في حالة اندلاع أي عملية عسكرية جديدة، بسبب الحواجز واختلاف مناطق السيطرة بين جهات متحاربة.

ومنذ عام 2020 لم تتغير حدود السيطرة بين أطراف النفوذ الفاعلة في سوريا. ويشمل ذلك فصائل المعارضة في شمال سوريا و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي يقودها الأكراد في الشمال الشرقي من البلاد.

ورغم أن أنقرة ودمشق اتخذتا مؤخرا خطوات للأمام على صعيد فتح أبواب الحوار لم تصلا إلى نتيجة حتى الآن، في ظل إصرار النظام السوري على شرط انسحاب القوات التركية من سوريا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات النظام السوری هیئة تحریر الشام فصائل المعارضة فی ریف حلب فی شمال

إقرأ أيضاً:

"السيطرة على المشهد".. تفاصيل حل الفصائل العسكرية السورية ودمجها في الأجهزة الحكومية

في خطوة كبيرة نحو إعادة تشكيل النظام السوري، أعلنت الفصائل العسكرية السورية الموافقة على تنصيب أحمد الشرع رئيسًا للبلاد في المرحلة الانتقالية. هذه الخطوة جاءت كجزء من محاولات دمج الفصائل العسكرية والمدنية في هيكلية الدولة السورية.

"مؤتمر إعلان النصر" وبيان أحمد الشرع

في "مؤتمر إعلان النصر" الذي عُقد في قصر الشعب، ألقى أحمد الشرع خطابًا أعلن فيه أولويات المرحلة الانتقالية، وأبرزها تشكيل حكومة جديدة من خلال حل جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام السابق.

أهم ما جاء في البيانتولي أحمد الشرع رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية.إلغاء دستور 2012 والقوانين الاستثنائية.حل مجلس الشعب السوري.اعتبار الثامن من ديسمبر يوما وطنيا.تفويض الشرع بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت.حل الفصائل العسكرية والثورية والمدنية، بما في ذلك حزب البعث.الفصائل العسكرية في سوريا: نشأتها وتوجهاتها

شهدت سوريا منذ اندلاع النزاع في عام 2011 ظهور العديد من الفصائل المسلحة التي تباينت توجهاتها وأهدافها. من أبرز هذه الفصائل هي هيئة تحرير الشام (HTS)، التي نشأت من جبهة النصرة، وهي تعد من أقوى الفصائل في شمال غرب سوريا، وتتصدر المشهد العسكري في محافظة إدلب. ورغم قوتها العسكرية، فإنها تصنف دوليًا كمنظمة إرهابية.

من جهة أخرى، تبرز قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كتحالف يضم وحدات حماية الشعب الكردية مع فصائل عربية وسريانية. هذه القوات تحظى بدعم أمريكي كبير، خاصة في مكافحة تنظيم "داعش"، وتسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا. وتعد قسد أحد الفصائل التي تتبنى رؤية سياسية وعسكرية تهدف إلى تعزيز الحكم الذاتي للأكراد في المنطقة.

أما الجيش الوطني السوري، فقد تأسس بدعم تركي ويضم فصائل من المعارضة السورية. ينشط هذا الجيش بشكل رئيسي في مناطق شمال سوريا، وخاصة في المناطق الحدودية مع تركيا. وقد شكلت تركيا هذا الجيش بهدف تعزيز مصالحها الاستراتيجية في المنطقة ومحاربة الفصائل التي تعتبرها تهديدًا لأمنها القومي.

إلى جانب هذه الفصائل، توجد الفصائل الشيعية المدعومة من إيران، مثل "حزب الله" اللبناني و"لواء فاطميون" الأفغاني، التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية السورية. هذه الفصائل تلعب دورًا محوريًا في تعزيز نفوذ إيران في سوريا، وتساهم في دعم النظام السوري في مواجهة الفصائل المعارضة.

تعقيدات المشهد العسكري والسياسي

الفصائل العسكرية في سوريا تتباين في توجهاتها الأيديولوجية، مما جعل التوصل إلى حل نهائي معقدًا. إلا أن الحل الذي طرحته الفصائل يهدف إلى دمج الجميع ضمن هيكلية الدولة السورية، وهو ما يشير إلى مرحلة جديدة قد تُنهي النزاع العسكري الممتد منذ أكثر من عشر سنوات.

إعلان الفصائل السورية عن تنصيب أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية يأتي في سياق سعيها لتحقيق "السيطرة على المشهد" العسكري والسياسي في سوريا. ورغم تعقيد الموقف العسكري وتنوع الفصائل، فإن خطوة دمج هذه الفصائل في أجهزة الدولة قد تكون بداية لنهاية النزاع السوري، رغم التحديات التي قد تواجهها.

مقالات مشابهة

  • "السيطرة على المشهد".. تفاصيل حل الفصائل العسكرية السورية ودمجها في الأجهزة الحكومية
  • هيئة تحرير الشام تعلن حل نفسها والانضمام للدولة السورية
  • إدارة العمليات العسكرية السورية تعلن حل الجيش العربي السوري ومجلس الشعب وإلغاء العمل بدستور سنة 2012
  • انطلاق فعاليات مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية وسط حضور موسع من فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة السورية
  • الأمن العام السوري يعثر على مخزن أسلحة ضخم في ريف دمشق (صور)
  • المخاطر المحيطة بالثورة السورية
  • إدارة العمليات العسكرية السورية تطلق سراح أفراد من النظام السابق
  • تركيا توجه فصائل الجيش الوطني السوري للانضمام إلى الإدارة الجديدة بدمشق
  • تركيا توجه فصائل الجيش الوطني السوري للانضمام للإدارة الجديدة بدمشق
  • لماذا لن يُسمح للتجربة السورية أن تنجح؟