قائد الحرس الثوري يوجه رسالة لنعيم قاسم وفريق أميركي يتوجه للمنطقة
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
تواصلت ردود الفعل على اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل بعد يوم من دخوله حيز التنفيذ. وبينما تستمر عودة آلاف النازحين اللبنانيين إلى مناطقهم وقراهم في أنحاء البلاد، يعمل الجيش اللبناني على تعزيز انتشار قواته في الجنوب، بموجب الاتفاق.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي -في رسالة إلى الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم– إن اتفاق وقف إطلاق النار "هزيمة إستراتيجية للكيان الصهيوني".
ورأى سلامي أن "حزب الله انتصر وفرض وقف إطلاق النار على الكيان الصهيوني الذي عجز عن تحقيق أهدافه"، وفق تعبيره.
وقال إن "قبول الكيان الصهيوني وقف إطلاق النار، رغم ضرب حزب الله أهدافا إستراتيجية له، هو درس لداعميه".
وأعرب قائد الحرس الثوري عن اعتقاده بأن وقف إطلاق النار في لبنان يمكن أن يكون بداية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة.
"تحطيم الأسطورة"
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن حزب الله "حطم أسطورة إسرائيل التي لا تُقهر. وحان الوقت لها أن تقبل الهزيمة في غزة أيضا".
وأضاف أنه رغم دعم الولايات المتحدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد "اضطر للتوسل من أجل وقف إطلاق النار بعد خسائره الفادحة في جنوب لبنان".
من جهة أخرى، قال المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إن فريقا أميركيا لمراقبة الاتفاق قد يصل إلى المنطقة اليوم الخميس، مؤكدا أن آلية المراقبة والتحقق تسري على الطرفين، وأنه سيتم التعامل بشكل فوري مع الانتهاكات المحتملة للاتفاق.
وتترأس الولايات المتحدة لجنة المراقبة التي تضم فرنسا وقوات الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) ولبنان وإسرائيل، وفقا لما بيّنه هوكشتاين.
وقد بدأ تنفيذ الاتفاق -الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا- فجر الأربعاء، ويفترض أن يكتمل تطبيقه خلال 60 يوما.
ولا ينص الاتفاق على انسحاب فوري للجيش الإسرائيلي من المناطق التي توغل فيها، وهو يقصر الوجود المسلح جنوب نهر الليطاني على الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
الرؤية الأميركيةوقال المبعوث الأميركي إن مهلة الـ60 يوما للانسحاب الإسرائيلي سببها أن الجيش اللبناني ليس جاهزا بعد للانتشار في جميع المواقع. وأضاف أن الإسرائيليين طلبوا من المواطنين اللبنانيين عدم الاقتراب من مناطق وجودهم لتجنب أي صراع.
وذكر هوكشتاين أن واشنطن ستعمل مع المجتمع الدولي للمساهمة في إعادة إعمار لبنان والاستثمار في مستقبله، داعيا اللبنانيين إلى "انتخاب رئيس وتشكيل حكومة تعكس رغبتهم في التغيير بعيدا عن حزب الله".
وكانت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان قد أعلنت مساء أمس الأربعاء أن مقاتليها سيتابعون تحركات وانسحابات قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى ما خلف الحدود.
وفي بيان نشرته عبر تطبيق تلغرام، قالت الغرفة -وهي تابعة لحزب الله- إن أيدي مقاتليها "ستبقى على الزناد دفاعا عن سيادة لبنان".
وأكد البيان مقتل أكثر من 130 جنديا وضابطا إسرائيليا وإصابة أكثر من 1250 آخرين خلال المواجهات البرية، وتدمير 59 دبابة من طراز ميركافا و11 جرافة عسكرية وناقلتي جند ومدرعتين وآليتي هامر.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه لا يخطط حاليا لخفض عدد قواته في لبنان ولا يسعى إلى نقلها إلى غزة.
ودعا الجيش الإسرائيلي سكان جنوبي لبنان إلى تجنب الانتقال نحو القرى التي طالب بإخلائها أو الاقتراب من القوات الإسرائيلية، قائلا إن كل تحرك نحو هذه القرى أو نحو قواته يعرّضهم للخطر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبراء: إسرائيل تستغل الهدنة لفرض واقع جديد في جنوب لبنان
قال خبراء إن إسرائيل تستغل فترة الهدنة في جنوب لبنان لفرض وقائع جديدة على الأرض، مستفيدة من عدم قدرة الدولة اللبنانية على فرض سيادتها الكاملة وضعف آليات مراقبة وقف إطلاق النار.
وكانت الهدنة قد دخلت حيز التنفيذ يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أكثر من شهرين من بداية المواجهة العسكرية المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل.
وأكد الأكاديمي والباحث السياسي حبيب فياض أن "الجانب الإسرائيلي يتمادى في ممارسة العدوان ولا يكترث بالمضامين والمحددات التي انطوى عليها وقف إطلاق النار".
وأضاف -خلال فقرة التحليلي السياسي "مسار الأحداث"- أن إسرائيل خرقت الاتفاق ما يقارب 3100 مرة خلال فترة وجيزة، متوقعا أن تصل الخروقات إلى ألف خرق إضافي حتى نهاية فترة الشهرين.
واتفق معه في الرأي الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، موضحا أن إسرائيل تمارس 3 أنواع من الاحتلال "الاحتلال التغييري في غزة، والاحتلال الاستباقي في الجولان، وفي لبنان تجمع بين الاحتلال التغييري والمؤقت في آن واحد".
حالة حزب الله
وفي السياق ذاته، يرى الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين أن "إسرائيل تحاول فرض تصرف مطلق في المنطقة"، مشيرا إلى أن "العقلية الإسرائيلية تميل إلى الطمع عندما تبدأ بالانتصار، وتسعى لفتح كل الأوراق الموجودة في عقيدتها".
إعلانواتفق الخبراء على أن حزب الله يمر بمرحلة إعادة تقييم وتموضع، وأوضح فياض أن "الحزب يعكف حاليا على مراجعة المرحلة الماضية لناحية اغتيال القيادات وقدرة إسرائيل على استخدام عنصر المباغتة والخروقات الأمنية الكبيرة".
وأشار العميد حنا إلى أن "حزب الله أصبح بالمعنى الجغرافي ملبننًا"، موضحا أن هناك 3 مفاصل مهمة قادمة تنتظرها لبنان: "انتهاء مهلة هدنة الـ60 يوما مع الاحتلال، وانتخاب رئيس للجمهورية، وتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب".
وحول موقف الدولة اللبنانية، أكد فياض أن "إجراءات تطبيق وقف إطلاق النار هي شأن لبناني محض بعهدة الجيش اللبناني بمؤازرة القوات الدولية، وليس من شأن إسرائيل أن تكون عنصر مراقبة ميدانيا".
وشدد جبارين على أن إسرائيل تسعى إلى "بناء إسرائيل المهيمنة"، موضحا أن "بنيامين نتنياهو -على مدار 15 عاما- لم يخطُ أي خطوة سياسية، وكل تحركاته كانت ميدانية لفرض أمر واقع مغاير".
الموقف الدولي
وعن الخيارات المتاحة أمام حزب الله، قال فياض إن "المقاومة ليست مضطرة أن تكون محشورة بين خيارين: إما مواجهة مفتوحة شاملة مع إسرائيل أو حالة انضباط وعدم تحرك".
وأضاف أنه "من الممكن أن تعود الأمور إلى حالة وسطية على غرار ما كنا نشهده قبيل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000".
ومن ناحيته، حذر العميد حنا من أن "آلية تنفيذ وقف إطلاق النار تحتاج إلى توضيح"، متسائلا "من يراقب على الأرض؟ وأين اللجنة الخماسية التي تشرف على تطبيق القرار 1701؟".
وفي ما يتعلق بالموقف الدولي، لفت فياض إلى أن "أميركا تعتبر لبنان حديقة خلفية لها، على عكس غزة التي تعتبرها شأنا إسرائيليا".
وأضاف أن "الضغوط الدولية قد تمنع إسرائيل من شن حرب واسعة النطاق، لكنها لا تمنعها بالضرورة من الاحتفاظ ببعض المناطق داخل الحدود اللبنانية وممارسة عربدة يومية".
إعلانونبه جبارين إلى أن "إسرائيل لن تساعد في استقرار لبنان إلا في حالة واحدة: إذا صار هناك مصدر للتطبيع معها، وما دون ذلك ستحاول فرض هيمنتها كما تفعل في الشرق الأوسط".