سيباستيان غوركا سياسي أميركي بريطاني مجري، ولد عام 1970 في المملكة المتحدة، وهناك بدأ مسيرته المهنية، وانضم للاستخبارات العسكرية، قبل أن ينتقل إلى المجر عام 1992 ويصبح مستشارا سياسيا.

انتقل غوركا إلى أميركا وحصل على جنسيتها عام 2012، وشغل فيها مناصب بارزة من بينها مستشار إدارة مكافحة الإرهاب في أثناء الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبرزت حينئذ آراؤه المتشددة تجاه المسلمين.

وعقب فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية عام 2024، عيّنه نائب مساعد الرئيس وكبير مديري مكافحة الإرهاب في ولايته الثانية.

المولد والنشأة

ولد سيباستيان بول غوركا يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 1970 في العاصمة البريطانية لندن، لأسرة مجرية فرّت من بلادها إلى بريطانيا بعد فشل "الثورة المجرية" في إنهاء سيطرة الاتحاد السوفياتي عام 1956، وكان والده ناشطا معارضا وله آراء مناهضة للشيوعية على إثرها اعتقل وعذب في السجون السوفياتية.

قصى غوركا طفولته في لندن، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي قرر الانتقال إلى مدينة بيلشسابا المجرية وكان عمره آنذاك 20 عاما. وخطا على نهج أبيه المعارض المجري وبدأ يتبنى آراء مناهضة للأنظمة الشمولية، إضافة إلى تأثره بسياسات رئيسة وزراء بريطانيا حينئذ، مارغريت تاتشر.

وظهر شغف غوركا أثناء طفولته بالبرامج الإذاعية الحوارية، وكان يستمع ليلا إلى برامج إذاعة "بي بي سي" عبر جهاز راديو صغير يضعه أسفل وسادته.

سيباستيان غوركا قضى طفولته في لندن وانتقل إلى المجر لما بلغ الـ20 (مواقع التواصل الاجتماعي) الدراسة والتكوين العلمي

درس غوركا مراحله الأساسية في مدرسة سانت بنديكت في منطقة إيلينغ غربي لندن، ثم التحق بجامعة لندن لدراسة البكالوريوس وتخصص في الفلسفة وعلم اللاهوت.

واصل غوركا تعليمه العالي في جامعة كورفينوس في بودابست بالمجر وتخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية وتخرج فيها عام 1997، ثم حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية عام 2007.

وكان غوركا عضوا في برنامج زمالة في كلية كينيدي للإدارة الحكومية في جامعة هارفارد، وشغل منصب عميد مساعد لشؤون الكونغرس في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن. كما عمل أستاذا في برنامج الماجستير في جامعة جورج تاون.

التجربة العملية والسياسية

خدم غوركا في الاحتياط العسكري البريطاني ضمن وحدة الاستخبارات العسكرية أثناء دراسته الجامعية، ثم انتقل إلى المجر وانضم إلى أول حكومة شكلت عقب انتهاء النظام الشيوعي فيها.

أصبح غوركا مستشارا لرئيس الوزراء المجري حينها فيكتور أوربان عام 1998. وترشح عام 2006 لمنصب عمدة مدينة بيلشسابا المجرية، لكنه حل في المركز الثالث.

غوركا اكتسب خبرة في مجال مكافحة الإرهاب في أثناء عمله بالمجر (رويترز)

بعد عام من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، برز غوركا في أثناء عمله بالمجر، خبيرا عسكريا في مكافحة الإرهاب، فشارك في برنامج مكافحة الإرهاب الذي تموله وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ويدار من ألمانيا.

انتقل غوركا بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية مع عائلته عام 2008، وواصل عمله مع وزارة الدفاع، وحصل على الجنسية الأميركية عام 2012.

وعام 2014، انضم غوركا إلى موقع "بريتيارت نيوز" الإخباري الأميركي الذي يتبنى آراء أقصى اليمين، وعمل رئيس تحرير لقسم شؤون الأمن القومي.

وارتبط غوركا لأول مرة بحملة ترامب السياسية عام 2015، إذ قدم له استشارات سياسية، وناقش معه قضايا الأمن القومي.

وعينه ترامب في يناير/كانون الثاني 2017 مستشارا لمكافحة الإرهاب، وفي أثناء تلك الفترة، دعم قرار "حظر السفر" الذي فرضه ترامب على مواطني 7 دول إسلامية.

وعمل غوركا مستشارا لمكافحة الإرهاب 7 أشهر حتى استقالته المفاجئة بسبب عدم توافقه مع بعض أفراد الحكومة.

عُرف غوركا بآرائه المتشددة تجاه الإسلام وربطه بالإرهاب، وقال إذا ما لم يتم اتخاذ خطوات صارمة لمكافحة "الجماعات الإرهابية"، فستقع الولايات المتحدة في قبضتها تحت سلطة "الشريعة الإسلامية المتطرفة".

غوركا يعتبر أحد وجوه الشاشة الأميركية البارزة (رويترز)

وبعد مشاهدته "لقطات غير معدلة للهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل"، حسب وصفه، خاطب قادة إسرائيل قائلا "اقتلوهم فردا فردا"، وأضاف "بارك الله في إسرائيل. بارك الله في الحضارة اليهودية المسيحية".

غادر غوركا البيت الأبيض في أغسطس/آب 2017، وعمل معلقا في شبكتي فوكس نيوز ونيوز ماكس، وقدم برنامجه الإذاعي الشهير "أميركا أولا مع سيباستيان غوركا".

عام 2020، عينه ترامب عضوا في مجلس التعليم للأمن القومي، وهو لجنة مكونة من 14 عضوا توفر المنح الدراسية والزمالات والدعم المالي لتلبية "الحاجة الوطنية لخبراء في اللغات والمناطق الحيوية".

وعقب فوز ترامب بالسباق الرئاسي عام 2024، رشح غوركا لشغل منصبي نائب مساعد الرئيس وكبير مديري مكافحة الإرهاب في ولايته الثانية.

الكتب والمؤلفات

كتب غوركا عددا من المقالات الصحفية، إضافة إلى تأليفه 3 كتب، هي:

كتاب "هزيمة الجهاد: الحرب الرابحة" عام 2016، وفيه صاغ سياسة الحرب ضد ما يسميه "الإسلاموية"، وحاكى فيه السياسة التي صاغتها الولايات المتحدة لمكافحة "الشيوعية السوفياتية". كتاب "الحرب من أجل روح أميركا" عام 2019. كتاب "لماذا نحارب: هزيمة أعداء أميركا-بلا اعتذارات" عام 2018.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مکافحة الإرهاب فی فی جامعة فی أثناء

إقرأ أيضاً:

قمة أوروبية في لندن غداً لـ سلام عادل ودائم بأوكرانيا

لندن"وكالات": أكد حلفاء أوكرانيا الأوروبيون الذين من المقرر أن يجتمعوا في لندن غداً، وقوفهم إلى جانب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بعد المشادة الكلامية الحادة في البيت الأبيض مع دونالد ترامب الذي اتهمه بأنه "غير مستعد" للتوصل إلى السلام مع روسيا.وإثر مشادة الجمعة ومغادرة زيلينسكي البيت الأبيض من دون التوقيع على صفقة المعادن كما كان متوقعا، سارع معظم القادة الأوروبيين للدفاع عنه.وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك "لست وحدك".

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر العائد من واشنطن حيث التقى ترامب، أنه تحدث إلى كل من ترامب وزيلينسكي وتعهد بتقديم "دعم ثابت" لكييف.

وكتب زيلينسكي على منصة إكس "اشكر لكم دعمكم" ردا على قرابة 30 رسالة من قادة أوروبيين بشكل منفرد.

ويجتمع ممثلو أكثر من اثنتي عشرة دولة أوروبية في لندن غداً في إطار القمة التي ستتمحور وفق الحكومة البريطانية حول حشد الدعم من أجل "إقرار سلام عادل ودائم" في أوكرانيا، وفق داونينغ ستريت.

وسيبحث اللقاء كذلك حاجة أوروبا لزيادة التعاون الدفاعي وسط مخاوف بشأن تراجع الدعم الأميركي لحلف شمال الأطلسي.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه مستعد لأن يستهل النقاش بالحديث عن حيازة أوروبا للردع النووي في المستقبل، بعدما دعا إلى ذلك المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس الذي أكد ضرورة أن تتحرك القارة بسرعة "لتستقل" عن الولايات المتحدة في مجال الدفاع.

وسيمثل تركيا المدعوة إلى القمة، وزير خارجيتها هاكان فيدان الذي تحدث هاتفيا السبت مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن الحرب في أوكرانيا، وفق مصدر في الخارجية التركية.

وقال المصدر إن تركيا، التي استضافت مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في 2022، مستعدة لاستئناف الدور لكنها تبقى ملتزمة بـ "سلامة ووحدة أراضي أوكرانيا".

- مشادة في العلن -

وأحدث ترامب صدمة لدى الكثيرين في أوروبا عندما تحادث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا التي غزتها موسكو قبل ثلاث سنوات.وأثار التحول المفاجئ الذي أحدثه ترامب في الموقف الاميركي من أوكرانيا، وتهميش كييف وأوروبا وسعيه للتقارب مع بوتين، قلق دول الناتو.

وتفاقمت هذه المخاوف الجمعة إزاء المشادة التي حدثت في البيت الأبيض، وانهيار السياسة التي قامت على تقديم دعم غربي هائل لأوكرانيا تقوده الولايات المتحدة منذ الغزو، خلال الشجار العلني أمام وسائل الإعلام.

صاح ترامب ونائبه جاي دي فانس في وجه زيلينسكي واتهماه بعدم إبداء "الامتنان" وبرفض قبول شروط السلام المقترح.

وقال ترامب "ليس لديك أي أوراق الآن. إما أن تبرم صفقة أو سننسحب. وإذا خرجنا، فسوف تقاتل ولا أعتقد أن الأمر سيكون جميلا" .

وغادر زيلينسكي بعد فترة وجيزة، ونشر ترامب على وسائل التواصل أنه "يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".

وأفادت وسائل الإعلام الأميركية أن مسؤولين كبارا في إدارة ترامب طلبوا من زيلينسكي المغادرة.

ورفض زيلينسكي الاعتذار، وقال لشبكة فوكس نيوز "لست متأكدا من أننا فعلنا شيئا سيئا". ومع ذلك، قال إنه يتمنى لو لم تحدث المشادة أمام الصحافيين.

أما روسيا فبدت مسرورة بما حدث. وقال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف إن زيلينسكي تلقّى "صفعة مناسبة".

واعتبرت موسكو أن زيارة زيلينسكي إلى واشنطن منيت "بفشل تام".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن زيلينسكي "مهووس" بإطالة أمد الحرب مؤكدة مجددا إن أهداف موسكو تظل "نزع السلام من أوكرانيا" وضم جميع الأراضي التي تحتلها روسيا حاليا.

وبدأ الشجار بعد أن قال ترامب إن أوكرانيا ستضطر إلى تقديم "تنازلات" لإبرام هدنة مع روسيا التي احتلت مساحات شاسعة منها.ورد زيلينسكي بأن بلاده لن تساوم مع "قاتل".

ثم علا الصراخ وراح ترامب وفانس يوبخان بصوت عالٍ زيليسكي الذي بدا أنه يشعر بالغضب وبعدم الارتياح.

وأثار ترامب قلق كييف والأوروبيين بالتحول المفاجئ في سياسته تجاه أوكرانيا وقال إنه سيتوسط بين بوتين وزيلينسكي ورفض إدانة الغزو الروسي.

وقال في المكتب البيضوي إنه "تحدث في مناسبات عديدة" مع بوتين، أكثر مما أُعلن عنه.

وعندما سألت فوكس نيوز زيلينسكي إذا كان إنقاذ العلاقة مع ترامب ممكنا، قال "بالطبع". لكنه قال أيضا إنه يتمنى لو أن ترامب أبدى "تأييدا أكبر لنا".

في الأثناء، تستمر الحرب في أوكرانيا حيث أعلن الجيش الروسي اليوم سيطرته على بلدتي سودني وبورلاتسكي، الواقعتين في جنوب منطقة دونيتسك الشرقية، حيث يواصل تقدمه.

من جانبها، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 154 مسيرة فوق عدة مناطق خلال الليل، أسقطت 103 منها.

وأفادت السلطات الأوكرانية بمقتل شخص وإصابة العديد من الأشخاص.

وفي المناطق التي تحتلها روسيا قتل ثلاثة أشخاص وجرح خمسة السبت في قصف أوكراني على منطقة خيرسون (جنوب)، وفق مصادر محلية.وأصيب شخصان في بوكروفسك الاستراتيجية بشرق أوكرانيا حيث تحقق القوات الروسية تقدما.

مقالات مشابهة

  • مكافحة الإرهاب في الساحل.. بين الضرورات الأمنية والتحديات السياسية
  • زيلينسكي يؤكد: بوسعي إنقاذ علاقتي مع ترامب
  • مستشار ترامب يتحدث عن دعم أمريكا لـقيادة جديدة في أوكرانيا والتنازلات لتحقيق السلام
  • تعرف على شرط ترامب للعفو عن زيلينسكي
  • بعد شجار البيت الأبيض.. استقبال حارّ لـ«زيلينسكي» في لندن
  • مسؤول بإدارة ترامب يتوعد بفتح أبواب الجحيم في ولاية أميركية
  • قمة أوروبية في لندن غداً لـ سلام عادل ودائم بأوكرانيا
  • وول ستريت جورنال: مسؤول بإدارة ترامب يؤكد عدم نشر قوات أمريكية بأوكرانيا
  • ستارمر يُطلع القادة الأوروبيين على محادثاته مع ترامب
  • القبض على إرهابي وتاجر مخدرات بسلسلة عمليات نوعية لجهاز مكافحة الإرهاب