شبكة اخبار العراق:
2024-11-28@09:55:14 GMT

«حزب الدَّعوة» إلى الوراء.. في بيانين!

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

«حزب الدَّعوة» إلى الوراء.. في بيانين!

آخر تحديث: 28 نونبر 2024 - 10:00 صبقلم:رشيد الخيّون مَن لم يعرف حزب «الدَّعوة الإسلاميَّة»، قبل (2003) عرفه بعدها، كان ضمن مجلس آل الحكيم، ثم توزع على البلدان، أَّما فقيهه فظل بقّمّ، وهو صاحب (213) فتوى قتل أطفال وحوامل، وسطو على البنوك، حواها «دليل المجاهد»، لم يعط الحزب رأياً في لائحة فقيهه الإفتائيَّة، صاحب (12) مكتب بالعِراق.


ما زال اللَّغط في تاريخ الحزب، جماعة تعد التَّأسيس (1957)، وربطته بالمولد النّبويّ، بينما المؤسسون حددوه بـ(1959)؛ لذا تَمرُّ الذكرى باهتة، خالية مِن حقيقة المناسبة، فالحزب حتى الثمانينيات، وإعلانه الذوبان في قائد أجنبيّ، لم يصدر بياناً واحداً.ظهر حزب «الدّعوة»، بالخارج، متشظياً إلى جماعات، بل بدأت الانشقاقات في الداخل بعد التأسيس بفترة وجيزة واستمرت، ويُحسب للدعوة، أنه كان ضد الحصار على العراق (1990-2003)؛ وكان هو والحزب الشيوعي العراقي مِن قوى المعارضة آنذاك، على خلاف «المؤتمر الوطني» (أحمد الجلبيّ)، كان متشدداً تجاه الحصار، بذريعة أنَّ النّظام يستفيد مِن رفعه.
كذلك جماعة مِن الدَّعوة، لم تر نظرية ولاية الفقيه على هذا الموقف، خالفت هذه الجماعة الآخرين، مِن الإسلاميين الشّيعة. بعدها جاءته رئاسة الوزراء، ولم يُقدم مَن يُشار إليه برجل دولة، بقدر ما أجادوا الاستحواذ على الوظائف بالنفوذ والمال العام، فقد يُجيد المعارضة أيَّ أحد، أما السُّلطة فهي الاختبار الأكبر.
كان المفروض، بعد التَّجربة، يبرز الدَّعوة عراقياً، لا طائفيَّاً، لكنه صار قطب الرَّحى للطائفيَّة. عاد أمينه ينادي بثنائية يزيد والحُسين، وعندما عُزل شبّه نفسه بعليَّ بن أبي طالب (اغتيل:40هج)، السُّلطة عنده، كما اعتبرها عليّ: «عفطة عنز» (نهج البلاغة)، بينما تأبط، مِن أجلها، اسم المختار الثقفيّ (قُتل: 67 هج)، لقبه: «مختار العصر»، والمختار لم يتردد مِن قتل أحد أبناء عليّ (الطَّبري، تاريخ الأُمم والملوك)، عندما خالفه.
لم يستفد «الدّعوة» مِن دروس المعارضة، ليخلع ثوب الطّائفيَّة المسموم، وهو في السُّلطة، فصار مسؤولاً عن كبائر، ومازال منتشياً ببناء سواتر طائفيّة جديدة، داعماً لقرار «الغدير» عيداً، لغرض كسب الجمهور الشّيعيّ، ببيان فاقدٍ للحكمة: «الغدير هو مناسبة للوحدة والمحبة، في ظل الرسالة الإلهية، وتحت خيمة الوطن الواحد» (مكتبه الإعلامي 22/5/ 2024).
كيف اعتبر «الدّعوة» احتفال الدَّولة بالغدير «خيمة الوطن»، بينما ملايين العراقيين، عرب وكُرد وتركمان، لا يقرون «الغدير» سياسياً! كيف يخص عموم المسلمين، وعندما رسموا المناسبة، علت الهتافات الوضيعة ضد رموز الآخرين؛ مع علمنا أنَّ مِن فقهاء الشِّيعة لم يحسموا اعتقادهم بالإمامة، لكن «الدَّعوة» يرقص بنغمة الطائفيّة عليها؛ وهذا نعتبره ذوباناً لا وطنياً آخر، بعد ذوبانه المشهور.
بعد «الغدير» تحرك «الدَّعوة» لفرض أحوال شّخصيّة كارثية على العراقيات؛ بإلغاء السن القانوي للزواج (18) عاماً، ويجوز لمن بلغت التاسعة، بل يجوز تملكها قبل ذلك، وإنقاص حضانة الأمّ، وربط النَّفقة بالاستمتاع، حسب الرَّسائل الفقهية المراد تطبيقها، فارتفعت أصوات العراقيات، ضد هذا التَّدبير.
جاء بيانه: «الحرية هي سمة أساسية مِن سمات العهد السياسي الجديد، حيث لم يشهد لها تاريخ العراق الحديث مثيلاً، وهي وليدة التَّضحيات السَّخية للعراقيين الأحرار من المكونات كافة، وقد جاء تعديل قانون الأحوال الشَّخصية ليرسخ حرية الإنسان العراقي»(30/7/2024).لا ندري كيف يُنشأ حزب «الدعوة» بياناته، ما العلاقة بين إلغاء قانون وطني موحد، والحرية والتجديد؟ أمن أجل الظَّلاميَّة المعتمة كانت التَّضحيات؟!
قال الشّاعر الأمويّ حمزة بن بِيْض، متحدثاً إلى الوليد بن يزيد (قُتل: 126هج)، وقد وعد بإزالة ما تركه عمّه هشام بن عبد الملك(تـ: 125هجرية): «وصلتَ سماءَ الضّرِ بعدما/ زَعمتَ سماءَ الضّرِ عنَّا ستقلعُ/فليت هشاماً كان حياً يسوسنا/ وكنا كما كُنا نُرجِّي ونطمعُ(الأصفهانيّ، الأغاني). أقول: لو تُرك العراقيون يرجّونَ نظاماً جديداً، أفضل، ألف مرة، مِن العودة بهم إلى الوراء، بأكاذيب الحرية والوطنيَّة، مثلما هي بيانات الدَّعوة الدعائيَّة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

خارطة طريق المعارضة لـ اليوم التالي

كتبت  لارا يزبك في" نداء الوطن": بينما تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار لم تكن قد تكشّفت بعد، شغّل «حزب اللّه» محركاته السياسية والإعلامية ليس فقط للتسويق لفكرة «الانتصار غير المسبوق الذي تحقق»، وهو أمر كان متوقّعاً، بل لنفض الغبار عن المصطلحات والأدبيات التي وُضعت على الرفّ منذ 8 تشرين الأول 2023، ولمهاجمة مَن يطالبون بتطبيق الدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية لأن في تطبيقها إرضاء للأميركي، ولم يبقَ إلا أن يستعيد هذا الفريق مطلب «انتخاب رئيس يحمي ظهر المقاومة».
لسنا في آب 2006، ومَن أعلن «الانتصار الإلهي» حينها، اغتالته إسرائيل، ومعه كل قيادات الصف الأول في «حزب اللّه»، وأكثر من 15 ألف جريح وآلاف الضحايا، وجرفت قرى بأكملها جنوباً ووصلت إلى مشارف الليطاني. كما أغارت في قلب الضاحية الجنوبية وفي بيروت وصولاً إلى بعلبك وعكار، مروراً بكسروان وجبيل. «لن نجادل «الحزبَ» في معايير الانتصار والهزيمة»، تقول مصادر سياسية سيادية معارضة لـ «نداء الوطن»، لأن له مفاهيمه الخاصة لها، غير أن هذه الصورة المبكية وحدها، تحمل في طياتها، جواباً كافياً ووافياً عن النصر اللبناني العظيم».
انطلاقاً من هنا، تقول المصادر إنّ «الحزب»، بعد هذه الحرب التي تفرّد في قرار فتحها، يقف في قفص المساءلة، ولن نسمح له أبداً باستخدام فائض قوته و «بالهوبرة»، من جديد، لوضع مَن أرادوا حماية لبنان ومَن طالبوا بالـ 1701 منذ 8 تشرين، في موقع المُدان أو المُتّهم».
كشفت المصادر عن تنسيقٍ بين أركان الفريق السيادي للوقوف صفّاً مرصوصاً وسدّاً منيعاً في وجه ما قد يعدّ له «حزبُ اللّه». يضيف المصدر «ما بعد 8 تشرين لن يكون كما قبله، خريطة الطريق التي سنسير عليها في اليوم التالي واضحة: تطبيق الدستور والقرارات الدولية، تسليم الجيش اللبناني السلاح جنوب الليطاني وشماله، ضبط الحدود، إعادة الحياة إلى المؤسسات مِن رئاسة الجمهورية إلى القضاء، العودة إلى أصول النظام البرلماني الديمقراطي واحترام قواعده ورفض كل ما كُرِّس مِن خارجه مِن بدع وأعراف، مِن حكومات الوحدة الوطنية إلى طاولات الحوار، فالثلث المعطّل وتكريس وزارات لهذه الطائفة أو تلك».
الخراب عميم ويطول بيئة «الحزب» قبل سواها، وما نطلبُه، فيه مصلحةٌ لكل اللبنانيين، خاصة أن رواية السلاح الذي يحمي ويردع العدو، سقطت سقوطاً مدوّياً. بكل وطنية، ورغم الدمار الذي تسبّب فيه، لا نطلب من «حزب اللّه» الدخول إلى «السجن»، بل ندعوه إلى الانخراط في كنف «الدولة». هل يفعلها، ويقف تحت سقفها كما قال أمينه العام الشيخ نعيم قاسم؟ إذا لم يفعل، فكلامٌ آخر، وسيكون من الأفضل حينها إعادة النظر في النظام القائم، تختم المصادر.  

مقالات مشابهة

  • فصائل المعارضة السورية تطلق عملية ردع العدوان العسكرية
  • المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب
  • خارطة طريق المعارضة لـ اليوم التالي
  • أول تعليق من زعيم المعارضة على وقف إطلاق النار في لبنان
  • ‏الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان مبانٍ عدة في منطقتي برج البراجنة وتحويطة الغدير في ضاحية بيروت الجنوبية
  • إنذار إسرائيلي عاجل إلى سكان برج البراجنة وتحويطة الغدير
  • تونس في إجازة
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: من الصواب التوصل إلى تسوية مع لبنان
  • وزير لبناني: الحرب أعادتنا 10 سنوات إلى الوراء وتكلفتها تزيد عن 20 ملياراً