بوابة الوفد:
2025-02-10@00:17:58 GMT

بداية الكارثة السياسية

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

تحدثت كثيراً من قبل عن بداية الكارثة السياسية عندما قامت ثورة يوليو بإلغاء الأحزاب. وقلت ساعتها إن أكبر خطأ ارتكبته ثورة 23 يوليو 1952، إن لم يكن جريمة فى حق الحياة السياسية، هو إلغاء الأحزاب، مما تسبب فى إصابة البلاد بكوارث سياسية، وحوّل أى إنجاز فعلته الثورة إلى محل ريبة وشك.. وأكبر ضرر كان وراء إلغاء الأحزاب هو اتباع سياسة الحزب الواحد والفكر الواحد الذى تسبب فى اتخاذ قرارات فردية دون مناقشة أو حوار مجتمعى، مما تسبب أيضاً فى فصل الناس عن واقع الحكم خلال ما بعد فترة الثورة.

وعلى حد علمى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى أواخر فترة حكمه كان يعتزم عودة الأحزاب لكن المنية لم تسعفه خاصة بعد فشل الاتحاد الاشتراكى فى أداء الدور المنوط به، وأن حزب الرئيس المنفرد وحده بالسلطة لا يكفى لتحقيق الحياة السياسية التى تتمناها الجماهير.

والمعروف أن نظام الحزب الواحد دفع إلى معاناة شديدة للشعب سياسية واجتماعية واقتصادية.

وغير مقبول التبريرات التى يطلقها البعض بشأن حل الأحزاب السياسية بعد ثورة 23 يوليو، وأهم هذه التبريرات التى يتم ترديدها هى الصراعات بين الأحزاب خلال فترة ما قبل الثورة، مدعين أيضاً أنها كانت سبباً فى الفساد السياسى وغير قادرة على الحياة السياسية فى مرحلة الثورة، فهذا كلام فارغ لا يرقى أبداً إلى مرحلة التعقل، لكن الحقيقة أن النظام فى هذه الفترة ارتأى تدمير الأحزاب، والعمل على نظام الفكر الواحد والحزب الواحد، وكانت النتيجة ما جناه الشعب المصرى بعد ذلك.

إلغاء الأحزاب السياسية كان بالفعل أكبر خطيئة ارتكبها نظام يوليو، مما هدد كل إنجازات الثورة ووضعها فى محل ريبة وشك بسبب ضعف الحياة السياسية المترتبة على حل الأحزاب، وإذا كان هناك ضعف فى الحياة السياسية الآن، فالسبب الرئيسى فى ذلك هو بداية حل الأحزاب منذ ثورة 23 يوليو، واتباع سياسة الحزب الواحد والاعتماد على الفرد فى كل شىء، مما حرم البلاد من الحياة الديمقراطية السليمة والتى باتت حلماً للجماهير.

ويوم قرر الرئيس الراحل أنور السادات بعد نصر أكتوبر 1973 تبنى فكرة المنابر ثم الأحزاب الثلاثة المعروفة بالوسط واليمين واليسار، كان يسعى إلى إقامة حياة ديمقراطية تقوم على التعددية، لكن كان أسوأ ما فى ذلك هو رئاسة الرئيس أو تبنيه حزباً بعينه، وكان ذلك هو حزب الوسط الذى تغير بعد ذلك إلى الحزب الوطنى المنحل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سياسة الحزب الحیاة السیاسیة

إقرأ أيضاً:

الألحاد السياسي

9 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:

زكي الساعدي

إن ما عاناه المواطن والمثقف بالخصوص العراقي من جميع الحكومات المتعاقبة سواء الانقلابية او الدكتاتورية وحتى الديمقراطية منها من تهميش واهمال لمصطلح المواطنة وفقدان الهوية الوطنية على حساب الهويات الأخرى وتغير نهج الأحزاب التي تصل السلطة وانحراف مسارتها جعلت المثقف العراقي يميل إلى اعتناق ( الألحاد السياسي )
قد يتوارد للذهان ماهو مصطلح الإلحاد السياسي هو مفهوم حديث فلسفي وسياسي يعبّر عن رفض أو إنكار وجود شرعية أو سلطة عليا للنظام السياسي أو الدولة، أو رفض الاعتراف بسلطة أي حكومة أو مؤسسة سياسية وبما يعني رفض لكل الأحزاب والحركات السياسي وبما انه يرفض الأحزاب والأحزاب هي من تُشكل الحكومة فإنه بالنتيجة رافضا للحكومة تماما . هذا المفهوم لا يرتبط بالضرورة بالإلحاد الديني (إنكار وجود الإله)، بل يركز على فكرة رفض السلطة السياسية القائمة واعتبارها غير شرعية أو غير ضرورية ولا يؤمن بالانخراط في احزاب ممكن ان تكون بديلة للإصلاح.

ومنً ابرز ظواهره رفض شرعية الدولة اي يعتقد الإلحاد السياسي أن الدولة أو النظام السياسي ليس له شرعية حقيقية، وأنه قائم على القوة والإكراه بدلًا من الإرادة الحرة للأفراد.

وكثيرا ما ينتقد السلطة ،حيث يشكك من يعتنق الإلحاد السياسي في فكرة أن السلطة السياسية ضرورية لتنظيم المجتمع، ويعتبر أن السلطة غالبًا ما تُستخدم لقمع الحريات واستغلال الأفراد.

وغالبا ما يتبنى التركيز على الفرد حيث يرى الملحد السياسي أن الفرد يجب أن يكون حرًا في اتخاذ قراراته دون تدخل من سلطة خارجية، وأن المجتمع يمكن أن يعتمد على التعاون الطوعي بدلًا من الإكراه السياسي.

إن ما يؤخذ على الإلحاد السياسي انه يعتبر عاجزا لعدم تقديمه بديلًا عمليًا واضحًا لتنظيم المجتمع دون سلطة مركزية.ومقدار من التفاؤل المفرط حيث يعتبر البعض أن فكرة التعاون الطوعي دون سلطة هي فكرة مثالية يصعب تحقيقها في الواقع.

وقد تكون نتائج تفشي الألحاد السياسي الفوضى!!!!

حيث يرى النقاد أن رفض السلطة السياسية قد يؤدي إلى فوضى وعدم استقرار في المجتمع.

والمفارقة العظيمة كلما زاد الالحاد السياسي كلما ساءت السلطة وانحسرت الثقافة وقل الاهتمام بالعلم وبالتالي تفشى الجهل …

إذن هي حالة سلبية جدا تنتشر بين الأوساط المثقفة والنخبة وتقصيهم سياسيا من المشهد.

الإلحاد السياسي هو مفهوم ثوري يتحدى الأفكار التقليدية حول السلطة والدولة، ويعكس رغبة في تحرير الفرد من القيود السياسية ونبذ الأحزاب .
ان العمل سياسي لابد أن يتم عبر الأحزاب وإلا الأصوات الفرادى لا تصل إذا لم تكن مجتمعة فإنه بالتالي إسكات لاي صوت مختلف .

الذي سيقاطع العملية السياسية لفشلها وسوء من يديرها سيفسح لها المجال بالنمو المستمر المؤكد دون أن يعلم لان اعتنق الالحاد السياسي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • المفوضية تنظم منتدى حول دور «الأحزاب السياسية» في الانتخابات
  • توقف حركة المرور أعلى محور 26 يوليو بعد تصادم سيارتين ملاكي
  • 3 قرارات من النيابة في واقعة وفاة وإصابة 4 أعلى محور 26 يوليو
  • الألحاد السياسي
  • مصرع شخص وإصابة سيدة وأطفالها الثلاثة جراء حادث بمحور 26 يوليو
  • جثة و10 مصابين.. تفاصيل تصادم ميكروباص وسيارة ملاكي أعلى محور 26 يوليو
  • مصرع شخص وإصابة 5 آخرين في إنقلاب ميكروباص أعلى محور 26 يوليو
  • الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان تدين تصريحات ترمب بشأن تهجير سكان غزة
  • مسرح 23 يوليو بالمحلة يحتفل بذكرى كوكب الشرق أم كلثوم
  • التيار إلى المعارضة